تخليت عن سلحفاتي المريضة


السؤال:
ملخص السؤال:
فتاة كانت تربي سلحفاة، ولما مرضت السلحفاة أصرت أمها على أن تخرجها من بيتها، فتركتها في الحديقة، وتسأل: ما الحكم في ذلك؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخليت عن سلحفاتي المريضة، وتركتها في الحديقة، وأختي قالت لي: إنني سأحاسَب عليها، مع العلم أن المرض يمكن علاجه، لكن أمي أصرَّت أن أخرجها ولا أرجعها، أرجو الرد، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: إذا كان في علاج هذا السلحفاء مشقة بكم، أو تكلفة لكم، فلا حرج عليكم في عدم علاجها؛ لعدم وجوب ذلك عليكم أصلًا، ولذلك، فليس عليكم إثم في عدم علاجها، أو إخراجها من بيتكم، وإنما الإثم في حبسها عن طلب رزقها، ومنعها من الطعام والشراب حتى يموت.
وهذا لا يعني عدم رحمة الحيوانات؛ ففي الحديث: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء))؛ [رواه أبو داود: (4941)، وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((في كل كبد رطبة أجر))؛ [البخاري: (2363)].
فالمنهي عنه تعذيب الحيوان وحبسه، كما في قصة المرأة والهرة؛ فهي: ((رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ))؛ [البخاري: (3318)].
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.