تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    بحث في تعيين الشرع لاول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في نصرته لمذهب الفلاسفة بالقول بحوادث لا اول لها
    الكتاب بصيغة PDF على هذا الرابط

    https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%...9%87%D8%A7-pdf

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    مناقشة الامام ابن تيمية في نصرته لمذهب الفلاسفة بالقول بحوادث لا اول لها
    شيخ الاسلام ابن تيمية نصر الحق المتضمن إثبات الكمال لله عز وجل
    أما كتابك أخى أحمد فوزي وجيه فقد نصر مذهب الماتريدية المعطلة لدوام أفعال الرب جل وعلا
    وانَّ الله لم يزل معطلاً عن الخلق والجود أزمنة غير متناهية لا ابتداء لها ثم إبتدأ الخلق والعطاء
    فأولئك يزعمون أنه متصف ولا أثر للصفة
    قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفاً بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئاً إلا بعد أن أَوْجَدَ هذا العالم، نقول معناه أَنَّ ثَمَّ زماناً مطلقاً طويلاً طويلاً جداً ولم يكن الرب - عز وجل - فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات.
    ولا بد أنَّ الله - عز وجل - له سبحانه وتعالى من يعبده - عز وجل - من خلقه، ولا بد أن يكون له - عز وجل - مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأنَّ (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعم ما كان في حيّز صلتها.
    بَقي أنْ يقال إن قولهم (أراد ولكن إرادته كانت مُعَلَّقَة غير مُنْجَزَة) ونقول هذا تحكم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بِقِدَمِ هذا العالَم المنظور.
    وهذا الإلزام لا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر لأننا نقول إنَّ العوالِمْ التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله - عز وجل - يعلمها.
    وهذا ما قِيلَ إنَّهُ يُسَمى بقِدَمِ جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختَصَرْ.
    المهم أن يتقرر أنَّ مذهب أهل الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ - عز وجل -، وأنَّ غَيْرَ قولهم فيه تنقّص للرب - عز وجل - بكونه مُعَطَّلاً عن صفاته أو بكونه سبحانه وتعالى مُعَطَّلَاً أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور شرح الطحاوية
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    مناقشة نصرته لمذهب الفلاسفة
    أنا لها بفضل ربى -لرد هذه الفرية العظيمة
    اقول بكل وضوح وبلا شك ولا مواربه
    أن تعطيل أفعال الرب جل وعلا هو عين ما ذم الله به اليهود
    الذين قال الله تعالى عنهم
    (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) .
    وقال جل وعلا
    ﴿ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾

    قال ابن عثيمين رحمه الله ..
    في شرحه للعقيدة السفارينية :
    “قال بعض العلماء [ المعاصرين ]: نعم ، أتى عليه وقت لم يكن يفعل شيئاً ، ثم حدث الفعل ، لأنك إن لم تقل بذلك لزم أن تجعل المفعول قديماً ، فإنك إذا اثبت لله فعلاً – فلا فعل إلا بمفعول – وحينئذٍ يلزمك أن تقول بقِدم المفعولات ، فتقع في الضلال .
    والجواب على ذلك
    …. ليكن معلوماً أن الله لم يزل ولا يزال خلاقًا ، وأن هناك مخلوقات غير السماء والأرض ؛
    لأن المصلي يقول :
    ( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ) ،
    فهناك مخلوقات قبل السموات وقبل العرش لا نعرف ما هي ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال فعالا ،
    ولا يلزم من هذا أن قدم المفعول كقدم الفاعل ؛
    لأنه باتفاق العقلاء أن المفعول مسبوق بالفاعل ؛
    لأن المفعول نتيجة فعل الفاعل ،وفعل الفاعل وصف له ،
    ولابد أن يكون الموصوف سابقا على الصفة ، ثم المفعول بعد الصفة .
    يعني لما كان عندنا مفعول وفعل وفاعل ،
    فالمفعول لا شك أنه متأخر عن فعل الفاعل ، وفعل الفاعل متأخر عن الفاعل ،
    وعلى ذلك فلا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله ،
    وأن تكون شريكة لله في الوجود.
    وهذا هو الحق الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،
    وقد شنع عليه خصومه تشنيعاً عظيماً ، وقالوا : هذا قول الفلاسفة ، وهذا قول باطل ،
    ولكنه رحمه الله تخلص منهم بأنه لا يلزم من قدم المفعول أن يكون مساوياً للفاعل ،
    لأنه بضرورة العقل أن المفعول لابد أن يكون مسبوقاً بفعل ،
    والفعل لابد أن يكون مسبوقاً بفاعل ،
    وهذا هو الحق .
    وخلاصة القول في ذلك أنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوقا ، وأن الخالق جل وعلا لم يزل ولا يزال موجوداً ، وأما المخلوق فالأزل في حقه ممتنع ، فليس هناك شيء من المخلوقات يكون أزلياً أبداً ، بل ما من مخلوق إلا وهو حادث بعد أن لم يكن ؛ فالسموات والأرض والجبال والشجر والدواب والعرش والكرسي والقلم وغير ذلك كله مخلوق من العدم ، ولم يقل أحد بقدمه إلا الفلاسفة .
    فالفلاسفة هم الذين قالوا بقدم العالم ، وأن العالم لم يزل ولا يزول ، ولهذا يقولون : إن المادة لا تفنى كما أنها ليست حادثة ، وهذا لا شك أنه شرك مخرج عن الملة ،ومن ادعى أن مع الله شريكاً في الوجود فهو مشرك .”انتهى
    وكما قال القحطانى فى نونيته بتصرف
    يا أشعرية هل شعرتم أنني ... رمد العيون وحكة الأجفان
    أنا في كبود الأشعرية قرحة ... اربو فأقتل كل من يشناني
    ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ... فصرفت منهم كل من ناواني
    وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ... فوجدتها قولا بلا برهان
    والله أيدني وثبت حجتي ... والله من شبهاتكم نجاني
    أحسبتم يا اشعرية إنني ... ممن يقعقع خلفه بشنان
    أفتستر الشمس المضيئة بالسها ... أم هل يقاس البحر بالخلجان
    عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ... حمرا بلا عن ولا أرسان
    أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم ... وكسرتكم كسرا بلا جبران
    أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ... أنا سمكم في السر والإعلان
    ووحق من ختم الرسالة والهدى ... بمحمد فزها به الحرمان
    لأقطعن بمعولي أقوالكم ... ما دام يصحب مهجتي جثماني
    ولأهجونكم واثلب حزبكم ... حتى تغيب جثتي أكفاني
    ولأهتكن بمنطقي أستاركم ... حتى أبلغ قاصيا أو داني
    ولأهجون صغيركم وكبيركم ... غيظا لمن قد سبني وهجاني
    ولأنزلن إليكم بصواعقي ... ولتحرقن كبودكم نيراني
    ولأقطعن بسيف حقي زوركم ... وليخمدن شواظكم طوفاني
    ولأقصدن الله في خذلانكم ... وليمنعن جميعكم خذلاني
    ولأحملن على عتاة طغاتكم ... حمل الأسود على قطيع الضان
    ولأرمينكم بصخر مجانقي ... حتى يهد عتوكم سلطاني
    ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ... حتى يغطي جهلكم عرفاني
    ولأغضبن لقول ربي فيكم ... غضب النمور وجملة العقبان
    ولأضربنكم بصارم مقولي ... ضربا يزعزع أنفس الشجعان
    إني بحمد الله عند قتالكم ... لمحكم في الحرب ثبت جنان
    وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي ... وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
    وإذا حملت على الكتيبة منكم ... مزقتها بلوامع البرهان
    الشرع والقرآن أكبر عدتي ... فهما لقطع حجاجكم سيفان
    ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم ... فهما لكسر رؤوسكم حجران
    إن أنتم سالمتم سولمتم ... وسلمتم من حيرة الخذلان
    ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى ... فنضالكم في ذمتي وضماني

