رُوي من حديث عثمان بن طلحة ، ومن قول عبد الله بن مسعود ، وعمر بن الخطاب.

[حديث عثمان بن طلحة]
أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (352/7) ، والدارقطني في "الأفراد" ، والطبراني في "الأوسط" (3496) (8369) ، والحاكم في "المستدرك" (5815) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (8397) ، وفي "الاداب" (191) ، وأخرجه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (2976) ، ومن طريقه أبو موسى المديني كما في "أسد الغابة" (361/6) ، وأخرجه ابن منده في "مجالس من أماليه" (169) ، وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص246) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (387/13) ، والذهبي في "السير" (604/12) ، وأخرجه تمام في "فوائده" (374) (375) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6175) معلقاً ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (377/38) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (169) ، وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" (ص130) ، من طرق عن إبراهيم بن أبي الوزير ، ومحمد بن أبي الوزير ، كلاهما عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة الحجبي، عن عمه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجالس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه»

قال الدارقطني: ((تفرد بِهِ مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أَبِيه عَن شيبَة)).
وقال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عبد الملك بن عمير إلا إبراهيم بن أبي الوزير)).
وقال الحاكم: ((أَبُو الْمُطَرِّفِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ وَقُدَمَائِهِمْ ، لَا أَعْلَمُ أَنِّي عَلَوْتُ لَهُ فِي حَدِيثٍ غَيْرِ هَذَا)).
وقال البيهقي: ((هَكَذَا رُوِيَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَهُوَ مُسْنَدٌ فِي التَّارِيخِ عَنِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ، هَكَذَا. وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فَأَوْسَعَ لَهُ أَخُوهُ فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ " وَعَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ خَازِنِ الْبَيْتِ نَحْوَهُ، وَهُوَ مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، وَهَذَا الْكَلَامُ الْأَوَّلُ يُرْوَى أَيْضًا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ)).
وقال ابن منده: ((غريب من حديث موسى لم نكتبه إلا من هذا الوجه)).

وموسى بن عبد الملك بن عمير ، ذكره البخاري في "الضعفاء" ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2279): "وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي الوَزير ، عَنْ موسى بن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَيْبَة الحَجَبي ، عَنْ عَمِّه ؛ قَالَ: قال رسولُ الله : ثَلاَثَةٌ يُصَفِّيِنَ لَكَ وُدَّ أَخِيكَ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وتُوَسِّعُ لَهُ فِي المَجْلِسِ، وتَدْعُوهُ بِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ ، وموسَى ضعيفُ الْحَدِيثِ".

وجاء في "العلل" للدارقطني (1194): "وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي شَيْبَةَ، وَقَالَ: بَعْضُهُمُ ابْنَ شَيْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْقَوْمَ فَوَسَّعَ لَهُ أَخُوهُ فَلْيَقْعُدْ، فَإِنَّهَا كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بها، وفيه ثلاث يصفين ذلك *ود *أخيك.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْهُ.
وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: عَنْ شَيْبَةَ الحجبي، عن عمه، قاله أبو المطرف بن أبي الْوَزِيرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَإِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَقَدْ وَصَلَ إِسْنَادَهُ وَأَغْرَبَ بِهِ، والله أعلم".

[قول عبد الله بن مسعود]
أخرج ابن وهب في "جامعه" (216) عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودِ، كَانَ يَقُولُ: «مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ أَنْ تُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وَتَدَعُوَهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَتَوَسِّعَ لَهُ الْمَجْلِسَ إِلَيْكَ»
وهذا منقطع بين عبد الرحمن المسعودي ، وابن مسعود.

[قول عمر بن الخطاب]
أخرج ابن المبارك في "الزهد" (352) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الفوائد" (13) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (316) (317) من طرق عن شريك النخعي ، عَنْ أَبِي الْمُحَجَّلِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: "إِنَّ مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ ثَلَاثًا: إِذَا لَقِيتَهُ أَنْ تَبْدَأَهُ بِالسَّلَامِ، وَأَنْ تَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ، وَأَنْ تُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ".
وشريك النخعي ، قال الحافظ ابن حجر: ((صدوق يخطىء كثيرا)).
وهذا منقطع بين الحسن البصري ، وعمر. انظر "جامع التحصيل" (ص162).

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8398) عن ، وأبو عبد الرحمن السلمي في "اداب الصحبة" (42) ، والدينوري في "عيون الأخبار" (13/3) من طرق عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " ثَلَاثٌ يُصْفِينَ لَكَ مِنْ وُدِّ أَخِيكَ: أَنْ تُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وَتُوسِعُ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ، وَتَدْعُوهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ، وَثَلَاثٌ مِنَ الْغَيِّ: تَجِدُ عَلَى النَّاسِ فِيمَا تَأْتِي، وَتَرَى مِنَ النَّاسِ مَا يَخْفَى عَلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ، وَأَنْ تُؤْذِي جَلِيسَكَ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ "

وخالفه ، عبيد الله بن زحر ، فرواه عن ليث ، أن عمر بن الخطاب قال: فذكره.
أخرجه ابن وهب في "جامعه" (223).
وعبيد الله بن زحر ، صدوق يخطئ ، وله مناكير. والصواب رواية الإمام حماد بن زيد.

