اجتماع الزوجين على الطاعات في رمضان


نجاح شوشة





لا شئ يحفظ الود كأن يكون في الله وبالله، فما كان لله دام واتصل، وهذه العلاقة الفطرية والمحبة التي غرسها الله بين الزوجين إذا ما أضيفت إليها المحبة في الله، والتعاون على طاعته، زادت جمالا وقوة، وكانت بعين الله ورضاه.

ويأتي شهر رمضان الكريم بنفحاته ورحماته وأفضاله، والتي لا تقتصر على حياتنا الروحية فحسب، بل تتعداها إلى بركة علاقاتنا، فلمسلم المتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يفصل بين العبادة والحياة الاجتماعية، فهو يعرف أن حُسن الخلق، والتواصل الجيد مع الناس هو من أكبر كنوز الحسنات، وسبل التقرب لله تعالى.

يأتي رمضان بفرص كثيرة عظيمة لتحسين حياتنا على جميع المستويات، إيمانيًا، وصحيًا، واجتماعيًا، وفي صدارة العلاقات الاجتماعية تأتي العلاقة الزوجية التي يمكن أن تتخذ في رمضان طرقًا جديدة للمحبة، لا تقتصر على التقارب الجسدي والعاطفي، والمشاركة الحياتية، بل تتعدى ذلك للاجتماع على الطاعات، والتشجيع المتبادل على القربات.

الصلاة

ولأن الصلاة هي العمود وهي الصلة، فإن اجتماع الزوجين على الصلاة من أجمل صور المشاركة الزوجية، والاجتماع على الطاعة، فليدخرا ركعات من الليل للصلاة سويًا.

الدعاء

وما أروع أن يتشارك هذان الرفيقان عبادة الدعاء، فيؤمن أحدهما على دعاء الآخر، ويتعاهدا الدعاء لبعضهما بظهر الغيب أيضًا.

الصدقة

هذان زوجان لم تقطعهما ضغوط وأعباء الحياة عن الصدقة والبذل، ولم يحرمهما ضيق ذات اليد من فضل العطاء والجود، فهما يعلمان أن خير الصدقة جهد المقل، وأن شق تمرة قد يقيهما النار.

تلاوة القرآن

ما أجمل أن يتسابق الزوجان في التلاوة والحفظ والتدبر، ويذكر أحدهما الآخر ويوفر له الفرص للإقبال على كتاب الله تعالى.

التفكر

من أعظم العبادات، ويروى عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قوله: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة"، فالتفكر هو سير القلب والعقل إلى الله، ويشحن الطاقة الإيمانية، ويقرب من اليقين، ويمكن أن يتشارك الزوجان هذه العبادة العظيمة، ويتبادلا المعلومات ولمحات التفكر في خلق الله وآياته، وتدبر كلماته.

وهناك صور أخرى للعبادات التي يمكن أن يتشارك فيها الزوجان، كالعمرة، والصلة، والدعوة، ومساعدة الناس، وإطعام الطعام، وغيرهما، فضلَا عن أن الرفق المتبادل في الصيام من أوضح صور التراحم في رمضان.

اللهم اجمع قلوبنا وبيوتنا على طاعتك وابتغاء مرضاتك.