    يا أشعرية يا جميع من ادعى ... بدعا وأهواء بلا برهان
    جاءتكم سنية مأمونة ... من شاعر ذرب اللسان معان
    خرز القوافي بالمدائح والهجا ... فكأن جملتها لدي عواني
    يهوي فصيح القول من لهواته ... كالصخر يهبط من ذرى كهلان
    إني قصدت جميعكم بقصيدة ... هتكت ستوركم على البلدان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    تعيين الشرع لأول المخلوقات....

    ومناقشة الامام ابن تيمية بالقول بحوادث لا اول لها
    قال شيخ الاسلام -الفعَّال هو من يفعل على الدوام ، ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً ؛ فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً .
    ثم إن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به ، ولو خلا الرب منه لخلا من كمال يجب له ، وهذا ممتنع .
    ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حي فهو فعال ، والله تعالى حيٌّ فهو فعال ، وحياته لا تنفك عنه أبداً وأزلاً .
    ولأن الفرق بين الحيِّ والميتِ الفعلُ ، والله حيٌّ فلا بد أن يكون فاعلاً ، وخُلُوُّه من الفعل في أحد الزمانين الماضي والمستقبل : ممتنع ، فوجب دوام فعله أزلاً وأبداً .
    فخلاصة هذه المسألة : أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب : فذلك معنى صحيح ، واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع .
    ولا يجوز أن يكون تعالى معطَّلاً عن الفعل ثم فعل ، أو أنه اتصف بصفة من الصفات بعد أن لم يكن متصفاً بها ، أو أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن : فذلك معنى باطل لا يجوز .
    فالله عز وجل لم يزل متَّصفاً بصفات الكمال : صفات الذات ، وصفات الفعل ، ولا يجوز أن يُعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها ؛ لأن صفاته سبحانه صفات كمال ، وفَقْدُها صفة نقص ، فلا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفاً بضده .

    مثال ذلك : صفة الكلام ؛ فالله عز وجل لم يزل متكلماً إذا شاء ، ولم تحدث له صفة الكلام في وقت ، ولم يكن معطَّلاً عنها في وقت ، بل هو متصف بها أزلاً وأبداً .
    وكذلك صفة الخلق ، فلم تحدث له هذه الصفة بعد أن كان معطَّلاً عنها .
    وإذا أريد بالتسلسل : أن شيئاً من المخلوقات المعينة قديم قدم الله تعالى ، فهذا باطل ، فكل سوى الله تعالى مخلوق ، مسبوق بالخالق ، بل مسبوق بعدم نفسه أيضاً.
    قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ولكن الذي نطقت به الكتب والرسل أن الله خالق كل شيء فما سوى الله من الأفلاك والملائكة وغير ذلك مخلوق ومحدث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بعدم نفسه وليس مع الله شيء قديم بقدمه في العالم لا أفلاك ولا ملائكة سواء سميت عقولاً ونفوساً أو لم تسم " انتهى من " الصفدية " (1/14).
    وقال رحمه الله : " ولكن يمتنع عند أهل الملل أن يكون موجود قديم مع الله فإن الله خالق كل شيء وكل مخلوق مسبوق بعدم نفسه وإن قيل مع ذلك بدوام كونه خالقا فخلقه شيئاً بعد شيء دائماً لا ينافى أن يكون كل ما سواه مخلوقاً محدثاً كائناً بعد أن لم يكن ليس من الممكنات قديم بقدم الله تعالى مساوياً له بل هذا ممتنع بصرائح العقول مخالف لما أخبرت به الرسل عن الله كما قد بسط في موضعه " انتهى من " منهاج أهل السنة النبوية " (2/210).
    3. وإذا كان المقصود بالتسلسل : التسلسل في مفعولات الله عز وجل ، وأنه ما زال ولا يزال يخلق خلْقاً بعد خلق ، إلى ما لا نهاية ، فذلك معنى صحيح ، وتسلسل ممكن ، وهو جائز في الشرع والعقل .
    وتسلسل الحوادث أو دوام الحوادث أو المفعولات ، معناه أن نوع الحوادث لم يزل متجدداً وان الله يخلق خلقاً بعد خلق، وكل مخلوق يعني مسبوق بالعدم ، ودوام الحوادث أو المخلوقات في الماضي لا يمنع من كونه تعالى هو الأول كما أن دوامها في المستقبل – كنعيم الجنة – لا يمنع من كونه تعالى هو الآخر .
    قال رحمه الله : " ولكن يمتنع عند أهل الملل أن يكون موجود قديم مع الله فإن الله خالق كل شيء وكل مخلوق مسبوق بعدم نفسه وإن قيل مع ذلك بدوام كونه خالقا فخلقه شيئاً بعد شيء دائماً لا ينافى أن يكون كل ما سواه مخلوقاً محدثاً كائناً بعد أن لم يكن ليس من الممكنات قديم بقدم الله تعالى مساوياً له بل هذا ممتنع بصرائح العقول مخالف لما أخبرت به الرسل عن الله كما قد بسط في موضعه " انتهى من " منهاج أهل السنة النبوية " (2/210).
    3. وإذا كان المقصود بالتسلسل : التسلسل في مفعولات الله عز وجل ، وأنه ما زال ولا يزال يخلق خلْقاً بعد خلق ، إلى ما لا نهاية ، فذلك معنى صحيح ، وتسلسل ممكن ، وهو جائز في الشرع والعقل .
    وتسلسل الحوادث أو دوام الحوادث أو المفعولات ، معناه أن نوع الحوادث لم يزل متجدداً وان الله يخلق خلقاً بعد خلق، وكل مخلوق يعني مسبوق بالعدم ، ودوام الحوادث أو المخلوقات في الماضي لا يمنع من كونه تعالى هو الأول كما أن دوامها في المستقبل – كنعيم الجنة – لا يمنع من كونه تعالى هو الآخر .
    4. وإن أريد بالتسلسل : التسلسل بالمؤثِّرين ، أي : بأن يؤثِّر الشيء بالشيء إلى ما لا نهاية ، وأن يكون هناك مؤثرون ، كلُّ واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية : فذلك تسلسل ممتنع شرعاً وعقلاً ؛ لاستحالة وقوعه ؛ فالله عز وجل خالق كل شيء ، وإليه المنتهى ، فهو الأول فليس قبله شيء ، وهو الآخر فليس بعده شيء ، وهو الظاهر فليس فوقه شيء ، وهو الباطن فليس دونه شيء .
    والقول بالتسلسل في المؤثرين : يؤدي إلى خُلُوِّ المُحدَث والمخلوق من مُحْدِثٍ وخالقٍ ، وينتهي بإنكار الخالق جل وعلا .
    خلاصة القول في مسألة التسلسل عموماً :
    أ. أن التسلسل هو ترتيب أمور غير متناهية ، وأنه سمِّيَ بذلك أخذاً من " السلسلة " .
    ب. أن التسلسل من الألفاظ المجملة التي لا بد فيها من الاستفصال ، لإثبات ما فيها من الحق ، ونفي ما فيها من الباطل .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فخلاصة هذه المسألة : أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب : فذلك معنى صحيح ، واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع .
    نعم
    قال الشيخ عبد الرحمن البراك
    السؤال : يقولُ السَّائلُ مِن روسيا: ما المرادُ بالتَّسلسُلِ في المخلوقاتِ الَّذي يثبتُهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ ؟
    الجواب :
    المرادُ أنَّ المخلوقاتِ مستمرَّةٌ في الماضي، ويُعبَّرُ عن التَّسلسلِ بدوامِ الحوادثِ في الماضي،
    وهيَ مسألةٌ تكلَّمَ النَّاسُ فيها كثيرًا، وكثيرٌ مِن النَّاسِ وطلبةِ العلمِ لا يفهمونها، لا يفهمونَ حقيقتَها،
    معنى ذلك:
    ما مِن مخلوقٍ إلَّا وقبلَهُ مخلوقٌ وقبلَه مخلوقٌ، وهذا مأخوذٌ مِن أنَّ اللهَ لم يزلْ فعَّالًا لِمَا يريدُ ولم يزلْ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وكثيرٌ مِن طوائفِ المتكلِّمينَ يقولون: لا، يجبُ أنْ تكونَ للمخلوقاتِ بدايةٌ وقبلَها يمتنعُ وجودُ مخلوقاتٍ، ولا ريبَ أنَّ دوامَ الحوادثِ الماضيةِ ممكنٌ، لأنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، فحقيقةُ التَّسلسُلِ أنَّ ما مِن مخلوقٍ إلَّا وقبلَهُ مخلوقٌ، لكنْ كلُّ مخلوقٍ مسبوقٌ بعدمِ نَفسِهِ، فكلُّ مخلوقٍ فهو مُحدَثٌ بعدَ عدمٍ، مُحدَثٌ بعدَ عدمٍ واللهُ خالقُهُ، وليسَ شيءٌ مِن هذه المخلوقاتِ مقارنًا لوجودِ اللهِ ودائمًا بدوامِه، فاللهُ قبلَ كلِّ شيءٍ، فما مِن مخلوقٍ إلَّا واللهُ قبلَه كما جاءَ في الحديثِ: (اللَّهمَّ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ)، فاللهُ قبلَ كلِّ شيءٍ وليسَ قبلَهُ شيءٌ، اللهُ قبلَ كلِّ شيءٍ وليسَ قبلَهُ شيءٌ، والمنكَرُ هو القولُ بأنَّ هذه العوالمَ السَّموات أنَّها قديمةٌ هذا هو قولُ الفلاسفةِ، هذا لا يجوزُ، هذه السَّمواتُ مخلوقةٌ، مُحدَثةٌ بعدَ أنْ لم تكنْ، واللهُ أخبرَنا عن خلقِها فقالَ في آياتٍ: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [يونس:3]، وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ [الأنبياء:16]، وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ [الجاثية:22]، فالسَّمواتُ مخلوقةٌ مُحدَثةٌ بعدَ عدمٍ وليسَتْ بقديمةٍ وليسَتْ بقديمةٍ، وهذا باطلٌ .

    وكلامُ شيخِ الإسلامِ لا يتضمَّنُ أثباتَ قديمٍ معَ اللهِ، لا، بل كلُّ مخلوقٍ فهو محدَثٌ بعدَ عدمٍ، وكلُّ مخلوقٍ فاللهُ خالقُهُ وهوَ قبلَهُ، وحينئذٍ فلا محذورَ في أنْ تكونَ المخلوقاتُ دائمةً أو الحوادثُ دائمةً، والتَّسلسُلُ يُعبَّرُ عنهُ بعباراتٍ: تسلسُلُ المخلوقاتِ في الماضي، دوامُ الحوادثِ في الماضي، حوادثُ لا أوَّلَ لها، كلُّها عباراتٌ واحدةٌ مدلولُها: أنَّهُ ما مِن مخلوقٍ إلَّا وقبلَهُ مخلوقٌ، هذا المقصودُ من التَّسلسُلِ، وقد شرحَهُ وقرَّرَهُ شيخُ الإسلامِ كثيرًا، وكثيرٌ من الغالطينَ عليهِ يقولونَ: إنَّهُ يقولُ بقِدَمِ العالَمِ، لا، فالمنكَرُ هو قولُ الفلاسفةِ أنَّ السَّمواتِ والأفلاكَ قديمةٌ، قديمةٌ يعني لا بدايةَ لوجودِها، وأنَّها مقارنةٌ لوجودِ اللهِ، هذا قولٌ منكَرٌ باطلٌ، وكذلك مَن قالَ: إنَّهُ يمتنعُ دوامُ الحوادثِ في الماضي، هو قولٌ باطلٌ؛ لأنَّهُ يتضمَّنُ تعجيزَ الرَّبِّ أنَّ اللهَ لم يكنْ قادرًا ثمَّ صارَ قادرًا، ولم يكنْ فاعلًا ثمَّ صارَ فاعلًا، لكنْ الحقُّ الَّذي دلَّ عليهِ العقلُ والشَّرعُ: أنَّ اللهَ لم يزلْ فعَّالًا لما يريدُ، ولم يزلْ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .

    https://sh-albarrak.com/article/14671

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    عنوان الموضوع - تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها
    انظر كيف أسقطت من عنوان الموضوع ما تخاف إظهاره حتى لا تشن الغارة عليك
    فقد أسقطت من عنوان موضوعك


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    ومناقشة الامام ابن تيمية في نصرته لمذهب الفلاسفة
    هذا إفتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية فشتان ثم شتان بين قول شيخ الاسلام ومذهب الفلاسفة المشركين
    وهل هذا الا محاولة للتسوية بين التوحيد والشرك والحق والباطل والنور والظلام
    فالذى يدعى ان شيخ الاسلام نصر مذهب الفلاسفة
    أحد رجلين:
    إما كذاب أفاك، عدو للإسلام والمسلمين،
    وإما[؟] لم يفهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
    ***
    الشاتمي أهل الحديث عداوة ... للسنة العليا مع القرآن
    جعلوا مسبتهم طعام حلوقهم ... فالله يقطعها من الأذقان
    كبرا وإعجابا وتيها زائدا ... وتجاوزا لمراتب الإنسان
    ولهم نصوص قصروا في فهمها ... فأتوا من التقصير في العرفان
    وخصومنا قد كفرونا بالذي ... هو غاية التوحيد والإيمان

    ومناقشة الامام
    هل بقيت بعد نصرة مذهب الفلاسفة إمامة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اخي الكريم أصلح الله حالنا وحالك ووقانا واياك شر التعصب

    تقريبا انت لم تقرأ الكتاب واكتفيت بالتعليق على سطر كتبته كنبذة تعريفية ببعض محتوى البحث !

    انا يا أخي الكريم وضعت روابط كتبي هنا من اجل الاستفادة من تعليقات الاخوة طلبة العلم القائمة على النقد العلمي من غير تعصب ولا حمية

    فالمسالة بارك الله فيك ليست حربا كي نشن الغارات وندق الطبول وانا لها ونحو ذلك ...

    وعامة ما نقلته عن ابن تيمية انا تعرضت له في البحث وقمت بالرد عليه وكذا الاستدلال بالاية التي ذكرتها فانظره غير مامور

    واحب ان انبه الى ان الامام ابن تيمية هو نفسه قد نسب هذا القول الى الفلاسفة في غير موضع
    منها على سبيل المثال في منهاج السنة المجلد الاول ص١٦٦-١٦٧ و١٧٦ ان لم تخوني الذاكرة

    وقد نسبه الى أئمة أهل الحديث وأئمة الفلاسفة معا
    وقد نقلت بعضا منها في البحث وبينت انه محق في نسبته الى الفلاسفة وأخطأ في نسبته لائمة أهل الحديث

    ولعلك إن شاء الله تفيدنا بذكر من هم أئمة أهل الحديث الذين قالوا بحوادث لا أول لها هكذا بصريح العبارة أو بأن الخلق ليس له أول باطلاق وانما الاولية في العالم المشهود او لازال الرب يخلق منذ الازل بلا بداية او نحو ذلك من الاقوال الدالة صراحة على مذهبهم من غير لف ولا دوران ولا ان تاتي باقوال تفسرها انت وتركب عليها قولك تركيبا لعله لم يخطر ببال احدهم حين قاله

    وسؤالي هذا ليس من باب التحدي وانما هو سؤال مسترشد ومستفيد وفوق كل ذي علم عليم

    وهؤلاء الفلاسفة غير الفلاسفة القائلين بقدم الافلاك
    فالفلاسفة انفسهم اختلفوا في المسالة
    وقد انتصر ابن رشد الفليسوف للفلاسفة القائلين بقدم العالم بالنوع وكذا ابن تيمية

    ولعله اشتبه عليك فظننت اني انسبه للفلاسفة القائلين بقدم الافلاك

    هذا باختصار ما اردت من غير تعصب او شن الغارة

    وهذا ميدان للبحث ولا احد معصوم من الخطأ
    لا انا ولا انت ولا ابن تيمية ولا من هو أكبر منه

    وأرجو منك يا أخي ألا تفتح نقاشا مطولا قبل ان تقرأ حججي وأدلتي
    فعامة هذه المناقشات ستجدها في البحث فلا داعي للاطالة والتكرار

    اصلح الله حالنا وحالك ووفقنا الى العلم النافع والعمل الصالح

    وفقكم الله ودمتم بخير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وضعت روابط كتبي هنا من اجل الاستفادة من تعليقات الاخوة طلبة العلم القائمة على النقد العلمي من غير تعصب ولا حمية
    الحمد لله نحن لا نتعصب الا للحق والحق الواضح المبين هو ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية

    فالمسالة بارك الله فيك ليست حربا كي نشن الغارات وندق الطبول وانا لها ونحو ذلك ...
    بل هى حرب بالحجة والبرهان بين اهل السنة وغيرهم من المذاهب التى تتكلم فى صفات الله

    وعامة ما نقلته عن ابن تيمية انا تعرضت له في البحث وقمت بالرد عليه وكذا الاستدلال بالاية التي ذكرتها فانظره غير مامور
    الهمة ليست عالية لقراءة الكتاب الآن أنا اناقش الموجود فى الموضوع فقط فان كان عندك شئ اخى الكريم للمناقشة فاعرضه

    واحب ان انبه الى ان الامام ابن تيمية هو نفسه قد نسب هذا القول الى الفلاسفة في غير موضع
    منها على سبيل المثال في منهاج السنة المجلد الاول ص١٦٦-١٦٧ و١٧٦ ان لم تخوني الذاكرة
    ما هو القول المنسوب الى الفلاسفة- فالمنسوب الى الفلاسفة قد يكون الجزء الموافق للحق قرره شيخ الاسلام لا لانه قول الفلاسفة ولكن لان قولهم وافق العقل الصريح الصحيح فى جزئية معينه
    فشيخ الاسلام يقرر الحق حتى ولو كان على لسان اهل الباطل كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لابى هريرة صدقك وهو كذوب فهل نقول والعياذ بالله ان النبى صلى الله عليه وسلم انتصر للشيطان - معاذ الله-
    انت قلت انتصر للفلاسفة فى تسلسل الحوادث ومعلوم ان التسلسل انواع منه تسلسل باطل وهو التسلسل فى المؤثرين الذى قرره الفلاسفة ومنه تسلسل حق وهو الذى قرره شيخ الاسلام وسأفرد ان شاء الله مشاركة لانواع التسلسل الحق والباطل




    او نحو ذلك من الاقوال الدالة صراحة على مذهبهم من غير لف ولا دوران ولا ان تاتي باقوال تفسرها انت وتركب عليها قولك تركيبا لعله لم يخطر ببال احدهم حين قاله
    انا والحمد لله لا أركب اقوال ولكن وظيفتى نقل و ترتيب أقوال اهل العلم لتوضيح المسألة
    ولقد مررت على كتابك مرورا سريعا فوجد اللف والدوران هى السمة الرئيسية للكتاب- بل تمر اكثر صفحات الكتاب وأنت وانت تقرر المسألة من كيسك وجعبتك ولا تذكر كلام العلماء الراسخين فى العلم فى المسألة الا ما وافق مذهبك من كلام الشيخ الالبانى والشيخ الالبانى وافق الماتريدية فى هذه المسألة وهذا معلوم فى تقريراته- لم يوفق للحق فى هذه المسألة وانت لم تتعلق قبل ان تغرق الا بكلام الشيخ الالبانى فذهبت الى ما ذهبت اليه الماتريدية فى منع تسلسل الحوادث فى الماضى
    تركيبا لعله لم يخطر ببال احدهم حين قاله
    سبحان الله عندما مررت على الكتاب وجدت ما ترمينى به فى كتابك - تتكلم طول الكتاب بدون برهان ولا كلام للعلماء الراسخين فى العلم والكتاب موجود طبعا والحَكَم بينى وبينك القرَّاء - وكما قال الشاعر رمتنى بدائها وانسلت

    وهؤلاء الفلاسفة غير الفلاسفة القائلين بقدم الافلاك
    فالفلاسفة انفسهم اختلفوا في المسالة
    فلم لم تفصل ذلك فى اول الموضوع وتعلمنا اى الفلاسفة الذين انتصر اليهم شيخ الاسلام
    وقد انتصر ابن رشد الفليسوف للفلاسفة القائلين بقدم العالم بالنوع وكذا ابن تيمية
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ابن رشد : " هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو " انتهى. " بيان تلبيس الجهمية " (1/120)، وحاول جاهدا شرحه وبيانه وتقريره للناس بأسلوب عربي جديد ، وهو - خلال ذلك - حين يرى مناقضة فكر أرسطو مع ثوابت الشريعة الإسلامية ، يحاول سلوك مسالك التأويل البعيدة التي تعود على الشريعة بالهدم والنقض ، وكأن فلسفة أرسطو قرين مقابل لشريعة رب العالمين المتمثلة في نصوص الكتاب والسنة ، ولذلك كتب كتابه المشهور : " فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ".
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام :
    فمنهم من ظن أن ذلك من الملة .
    ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره ، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع ، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين : إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم ، وإلا ألحقوه بأمثاله ، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة ، وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله ، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ، ويستحلون محرماته ، وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك .

    ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف ، ومسوغا للقولين ، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل ، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه ، والصواب مع أبي حامد ، وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه ، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا ، وبعضه استطال فيه على أبي حامد ، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة ، مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة ، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.

    " منهاج السنة " (1/255)

    أين اذا موافقة شيخ الاسلام لابن رشد والفلاسفة؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ولعله اشتبه عليك فظننت اني انسبه للفلاسفة القائلين بقدم الافلاك
    لماذا لم تفرق بين القائلين بالقدم النوعى للمخلوقات والفلاسفة القائلين بقدم الافلاك- بل كثيرا ما تردد انه لا فرق بين القدم النوعى وعين الحوادث


    هذا باختصار ما اردت من غير تعصب او شن الغارة
    انت تتعصب لمذهب الماتريدية والاشاعرة فى امتناع حوادث لا اول لها -أليس هذا تعصب - أحلال لك حرام على من ذهب الى تسلسل الحوادث فى الماضى والمستقبل

    وهذا ميدان للبحث ولا احد معصوم من الخطأ
    لا انا ولا انت ولا ابن تيمية ولا من هو أكبر منه
    نعم الخطأ كل الخطأ فيما وقعت فيه الماتريدية ومن تابعهم من منع حوادث لا اول لها والحق كل الحق مع شيخ الاسلام الذى قرر دوام الحوادث فى الماضى والمتسقبل
    وأرجو منك يا أخي ألا تفتح نقاشا مطولا قبل ان تقرأ حججي وأدلتي
    فعامة هذه المناقشات ستجدها في البحث فلا داعي للاطالة والتكرار
    ما تريد نقاشه أخى الكريم اعرضه هنا ولكن كل ما ارجوه منك هو ادب الحوار فقط- انظر ماذا قلت- من غير لف ولا دوران- هل هذا اسلوب علمى ويكفى ردى عليه بنفس الاسلوب
    ولعلك إن شاء الله تفيدنا بذكر من هم أئمة أهل الحديث الذين قالوا بحوادث لا أول لها هكذا بصريح العبارة أو بأن الخلق ليس له أول باطلاق وانما الاولية في العالم المشهود او لازال الرب يخلق منذ الازل بلا بداية
    " هل وردت هذه اللفظة في الكتاب أو السنَّة ، أو أطلقها أحد من أئمة السلف " ؟
    الجواب : لا .
    هـ. " ما طريقة أهل السنة في التعامل مع هذا اللفظ ؟ " .
    طريقتهم كطريقتهم في سائر الألفاظ المجملة ؛ حيث إنهم يتوقفون في لفظ " التسلسل " فلا يثبتونه ، ولا ينفونه ؛ لأنه لفظ مبتدع مجمل ، يحتمل حقّاً وباطلاً ، وصواباً وخطأً .
    هذا بالنسبة للفظ .
    أما بالنسبة للمعنى : فإنهم يستفصلون ، فإن أريد به حق : قبلوه ، وإن أريد به باطل : رَدُّوه .
    وبناءاً على ذلك : فإنه يُنْظَرُ في هذا اللفظ ، وتطبق عليه هذه القاعدة : فيقال لمن أطلقوا هذا اللفظ :
    1. إذا أردتم بالتسلسل : دوام أفعال الرب أزلاً – الأزل : هو القِدَم الذي لا بداية له - وأبداً - الأبد : هو المستقبل الذي لا نهاية له - : فذلك معنى صحيح دل عليه العقل والشرع ، فإثباته واجب ، ونفيه ممتنع

    أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة، وبين الكلابية والأشاعرة، وبين الماتريدية، وبين أهل الحديث والأثر،
    والمذاهب فيها متعددة،
    ولهذا نقول: نبين ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحاً للمقام:

    المسألة الأولى: أن الناس اختلفوا في اتصاف الله جل وعلا بصفاته، هل هو متصف بها بعد ظهور آثارها؟ وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟
    على مذاهب؛
    المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم؛ من أنه جل وعلا لم يصر له صفات ولا أسماء، إلا بعد أن ظهرت آثارها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصل عندهم؛ وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سماه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق، فعندهم أنَّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم، ولم تكن له هذه الصفات، فقبل أن يكون ثم سامع لكلامه، فليس هو سبحانه متكلماً، فلما ظهر سامع.. لما خلق سامعا لكلامه خلق كلاماً، عند المعتزلة والجهمية، فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلِّم، أو صفة الكلام، لما خلق من يسمع كلامه.
    كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه، أو أنواع النعم والمنعِم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله عندهم، إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم: أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
    المذهب الثاني:
    هو مذهب الأشاعرة والماتريدية، ومذهب طوائف من أهل الكلام في أن الرب جل وعلا كان متصفاً بالصفات، وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته، ولا آثار أسمائه، بل كان زمناً طويلاً طويلاً معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئاً، له صفة الإرادة، وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة، وهكذا، فمن أسمائه عند هؤلاء الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام، ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام، وليس ثم منعَم عليه، ومن أسمائه المحيي، وليس ثم من أحيا، ومن أسمائه البارئ وليس ثم من برأ، وهكذا حتى أنشأ جل وعلا وخلق هذا الخلق المنظور، الذي تراه في الأرض والسماوات، وما قص الله علينا في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته.

    فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور دون غيره، هذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته، وقالوا: هذا فراراً من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية، أو دائمة من جهة الأولية، جهة القِدَم مع الرب جل وعلا.
    والمذهب الثالث:
    هو مذهب أهل الحديث والأثر، وأهل السنة، أعني عامة أهل السنة، وهو أن الرب جل وعلا أول بصفاته، وصفاته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قديمة، يعني هو أوَّلٌ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بصفاته، وأنه سبحانه كان من جهةِ الأوليَّة بصفاته، كما عبر الماتنُ هنا بقوله: "كان بصفاته" وأنَّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارُها؛ لأنه سبحانه فعَّالٌ لما يريد، والربُّ جل وعلا له صفات الكمال المطلَق، ومن أنواعِ الكمال المطلق أن يكون ما أرادَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فما أراده كوناً لابد أن يكون، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

    ومن مذهب أهل السنة والأثر والحديث أنه سبحانه يجوز أن يكونَ خلق أنواعاً من المخلوقات، وأنواعاً من العوالم غير هذا العالم، الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعم من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلابد أن يكون ثم مخلوقات أوجدها الله جل وعلا وأفناها، ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا؛ فإن أسماء الرب جل وعلا، وإن صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرها؛ لأنه سبحانه فعَّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال، بقوله: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}، فما أراده سبحانه كان.
    وهذا متسلسل كما سيأتي بيانه في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية، فهو سبحانه "كما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديًّا"، وهذا منهم يعني من أهل الحديث والأثر والسنة، هذا القول منهم؛ لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا، وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل الرب جل وعلا عن أسمائه وصفاته، يعني: أن الله جل وعلا كان بلا صفات، وبلا أسماء، وأنه لما فعلَ وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص للرب جل وعلا؛ لأن الصفات هي عنوان الكمال، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كمالاته بصفاته.
    وأما قول الأشاعرة والماتريدية، ومن نحا نحوهم، فهذا أيضاً فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متصف ولا أثر للصفة. ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات هذا العالم إنما وُجد قريباً، فوجوده قريب، وإنْ كانت مدته أو عمره طويل، لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامةٍ، الزمن المطلق، لا شك أنه قريب، لهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)) جل وعلا.
    فتقدير.. فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحده زمان، فهو أول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار؛ لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننتقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأمَّا هذا العالم المنظور فإنه محدَث، وحدوثه قريب.
    ولهذا نقول: إن قول الأشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفاً بصفات، وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها، ولم يفعل شيئاً إلا بعد أن أوجد هذا العالم، نقول: معناه أن ثم زماناً مطلقاً طويلاً طويلاً جداً، ولم يكن الرب جل وعلا فاعلاً، ولم يكن لصفاته أثر، ولا لأسمائه أثر في المعبودات وفي المربوبات، ولابد أن الله جل وعلا له سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَن يعبده جل وعلا من خلقه، ولابد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول، وأسماء الموصول تعم ما كان في حيز صلتها.
    بقي أن يقال: إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة، غير منجزة، ونقول: هذا تحكم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه، إلا الفرار من قول الفلاسفة، ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالم المنظور. وهذا الإلزام لا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول: إن العوالمَ التي سبقتْ هذا العالم كثيرةٌ متعددة، لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها، وهذا ما قيل: إنه يسمَّى بقدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقدم النوعي للمخلوقات.


    ما أريده من الاخوة المحاورين ألا يلزمنى احد بطريقة معينة فى النقاش انا اناقش بالطريقة التى تعلمتها فى سنين الطلب وبالمقابل انا لا أفرض على اى احد طريقه معينه فى الاستدلال- الحمد لله اناقش الجميع مع اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم- المطلوب فقط ادب الحوار-أما الحق فمنصور بنصر الله

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وسأفرد ان شاء الله مشاركة لانواع التسلسل الحق والباطل
    التسلسل : فطرفاه الزمن الماضي والمستقبل .
    " مراد أهل الكلام من إطلاق هذه اللفظة " : مرادهم يختلف باختلاف سياق الكلام ،
    وباختلاف المتكلمين ،
    فقد يكون مرادهم : نفي قِدَمِ اتصاف الله ببعض صفاته ،
    وقد يكون مرادهم : نفي دوام أفعال الله ومفعولاته ،
    وقد يكون مرادهم : نفي أبدية الجنة والنار ، وقد يكون غير ذلك .
    " هل وردت هذه اللفظة في الكتاب أو السنَّة ، أو أطلقها أحد من أئمة السلف " ؟
    الجواب : لا .
    هـ. " ما طريقة أهل السنة في التعامل مع هذا اللفظ ؟ " .
    طريقتهم كطريقتهم في سائر الألفاظ المجملة ؛ حيث إنهم يتوقفون في لفظ " التسلسل " فلا يثبتونه ، ولا ينفونه ؛ لأنه لفظ مبتدع مجمل ، يحتمل حقّاً وباطلاً ، وصواباً وخطأً .
    هذا بالنسبة للفظ .
    أما بالنسبة للمعنى : فإنهم يستفصلون ، فإن أريد به حق : قبلوه ، وإن أريد به باطل : رَدُّوه .
    وبناءاً على ذلك : فإنه يُنْظَرُ في هذا اللفظ ، وتطبق عليه هذه القاعدة : فيقال لمن أطلقوا هذا اللفظ :
    1. إذا أردتم بالتسلسل : دوام أفعال الرب أزلاً – الأزل : هو القِدَم الذي لا بداية له - وأبداً - الأبد : هو المستقبل الذي لا نهاية له - : فذلك معنى صحيح دل عليه العقل والشرع ، فإثباته واجب ، ونفيه ممتنع ، قال الله تعالى : ( فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) هود/ 107 .
    والفعَّال هو من يفعل على الدوام ، ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعَّالاً ؛ فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً .
    ثم إن المتصف بالفعل أكمل ممن لا يتصف به ، ولو خلا الرب منه لخلا من كمال يجب له ، وهذا ممتنع .
    ولأن الفعل لازم من لوازم الحياة ، وكل حي فهو فعال ، والله تعالى حيٌّ فهو فعال ، وحياته لا تنفك عنه أبداً وأزلاً .
    ولأن الفرق بين الحيِّ والميتِ الفعلُ ، والله حيٌّ فلا بد أن يكون فاعلاً ، وخُلُوُّه من الفعل في أحد الزمانين الماضي والمستقبل : ممتنع ، فوجب دوام فعله أزلاً وأبداً .
    فخلاصة هذه المسألة : أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب : فذلك معنى صحيح ، واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع .
    ولا يجوز أن يكون تعالى معطَّلاً عن الفعل ثم فعل ، أو أنه اتصف بصفة من الصفات بعد أن لم يكن متصفاً بها ، أو أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن : فذلك معنى باطل لا يجوز .
    فالله عز وجل لم يزل متَّصفاً بصفات الكمال : صفات الذات ، وصفات الفعل ، ولا يجوز أن يُعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها ؛ لأن صفاته سبحانه صفات كمال ، وفَقْدُها صفة نقص ، فلا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفاً بضده .
    قال الإمام الطحاوي رحمه الله : " ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفته ، وكما كان بصفاته أزليّاً ، كذلك لا يزال عليها أبديّاً " .
    انتهى من" شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 124 ) .
    مثال ذلك : صفة الكلام ؛ فالله عز وجل لم يزل متكلماً إذا شاء ، ولم تحدث له صفة الكلام في وقت ، ولم يكن معطَّلاً عنها في وقت ، بل هو متصف بها أزلاً وأبداً .
    وكذلك صفة الخلق ، فلم تحدث له هذه الصفة بعد أن كان معطَّلاً عنها .
    2- وإذا أريد بالتسلسل : أن شيئاً من المخلوقات المعينة قديم قدم الله تعالى ، فهذا باطل ، فكل سوى الله تعالى مخلوق ، مسبوق بالخالق ، بل مسبوق بعدم نفسه أيضاً.
    قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ولكن الذي نطقت به الكتب والرسل أن الله خالق كل شيء فما سوى الله من الأفلاك والملائكة وغير ذلك مخلوق ومحدث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بعدم نفسه وليس مع الله شيء قديم بقدمه في العالم لا أفلاك ولا ملائكة سواء سميت عقولاً ونفوساً أو لم تسم " انتهى من " الصفدية " (1/14).
    وقال رحمه الله : " ولكن يمتنع عند أهل الملل أن يكون موجود قديم مع الله فإن الله خالق كل شيء وكل مخلوق مسبوق بعدم نفسه وإن قيل مع ذلك بدوام كونه خالقا فخلقه شيئاً بعد شيء دائماً لا ينافى أن يكون كل ما سواه مخلوقاً محدثاً كائناً بعد أن لم يكن ليس من الممكنات قديم بقدم الله تعالى مساوياً له بل هذا ممتنع بصرائح العقول مخالف لما أخبرت به الرسل عن الله كما قد بسط في موضعه " انتهى من " منهاج أهل السنة النبوية " (2/210).
    3. وإذا كان المقصود بالتسلسل : التسلسل في مفعولات الله عز وجل ، وأنه ما زال ولا يزال يخلق خلْقاً بعد خلق ، إلى ما لا نهاية ، فذلك معنى صحيح ، وتسلسل ممكن ، وهو جائز في الشرع والعقل .
    وتسلسل الحوادث أو دوام الحوادث أو المفعولات ، معناه أن نوع الحوادث لم يزل متجدداً وان الله يخلق خلقاً بعد خلق، وكل مخلوق يعني مسبوق بالعدم ، ودوام الحوادث أو المخلوقات في الماضي لا يمنع من كونه تعالى هو الأول كما أن دوامها في المستقبل – كنعيم الجنة – لا يمنع من كونه تعالى هو الآخر .
    4. وإن أريد بالتسلسل : التسلسل بالمؤثِّرين ، أي : بأن يؤثِّر الشيء بالشيء إلى ما لا نهاية ، وأن يكون هناك مؤثرون ، كلُّ واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية : فذلك تسلسل ممتنع شرعاً وعقلاً ؛ لاستحالة وقوعه ؛ فالله عز وجل خالق كل شيء ، وإليه المنتهى ، فهو الأول فليس قبله شيء ، وهو الآخر فليس بعده شيء ، وهو الظاهر فليس فوقه شيء ، وهو الباطن فليس دونه شيء .
    والقول بالتسلسل في المؤثرين : يؤدي إلى خُلُوِّ المُحدَث والمخلوق من مُحْدِثٍ وخالقٍ ، وينتهي بإنكار الخالق جل وعلا .
    خلاصة القول في مسألة التسلسل عموماً :
    أ. أن التسلسل هو ترتيب أمور غير متناهية ، وأنه سمِّيَ بذلك أخذاً من " السلسلة " .
    ب. أن التسلسل من الألفاظ المجملة التي لا بد فيها من الاستفصال كما مر ، لإثبات ما فيها من الحق ، ونفي ما فيها من الباطل .
    انتهى من كتاب : " مصطلحات في كتب العقائد " للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ( ص 72 – 76 ) ، باختصار .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة

    ولعلك إن شاء الله تفيدنا بذكر من هم أئمة أهل الحديث الذين قالوا بحوادث لا أول لها هكذا بصريح العبارة
    لعلك تظن ان ذلك حجر عثرة فى الطريق
    والجواب كما تقدم سابقا
    طريقة أهل السنة في التعامل مع هذا اللفظ ؟ " .
    طريقتهم كطريقتهم في سائر الألفاظ المجملة ؛ حيث إنهم يتوقفون في لفظ " التسلسل " فلا يثبتونه ، ولا ينفونه ؛ لأنه لفظ مبتدع مجمل ، يحتمل حقّاً وباطلاً ، وصواباً وخطأً .
    هذا بالنسبة للفظ .
    أما بالنسبة للمعنى : فإنهم يستفصلون ، فإن أريد به حق : قبلوه ، وإن أريد به باطل : رَدُّوه .
    وشيخ الاسلام تكلم فى هذه المسألة رد على الفلاسفة والمتكلمين و الجهمية و المعتزلة والاشاعرة والماتريدية
    ما المانع فى ان يقرر شيخ الاسلام الحق ويرد على مختلف مذاهب الناس فى هذه المسألة وغيرها الكثير الكثير مما احدثه المتكلمين فى باب الايمان وباب الصفات وباب القدر وغيرها من ابواب العقيدة وانت تعلم قبل غيرك ردود شيخ الاسلام على مقالات الفرق ومذاهب الناس
    الالفاظ المحدثة المجملة التى لم تأتى فى الكتاب والسنة ولا كلام الصحابة نستفصل ونبين الحق والباطل فيها
    ومنها مسألة التسلسل

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: تعيين الشرع لأول المخلوقات ومناقشة الامام ابن تيمية في قوله بحوادث لا أول لها

    قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)

    يقول تعالى : قل يا محمد : لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي تكتب به كلمات ربى وحكمه وآياته الدالة عليه ، ( لنفد البحر ) أي : لفرغ البحر قبل أن يفرغ من كتابة ذلك ) ولو جئنا بمثله ) أي : بمثل البحر آخر ، ثم آخر ، وهلم جرا ، بحور تمده ويكتب بها ، لما نفدت كلمات الله ، كما قال تعالى : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ) [ لقمان : 27 ] .
    قال الربيع بن أنس : إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها ، وقد أنزل الله ذلك : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) .
    يقول : لو كان البحر مدادا لكلمات الله ، والشجر كله أقلام ، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر ، وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء ; لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي ، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه ، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول ، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة ، كحبة من خردل في خلال الأرض كلها .

    ابن كثير

    وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)



    قول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وجلاله ، وأسمائه الحسنى وصفاته العلا وكلماته التامة التي لا يحيط بها أحد ، ولا اطلاع لبشر على كنهها وإحصائها ، كما قال سيد البشر وخاتم الرسل : " لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " ، فقال تعالى : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) [ أي : ولو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما ، وجعل البحر مدادا ومده سبعة أبحر ] معه ، فكتبت بها كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسرت الأقلام ، ونفد ماء البحر ، ولو جاء أمثالها مددا .


    وإنما ذكرت " السبعة " على وجه المبالغة ، ولم يرد الحصر ولا [ أن ] ثم سبعة أبحر موجودة تحيط بالعالم ، كما يقوله من تلقاه من كلام الإسرائيليين التي لا تصدق ولا تكذب ، بل كما قال تعالى في الآية الأخرى : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) [ الكهف : 109 ] ، فليس المراد بقوله : ( بمثله ) آخر فقط ، بل بمثله ثم بمثله ثم بمثله ، ثم هلم جرا; لأنه لا حصر لآيات الله وكلماته .



    وقال الحسن البصري : لو جعل شجر الأرض أقلاما ، وجعل البحر مدادا ، وقال الله : " إن من أمري كذا ، ومن أمري كذا " لنفد ما في البحور ، وتكسرت الأقلام .
    وقال قتادة : قال المشركون : إنما هذا كلام يوشك أن ينفد ، فقال الله تعالى : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ) أي : لو كان شجر الأرض أقلاما ، ومع البحر سبعة أبحر ، ما كان لتنفد عجائب ربي وحكمته وخلقه وعلمه .



    وقال الربيع بن أنس : إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها ، وقد أنزل الله ذلك : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ) الآية .
    يقول : لو كان البحر مدادا لكلمات الله والأشجار كلها أقلاما ، لانكسرت الأقلام ، وفني ماء البحر ، وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء ; لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ، ولا يثني عليه كما ينبغي ، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه . إن ربنا كما يقول ، وفوق ما نقول .


    وقد روي أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود ، قال ابن إسحاق : حدثني ابن أبي محمد ، عن سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس ; أن أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة : يا محمد ، أرأيت قولك : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ؟ [ الإسراء : 85 ] ، إيانا تريد أم قومك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا " . فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها في علم الله قليل ، وعندكم من ذلك ما يكفيكم " . وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ) الآية .


    وهكذا روي عن عكرمة ، وعطاء بن يسار . وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية لا مكية ، والمشهور أنها مكية ، والله أعلم .


    وقوله : ( إن الله عزيز حكيم ) أي : عزيز قد عز كل شيء وقهره وغلبه ، فلا مانع لما أراد ولا مخالف ولا معقب لحكمه ، ( حكيم ) في خلقه وأمره ، وأقواله وأفعاله ، وشرعه وجميع شؤونه .

    ابن كثير



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •