أدباء بلا أدب





ليلي صاحبة السعادة




لكل مهنة تأثيراتها الخاصة التي تنعكس على شخصية صاحبها، حتى صرنا نتوقع مهنة شخصٍ ما من خلال مظهره وأسلوبه.




وبدهي أن هناك من المِهَن ما له تأثير واضح على المجتمع والناس من حولنا بأي شكلٍ من أشكال التأثير لاسيما أصحاب الكلمة المقروءة أو المسموعة كالصحفي والكاتب والأديب.




الأدباء عمومًا هم من يشكِّلون وجداناتنا ، ويتركون آثارهم الظاهرة على المجتمع بالإيجاب أو السلب.




وثمة بعض الآراء التي تقول إن الأديب عمومًا والشاعرَ خصوصًا ليس مصلحًا اجتماعيَّـًا ، ولا مطلوبًا منه أن يكون راعيًا للأخلاق او للقيم.




الشاعر مصور بارع يرسم الجمال بالكلمات ويزينه بالأخيلة الجميلة والمعاني العميقة والموسيقى المدغدغة للآذان. هذا صحيح ولن أختلف عليه ، إنما هذا - في ظني- هو الشاعر المجرد من الثقافه والوعي ، أما الشاعر الدارس المطلع فيختلف تمامًا عن هذا ؛ لأن علمه وثقافته يجعلانه متحضرًا في سلوكه ، راقيًا في تعامله ، ذا رسالةٍ اجتماعية وأخلاقية لا ينفك عنها.




وقديمًا قيل إن الشعر ديوان العرب ؛ أي أنه كان سجِل حيواتهم ، ومرآةً صادقةً لأخلاقهم وعاداتهم. فكأنه - أي الشاعر- كان مرآةً صادقةً لمجتمعه ، يؤثر فيه ويتأثر به. ولا مانع أبدًا من أن يتقمص الشاعر دورَ المصلح الاجتماعي علىٰ أن يبتعد - بالطبع - عن التقريرية والمباشَرة والخطابية ، علىٰ أن يكون هو في نفسه خير مثالٍ علىٰ الأخلاق الطيبة والنفس الصافية المُحِبَّة للناس.




وإذن من يقُلْ إن الشاعر ليس مصلحًا اجتماعياً فهو مخطئ ؛ لأن الشاعر والأديب عمومًا والمفكر لهم دور كبير في تشكيل وعي الناس وتعديل سلوكهم ، وتاريخ الآداب خير شاهد على ذلك. أيها الأدباء ، استقيموا يرحمْكم الله.