تخريج أحاديث الأذان في آذان الصبيان
كتابة : الطاهر زياني

ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
بسم الله وبعد:
فهذا تخريج أحاديث الأذان في آذان الصبيان، الذي استحبه أئمة الإسلام، لما فيه من طرد للشيطان، وبركة الاستماع لأول شيء وهو توحيد الرحمان،
وقد ورد هذا الحديث من أربعة أحاديث، حديثان قويان، وآخران تالفان فأقول:
الحديث الأول: حديث أبي رافع:
قال الترمذي في سننه باب الأذان في أذن المولود 1514 - حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي قالا: أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة» قال: هذا حديث حسن صحيح ".
وكذلك خرجه الحاكم (3/197) وصححه، وعبد الرزاق والطيالسي ويحيى القطان عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم، عن عبيد الله بن أبي رافع قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة».
ب: ورواه شريك عن عاصم:
قال الروياني 708 - نا سفيان، نا إسحاق بن منصور وأبو داود الحفري عن شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع «أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن والحسين حين ولدا، وتصدق بوزن شعرهما فضة»
تابعه حماد بن شعيب عن عاصم.
مداره على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف عند الجمهور، وقال العجلي لا بأس به، وقال ابن عدي:" قد روى عنه ثقات الناس واحتملوه وهو مع ضعفه يكتب حديثه ".
وقد صحح له الترمذي والحاكم هذا الحديث.
الحديث الثاني: ابن عباس:
قال الطبراني في الأوسط 9250 - حدثنا النعمان بن أحمد نا أحمد بن راشد بن خثيم الهلالي حدثني عمي سعيد بن خثيم عن حنظلة بن أبي سليمان عن طاوس عن عبد الله بن عباس حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت:" مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بالحجر فقال يا أم الفضل قلت: لبيك يا رسول الله قال: إنك حامل بغلام، قلت: يا رسول الله وكيف؟ وقد تحالفت قريش أن لا يأتوا النساء، قال: هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فأتني به قالت فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ...".
. تابعه أبو سهل الزعفراني والمنتصر بن نصر بن المنتصر ثنا أحمد بن راشد بن خثيم ثنا عمي سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثتني أم الفضل ....
خرجه أبو نعيم في الدلائل وابن الجوزي في العلل وقال:" وهذا الحديث لا يصح في اسناده حنظلة قال يحيى بن سعيد كان قد اختلط وقال يحيى بن معين ليس بشيء وقال احمد: منكر الحديث يحدث بأعاجيب ".
قلت: وهم ابن الجوزي، لأن حنظلة هذا هو ابن أبي سفيان ثقة ضابط مشهور، اشتهر بالرواية عنه سعيد بن خثيم، وهو معروف الرواية عن طاوس فتصحف عند الطبراني.
وأما أحمد بن راشد بن خثيم الهلالي فهو ثقة قال عنه ابن حبان في الثقات:" من أهل الكوفة يروى عن وكيع وعمه سعيد بن خثيم كان عليك الرازي كثير الرواية عنه ".
ووثقه ابن قطلوبغا
بينما اتهمه الذهبي بخبر باطل، ولم يأت بحجة، وابن حبان معاصره وأعلم الناس به.
وأما سعيد بن خثيم فقد وثقه ابن حبان وابن معين وأبو زرعة وغيرهم ولينه بعضهم وهو صدوق.
وقد خرجته في كتاب: أخبار المهديين "
وله شواهد تالفة:
حديث ثالث: ابن عمر:
. قال تمام 333 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عبيد الله بن عمرو الأموي عن القاسم بن حفص العمري ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين ولدا»
. تابعه محمد بن عثمان حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن القاسم بن حفص العمري قال: حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن والحسين حين ولد".
خرجه عنه ابن المغازلي.
وفيه القاسم ضعيف جدا شبه المتروك.
حديث رابع: حديث الحسين:
قال أبو يعلى 649 - حدثنا جبارة، حدثنا يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد الله، عن حسين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولد له ولد فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان»
تابعه علي بن عبد العزيز، نا عمرو بن عوف، ثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبد الله العقيلي، عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، نفعت عند لقي الحساب».
خرجه عنه ابن بشران.
وإسناده تالف تلف مروان بن سالم ويحيى بن العلاء متهم.

البحث من الرابط https://elzianitaher.blogspot.com/20...blog-post.html