الفتن التي يتعرض إليها المسلم في غير بلاده


د.بسام خضر الشطي




عندما يعيش المسلم في دولة غير إسلامية ينعدم فيها الأمن الاجتماعي والأمن الديني تواجهه فتن كثيرة فهي:

- انعدام الرقابة الاجتماعية: ففي بلاده هناك الأسرة والجيران والأصدقاء في العمل ونظام الدراسة لمستقبل الأبناء قد تحقق فيه الالتزام والأخلاق؛ فيستحيي الفرد من ارتكاب المساوئ بسبب تلك الرقابة.

- ندرة بقاع الخير: فلا تكاد تجد المساجد والمراكز الإسلامية والاستماع للأذان ورؤية الاحتشام والالتزام، وقلة العلماء وقلة أهل الخير الذين يرشدون المرء إلى الطريق الصحيح. بل تجد كثرة بقاع الشر والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

- انتشار الزنى والخمر والمحرمات: فهذه الدول لا تتعامل مع الحلال والحرام، بل مع رغبة الشعب وتدني أخلاقه، فتجد أماكن للزنى والقمار والخمر والمخدرات والمسكرات والانحلال والسماح بالإلحاد والفوضى في اللبس ونوادي للشواذ وتشجيع الإعلام والإعلان لتسهيل مهمة محاربة الله عز وجل.

- عدم ضبط أفراد الأسرة: فالمرأة لها حق الطلاق وامتيازات مخالفة لديننا لتمرق من طاعة زوجها لأتفه الأسباب، ولا اعتبار مطلقا لميثاق الزواج، وحتى الأبناء لا تستطيع تربيتهم على المنهج السوي من الترغيب والترهيب وضبط الأوقات ومصادر التلقي؛ لأن القوانين تأخذ بشكاوى الأطفال ويتم ادراجهم في جمعيات بعيدا عن أنظار ذويهم وحتى المناهج التعليمية تسمح لهم بإقامة علاقات جنسية محرمة ومطلقة، وغالبية الغرب يعيشون في تفكك أسري وحياتهم قائمة على المادة حتى بين الزوجين.

- التعامل بالربا وأكل أموال الناس بالباطل: فأغلب المعاملات التجارية ربوية أو يغلب عليها الحرام وبيع بالشبهة، ثم الضرائب القاهرة على كل شيء ودون وجه حق، وعدم الحصول على مزايا التعليم المجاني أو العلاج المجاني أو الأشياء الضرورية المدعومة، فهناك ظلم يقع على أي مسلم عربي لا يدين بدينهم ولا يذوب في أخلاقهم.

ولكن عليه أن يدعو إلى الله؛ ففي الحديث: «فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم».

- يعيش المسلم في غربة: غربة في العقيدة حيث يجد انتشارا للخرافة والشركيات والبدع والكفر والضلالة بكل أنواعها، ففي الحديث: «إن الإسلام بدأ؛ وسيعود غريبا، كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس».

ويعيش المسلم غربة في تطبيق الشريعة والتحاكم إليها، وغربة في الالتزام بأحكام الإسلام، وغربة في السلوك الفاضل، وغربة في الولاء والبراء، وغربة في الملبس والستر والعفة والمأكل، ولا يحصل له الدفن في قبور المسلمين، ومحروم من الختان وغير ذلك.

- تسلط العدو على المسلمين وإيذاؤهم بأشد أنواع الأذى والتنكيل من القتل والتعذيب والاحتلال، وهدم المساجد، وإبادة الشعوب، واستخدام كل الأسلحة المحرمة والممنوعة، وإلزام المسلمة بخلع الحجاب والنقاب.

وقد أجاز العلماء السفر إلى تلك الدول للمريض للعلاج أو المرافق له أو لتجارة مباحة، أو لطلب علم لا يجده عند المسلمين، أو لغرض الدعوة ونشر الدين، أو لصلة الأرحام والتواصل مع إخوانه ورعاية أيتامهم ودعم المحتاجين منهم.


- التعرض للتنصير بكل صوره واستغلال الضعف الذي يتعرض له المسلم وتشجيع النعرات، واستلاب الهوية الإسلامية وتشتيتها، ونشر الثقافة العالمية لصهر العقيدة في أتونها ودمج الفكر واحتواؤه في قيم تخالف الإسلام، واستقطاب المرأة المسلمة والتغرير بها وكأنها تعيش في معركة ضد الرجال.

- شَغْال المسلم بالترفيه وسفاسف الأمور واستخدام الحرب النفسية، فيتهم أينما كان بالتطرف والإرهاب والأصولية والنقد اللاذع والسخرية والتضييق عليه وعلى لغته العربية.

فعلى المسلم أن يقضي سياحته في بلده أو البلدان الإسلامية ففيها الخير والنفع.