عظم الأجر في صلاة الفجر


فالح عبدالله العجمي


أقْسم الله -سبحانه وتعالى- بصلاة الفجر فقال: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْر} (الفجر: 1- 5)، والعظيم لا يُقْسِم إلاَّ بعظيم؛ من هنا تعدّ صلاة الفجر واحدة من الكنوز التي ينبغي على كلّ مسلم أن يغتنمها؛ لما لها من الفضل العظيم والأجر الكبير، كما أنّها تعود على مؤدّيها بالكثير من الخيرات في الدّنيا والآخرة، وفيما يأتي فضل صلاة الفجر ممّا أوضحته الشريعة الإسلاميّة:


1- سبب في النشاط وطيب النفس

من غاب عن صلاة الفجر عُرضةٌ لأن يُضرب عليه الكسل طول يومه، ويصبح خبيث النفس كسلان، وهو ما أخبر به الحديث الذي صحَّ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليلٌ طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلاَّ أصبح خبيث النفس كسلان» -رواه البخاري-.

2- تعدل في فضلها قيام الليل

صلاة الفجر في جماعة تعدل في فضلها قيام الليل؛ فقد صحَّ عند مسلمٍ عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله».

3- نورٌ لصاحبها يوم القيامة

صلاة الفجر في جماعة نورٌ لصاحبها يوم القيامة؛ فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بشِر الـمشائين في الظُلمِ إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (ابن ماجه: 870، وابن خزيمة، الترغيب والترهيب: 603).

4- أمانٌ وحفظٌ من الله تعالى

صلاة الفجر مع جماعة المسلمين أمانٌ وحفظٌ من الله تعالى للعبد الذي يكون بعدها في ذمة الله تعالى وحفظه ورعايته؛ فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من صلى الصُبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى» (ابن ماجه).

5- المحافظة عليها ضمان للجنة

المحافظة على صلاة الفجر في جماعة ضمان للجنة بإذن الله -تعالى-؛ فعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى البردين دخل الجنة» (البخاري: 574، مسلم: 635). والبردان كما قال أهل العلم: هما الصبح والعصر.

6- حجابٌ للعبد عن النار


صلاة الفجر مع الجماعة حجابٌ للعبد عن النار، فقد صحَّ عن أبي زهير عمارة بن رويبة - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها» يعني الفجر والعصر (مسلم: 634).

6- الحرص عليها براءة من النفاق

الحرص على أداء صلاة الفجر مع الجماعة في المساجد براءةٌ بإذن الله -تعالى- من النفاق نعوذ بالله -تعالى- منه، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أثقلُ الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا» رواه البخاري ومسلم.