تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الطفل ريان رحمه الله!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي الطفل ريان رحمه الله!!!

    كانت الأمة المسلمة بكل توجهاتها ترقب حادثة انتشال ريان من البئر في عدة أيام لتنتهي بعد ذلك بموته رحمه الله تعالى وجعله في خفارة إبراهيم عليه السلام وجعله فرطا وشفيعا مشفعا لوالديه وربط على قلوبهما وألهمهما الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون
    ولنا أن نقف مع أمور هامة في هذه الحادثة
    الأول أن كل شيء بقضاء الله وقدره لكل أجل كتاب فمن خلقه هو الذي قدر أن يكون موته في تلك الساعة وفي ذلك المكان الذي مات فيه أمر لا يتخلف أبداً
    ثانيا لله حكم عظيمة من وراء تقدير هذه الأحداث ومن سنة الابتلاء أن لا يظهر بعض هذه الحكم للناس ومن كان بالله أعلم فتح الله عليه بمعرفة بعض هذه الحكم
    ثالثاً كل من دعا للطفل ووالديه نرجو أن يكون قد نال أجر الدعاء فلا يلزم من استجابة دعائك أن يتحقق ما تريده فأنت تود تحقق شيء ما والله يختار الأفضل والأنسب وأجرك ثابت إن شاء الله فلا تتوقف عن الدعاء
    رابعاً لو مات الطفل من أول وهلة لما وجد هذا الزخم الإعلامي ولو عاش لربما عاش معاقا يتمزق قلب والديه عليه فلله الحكمة البالغة ولربما أراد الله له ولوالديه الأجر العظيم بدعاء المسلمين له فأبقاه حيا مؤقتا ليتحقق الابتهال ويؤجر الجميع ونرجو أن تكون فألا لاجتماع كلمة الأمة كلها
    خامساً أظهرت هذه الحادثة أنا أمة واحدة مهما فرقتنا الأعداء ومزقت إلا أن الشعوب كلها كالجسد الواحد يتداعى لأي عضو فيه بالحمى والسهر فكانت الرجال والنساء والصغار والكبار الجميع يتابعون الحدث أولا بأول سائلين الله خروجه بخير
    سادساً هناك بعض دنيئي النفوس استغلوا الحادثة ليشتهروا وينالوا متابعات فكانوا ينشرون الأكاذيب بأنه تم إخراج الطفل ويأتون بفديوهات ملفقة هداهم الله وكفى المؤمنين شرهم
    نسأل الله أن يصلح حال المسلمين في كل مكان والحمدلله رب العالمين
    #الطفل_ريان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: الطفل ريان رحمه الله!!!

    ‏قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمـه الله :
    "أطفال المسلمين في الجنة إجماعاً".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: الطفل ريان رحمه الله!!!

    كتب الله تعالى وقدّر أجل #الطفل_ريان من قبل أن يولد، فما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

    نعم، لم يكن لينحرف عن تلك الحفرة ولا أن يتأخر عنها، فهذا أجلُه ومصيره، كما أن لكلّ إنسانٍ منّا أجلَه ومصيره.

    وقد ماتَ أطفال كثيرون وسيموت أطفال، ولكن شاء الله تعالى بحكمته أن يؤخر موت هذا الطفل، فيحتبس ساعاتٍ في جوف بئر، ثم تصعد روحه إلى بارئها، لحكم عظيمة.

    فمن حكم الله: اختبارُ عباده وابتلاؤهم، ليظهر من منهم يؤمن بقدر الله، وأنّ له الحكم وحده.

    فكم طمِعنا وأمّلنا خروج الطفل سليمًا من البئر، ثمّ حزِنّا وأسِفنا على وفاتِه، لكنّا صبرنا ورضينا بقضاء الله وقدره، فليس رجاؤنا رجاءَ الذي ينتظر شيئًا هو حقٌّ واجبٌ له، بل رجاؤنا رجاءُ العبد، الذي إذا أُعطي رضيَ وشكَر، وإذا حُرمَ رضيَ وصبَر.

    لا نعبدُ الله على نمَطٍ واحد، بأن نعبده إذا أعطانا ما نطلب، ثم إذا أصابتنا مصيبةٌ انقلبنا على وجوهنا ساخطين، بل نعبده على كلّ حال، ونحمده على كلّ حال، ونرضى بحكمه مطمئنّين كيفما حكم وقضى وقدّر.

    نوقن ونقرّ أنّنا لله، وأنّنا إليه راجعون:
    جميعنا لله: خلقًا وملكًا، فهو يقضي ما يشاء فينا بحكمته، وليس للمملوك الذي لا يعلم، أن يعقب على حكم الملك العليم الحكيم.
    وجميعنا إليه راجعون: فإذا أخذ عبدًا له بمشيئته، فهذا مصير الجميع، ليس مصيرَ واحد فقط.

