لماذا لا تطمح نفوسنا، وتطمع في أن نكون من الصالحين؟









كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

لمن نترك هذه الدرجات العالية، والقمم الشامخة السامية، قال بعضهم:



ولم أرَ في عيوب الناس عيباً

كنقص القادرين على التمام

وقال بعضهم:



إذا أعجبتـك خصــال امـــرئ

فكنها تكن مثل ما أعجبك

فليس على الجود والمكرمات

إذا جئتـها حاجـب يحجبك

لماذا لا نكون من أصحاب الهمم العالية في الطاعة والعبادة، كما كان الصحابة -رضي الله عنهم-، كانوا يسابقون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان -صلى الله عليه وسلم- يواصل -أي يصوم اليومين والثلاثة دون إفطار- وينهى عن الوصال نهي شفقة وتنزيه، وكان الصحابة يواصلون، فإذا نهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: إنك تواصل. فيقول -صلى الله عليه وسلم-: (إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين)



لها أحاديث ن ذكراك تشغلها

عن الطعام وتلهيها عن الزاد

بل من الصحابة -رضي الله عنهم- من أراد أن يجتهد اجتهاداً أشد من اجتهاده -صلى الله عليه وسلم-، ظناً منه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يحتاج إلى كثير من العبادة لأنه -صلى الله عليه وسلم- غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فذهب ثلاثة نفر إلى بيوت أزواجه، وسألوا عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصوم ولا أفطر. وقال الثاني: وأما أنا فأقوم ولا أنام. وقال الثالث: لا أتزوج النساء. فلما بلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أما إن أعلمكم بالله وأتقاكم لله أنا، أما إني لأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني)

فينبغي على العبد أن يكون عالي الهمة، في طلب العلم النافع العمل الصالح.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه).

وقد شرع الله -تعالى- التنافس في درجات الآخرة، فقال -تعالى-: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُو نَ)(المطففين:26).

وقال -تعالى-: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)(الحديد:21)

وقال -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)(آل عمران:133).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سددوا وقاربوا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا).

وقال بعضهم: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الدين.


وقال بعضهم: إذا استطعت أن لا يسبقك أحد إلى الله -تعالى- فافعل.

وقال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه)

فكن رجلاً قدماه في الثرى وهامته في الثريا.