رُوي من حديث عبادة بن الصامت ، ومن مرسل محمد بن مسلم الطائفي.

[حديث عبادة بن الصامت]

رواه علي بن رباح ، واختُلف عليه:
- فرواه الحارث بن يزيد الحضرمي ، عنه ، عن جنادة بن أمية ، عن عبادة بن الصامت ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الإيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله» . قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال: «السماحة والصبر» . قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله. قال: «لا تتهم الله في شيء قضى لك به».

أخرجه أحمد (22717) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (25) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9263) (9653) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (154) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (599) ، وابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه" (49) ، وأبو محمد الفاكهي في "فوائده" (196) ، ومن طريقه ابن بشران في "أماليه - الجزء الثاني" (1432) ، وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (690) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص300) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (404/52) ، وابن أبي شيبة كما في "إتحاف الخيرة" (63/1) ، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1/ 63-64) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص53) معلقاً ، والدارقطني في "الأفراد" ، من طرق عن ابن لهيعة ، وعياش بن عباس ، كلاهما عنه.
وابن لهيعة ضعيف ، وعياش ثقة ، ولكن في الإسناد إليه سويد أبو حاتم.
قال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (4117): ((تفرد به سويد بن إبراهيم أَبو حاتم، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن عُلَي بن رباح، عن جُنادة بن أبي أُمية، عن عبادة)).

وسويد ، قال ابن معين: ((صالح)) ، وقال: ((أرجو أن لا يكون به بَأسٌ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بالقوى ، حديثه حديث أهل الصدق)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال الدارقطني: ((لين ، يُعتبر به)) ، وقال الساجي: ((فيه ضعف ، حدث عن قتادة بحديث منكر)) ، وقال البزار: ((ليس به بأس)) ، وقال ابن عدي: ((حديثه عن قتادة ليس بذاك ، فيه ضعف ، وإنما يخلط عن قتادة ، ويأتى عنه بأحاديث لا يأتى بها عنه أحد غيره ، وهو إلى الضعف أقرب)) ، وقال ابن حبان: ((يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات)) ، وقال ابن عبد البر: ((هو صالح عندهم. لا بأس به)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق سىء الحفظ له أغلاط)).

- ورواه موسى بن علي بن رباح ، واختُلف عليه:
-- فرواه عبد الله بن وهب ، عنه ، عن أبيه ، عن جنادة بن أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي .
أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص52) مختصراً ، عن ضرار بن صرد ، عن عبد الله بن وهب به.

وضرار بن صرد ، قال ابن معين: ((كذاب)) ، وقال: ((كذاب يسرق الأحاديث ويرويها)) ، وقال: ((ليس حديثه بشئ)) ، وقال البخاري ، والنسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال النسائي أيضا: ((ليس بثقة)) ، وقال أبو حاتم: ((صدوق ، صاحب قرآن وفرائض ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال الدارقطني ، وابن قانع: ((ضعيف)) ، وقال الساجي: ((عنده مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((كان فقيها عالما بالفرائض إلا أنه يروى المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها السامع شهد عليه بالجرح و الوهن)) ، وقال: ((سيء الحفظ ، كثير الخطأ)) ،وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال الحماني: ((لا يُكتب عنه فإنه ليس بثقة)).
وقد رواه غيره من الثقات ، عن عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة ، كما سبق.

-- ورواه رشدين بن سعد عنه ، عن أبيه ، عن عمرو بن العاص ، عن النبي .
أخرجه أحمد (17814).
ورشدين بن سعد ، قال أحمد: ((ضعيف)) ، وقال: ((لا بأس به في الأحاديث الرقاق)) ، وقال: ((أرجو أنه صالح الحديث)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس ، وأبو زرعة ، والدارقطني ، وأبو داود ، وابن قانع: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((عنده معاضيل ، ومناكير كثيرة)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ضعيف الحديث ، لا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن يجيب فى كل ما يسأل ، ويقرأ كل ما دُفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه ، فغلبت المناكير فى أخباره)) ، وقال: ((ليس بشئ)).

-- ورواه الحسن بن سوار ، عنه ، عن أبيه ، عن النبي ، مرسلاً.
أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (691) ، والحسن بن سوار صدوق ، وهذا أصح.

