تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بحاجة لموجز مختصر للفرق الإسلامية وأهم أصولها ؛ كالشيعة والخوارج والمعتزلة والجهمية...الخ على أن يكون مختصرا جدا لا يتعدى الصفحات العشرين قدر المستطاع.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    للرفع
    المذكرة نحتاجها لشرحها في دروس بالمسجد.
    يتوفر على الشبكة دراسات ولكنها كبيرة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    للرفع
    المذكرة نحتاجها لشرحها في دروس بالمسجد.
    يتوفر على الشبكة دراسات ولكنها كبيرة.
    بارك الله فيك
    مذكرة للشيخ صالح الفوزان لأصول الفرق
    أمرَ الله بالاجتماعِ على الكتابِ والسنّةِ، ونهانا عن التفرقِ والاختلاف .

    والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كذلك أمرنا بالاجتماع على الكتاب والسنّةِ، ونهانا عن التفرق والاختلاف ؛ لما في الاجتماع على الكتاب والسّنة من الخير العاجل والآجل، ولما في التفرقِ من المضارِ العاجلةِ والآجلة في الدنيا والآخرة .

    فالأمرُ يحتاجُ إلى اهتمامٍ شديدٍ، لأنه كلما تأخّر الزمانُ كَثُرتِ الفِرَقُ، وكثرتِ الدعايات، كثرتِ النِّحَلُ والمذاهبُ الباطلةُ، كثرتِ الجماعاتُ المتفرقةُ . لكن الواجب على المسلم أن يَنْظُرَ، فما وافق كتابَ الله وسنّةَ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم- أخذَ به، ممن جاءَ به، كائنًا من كان؛ لأن الحقَّ ضالةُ المؤمن .

    أما ما خالف ما كان عليه الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- تركَه، ولو كان مع جماعتِهِ، أو مع من ينتمي إليهم، ما دام أنهُ مخالفٌ للكتاب والسنّة؛ لأن الإنسان يريدُ النجاةَ لا يريدُ الهلاكَ لنفسه .

    والمجاملةُ لا تنفعُ في هذا، المسألةُ مسألةُ جنّةٍ أو نار، والإنسانُ لا تأخذُه المجاملةُ، أو يأخذه التعصّبُ، أو يأخذُه الهوى في أن ينحازَ مع غير أهل السنّةِ والجماعةِ؛ لأنه بذلك يضرُّ نفسَهُ، ويُخرِجُ نفسَه من طريق النجاةِ إلى طريقِ الهلاكِ .

    وأهلُ السنّةِ والجماعةِ، لا يضُّرهم من خالفهم سواء كنتَ معهم، أو خالفتَهم . إن كنتَ معهم، أو خالفتهم . إن كنتَ معهم فالحمدُ لله، وهم يفرحون بهذا؛ لأنهم يريدون الخيرَ للناس، وإن خالفتَهم فأنتَ لا تضرُّهم، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- : لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتيَ أمرُ الله وهم كذلك .

    فالمخالفُ لا يضرُّ إلا نفسَه .

    بيان أن العبرة بالموافقة للحق وليست بالكثرة



    وليست العبرةُ بالكثرةِ، بل العبرةُ بالموافقةِ للحقِّ .

    ، ولو لم يكنْ عليه إلا قِلَّةٌ من الناس، حتى ولو لم يكن في بعض الأزمان إلا واحدٌ من الناس؛ فهو على الحق، وهو الجماعة .

    فلا يلزمُ من الجماعةِ الكثرةُ، بل الجماعةُ من وافقَ الحقَّ، ووافقَ الكتاب والسنّة، ولو كان الذي عليه قليلٌ .

    أما إذا اجتمعَ كثرةٌ وحقٌّ، فالحمد لله هذا قوة .

    أما إذا خالفته الكثرة، فنحن ننحازُ مع الحقِّ، ولو لم يكنْ معه إلا القليلُ .

    وكما أخبرَ به -صلى الله عليه وسلم- من حصول التفرق والاختلاف قد وقَعَ، ويتطور كلما تأخَّرَ الزمان، يتطوَّرُ التفرقُ والاختلاف إلى أن تقوم الساعةُ، حكمةٌ من الله - سبحانه وتعالى -؛ ليبتلي عبادَهُ، فيتميز من كان يطلبُ الحقَّ، ممن يؤثرُ الهوى والعصبية :

    أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ .

    وقال - سبحانه وتعالى - :

    وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .

    فحصول هذا التفرق، وهذا الاختلاف؛ ابتلاءٌ من الله - سبحانه وتعالى -، وإلا فهو قادر - سبحانه - أن يجمعَهم على الحق :

    وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى .

    هو قادر على هذا، لكنَّ حكمتَهُ اقَتضَتْ أنْ يبتليَهم بوجودِ التفرق والاختلاف، من أجل أنْ يتميزَ طالبُ الحقِّ من طالبِ الهوى والتعصب .