    لا نشترط على ربّنا أن نعلم لماذا فعل؟ ولماذا قدّر؟ لأنّ يقيننا بأنّه المَلِك المتصرّف في حكمه بما شاء، وأنّه لا يفعل إلا عن علمٍ وحكمة، يملأ قلوبنا طمأنينةً إلى قضائه، وسكونًا إلى تقديره.

    نتبع في هذا نبينا ورسولَنا محمدًا ﷺ، العبدَ العالم بربّه، المؤمن الراضيَ الصابر، فنقول: إنّ العينَ لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على وفاتك يا (ريان) لمحزونون.

    فنحزنُ حزنَ العبد الذي ليسَ له من أمره شيء، ونرضى رضا المؤمن الذي يعلم أن ربه عليم حكيم.

    فلو لم يكن في حكمة الله تعالى، إلا اختبار الناس وامتحان إيمانهم ويقينهم لكفى بها حكمة؛ لأنّ هذه الدنيا خُلقت لأجل الابتلاء والاختبار، والاختبار يحصل تارةً بالإنعام وتارةً بالحرمان، فلو لم تحصل في الدنيا المواقف التي تمحّص وتكشف، لفَقَدت ما خُلقَت لأجله!

    ومن حكم الله: رفعُ درجات المبتلَين إذا صبروا، وتعظيمُ أجورهم، وتعويضهم على صبرهم بما هو أعظم بكثيرٍ مما فاتهم من الدنيا، فإنّ الصابرين يوفّون أجرهم بغير حساب، حتى يغبَطهم يوم القيامة المعافَون.

    ومن حكم الله: أن قلوب المسلمين اجتمعت حرصًا على استخراج طفل منهم، فظهرت وَحدة قلوبهم، وأُلفة نفوسهم، واجتماع همّهم وخاطرهم على فردٍ واحدٍ منهم.

    ومن حكم الله: ظهور معاني الشفقة والرّحمة في نفوس المسلمين، فكم من قلبٍ قاسٍ يلين عند البلاء، ونفسٍ جافيةٍ غليظةٍ تتوجع للمصاب، ولولا ذلك لهلكت بقسوتها.

    ومن حكم الله: أن نستيقظ لأطفال المسلمين، ونصحوَ لما يُصيبهم، ونخرج من مادّيتنا واشتغالنا المَقيت بجمع حطام الدّنيا والسباق المحموم فيها، إلى الاهتمام بأحوال هذه الفئة الضعيفة التي هي أمانةٌ في أعناقنا.

    كم يسقط مِن أطفالنا مَن يسقُط، في بئر الفقر أو البرد أو التشريد، ونحن غافلون لاهون عن استخراجهم، مع ما تملكه دولنا ومؤسساتنا وتجّارنا من مقدّرات تُنفَق على الرّفاهيات أو على المحرّمات؟

    وكم يقعُ من أطفالنا اللاجئين في الغرب في بئر الاختطاف والفصل عن آبائهم ليُفتنوا عن دينهم، {والفتنة أشدّ من القتل}، حتى بلغ عددهم في #السويد عشرين ألفًا، كلّ ذلك بسبب ويلات الحروب التي يشنّها عليهم الطغاة الظالمون، فيلجئونهم إلى ديار الكفرة المجرمين، ولا يجدون من يُخرجهم من هذا البئر العميق، بفتح نفق اللجوء لهم في بلاد المسلمين؛ وذلك خوفًا من أن ينافسوهم في رزقهم الذي لم يخلقوه هم، ولم يقدّروه هم، بل هو رزق الله في أرض الله؟

    كم يسقط من أطفالنا في بئر التفاهة والضياع والإفساد، فيُتركون ليسقطوا في حفرةِ #التيك_توك ، أو حفرةِ #الأنيمي ، أو حفرةِ #الكي_بوب ، أو غيرها من حفرٍ عميقةٍ، لا تنتهي إلا إلى قعر الانحلال والشـ.ـذوذ واللادينية، ثم لا يجدون قبل سقوطهم من يردِم تلك الحفر ويسدّها عنهم، ولا يجدون بعد سقوطهم من يفتح لعقولهم فوهةً من نور المسؤولية والهداية والرشاد؟

    إنّ الهمّة التي أشعلت قلوبنا لاستخراج طفلنا من البئر لتخليصه من آلامه، جديرةٌ بأن تحرّكنا لنستخرج أطفالنا مما هم فيه من آبار.

    ولله حِكَمٌ وحِكَم. فالحمد لله على كلّ حال، وله الحُكم في المبدأ والمآل.

    د. لؤي الصمادي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •