في رمضان.. علم أطفالك المشاركة



مي عباس



على عكس ما يظنه البعض من أن الأطفال يريدون الدلال والراحة، فإنهم يحتاجون لتحمل المسؤولية، فهي التي تشعرهم بذواتهم، وتنمي ثقتهم وتقديرهم الداخلي، فضلا عن أنها تكشف عن مواهبهم وقدراتهم، وتعدهم للنجاح في الحياة، فكم رأينا من أشخاص لديهم مواهب وقدرات، لكن أخرهم وضيعهم ضعف تحمل المسؤولية.

وفي رمضان، نشجع أطفالنا على الصيام وتلاوة القرآن، ولكن هذا لا يتنافى مع أن يشعروا بدورهم في المنزل، وأهميتهم في الأسرة، ليست المثالية أن ترفع عن أبنائك كل عبء فينشأوا مرفهين مستثقلين لكل تكليف، ولكن الصواب أن يكونوا مسؤولين بما يتناسب مع أعمارهم وطبائعهم.

لا تفرض المهام على طفلك فرضا خانقا، ولكن اغرس فيه روح المشاركة والتعاون والرحمة والبر بأمه، واتفق معه على مهمة أو اثنتين يؤديهما طوال الشهر، ووجهه إلى قيمة الاحتساب، وأن هذا العمل قد يسبق القيام والنوافل في نيل رضا الله.

من الممكن أن يلتزم الابن/ البنت بعمل طبق السلطة المتكامل كل يوم في رمضان، أو تجهيز العصير، أو أن يتشاركوا في غسل المواعين، أو ترتيب المنزل آخر اليوم، أو شراء أغراض.

ومن المهم أن ننزع الفكرة الخاطئة أن المنزل هو مهمة الفتيات فقط، وأن الأبناء الذكور مخدومون فحسب، فقد كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وتسود في العالم كله فكرة المشاركة بين الجنسين في الترتيب والتنظيم وأداء مهام البيت والأطفال، ونحن أولى بذلك منهم، ولا يعيب ذلك الرجل بل يزيده رفعة، ومن يدري ربما يغترب أو يستقل فترة من عمره فيحتاج لأن يكون على دراية ببعض مهام المطبخ والبيت في مستقبل أيامه.

الصوم لا يعني أن نظل نائمين طوال اليوم، ورمضان لا يعني أن نترك أبناءنا نهبا للمسلسلات والبرامج، وحُسن العبادة في جزء منها التعاون والمساعدة ومشاركة الآخرين بإحسان، فلنغرس هذه القيمة الهامة في أطفالنا في شهر العطاء والتغيير.