    وما زالَ علماءُ الأمة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ينهون عن هذا الاختلاف، ويوصون بالتمسك بكتابِ الله وسنّةِ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم- في كتبهم التي بقيتْ بعدَهم .

    تجدون في كتاب " صحيح البخاري " مثلا : " كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة " .

    تجدون في كتب العقائد ذكرَ الفرقِ الهالكة، وذكرَ الفِرقة الناجية .

    وأقربُ شيء لكم شرحُ الطحاوية، وهي بين أيديكم الآن .

    والغرضُ من هذا بيانُ الحقِّ منن الباطل؛ إذ وقعَ ما أخبرَ به -صلى الله عليه وسلم- من التفرق والاختلاف .

    فالواجبُ أن نعملَ بما أوصانا به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- في قوله : فعليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي .

    لا نجاةَ من هذا الخطر إلا بالتمسكِ بكتاب الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تحسبَنَّ هذا الأمرَ يَحْصُلُ بسهولةٍ، لا بد أن يكونَ فيه مشقةٌ .

    لكن يحتاج إلى صبرٍ وثباتٍ، وإلا فإن المتمسك بالحقِّ - خصوصًا في آخر الزمان - سيعاني من المشاق، ويكونُ القابضُ على دينِه كالقابضِ على الجمرِ، كما صَحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والمتمسكون بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والسائرون على منهج السلف؛ يكونون غرباء في آخر الزمان، كما أخبر بذلك -صلى الله عليه وسلم- بقوله : فطوبى للغرباء الذين يُصْلِحُونَ ما أفسدَ الناسُ من بعدي من سنتي .

    وفي رواية : الذين يَصْلُحُونَ إذا فسدَ الناسُ .

    فهذا يحتاجُ إلى العلم أولا؛ بكتابِ الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والعلمِ بمنهجِ السلف الصالح وما كانوا عليه .

    ويحتاجُ التمسكُ بهذا إلى صبرٍ على ما يلحقُ الإنسانَ من الأذى في ذلك، ولذلك يقولُ - سبحانه وتعالى - :

    وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .

    وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هذا يدلُ على أنَّهم سيلاقون مشقةً في إيمانهم وعملهم، وتواصيهم بالحق، سيلاقون عنتًا من الناس، ولومًا من الناس وتوبيخًا، وقد يلاقون تهديدًا، أو قد يلاقون قتلاً وضربًا، ولكن يصبرون، ما داموا على الحق، يصبرون على الحق ويثبتون عليه، وإذا تبين لهم أنَّهم على شيءٍ من الخطأ يرجعون إلى الصواب؛ لأنه هدفُهم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    أصول الفرقِ تقريبًا

    أربع فرق

    *************************

    الفرقة الأولى : القدرية

    فأولُ ما حدث، فرقةُ " القدرية " في آخر عهد الصحابة .

    " القدريةُ " : الذين ينكرونَ القدرَ، ويقولون : إنَّ ما يجري في هذا الكون ليس بقدر وقضاءٍ من الله - سبحانه وتعالى -، وإنما هو أمرٌ يحدثُ بفعل العبد، وبدون سابقِ تقدير من الله - عز وجل -، فأنكروا الركن السادسَ من أركانِ الإيمان، لأنَّ أركانَ الإيمان ستةٌ : الإيمانُ بالله، وملائكتِهِ، وكتبِه، ورسلِه، واليومِ الآخرِ، والإيمانِ بالقدرِ خيره وشره، كُلِّه من الله - سبحانه وتعالى - .

    وسُمُّوا " بالقدرية " ، وسُمُّوا " بمجوس " هذه الأمة، لماذا ؟

    لأنهم يزعمون أنَّ كُلَّ واحدٍ يَخْلُقُ فعلَ نفسِه، ولم يكنْ ذلك بتقديرٍ من الله، لذلك أثبتوا خالقين مع الله كالمجوس الذين يقولون : ( إنَّ الكونَ له خالقانِ : " النور والظلمة " ، النورُ خلقَ الخيرَ، والظلمةُ خلقَتِ الشرَّ ) .

    " القدريةُ " زادوا على المجوسِ؛ لأنهم أثبتوا خالقَين متعددين، حيث قالوا : ( كُلٌ يخلُقُ فعلَ نفسِه ) ، فلذلك سُمُّوا " بمجوسِ هذه الأمة " .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    وقابَلَتْهم " فرقةُ الجبرية "
    الذين يقولون :
    " إنَّ العبدَ مجبورٌ على فعلِه، وليس له فعلٌ ولا اختيارٌ، وإنما هو كالريشةِ التي تحركُها الريحُ بغير اختيارها " .


    فهؤلاء يُسَمَّونَ " بالجبرية " وهم " غُلاةُ القدرية " ، الذين غلوا في إثبات القدر، وسَلَبوا العبدَ الاختيارَ .

