كيف نستقبل شهر رمضان؟


شيماء الرشيدي



إذا اقترب شهر رمضان، كيف نستقبله، وما الطرق السليمة لاستقباله واستغلاله على أكمل وجه؟


يجب على المسلم ألا يفرط في موسم الطاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها؛ قال تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون...}، فاحرصي أختي المسلمة على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية:

- الدعاء: بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية حتى تنشطي في عبادة الله من صيام وقيام وذكر؛ فقد روي عن أنس ] أنه قال: كان النبي [ إذا دخل شهر رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان..» رواه أحمد والطبراني.. وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم.. فإذا أهل هلال رمضان فادعي الله وقولي: الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله».

الحمد والشكر: على بلوغه، قال النووي رحمه الله في كتاب (الأذكار): اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى أو يثني عليه بما هو أهله، وأن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة. فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة، نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها؛ فالحمد حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

- الفرح والابتهاج: ثبت عن النبي [ أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان، فيقول: «جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم..» أخرجه أحمد.

وقد كان سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان يهتمون برمضان ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب شهر رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات؛ فشتان بين حالنا في استقباله وحال السلف، والله المستعان.


- العزم والتخطيط المسبق: وذلك للاستفادة من رمضان؛ فالكثير من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمون بهذا الدين يخططون تخطيطا دقيقا لأمور الدنيا، ولكنّ قليلين منهم هم الذين يخططون للآخرة، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصا كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية النفس حتى تثبت على هذا الأمر، فمن أمثلة التخطيط للآخرة: التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات وليس استغلاله في مشاهدة البرامج والمسلسلات التي تتنافس بها الفضائيات؛ فينشغل الكثير من الناس بها فيؤخرون الصلاة، وتلهيهم عن الذكر، فلا حظ لهم من الصيام إلا الجوع والعطش، والعياذ بالله.