والحارث بن يزيد - على القول بأن روايته ثابتة - ، وموسى بن علي ، كلاهما من الثقات ، ولكن الظاهر أن موسى أتقن ، وذلك لأنه أعلم بحديث أبيه من غيره ، وكذلك لقول أبي حاتم: ((كان رجلا صالحا يتقن حديثه ، لا يزيد ولا ينقص ، صالح الحديث ، وكان من ثقات المصريين)).
والحاصل أن الوجه الراجح ، هو علي بن رباح ، عن النبي مرسلاً ، والله أعلم.

[مرسل محمد بن مسلم الطائفي]
أخرج ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه" (5) ، ومن طريقه ابن الدبيثي في "ذيل تاريخ بغداد" (249/1) عن إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ قَالَ: «لَا تَتَّهِمِ اللَّهَ فِي شَيْءٍ قَضَاهُ لَكَ»

ويحيي بن سليم الطائفي ، قال ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي: ((ثقة)) ، وقال ابن معين أيضاً: ((ليس به بأس)) ، وقال أحمد: ((كذا و كذا ، والله إن حديثه يعنى فيه شىء ، وكأنه لم يحمده)) ، وقال: ((أتيته فكتبت عنه شيئا ، فرأيته يخلط فى الأحاديث فتركته ، وفيه شىء)) ، وقال: ((كان يكثر الخطأ)) ، وقال: ((وقعت عليه وهو يحدث عن عبيد الله أحاديث مناكير فتركته ولم أحمل عنه إلا حديثًا)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ صالح ، محله الصدق ، ولم يكن بالحافظ ، يُكتب حديثه ولا يحتج به)) ، وقال البخاري: ((يروي أحاديث عن عبيد الله يَهمُ فيها)) ، وقال: ((رجل صالح، صاحب عِبادة، يَهمُ الكثير في حديثه. إلا أحاديث كان يُسأل عنها، فأما غير ذلك فَيهِمُ الكثير. روى عن عُبيد الله بن عمر أحاديث يَهِم فيها)) ، وقال النسائي ، والدولابي: ((ليس بالقوي)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس به بأس ، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر)) ، وقال ابن حبان: ((يخطئ)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((رجل صالح ، وكتابه لا بأس به ، وإذا حدث من كتابه فحديثه حسن ، وإذا حدث حفظا فتعرف و تنكر)) ، وقال الساجي: ((صدوق يهم فى الحديث ، وأخطأ فى أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر)) ، وقال الدارقطني: ((سئ الحفظ)) ، وقال البيهقي: ((سيّء الحفظ، كثير الخطأ)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالحافظ عندهم)) ، وقال ابن عدي: ((له عن إسماعيل بن أمية وعبيد الله بن عَمْرو بن خثيم وسائر مشايخه أحاديث صالحة وإفرادات وغرائب يتفرد بها عنهم وأحاديثه متقاربة، وَهو صدوق لا بأس به)).

ومحمد بن مسلم ، قال عبد الرحمن بن مهدي: ((كتبه صحاح)) ، وقال ابن المديني: ((كان صالحا وسطا)) ، وقال ابن معين: ((ثقة)) ، وقال: ((لا بأس به ، وكان إذا حدث من حفظه يخطىء ، وإذا حدث من كتابه فليس به بأس)) ، وقال أحمد: ((ما أضعف حديثه ، وضعّفه جداً)) ، وقال: ((إذا حدث من غير كتاب، يعني أخطأ، ثم ضعفه على كل حال من كتاب وغير كتاب، فرأيته عنده ضعيفًا)) ، وقال أبو داود: ((ليس به بأس)) ، وقال العجلي: ((ثقة)) ، وقال ابن حبان: ((يخطئ)) ، وقال: ((ممن كان له العناية الكثيرة في العلم وكان يهم في الاحايين)) ، وقال الساجي: ((صدوق ، يهم فى الحديث)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ثقة ، لا بأس به)) ، وقال ابن عدي: ((له غير ما ذكرت أحاديث حسان غرائب، وَهو صالح الحديث لا بأس به ولم أر له حديثا منكرا)).

والله أعلم.