    والطائفةُ الأولى منهم على العكس، أثبتوا اختيارَ الإنسان وغَلَو فيه، حتى قالوا : إنه يخلُقُ فِعْلَ نفسِهِ مستقلاً عن الله، تعالى الله عما يقولون .

    وهؤلاء يُسمَّون " بالقدرية النفاةِ " . ومنهم : " المعتزلةُ " ، ومن سارَ في ركابهم .

    هذه فرقة القدرية بقسميها :

    1 - الغلاةُ في النفي .

    2 - والغلاةُ في الإثباتِ .

    وتفرَّقتِ " القدريةُ " إلى فرقٍِ كثيرةٍ، لا يعلمها إلا الله؛ لأنَّ الإنسانَ إذا تركَ الحق فإنه يهيمُ في الضلال، كُلُّ طائفةٍ تُحدثُ لها مذهبًا وتنشقّ به عن الطائفة التي قبلها، هذا شأنُ أهلِ الضلالِ؛ دائمًا في انشقاقٍ، ودائمًا في تفرقٍ، ودائمًا تحدثُ لهم أفكارٌ وتصوراتٌ مختلفة متضاربة .

    أما أهلُ السنّةِ والجماعةِ، فلا يَحدُثُ عندَهم اضطرابٌ ولا اختلافٌ؛ لأنهم متمسكون بالحق الذي جاء عن الله - سبحانه وتعالى -، فهم معتصمون بكتابِ الله وبسنةِ رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فلا يَحْصُلُ عندَهم افتراقٌ ولا اختلافٌ، لأنهم يسيرونَ على منهجٍ واحدٍ .




  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    الفرقة الثانية : الخوارج
    وهم الذين خرجوا على ولي الأمر في آخر عهدِ عثمان - رضي الله عنه -، ونتَجَ عن خروجهم قتلُ عثمان - رضي الله عنه - .

    ثم في خلافةِ علي - رضي الله عنه - زادَ شرُّهم، وانشقوا عليه، وكفّروه، وكفّروا الصحابة؛ لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم، وهم يحكُمون على من خالفَهم في مذهبهم أنه كافرٌ، فكفّروا خيرةَ الخلقِ وهم صحابةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لماذا ؟ لأنَّهم لم يوافقوهم على ضلالِهم وعلى كفرهم .

    ومذهبُهم : أنَّهم لا يلتزمون بالسنّة والجماعة، ولا يطيعون وليَّ الأمر، ويرون أن الخروجَ عليه من الدين، وأن شَقَّ العصا من الدين عكس ما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من لزوم الطاعة وعكس ما أمر الله به في قوله :
    أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
    الله - جل وعلا - جعل طاعة ولي الأمر من الدين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- جَعَلَ طاعةَ وليِّ الأمرِ من الدين قال -صلى الله عليه وسلم- : أوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعةِ، وإن تأَمَّرَ عليكم عبدٌ، فإنه من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا . .
    فطاعةُ وليِّ الأمرِ المسلمِ من الدين . " والخوارجُ " يقولون : لا، نحنُ أحرارٌ . هذه طريقة الثوراتِ اليوم .
    فـ " الخوارجُ " الذين يريدونَ تفريقَ جماعةِ المسلمين، وشّقَّ عصا الطاعة، ومعصية الله ورسولهِ في هذا الأمر، ويرون أن مرتكبَ الكبيرةِ كافرٌ .
    ومرتكبُ الكبيرة هو : الزاني - مثلا -، والسارقُ، وشاربُ الخمر؛ يرون أنه كافرٌ، في حين أنَّ أهلَ السنّةِ والجماعةِ يرون أنهُ " مسلمٌ ناقصُ الإيمان " ويسمونه بالفاسق الملِّي؛ فهو " مؤمنٌ بإيمانهِ فاسقٌ بكبيرته " ؛ لأنه لا يخُرِجُ من الإسلام إلا الشركُ أو نواقضُ الإسلام المعروفة، أما المعاصي التي دون الشرك، فإنها لا تُخرجُ من الإيمانِ، وإن كانتْ كبائرَ، قال الله - تعالى - :
    إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .
    و " الخوارجُ " يقولون : مرتكبُ الكبيرة كافرٌ، ولا يُغفَرُ له، وهو مخلّدٌ في النار . وهذا خلافُ ما جاءَ في كتاب الله - سبحانه وتعالى - .
    والسببُ : أنهم ليسَ عندهم فقهٌ .
    لاحظُوا أن السببَ الذي أوقَعَهُم في هذا أنهم ليس عندَهم فقه، لأنَّهم جماعةٌ اشتدوا في العبادةِ، والصلاةِ، والصيامِ، وتلاوةِ القرآنِ، وعندهم غَيرةٌ شديدةٌ، لكنهم لا يفقهون، وهذه هي الآفة .
    فالاجتهادُ في الورعِ والعبادةِ، لا بدَّ أن يكونَ مع الفقه في الدين والعلم .
    ولهذا وصفهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، بأن الصحابةَ يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم، وعبادتهم إلى عبادتهم، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- : يمرُقُون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ مع عبادتهم، ومع صلاحهم، ومع تهجدهم وقيامهم بالليل، لكن لما كان اجتهادُهم ليس على أصلٍ صحيحٍ، ولا على علمٍ صحيح، صار ضلالا ووباءً وشرًّا عليهم وعلى الأمةِ .
    وما عُرِفَ عن " الخوارجِ " في يومٍ من الأيام أنهم قاتلوا الكفار، أبدًا، إنما يقاتلون المسلمين، كما قال -صلى الله عليه وسلم- : يقتلون أهلَ الإسلامِ ويَدَعُون أهلَ الأوثانِ .
    فما عرفنا في تاريخ " الخوارجِ " ، في يومٍ من الأيام أنَّهم قاتلوا الكفار والمشركينَ، وإنما يقاتلون المسلمين دائمًا : قتلوا عثمان . وقتلوا علي بن أبي طالب ، وقتلوا الزبير بن العوام ، وقتلوا خيار الصحابة ، وما زالوا يقتلون المسلمين .
    وذلك بسبب جهلهم في دين الله - عزَّ وجلَّ -، مع ورَعِهم، ومع عبادتهم، ومع اجتهادهم، لكن لما لم يكنْ هذا مؤسَّسًا على علمٍ صحيح؛ صارَ وبالا عليهم، ولهذا يقول العلامةُ ابنُ القيم في وصفهم :
    وَلَهُمْ نُصُوصٌ قَصَّروا في فَهْمِهَا فَـأُتُوا مِنَ التقْصِيرِ في العِرْفَانِ
    فهم استدلوا بنصوصٍ وهم لا يفهمونها، استدلوا بنصوصٍ من القرآن ومن السنّة؛ في الوعيدِ على المعاصي، وهم لا يفقهون معناها، لم يُرجعوها إلى النصوص الأخرى، التي فيها الوعدُ بالمغفرة، والتوبة لمن كانت معصيتُه دون الشرك؛ فأخذوا طرفًا وتركوا طرفًا ، هذا لجهلهم .

    والغيرةُ على الدين والحماسُ لا يكفيان، لا بد أَنْ يكونَ هذا مؤسَّسًا على علمٍ، وعلى فقهٍ في دين الله - عز وجل -، يكونُ ذلك صادرًا عن علمٍ، وموضوعًا في محله .
    والغيرةُ على الدين طيبةٌ، والحماسُ للدين طيِّب، لكن لا بد أن يُرشًَّدَ ذلك باتباع الكتابِ والسنة .
    ولا أَغْيَرَ على الدين، ولا أنصحَ للمسلمين؛ من الصحابة - رضي الله عنهم -، ومع ذلك قاتلوا " الخوارج " ؛ لخطرهم وشرِّهم .
    قاتَلهم عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، حتى قتَلهم شرَّ قِتْلَةٍ في وقعةِ " النهروان " ، وتحقق في ذلك ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- : من أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بَشَّرَ من يقتُلُهم بالخير والجنة ، فكان علي بن أبي طالب هو الذي قتلَهم، فحصَلَ على البشارةِ من الرسول -صلى الله عليه وسلم- قَتَلَهُم ليدفعَ شرَّهم عن المسلمين .

    وواجبٌ على المسلمين في كلِّ عصرٍ إذا تحققوا من وجودِ هذا المذهبِ الخبيثِ؛ أن يعالجوه بالدعوة إلى الله أولا، وتبصيرِ الناس بذلك، فإن لم يمتثلوا قاتَلُوهم دفعًا لشرِّهم .

    وعليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أرسلَ إليهم ابنَ عمه : عبدَ الله بنَ عباس ، حَبْرَ الأمة، وترجمانَ القرآن؛ فناظرَهم، ورَجَعَ منهم ستَّةُ آلاف، وبقي منهم بقيةٌ كثيرةٌ لم يرجعوا، عندَ ذلك قاتَلَهم أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالب ومعه الصحابة؛ لدفعِ شرِّهم وأذاهم عن المسلمين .

    هذه " فرقةُ الخوارج " ومذهبُهم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    الفرقة الثالثة : الشيعة
    " الشيعة " : هم الذين يتشيّعون لأهلِ البيت .

    و " التشيّع " في الأصل : الاتباعُ والمناصرةُ :

    وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ .

    يعني : أتباعه إبراهيم ، ومن أنصار ملتِه؛ لأنَّ الله - سبحانه - لما ذكر قصةَ نوحٍ قال : وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ .

    فأصلُ " التشيّع " : الاتباعُ والمناصرةُ، ثم صار يُطلقُ على هذه الفِرقة، التي تزعم أنها متَّبعةٌ لأهل البيت - وهم : عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه - وذريتُه - .

    ويزعمون أن عليًّا هو الوصي بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الخلافِة، وأنَّ أبا بكر وعمرَ وعثمانَ والصحابةَ ظلموا عَليًّا ، واغتصبوا الخلافةَ منه . هكذا يقولون .

    وقد كذبوا في ذلك؛ لأن الصحابة أجمعوا على بيعة أبي بكرٍ ومنهم عليٌّ - رضي الله عنه -، حيثُ بايَعَ لأبي بكرٍ ، وبايعَ لعمر ، وبايعَ لعثمان .

    فمعنى هذا : أنهم خونوا عليًّا - رضي الله عنه - .

    وقد كَفَّروا الصحابةَ إلا عددًا قليلاً منهم، وصاروا يعلنونَ أبا بكرٍ وعمرَ ، ويلقِّبونهما " بصنمي قريش " .

    ومن مذهبهم : أنهم يُغلون في الأئمةِ من أهلِ البيت، ويُعطونَهم حقَّ التشريع ونسخَ الأحكام .

    ويزعمون أن القرآن قد حُرِّفَ ونُقِّصَ، حتى آل بهم الأمرُ إلى أن اتخذوا الأئمةَ أربابًا من دون الله، وبنوا على قبورهم الأضرحةَ، وشَيَّدوا عليها القبابَ، وصاروا يطوفونَ بها، ويذبحون لها وينذرون .

    وتفَّرقت " الشيعة " إلى فرقٍ كثيرة، بعضُها أخَفُّ من بعض، وبعضُها أشَدُّ من بعض، منهم : " الزيدية " ، ومنهم : " الرافضة الاثنا عشرية " ، ومنهم : " الإسماعيلية " " والفاطمية " ، ومنهم : " القرامطة " ، ومنهم ... ، ومنهم ... ، عددٌ كبيرٌ، وفِرَقٌ كثيرة .

    وهكذا . . كلُّ من تركَ الحقَّ فإنهم لا يزالون في اختلافٍ وتفَرُّقٍ، قال - تعالى - :

    فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .

    فمن تركَ الحقَّ يُبتلى بالباطل، والزيغِ، والتفرُّقِ، ولا ينتهي إلى نتيجة، بل إلى الخسارة - والعياذُ بالله - .

    وتفرَّقت " الشيعةُ " إلى فرقٍ كثيرةٍِ، ونِحَلٍ كثيرة .

    وتفرَّقت " القدرية " .

    وتفرَّقت " الخوارج " إلى فرق كثيرة : " الأزارقة " ، " والحرورية " ، " والنجدات " ، " والصفرية " ، " والإباضية " ، ومنهم الغلاةُ، ومنهم من هو دون ذلك .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    الفرقة الرابعة : الجهمية
    " الجهميةُ " ، وما أرداك ما الجهمية ؟ ! !

    " الجهميةُ " : نسبةً إلى " الجهم بن صفوان " ، الذي تتلمذَ على " الجعد بن دِرهم " ، " والجعد بن درهم " تتلمذَ على " طالوت " ، " وطالوت " تتلمذ على " لبيد بن الأعصم " اليهودي؛ فهم تلاميذ اليهود .

    وما هو " مذهبُ الجهمية " ؟

    " مذهبُ الجهمية " : أنهم لا يُثبتون لله اسمًا ولا صفةً، ويزعمون أنه ذاتٌ مجرَّدةٌ عن الأسماءِ والصفاتِ؛ لأن إثباتَ الأسماءِ والصفاتِ - بزعمهم - يقتضي الشركَ، وتعدُّدَ الآلهة - كما يقولون - .

    هذه شبهتُهم اللعينة .

    ولا ندري ماذا يقولون في أنفسهم ؟ فالواحدُ منهم يوصفُ بأنه عالمٌ، وبأنه غنيٌّ، وبأنه صانعٌ، وبأنه تاجرٌ ، فالواحدُ منهم له عِدَّةُ صفاتٍ، هل معنى ذلك أن يكونَ عِدَّةَ أشخاصٍ ؟ ؟ ! !

    هذه مكابرةٌ للعقولِ؛ فلا يلزمُ من تعددِ الأسماءِ والصفاتِ تعدُّدَ الآلهةِ، ولهذا لمَّا قال المشركون من قبلُ لَمَّا سمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : يا رحمن، يا رحيم قالوا : هذا يزعم أنه يعبدُ إلهًا واحدًا، وهو يدعو آلهةً متعددةً، فأنزل الله - سبحانه وتعالى - قوله :

    قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [ سورة الإسراء، الآية : 110 ] .

    فأسماء الله كثيرة، هي تُدلُّ على كمالِه وعظمتِه - سبحانه وتعالى -، لا تدلُّ على تعدُّدِّ الآلهةِ - كما يقولون -، بل تدلُّ على العظمة، وعلى الكمالِ .

    أما الذاتُ المجرَّدةُ التي ليس لها صفاتٌ فهذهِ لا وجودَ لها، مستحيلٌ يوجدُ شيٌء وليس له صفاتٌ، أبدًا، ولو على الأقل صفة الوجود .

    ومن شبههم : " أن إثباتَ الصفاتِ يقتضي التشبيه؛ لأنَّ هذه الصفات يوجد مثلها في المخلوقين " .

    وهذا قولٌ باطل؛ لأنَّ صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوقين تليقُ بهم؛ فلا تشابه .

    و " الجهميةُ " جمعوا إلى ضلالِهم في الأسماء والصفاتِ الجبرَ في القدر؛ لأن " الجهميةَ " يقولون : " إنَّ العبدَ ليس له مشيئةٌ، وليس له اختيارٌ، وإنما هو مُجْبَرٌ على أفعالِه " .

    ومعنى هذا : أنَّه إذا عُذِّبَ على المعصيةِ يكونُ مظلومًا؛ لأنَّها ليستْ فِعْلَهُ، وإنما هو مجبرٌ عليها - كما يقولون -، تعالى الله عن ذلك .

    فهم جمعوا بين " الجبرِ في القدر " ، وبين " التجهُّم في الأسماءِ والصفاتِ " ، وجمعوا إلى ذلك " القولَ بالإرجاءِ " ، وأضافوا إلى ذلكَ " القول بخلقِ القرآن " ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ .

    قال ابن القيم :

    جِـيْمٌ وجِـيْمٌ ثُمَّ جِيْمٌ مَعْهُمَا مَقْرُونَــةً مَــعْ أَحْــرُفٍ بِــوِزَانِ
    جَــبْرٌ وإِرْجَــاءٌ وَجِــيْمُ تَجَــهُّمٍ فَتَأَمَّلِ المجمُوعَ في الْمِيْزَانِ
    فَاحْكُمْ بِطالِعِها لِمَنْ حَصُلَتْ بخلاصِــهِ مِـنْ رِبْقَـةِ الإيمـان



    يعني : جمعوا بين " جَبْرٍ " " وتَجَهُّمٍ " " وإِرجاءٍ " ، ثلاثُ جيمات، والجِيمُ الرابعةُ جِيمُ جهنَّم .

    الحاصلُ : أن هذا " مذهبَ الجهميةِ " ، والذي اشتهرَ فيه نفيُ الأسماءِ والصفاتِ عن الله - سبحانه وتعالى -، انشَقَّ عنه " مذهبُ المعتزلةَ " ، " ومذهبُ الأشاعرة " ، " ومذهبُ الماتريدية " .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    و " مذهبُ المعتزلة " :
    أنهم أثبتوا الأسماءَ ونفوا الصفات، لكن أثبتوا أسماءً مجرَّدة، مجرَّدَ ألفاظٍ لا تدلُّ على معانٍ ولا صفاتٍ .


    سُمُّوا " بالمعتزلة " : لأن إمامهم " واصل بن عطاء " كان من تلاميذ الحسن البصري - رحمه الله -، الإمام التابعي الجليل، فلمَّا سئُلَ الحسن البصري عن مرتكب الكبيرة، ما حكمه ؟ فقال بقولِ أهل السنَّةِ والجماعة : " إنه مؤمنٌ ناقصُ الإيمان، مؤمنٌ بإيمانِه فاسقٌ بكبيرته " .

    فلم يرضَ " واصلُ بنُ عطاء " بهذا الجواب من شيخه؛ فاعتزلَ وقال : " لا . أنا أرى أنه ليس بمؤمنٍ ولا كافر، وأنه في المنزلةِ بين المنزلتين " . وانشَقَّ عن شيخه - الحسن - وصار في ناحيةِ المسجد، واجتمعَ عليه قومٌ من أوباشِ الناس وأخذوا بقوله .

    وهكذا دعاةُ الضلالِ في كلِّ وقتٍ، لا بدَّ أن ينحازَ إليهم كثيرٌ من الناس، هذه حِكمةٌ من الله .

    تركوا مجلسَ الحسنِ ، شيخِ أهلِ السنّةِ، الذي مجلسُه مجلسُ الخيرِ، ومجلسُ العلمِ، وانحازوا إلى مجلسِ " المعتزلي : واصلِ بنِ عطاء " الضالِ المضِل .

    ولهم أشباهٌ في زماننا، يتركونَ علماءَ أهلِ السنّة والجماعةِ، وينحازونَ إلى أصحابِ الفكر المنحرف .

    ومن ذلك الوقت سُمُّوا " بالمعتزلة " ، لأنهم اعتزلوا أهلَ السنّة والجماعة؛ فصاروا ينفونَ الصفات عن الله - سبحانه وتعالى -، ويثبتون له أسماءَ مجرَّدة، ويحكُمون على مرتكبِ الكبيرة بما حَكَمَتْ به " الخوارجُ " : ( أنه مخلَّدٌ في النار ) ، لكن اختلفوا عن " الخوارج " في الدنيا، وقالوا : ( إنه يكون بالمنزلة بين المنزلتين، ليس بمؤمن ولا كافر ) .

