رُوي من حديث عبد الله بن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، وعلي بن أبي طالب.

[حديث عبد الله بن عباس]

أخرج الترمذي (2053) ، وابن ماجة (3477) ، وأحمد (3316) ، وعبد بن حميد (574) ، والطيالسي (2788) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (19536) ، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (7473) ، (8253) ، وابن أبي شيبة (23683) ، والطبري في "تهذيب الاثار - مسند ابن عباس" (1/ 488-489) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (330) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (74/41) ، وأخرجه الطبراني (11887) ، والعقيلي (136/3) ، والخطيب في "السابق واللاحق" (ص101) من طرق عن عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عُرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا: عليك بالحجامة".
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور)).
وقال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).

وعباد بن منصور ، قال يحيي القطان - لما سُئل عن تغيّره -: ((لا أدرى ، إلا إنا حين رأيناه نحن كان لا يحفظ)) ، وقال ابن المديني: ((ولم أر يحيى يرضاه)) ، وقال - في رواية حفيده أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان -: ((ثقة ، لا ينبغى أن يُترك حديثه لرأى أخطأ فيه ، يعنى القدر)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف عندنا وكان قدريا وكان قاضيا على البصرة)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((في حديثه ضعف)) ، وقال: ((لين الحديث)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشىء ، وكان يُرمى بالقدر)) ، وقال: ((حديثه ليس بالقوي ، ولكنه يُكتب)) ، وقال أحمد: ((كانت أحاديثه منكرة ، وكان قدريا ، وكان يدلس)) ، وقال أبو حاتم: ((كان ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، ونرى انه اخذ هذه الاحاديث عن ابن ابى يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس)) ، وقال: ((وفى روايته عن عكرمة وايوب ضعف)) ، وقال أبو زرعة: ((لين)) ، وقال البخاري: ((عباد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود، عن عكرمة ، وربما دَلَّسَهَا فجعلها عن عكرمة)) ، وقال: ((صدوق)) ، وقال أبو داود: ((ولى قضاء البصرة خمس مرات ، وليس بذاك ، وعنده أحاديث فيها نكارة ، وقالوا: تغير)) ، وقال: ((قد تَغَيَّر)) ، وسُئل عن سماعه من عكرمة ، فقال: ((شيئًا، والبقية لم يسمعها)) ، وقال النسائي: ((ضعيف ، ليس بحجة)) ، وقال: ((ليس بالقوي)) ، وقال: ((كان قد تغير)) ، وقال الدارقطني: ((ليس بالقوى)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به يكتب حديثه)) ، وقال: ((جائز الحديث)) ، وقال ابن سعد: ((هو ضعيف عندهم ، وله أحاديث منكرة)) ، وقال الجوزجاني: ((كان يرمى برأيهم ، وكان سيىء الحفظ ، وتغير أخيرا)) ، وقال البزار: ((روى عن عكرمة أحاديث ، ولم يسمع منه)) ، وقال ابن الجنيد: ((متروك قدري)) ، وقال الساجي: ((ضعيف مدلس)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ قدريا دَاعيا إِلَى الْقدر وَكَانَ على قَضَاء الْبَصْرَة وكل مَا روى عَن عِكْرِمَة سَمعه من إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى عَن دَاوُد بن الْحصين فدلسها عَن عِكْرِمَة)).

قلت: وقد اعترف بتدليس هذا الحديث ، فأخرج العقيلي (136/3) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (74/41) ، والمزّي في "تهذيب الكمال" (159/14) ، وأخرج ابن حبان في "المجروحين" (166/2) ، وابن شاذان في "الثامن من أجزائه" (36) ، وابن السمّاك في "الثاني من أماليه" (45) ، ومن طريقه الخطيب في "السابق واللاحق" (ص102) عن محمد بن سليمان الواسطي [الباغندي] قال: سمعت أحمد بن داود الحداد [أبو سعيد] يقول: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: "قلت لعباد بن منصور الناجي: عَمّن سمعت ((ما مررت بملأ من الملائكة))، و((النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل ثلاثا)) ؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس".
وتحرف عند ابن السمّاك ، "الحداد" إلى "الخرّاز".
ومحمد بن سليمان الباغندي ، قال ابن أبي الفوارس: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال: ((لا بأس به)) ، وقال الخطيب: ((والباغندي مذكور بالضعف، ولا أعلم لأية علة ضُعف فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ثقة ثبت)) ، والراجح أنه صدوق ، وأن الخبر ثابت ، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2274): "وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زياد ابن الرَّبيع ، عَنْ عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ قال: مَا مَرَرْتُ بِمَلَأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلاَّ كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي : عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.
قَالَ أَبِي: يُقالُ: إنَّ عبَّاد بْن مَنْصُور أخذ جُزءًا من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ فما كَانَ من المَناكِير فهو من ذاك".

وإبراهيم بن أبي يحيي ، سُئل مالك: أكان ثقة؟ ، قال: ((لا ، ولا ثقة فى دينه)) ، وقال يحيي القطان ، وابن المديني: ((كذاب)) ، وقال ابن معين: ((كذاب فى كل ما روى)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((كان فيه ثلاث خصال : كان كذابا ، وكان قدريا وكان رافضيا)) ، وقال أحمد: ((كان قدريا معتزليا جهميا ، كل بلاء فيه)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه ، ترك الناس حديثه كان يروى أحاديث منكرة ، لا أصل لها ، وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها فى كتبه)) ، وقال بشر بن المفضل: ((سألت فقهاء أهل المدينة عنه ، فكلهم يقولون : كذاب أو نحو هذا)) ، وقال البخاري: ((جهمى تركه ابن المبارك والناس . كان يرى القدر)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، ويعقوب بن سفيان: ((متروك الحديث)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس بثقة ، ولا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان يرى القدر و يذهب إلى كلام جهم ويكذب فى الحديث)) ، وقال ابن سعد: ((كان كثير الحديث ، تُرك حديثه ، ليس يكتب)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)).
وداود بن الحصين ، مُختلف فيه ، وهو ضعيف في عكرمة ، قال ابن المديني: ((ما روى عن عكرمة ، فمنكر الحديث)) ، وقال أبو داود: ((أحاديثه عن عكرمة مناكير)).

وأخرج الطبراني (11367) عن يحيى بن محمد الحنائي، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا نافع أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلة أسري بي ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة»
ونافع أبو هرمز ، قال ابن معين: ((ليس بشَيْءٍ)) ، وقال: ((ليس بثقة ، كذاب)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث ، ذاهب الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ذاهب الحديث)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال ابن عدي: ((عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَالضَّعْفُ عَلَى روايته بين)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي عَن أنس مَا لَيْسَ من حَدِيثه كَأَنَّهُ أنس آخر وَلَا أعلم لَهُ سَمَاعا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار روى عَن عَطاء وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة نُسْخَة مَوْضُوعَة)).

وأخرج ابن عدي في "الكامل" (135/7) عن الهيثم بن جميل حَدَّثَنا الْفُرَاتُ أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزْرِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ مَعَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمَرَهُ الْمُقَرَّبُونَ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ *بِالْحِجَامَةِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ فِي الْحِجَامَةِ لَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلَاّ الْبَأْسَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْبَأْسُ قَالَ الْمَوْتُ)).

وفرات بن السائب ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال أحمد: ((قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون، يُتهم بما يتهم به ذاك)) - ومحمد بن زياد الطحان ، قال عنه أحمد: ((كذاب، خبيث، أعور، يضع الحديث)) - ، وقال البخاري: ((تركوه ، منكر الحديث)) ، وقال: ((سكتوا عنه)) ، وقال الساجي: ((تركوه)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث منكر الحديث)) ، وقال السعدي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، ومسلم ، ويعقوب بن سفيان: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((له غير ما ذكرت من الحديث خاصة أحاديثه عن ميمون بن مهران مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَيَأْتِي بالمعضلات عَن الثِّقَات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الاختبار)).

[حديث أبي سعيد الخدري]
أخرج الحارث في "مسنده" (550) ، ومحمد بن مخلد في "المنتقى من حديثه" (153) عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الواقدي , ثنا ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ لَمْ أَمُرَّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ "
والواقدي ، متروك الحديث. وابن أبي طوالة ، مجهول.

[حديث أنس بن مالك]
أخرج ابن ماجه (3479) ، وأبو الفضل العراقي في "الأربعون العشارية" (ص220) ، وابن عدي في "الكامل" (199/7) عن جبارة بن المغلس ، عن كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَإٍ، إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ".
قال أبو الفضل العراقي: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ...)).

وجبارة بن المغلس ، قال أحمد لمّا عُرضت عليه أحاديثه: ((هذه موضوعة ، أو هى كذب)) ، وقال ابن معين: ((كذاب)) ، وقال البخاري: ((حديثه مضطرب)) ، وقال ابن سعد: ((يُضعف)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال ابن نمير: ((صدوق)) ، وقال: ((ما هو عندى ممن يكذب ، كان يوضع له الحديث ، فيحدث به ، و ما كان عندى ممن يتعمد الكذب)) ، وقال: ((كان لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يكذب)) ، وقال أبو حاتم: ((هو على يدى عدل)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ثقة)) ، وقال أبو داود: ((فى أحاديثه مناكير ، وما زلت أراه وأجالسه ، وكان رجلا صالحاً)) ، وقال البزار: ((كان كثير الخطأ)) ، وقال ابن عدي: ((له أحاديث يرويها عَن قوم ثقات وفي بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عَلَيْهِ غير أنه كان لا يعتمد الكذب إِنَّمَا كانت غفلة فيه وحديثه مضطرب كما ذكره البُخارِيّ، وعندي أنه لا بأس به)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل أفْسدهُ يَحْيَى الْحمانِي حَتَّى بَطل الِاحْتِجَاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الْأَشْيَاء المستفيضة عَنْهُ الَّتِي لَا أصُول لَهَا فَخرج بِهَا عَن حد التَّعْدِيل إِلَى الْجرْح)).

وكثير بن سليم ، قال ابن المديني ، وابن معين ، وأبو داود ، وأبو زرعة ، والدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال النسائي ، والأزدي: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، لا يروى عن أنس حديثا له أصل من رواية غيره)) ، وقال أبو زرعة: ((واهي الحديث)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)).

وتابع جبارة ، عبد الله بن صالح ، عن كثير بن سليم به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3173) عن بكر بن سهل الدمياطي ، عن عبد الله بن صالح به.
وهذا منكر ، بكر بن سهل الدمياطي ، قال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال الخليلي: ((فيه نظر)) ، وقال المعلمي اليماني: ((ضعفه النسائي، وهو أهل ذلك فإن له أوابد)).

وقد خُولف ، فأخرج البزّار(5970) عن عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ السجستاني ، وأبو نعيم في "الطب النبوي" (646) عن يحيي بن حاتم ، كلاهما عن عَبد اللَّهِ بن صالح، حَدَّثنا عَطَّافُ، عَن نافعٍ، عَن ابْنِ عُمَر، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: مَا مررت بسماء من السَّماوَات إلَاّ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ *بِالْحِجَامَةِ فَإِنَّهُ خَيْرُ مَا تَدَاوَوْا بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْكُسْتُ وَالشُّونِيزُ.

وعبد الله بن صالح ، قال أحمد: ((كان أول أمره متماسكاً. ثم فسد بأخرة، وليس هو بشيء)) ، وقال أبو حاتم: ((الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره التي أنكروا عليه نرى أن هذه مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان سليم الناحية، وكان خالد ابن نجيح يفتعل الحديث ويضعه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلا صالحا)) ، وقال: ((مصري صدوق أمين ما علمته)) ، وقال أبو زرعة: ((لم يكن عندى ممن يتعمد الكذب ، وكان حسن الحديث) ، وقال صالح بن محمد جزرة: ((كان يكذب فى الحديث)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال ابن عدي: ((هو عندى مستقيم الحديث إلا أنه يقع فى حديثه فى أسانيده و متونه غلط ، و لا يتعمد الكذب)) ، وقال ابن يونس: ((روى عن الليث مناكير)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((منكر الحديث جدا ، يروى عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات ، وكان صدوقا فى نفسه ، و إنما وقعت المناكير فى حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ، و يكتب بخط يشبه خط عبد الله ، و يرميه فى داره بين كتبه ، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به)). ، وقال ابن حجر: ((صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة)) ، وقال: ((الجمهور على تضعيفه وكان البخاري حسن الرأي فيه إلا أنه كان كثير التخليط)) ، وقال: ((ظاهر كلام الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيمًا ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجيئ من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأيى حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)).

وعطاف بن خالد ، وإن كان صدوقاً ، فقد قال أبو حاتم: ((ليس بذاك)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال ابن حبان: ((يروى عن الثقات ما لا يشبه حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق فيه الثقات)) ، وقال البزّار: ((حدث بأحاديث لم يُتابع عليها)) ، فتفرده عن نافع ، دون سائر أصحابه ، فيه نظر.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (448/1) عن هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ سلْيمٍ الطَّوِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
وهذا إسناد واهٍ ، مسلسل بالضعفاء:
سلام الطويل ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف لا يُكتب حديثه)) ، وقال هو ، وأحمد: ((روى أحاديث منكرة)) ، وقال أحمد: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((ليس بذاك)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث تركوه)) ، وقال أبو زرعة ، والعجلي ، والبيهقي: ((ضعيف)) ، وقال البخاري: ((يتكلمون فيه)) ، وقال: ((تركوه)) ، وقال النسائي ، وابن خراش : ((متروك)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه)) ، وقال البغوي: ((ضعيف الحديث جداً)) ، وقال ابن حبان: ((روى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها)) ، وقال الساجي: ((عنده مناكير)) ، وقال الحاكم: ((روى أحاديث موضوعة)) ، وقال أبو نعيم الأصبهاني: ((متروك بالإتفاق)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه عَمَّن يرويه عن الضعفاء والثقات لا يتابعه أحد عليه)).

وزيد العمي ، قال أحمد ، وابن معين ، والدارقطني ، والبزّار: ((صالح)) ، وقال ابن معين: ((لا شئ)) ، وقال: ((ضعيف ، يُكتب حديثه)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوى ، واهى الحديث ، ضعيف)) ، وقال أبو داود: ((حدث عنه شعبة ، وليس بذاك)) ، وقال ابن المديني ، وابن سعد ، والنسائي ، والبيهقي: ((ضعيف)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه و من يروى عنهم ضعفاء هم وهو ، على أن شعبة قد روى عنه ، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه ، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم)) ، وقال العجلي: ((ضعيف الحديث ، ليس بشىء)) ، وقال ابن حبان: ((يروى عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندى لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار)).

ويزيد بن أبان الرقاشي ، قال ابن معين: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ليس بشيءٍ، هو ضَعيفٌ)) ، وقال: ((رجل صَالِحٌ، لكن حديثه ليس بشيء)) ، وقال: ((في حديثه ضعف)) ، وقال: ((رجل صِدق)) ، وقال أحمد: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس ممن يحتج به)) ، وقال: ((لا تكتب حديثه ، كان منكر الحديث، وكان شعبة يحمل عليه، وكان قاصًا)) ، وقال أبو حاتم: ((كان واعظا بكاء ، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر ، صاحب عبادة ، وفى حديثه ضعف)) ، وقال أبو داود: ((رجل صالح)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((فيه ضعف)) ، وقال: ((لين الحديث)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، والبرقاني ، وابن سعد ، وابن المديني: ((ضعيف)) ، وقال النسائي - في موضع اخر - ، وأبو أحمد الحاكم ، ومسلم: ((متروك الحديث)) ، وقال الساجي: ((كان يهم و لا يحفظ ، و يحمل حديثه لصدقه و صلاحه)) ، وقال ابن حبان: ((كان من خيار عباد الله ، من البكائين بالليل ، لكنه غفل عن حفظ الحديث شغلا بالعبادة ، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ; فلا تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب)).

وأخرج السيوطي في "العشاريات" (21) عن أَبي حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَتَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ، ثَنَا خِرَاشٌ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك به.
والحسن بن علي العدوي ، قال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((فيه نظر)) ، وقال ابن عدي: ((يضع الحديث، وَيَسْرِقُ الحديث ويلزقه على قوم آخرين ويحدث عن قوم لا يعرفون، وَهو متهم فيهم ان الله لم يخلقهم ، حدث عن خراش، عَن أَنَس عن النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ بأربع عشر حديثا والصباح بن عَبد الله أبو بشر وإبراهيم بن سليمان السلمي جميعا عن شُعْبَة ولؤلؤ بن عَبد الله والحجاج بن النعمان وغيرهم وهؤلاء لا يعرفون وحدث عنهم عن الثقات بالبواطيل ويضع على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدث عَمَّن لم يرهم)) ، وقال: ((له عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَادَيثُ قَدْ وَضَعَهَا غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَعَامَةُ مَا حَدَّثَ بِهِ الْعَدَوِيُّ إِلا الْقَلِيلَ مَوْضُوعَاتٌ وَكُنَّا نَتَّهِمُهُ بَلْ نَتَيَقَّنُهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَهَا عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِمْ)) ، وقال ابن حبان: ((يَرْوِي عَن شُيُوخ لَمْ يرهم وَيَضَع عَلَى من رَآهُمْ الْحَدِيث)) ، وقال: ((قَدْ حَدَّثَ عَن الثِّقَات بالأشياء الموضوعات مَا تَزِيدُ عَلَى أَلْفِ حَدِيثٍ سِوَى الْمَقْلُوبَاتِ)).

وخراش بن عبد الله ، قال ابن عدي: ((وخراش هذا مجهول ليس بمعروف وما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق إلاَّ الضعفاء وهذه الأحاديث، عَن أَنَس عامة متونها صالحة قد روى من غير هذا الوجه في بعض هذه المتون مناكير فإذا لم يعرف الرجل وكان مجهولا كان حديثه مثله والعدوي هذا كنا نتهمه بوضع الحديث، وَهو ظاهر الأمر في الكذب)) ، وقال ابن حبان: ((شيخ كَانَ يزْعم أَنَّهُ خدم أَنَس بْن مَالِك روى عَنْهُ أهل الْعرَاق أَتَى عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنسخة مِنْهَا أَشْيَاء مُسْتَقِيمَة وفيهَا أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا إِلَى عَلَى جِهَة الِاعْتِبَار)) ، وقال الذهبي: ((ساقط عدم، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذاب)).

وأخرج أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (376/1) عن زياد بن طلحة، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك به.
وهذا منكر ، تفرد به زياد بن طلحة ، وهو مجهول ، لا يُعرف. ترجم له أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (375/1) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (80/2) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ، ولا تعديلاً ، ولم يذكرا من الرواة عنه سوى عامر بن إبراهيم بن واقد الأصبهاني.

وهو يروى المناكير ، فأخرج أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (80/2) ، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (375/1) ، عن عامر ، عن زِيَادُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «*أَيُّمَا *امْرِئٍ *لَمْ *يَحُطْ *رَعِيَّتَهُ *بِالنَّصِيحَةِ *حَرَّمَ *اللَّهُ *عَلَيْهِ *الْجَنَّةَ»
وهذا منكر ، لا أصل له من حديث الأعمش ، وقد صحّ من طرق أخرى. وقد تتبعت مروياته ، فوجدته لا يُتابع عليها ، وإن تُوبع فمن كذّاب أو متروك ، وينفرد عن الثقات بالمناكير.

وأخرج الطبراني في "الكبير"(600) ، وفي "الأوسط" (2081) عن عبد القدوس بن محمد العطار قال: نا عمرو بن عاصم الكلابي قال: نا همام قال: نا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مررت ليلة أسري بي على ملإ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة»
قال الطبراني: ((لم يروه عن قتادة إلا همام، ولا عن همام إلا عمرو بن عاصم، تفرد به: عبد القدوس)).

قلت: وهو منكر بهذا اللفظ ، فقد خُولف عبد القدوس ، فرواه يعقوب بن سفيان ، وأبو داود الحراني ، كلاهما عن عمرو بن عاصم ، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ قَالَ: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ...)). فذكر حديث الإسراء بطوله.
وتابعه هدبة بن خالد ، وعفان بن مسلم ، كلاهما عن همام به.
أخرجه البخاري (3207) (3393) (3430) (3887) ، وأحمد (17835) ، وابن خزيمة (302).

وهكذا رواه أصحاب قتادة الثقات ، هشام الدستوائي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشيبان التميمي.
أخرجه البخاري (3207) ، ومسلم (264) ، وأحمد (17834).
وكلهم لم يذكروا لفظ الحجامة في حديث الإسراء. فتبين أنه غير محفوظ.
وعمرو بن عاصم ، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": ((صدوق ، في حفظه شئ)).

[حديث عبد الله بن مسعود]
أخرج الترمذي (2052) عن محمد بن فضيل قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: «حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة»
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب)).

وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، قال ابن معين: ((ضعيف ، ليس بشىء)) ، وقال: ((ليس بذاك القوى)) ، وقال أحمد: ((ليس بشىء ، منكر الحديث)) ، وقال: ((ليس بذاك)) ، وقال محمد بن سعد ، و عقوب بن سفيان ، وأبو داود ، والنسائى ، وابن حبان ، والعقيلي ، والعجلي: ((ضعيف)) ، وقال البخاري: ((فيه نظر)) ، وقال: ((ضعيف الحديث)) ، وقال: ((يُضَعَّفُ ، ونظرتُ في حديثه فإذا حديثه مُقَارِب)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوي)) ، وقال ابن خزيمة: ((لا يُحتج بحديثه)) ، وقال البزّار: ((ليس حديثه حديث حافظ)) ، وقال الساجي: ((أحاديثه مناكير)) ، وقال الترمذي: ((تَكَلَّمَ بعضُ أهلِ العلم فيه من قبل حفظه)) ، وقال الذهبي: ((ضعفوه)).

[حديث علي بن أبي طالب]
أخرج ابن عدي في "الكامل" (386/4) عن عُبَيد بن عَبد الرحمن، حَدَّثَنا سعد بْن طريف عن الأصبغ بْنِ نَبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَال: قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: ((مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فِي السَّمَاءِ إلاَّ قَالَتِ الملائكة مر أمتك بالحجامة)).

وسعد بن طريف ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يحل لأحد أن يروى عنه)) ، وقال أحمد ، والفلاس ، وأبو داود ، والعجلي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((لين الحديث)) ، وقال البخاري: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال: ((يتكلمون فيه)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، والأزدي: ((متروك الحديث)) ، وقال الدارقطني أيضاً: ((كذاب)) ، وقال الساجي: ((عنده مناكير)) ، وقال الفسوي: ((لا يكتب حديثه إلا للمعرفة)) ، وقال ابن عدي: ((ضعيف جداً)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الْفَوْر)).

والأصبغ بن نباتة ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال أبو حاتم: ((لين الحديث)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال الدارقطني ، والساجي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن سعد: ((كان شيعيا ، و كان يُضعف فى روايته)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال ابن حبان: ((فتن بحب على بن أبى طالب ، عليه السلام ، فأتى بالطامات فى الروايات ، فاستحق من أجلها الترك)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه عن على لا يتابعه أحد عليه ، و هو بين الضعف ، و له عن على أخبار و روايات ، و إذا حدث عن الأصبغ ثقة ، فهو عندى لا بأس بروايته ، و إنما أتى الإنكار من جهة من روى عنه ، لأن الراوى عنه لعله يكون ضعيف)) ، وقال البزّار: ((أكثر أحاديثه عن على لا يرويها غيره)).

وأخرج ابن عدي في "الكامل" (425/6) عن عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرنا عِيسَى بْنُ عَبد اللَّهِ، قَال: حَدَّثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مَرَرْتُ بِنَبِيٍّ، ولَا مَلَكٍ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إلَاّ، وَهو يُوصِينِي بِالْحِجَامَةِ)) .

وعيسى بن عبد الله ، قال أبو حاتم: ((لم يكن بقوى الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((عَامَّةُ مَا يرويه، لَا يُتَابَعُ عَليه)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((فِي حَدِيثه بعض الْمَنَاكِير)) ، وذكره في "المجروحين" ، وقال: ((يروي عَن أَبِيه عَن آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ كَأَنَّهُ كَانَ يهم ويخطيء حَتَّى كَانَ يَجِيء بالأشياء الْمَوْضُوعَة عَن أسلافه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِمَا يرويهِ لما وصفت)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عَن أَبِيه عَن آبَائِهِ أَحَادِيث مَنَاكِير ، لَا يكْتب حَدِيثه ، لَا شَيْء)).

والله أعلم.