رمضان... معوقات ومنطلقات









كتبه/ أحمد شكري


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد كثر -والحمد لله- المقبلون على الله -عز وجل- الحريصون على العودة إلى دينه وشرعه، وأصبحت الصحوة الإسلامية واقعاًُ يفرض نفسه ولا ينكره إلا مكابر، وليس أدلَّ على ذلك مما يحدث في رمضان ذلك الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد الشياطين، من الإقبال الشديد على المساجد، فلا نجد مسجداً إلا وقد امتلأ إلى آخره في صلاة التراويح، وكثر بينها من يختم القرآن في الصلاة، بل منها ما يختم أكثر من مرة وسط ترحيب من المصلين، وشوق إلى الزيادة.

ولكن ما تكاد هذه الفرحة تملأ قلوبنا حتى نصاب بالحزن في يوم العيد؛ حيث يعود الوضع على ما كان عليه قبل رمضان، بل ويجد العبد من نفسه تأثراً بالعبادات والطاعات من الصيام، والقيام، وتوثيق العلاقة بالقرآن بعد رمضان، ولكنه ضعيف ما يكاد يثبت إلا قليلاً، ثم يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل رمضان.


وهذا ما يجعلنا نتساءل -إن كنا حقاً جادِّين في طلب زكاة نفوسنا-: كيف نحصِّل الثمرة المرجُوَّة من الصيام وهي التقوى؟ كيف يكون رمضان مدرسة حقيقية يتخرج منها الدعاة إلى الله والملتزمون بشرعه، والمتمسكون بسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-؟

وعلينا أن نتساءل أيضاً: أليس الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقات والاعتكاف من أعظم العبادات تأثيراً في القلب؟ وأهم الوسائل لتزكية النفس؟ فلماذا إذن لم نترك نفوسنا بالدرجة المطلوبة؟ ولماذا إذن لم تبلغ بنا حيث بلغت بالسلف -رضي الله عنهم-؟!

لابد أن هناك عوائق وحواجز منعت هذه العبادات من التأثير فينا كما أثرت فيهم، ولابد أنهم كانت لهم صفات ومؤهلات انطلقوا من خلالها في أدائهم لهذه العبادات والطاعات جعلتهم يستفيدون من هذه العبادات أكثر من استفادتنا نحن بها.

وإليك أخي الحبيب مجموعة من المعوقات التي تعوق العبد عن الاستفادة من رمضان، ومن العبادات والطاعات التي يؤديها فيه، ومعها كذلك مجموعة من المنطلقات التي تنطلق من خلالها للتقدم في هذا السباق والربح في هذا السوق العظيم سوق رمضان.


ولا أزعم أنني استقصيت ذلك أو كفيت من قرأها عناء البحث في هذا المجال، بل هي إشارات وخواطر، لك أن تُضيف إليها، أو حتى تختصر منها ما تراه مندرجاً تحت باب واحد.

أسال الله العليّ القدير أن ينفعنا بها، وأن يجعلها في موازين حسناتنا أجمعين.
اللهم آمين.