    بينما " الخوارجُ " يقولون : ( كافر ) .

    يا سبحانَ الله ! هل يُعقَلُ أنَّ الإنسانَ لا يكونُ مؤمنًا ولا كافرًا ؟ !

    والله - تعالى - يقول :

    هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ .

    ما قال : ومنكم من هو بالمنزلة بين المنزلتين . لكن هل هؤلاء يفقهون ؟ ؟ ! !

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    ثمَّ تَفَرَّعَ عن " مذهبِ المعتزلةِ "
    " مذهبُ الأشاعرة " .

    و " الأشاعرة " : يُنسبونَ إلى " أبي الحسن الأشعري " - رحمه الله - .

    وكان أبو الحسن الأشعري معتزليًا، ثم مَنَّ الله عليه، وعرفَ بطلانَ مذهب المعتزلة، فوقف في المسجد يومَ الجمعة وأعلنَ براءَتَهُ من مذهبِ المعتزلة، وخلعَ ثوبًا عليه وقال : ( خلعتُ مذهبَ المعتزلةِ، كما خلعتُ ثوبي هذا ) . لكنَّه صار إلى " مذهبِ الكُلاَّبِيَّة " : أتباعِ " عبدِ الله بن سعيد بن كُلاب " .

    و " عبدُ الله بنُ سعيد بن كُلاب " : كان يُثبِتُ سبعَ صفاتٍ، وينفي ما عداها، يقول : ( لأنَّ العقلَ لا يدُلُّ إلا على سبعِ صفاتٍ فقط : " العلمُ " ، " والقدرةُ " ، " والإرادةُ " ، " والحياةُ " ، " والسمعُ " ، " والبصرُ " ، " والكلامُ " ) يقول : ( هذه دَلَّ عليها العقل، أما ما لم يدلّ عليه العقل - عنده - فليس بثابتٍ ) .

    ثم إنَّ الله مَنَّ على " أبي الحسن الأشعري " ، وتركَ " مذهب الكُلابِيَّةِ " ، ورجعَ إلى مذهبِ الإمام أحمد بن حنبل ، وقال : ( أنا أقولُ بما يقولُ به إمامُ أهلِ السنَّة والجماعة أحمد بن حنبل : إنَّ الله استوى على العرش، وإنَّ له يدًا، وإنَّ له وجهًا ) . ذَكَرَ هذا في كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وذَكَرَ هذا في كتابه الثاني : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " ذَكَرَ ( أنَّه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ) . وإن بَقِيَتْ عندَهُ بعضُ المخالفات .

    ولكنَّ أتباعَهُ بقوا على " مذهب الكُلابية " ؛ فغالبُهم لا يزالون على مذهبه الأول، ولذلك يُسَمّون " بالأشعرية " : نسبةً إلى الأشعري في مذهبه الأول .

    أما بعدَ أن رجعَ إلى مذهبِ أهلِ السنّة والجماعة؛ فنسبةُ هذا المذهب إليه ظلمٌ، والصوابُ أن يُقال : " مذهبُ الكُلابِيَّة " ، لا مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله -؛ لأنه تابَ من هذا، وصَنَّفَ في ذلك كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وصَرَّح برجوعه، وتمسُّكِه بما كان عليه أهلُ السنّة والجماعة - خصوصًا الإمام : أحمد بن حنبل رحمه الله -، وإن كانت عندَه بعضُ المخالفات، مثلُ قولِه في الكلام : ( إنَّه المعنى النفسي القائم بالذات، والقرآن حكاية - أو عبارة - عن كلام الله، لا أنَّه كلامُ الله ) .

    هذا " مذهبُ الأشاعرة " ، منشَقٌّ عن " مذهبِ المعتزلةِ " .

    " ومذهبُ المعتزلةِ " منشَقٌّ عن " مذهبِ الجهمية " .