وليث بن أبي سليم ، صدوق سئ الحفظ.
وهذا منقطع كذلك ، بين مجاهد ، وعمر.

وقال ابن وهب في"جامعه" (222): وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَجْرِيُّ الْمِصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: " يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ ثَلَاثٌ: أَنْ تَبْدَأَهُ بِالسَّلَامِ وَأَنْ تَدَعُوَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ، وَأَنْ تُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ عِيًّا أَنْ يَجِدَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يَأْتِي، وَأَنْ يَبْدُوَ لَهُ فِيهِمْ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَنْ يُؤْذِيَهُ فِي الْمَجْلِسِ بِمَا لَا يُعْنِيهِ "
وعبد الرحمن الحجري ، قال البخاري: ((فيه نظر)) ، وقال أبو حاتم: ((مضطرب الحديث ، يروى عن عقيل أحاديث عن مشيخة لعقيل يدخل بينهم الزهرى ، فى شىء سمعه عقيل من أولئك المشيخة ، ما رأيت فى حديثه منكرا ، وهو صالح الحديث ، أدخله البخارى فى كتاب " الضعفاء " ، يحول من هناك)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال ابن يونس: ((ثقة)).
وهذا منقطع ، عبد الرحمن ، من كبار أتباع التابعين ، بينه وبين عمر مفاوز!!. بينهما راويان على الأقل.

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف ط التأصيل" (20925) ، وابن المبارك في "الزهد" (666) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: فذكره.
قال البيهقي في "شعب الإيمان" (197/11): ((وَرَوَاهُ أَيْضًا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عُمَرَ، مُنْقَطِعًا)). قلت: وهو كما قال.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8536) عن جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا مُوسَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصْفُوَ لَهُ وُدُّ أَخِيهِ فَلْيُوَسِّعْ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَلْيَدْعُهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ "

وموسى بن عبيدة ، قال أحمد: ((لا تحل الرواية عنه)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((كان لا يحفظ الحديث)) ، وقال: ((لا يُشتغل به ، و ذلك أنه يروى عن عبد الله بن دينار شيئا لا يرويه الناس)) ، وقال: ((اضرب على حديثه)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه، و لم أخرج عنه شيئا ، و حديثه منكر)) ، وقال: ((ليس بشىء)) ، وقال: ((لم يكن به بأس ، ولكنه حدث بأحاديث منكرة عن عبد الله بن دينار...)) ، وقال ابن معين: ((ليس بالكذوب ، و لكنه روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير)) ، وقال: ((لا يحتج بحديثه)) ، وقال: ((ضعيف ، وإنما ضُعف حديثه لأنه روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير ، إلا أنه يكتب من حديثه الرقاق)) ، وقال: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف يحدث بأحاديث مناكير)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوى الحديث)) ، وقال البخاري: ((لم أخرج له ، ولا أحدث عنه)) ، وقال أبو داود: ((أحاديثه مستوية إلا أحاديثه عن عبد الله بن دينار)) ، وقال الترمذي ، والنسائي: ((ضعيف)) ، وقال ابن سعد: ((كان ثقة ، كثير الحديث ، وليس بحجة)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((صدوق ، ضعيف الحديث جدا ، ومن الناس من لا يكتب حديثه لوهائه ، وضعفه ، وكثرة اختلاطه ، وكان من أهل الصدق)) ، وقال ابن عدي: ((وهذه الأحاديث التى ذكرتها له بأسانيد مختلفة مما ينفرد بها من يرويها عنه ، وعامة متونها غير محفوظة ، وله غير ما ذكرت من الحديث ، والضعف على رواياته بين)) ، وقال البزّار: ((رجل مفيد وليس بالحافظ ، وأحسب أنما قصر به عن حفظ الحديث شغله بالعبادة)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال وكيع: ((كان ثقة)) ، وقال الساجي: ((منكر الحديث ، وكان رجلا صالحا . وكان القطان لا يحدث عنه ، وقد حدث عنه وكيع . وقد حدث عن عبد الله بن دينار أحاديث لم يتابع عليها)) ، وقال ابن حبان: ((لَيْسَ بِشَيْء)) ، وقال: ((لَيْسَ فِي الْحَدِيث بِشَيْء)) ، وقال: ((كَانَ من خِيَار عباد الله نسكا وفضلا وَعبادَة وصلاحا إِلَّا أَنه غفل عَن الإتقان فِي الْحِفْظ حَتَّى يَأْتِي بالشَّيْء الَّذِي لَا أصل لَهُ مُتَوَهمًا ويروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات من غير تعمد لَهُ فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ من جِهَة النَّقْل وَإِن كَانَ فَاضلا فِي نَفسه)).
وهذا منقطع كذلك ، بين يعقوب بن زيد ، وعمر بن الخطاب.

وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (359/44) عن هشام بن عمار نا شهاب بن خراش عن عمه وغيره عن عمر بن الخطاب قال: فذكره.
وهذا منقطع كذلك ، العوام بن حوشب [عم شهاب] ، لم يدرك عمر بن الخطاب.

وتعدد المراسيل الواردة عن عمر بن الخطاب ، تدل أن له أصلاً من قوله ، والظاهر أنها تُحسن بمجموعها ، والله أعلم.