علاقة العلمانية بالإلحاد


شريف طه


على مدار عقود بذل علماء المسلمين ودعاتهم، جهودًا كبيرة؛ لكشف حقيقة العلمانية ومصادمتها للدين، وأنها لا يمكن أن تجتمع مع الإيمان بالإسلام، وكشفوا كل ما تتستر به العلمانية من دعاوى وشعارات زائفة؛ لكيلا تروج بين المسلمين، حتى اضطر دعاتها لاستخدام شعارات بديلة أخف وطأة: كالمدنية، والليبرالية، إلخ؛ إدراكًا منهم لنفرة العقل العربي من مصطلح العلمانية.


ومع الضعف الذي أصاب المسلمين منذ عقود، وجد العلمانيون الفرصة مناسبة للجهر بدعوتهم، وبدأ كثير منهم يجهر بما كانوا يسرون به في الصالونات الخاصة، وشاركهم دعاة الإلحاد الصريح في الدعوة للعلمانية للوصول للإلحاد؛ لأنها نتيجة حتمية.

ولو لم يصل المتلقي للإلحاد الصريح، وعاش في ظل التناقض بين إيمانه بوجود الله الذي له الخلق وليس له الأمر، أو ظل مؤمنًا بدين لا حقيقة له إلا مجرد روحانيات لا حقيقة لها، فيكفي أنه سيعزل الدين تمامًا، ولن يكون الدين مصدرًا للتشريع والتحليل والتحريم، وهذا في الحقيقة غاية ما يستهدفه الملحدون.

فبعد أن تكون علمانيًّا لا يهم إن كنت ما زلت على إيمانك المتوهم بالله والدين أم لا؛ لأنه سيظل أمرًا شخصيًّا بداخلك! ولذلك حوَّل كثيرٌ مِن الملحدين نشاطهم للترويج للعلمانية، وهذا ما يستدعي وقوفًا قويًّا مِن كلِّ دعاة الإسلام على خلاف مذاهبهم لهذه الدعوات الماكرة، وإدراك حقيقة المخاطر التي يتعرض لها أبناؤنا وبناتنا في ظلِّ واقعٍ متغيرٍ ومتسارعٍ بطريقة غير مسبوقة