    ثُمَّ تفرَّعت مذاهبُ كثيرةٌ، كلُّها أصلُها " مذهبُ الجهمية " .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة ) وهو حديث صحيح ، انظر إجابة السؤال رقم : (164958) .
    ولا يصح إعطاء حكم واحد لجميع الأشخاص المنتسبين لهذه الفرق ، بل كل شخص له الحكم الذي يستحقه ، إذ منهم العالم ومنهم الجاهل ، ومنهم من وصل إلى حد الكفر ومنهم من هو دون ذلك . فأما الكافر : فمخلد في النار ، وأما العاصي والمبتدع فكلاهما تحت مشيئة الله تعالى : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
    قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
    " النبي صلى الله عليه وسلم قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة) - يعني كلها هالكة إلا واحدة - ، (وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) ، فالواحدة هم أهل السنة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان، أهل التوحيد والإيمان، والثنتان والسبعون، متوعدون بالنار، فيهم الكافر وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع. فمن مات منهم على الكفر، فله النار مخلدا فيها، ومن مات على بدعة دون كفر، أو على معصية دون كفر، فهذا تحت مشيئة الله، هم متوعدون بالنار، وبهذا يعلم أنهم ليسوا كلهم كفارا، بل فيهم الكافر وفيهم غيره من العصاة والمبتدعة " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (3/ 134-135) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " الشيعة: هم كل من يزعم أنه يتشيع لآل البيت، أي: لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم طوائف وفرق كثيرة، وقد ذكر المتكلمون على فرق هذه الأمة أنهم يزيدون على عشرين فرقة، وهذا يعني أننا لا يمكن أن نحكم على جميعهم بحكم واحد، بل لا بد أن ننظر ماذا يفعلون ؟ وماذا يعتقدون في النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وماذا يعتقدون في الصحابة؟ فمثلاً: إذا قالوا: نحن نعتقد أن علي بن أبي طالب إله وربٌّ، كما يُذكر عن عبد الله بن سبأ ، وكذلك من قال: إن الصحابة ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً من آل البيت فهم كفار .
    ومن قال: إن علياً ولي وأنه أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأن المسلمين أجمعوا على أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل البشر.
    والمهم أن ننظر إلى عقيدة هذا الرافضي أو الشيعي، فإذا كانت تقتضي الكفر حكمنا بكفره، وإذا كانت لا تصل إلى الكفر بل هي بدعة تجعله فاسقاً لا كافراً حكمنا بما تقتضيه بدعته " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (36/ 9) بترقيم الشاملة .
    ثانيا :
    هذه الفرق لم يعينها الرسول صلى الله عليه وسلم ، واجتهد العلماء في تحديد أصولها وتعيينها ، وكل تكلم حسب اجتهاده ، والضابط في تحديد هذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة ، هو : أن كل فرقة خالفت أهل السنة في أصل من أصول الدين ، فإنها تخرج بذلك عن أهل السنة والجماعة وتدخل في هذه الفرق .
    قال الشاطبي رحمه الله :
    " هَذِهِ الْفِرَقَ إِنَّمَا تَصِيرُ فِرَقًا بِخِلَافِهَا لِلْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فِي مَعْنًى كُلِّيٍّ فِي الدِّينِ وَقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ، لَا فِي جُزْئِيٍّ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ ، إِذِ الْجُزْئِيُّ وَالْفَرْعُ الشَّاذُّ لَا يَنْشَأُ عَنْهُ مُخَالَفَةٌ يَقَعُ بِسَبَبِهَا التَّفَرُّقُ شِيَعًا، وَإِنَّمَا يَنْشَأُ التَّفَرُّقُ عِنْدَ وُقُوعِ الْمُخَالَفَةِ فِي الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ " انتهى من "الاعتصام" (ص 712) .
    وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
    " كل من اتبع الكتاب والسنة قولية أو عملية وما أجمعت عليه الأمة ولم تستهوه الظنون الكاذبة ولا الأهواء المضلة والتأويلات الباطلة التي تأباها اللغة العربية - التي هي لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها نزل القرآن الكريم - وتردها أصول الشريعة الإسلامية، كل من كان كذلك فهو من الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.
    أما من اتخذ إلهه هواه وعارض الكتاب والسنة الصحيحة برأيه أو رأي إمامه وقول متبوعه حمية له وعصبية، أو تأول نصوص الكتاب والسنة بما تأباه اللغة العربية وترده أصول الشريعة الإسلامية فشذ بذلك عن الجماعة فهو من الفرق الثنتين والسبعين التي ذكر الرسول المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم بأنها جميعها في النار .
    إذاً فأمارة هذه الفرق التي بها تعرف: مفارقة الكتاب والسنة والإجماع بلا تأويل يتفق مع لغة القرآن وأصول الشريعة ويعذر به صاحبه فيما أخطأ فيه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 222-223) .
    الاسلام سؤال وجواب

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    جزاك الله خيرا
    أنا أعلم هذه الفرق
    ولكنني احببت الحصول على مذكرة مختصرة بها) أصول) فرق الخوارج والشيعة والقدرية والجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرها من الفرق المماثلة وما خالفت فيه هذه الفرق أهل السنة والجماعة ولكن باختصار.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    للرفع

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2020
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    أنا أعلم هذه الفرق
    ولكنني احببت الحصول على مذكرة مختصرة بها) أصول) فرق الخوارج والشيعة والقدرية والجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرها من الفرق المماثلة وما خالفت فيه هذه الفرق أهل السنة والجماعة ولكن باختصار.
    فيه كتب كثيرة جدا ،ومما اذكره ..فرق معاصرة تنتسب للإسلام د. غالب عواجي ،،

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: هل يوجد مختصر للفرق الإسلامية ؟

    غفر الله لنا ولك
    1300 صفحة!
    المطلوب لا يزيد عن عشرين أو ثلاثين صفحة لتدريسه بالمسجد باختصار.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •