تعريف بكتاب:أرجوزة في العبادات - من كتاب دليل الطالب في الفقه


أيمن عبدالله


أرجوزة جديدة من الأراجيز العلمية، تألق صاحبها في نظمها، وقد عنون لها بعنوان: (أرجوزة في العبادات من كتاب دليل الطالب في الفقه) لمؤلفها الدكتور: (يعقوب يوسف الغنيم)، وقد جاء هذا الإصدار استجابة لمقترح للدكتور الشيخ وليد عبد الله المنيس بصياغة قسم من كتاب (دليل الطالب) على هيئة أرجوزة يسهل حفظها وتداولها.

شرع المؤلف في بيان كتاب دليل الطالب لمؤلفه الشيخ (مرعي بن يوسف الحنبلي)، وهو من كبار فقهاء المذهب الحنبلي، وكان أديبا مؤرخا، ويعد كتابه من أهم كتب المذهب الحنبلي للمبتدئين في دراسة فقه هذا المذهب، وله شرح واف بعنوان: (نيل المآرب في شرح كتاب دليل الطالب) لمؤلفه الشيخ عبد القادر بن عمر الشيباني، الذي أثنى على كتاب (دليل الطالب) قائلا: «رأيت هذا الكتاب في غاية الوقع وأعظم النفع، من سائر المختصرات، لم يأت أحد بمثاله، ولا نسخ على منواله».



كتابة الأراجيز العلمية

ثم وضح الدكتور يعقوب بأن كتابة الأراجيز العلمية لابد أن تكون على استعداد خاص، وأن أرجوزته هذه لا تغطي كتاب (دليل الطالب) كله، وإنما تغطي القسم الخاص بالعبادات، الذي يبدأ بكتاب الطهارة، وينتهي بكتاب الحج، متقيدا في ذلك بما اقتُرح عليه.

الوضوح والإيجاز

تميز هذا الإصدار بالوضوح والإيجاز، وقد تقيد المؤلف بما ورد في كتاب (دليل الطالب) ؛ من حيث ترتيبه وأسماء أقسامه المختلفة، وقد قسمه إلى سبعة كتب، على النحو الآتي:

الكتاب الأول: (كتاب الطهارة)

وتحته أبواب، منها: باب الآنية، وباب الاستنجاء وآداب التخلي، وباب السواك، وباب الوضوء، وباب المسح على الخفين، وباب نواقض الوضوء، وباب ما يوجب الغسل، وتنتهي هذه الأبواب المتعلقة بكتاب الطهارة بباب شروط الصلاة. وفي ذلك يقول الراجز تحت كتاب الطهارة:

ويحصل الطهر بماء طاهر

وطهره يأتي بأمر ظاهر

- ثم يعرج المؤلف على الآنية فيقول:

وليس في استعمالها حرام

مهما علت في سعرها الأقيام

إلا إذا كانت على غير الطلب

مصنوعة من اللجين والذهب

- أما باب الاستنجاء فافتتحه بقوله:

إذا انتهى المرء من الخلاء

إنه يأتي بالاستنجاء

- ثم تطرق إلى السواك بقوله:

إن السواك فيه تنظيف الفم

وفيه طيب لحظة التكلم

- أما باب الوضوء فباب مهم قال فيه:

والفرض غسل الوجه باستغراق

والفهم تغسله والاستنشاق

ومنه غسل كامل اليدين

ومسح شعر الرأس والأذنين

الكتاب الثاني: (كتاب الصلاة)


وتحته أبواب، منها: باب سجود السهو، وباب صلاة التطوع، وباب صلاة الجماعة، وباب صلاة أهل الأعذار، وباب صلاة الجمعة، وباب صلاة العيدين، وباب صلاة الكسوف، وباب صلاة الاستسقاء.

- وقد افتتح المؤلف كتاب الصلاة بقوله:

عمود هذا الدين في الصلاة

وفعلها من أكمل الطاعات

ثم أخذ يعدد أركانها بقوله:

منها قيام واجب للقادر

وإن كبا فالله خير عاذر

- ثم تعرض إلى سجود السهو بقوله:

يأتي المصلي بسجود السهو

إذا أتى بعمل عن سهو

- ثم أردفه بباب صلاة التطوع؛ حيث يقول:

صلاة كل مسلم تطوعا

تتلو الجهاد الحق والعلم معا

- تلاه باب صلاة الجماعة الذي قرر وجوبها بقوله:

إن صلاة المرء في جماعة

واجبة بقدر الاستطاعة

على الرجال حرهم في السفر

أو إن يكن ذلك بين الحضر

يسن للإمام أن يخففا

ما لم يكن مأمومه تأففا

الكتاب الثالث: (كتاب الجنائز)


حيث افتتحه بقوله:

لابد للمرء من الممات

ليس له في الناس من فوات

وسن تغميض إذا توفي

وأن يسجى في مكان يكفي

الكتاب الرابع: (كتاب الزكاة)


- وتحته أبواب منها: باب زكاة السائمة، وباب زكاة الخارج من الأرض، وباب زكاة الأثمان، وباب زكاة العروض، وباب زكاة الفطر، وباب إخراج الزكاة، ثم باب أهل الزكاة.

الكتاب الخامس: (كتاب الصيام)


حيث أكد فيه أن الصيام ركن من بناء الإسلام فقال:

الصوم ركن من بناء الإسلام

وفعله يلزم كل الإلزام

موعده في رمضان إن بدا

هلاله فصومه تأيدا

الكتاب السادس: (كتاب الاعتكاف)


- وفيه يقول:

والاعتكاف سنة التعبد

يصطبر المرء لها في المسجد

والاعتكاف بالخروج باطل

وهو نوى فذاك أمر عادل


الكتاب السابع: ( كتاب الحج)


ويندرج تحته أبواب، منها: باب الإحرام، وباب محظورات الإحرام، وباب الفدية، وباب أركان الحج وواجباته، وباب الفوات والإحصار، ثم ختمه بباب الأضحية.

وفي ذلك يقول الراجز:

الحج أمر واجب والعمرة

في العمر لابد ولو لمرة

بشرط إسلام مع الحرية

والعقل والبلوغ عند النية

- باب الإحرام:

من واجب الحجاج وضع الإحرام

وذاك أمر ثم فيه إلزام

- باب محظورات الإحرام:

يحظر في الإحرام لبس المخيط

كذا غطاء الرأس أو ما يحيط

- باب الفدية:

ذبح لشاة أو صيام أيام

ثلاثة كاملة أو إطعام

الخاتمة

ثم أنهى المؤلف إصداره بخاتمة رجزها على نسق أرجوزته؛ فقال:

تم بحمد الله ما أردته

فجاء طبقا للذي قصدته

والشكر لله على ما أنعما

فجاء نظما كاملا متمما





نبذة عن الدكتور يعقوب الغنيم



الدكتور يعقوب يوسف الغنيم من أبناء الكويت المتميزين، فقد حباه الله بفكر جمع التاريخ والأدب والشعر، وهذه الموهبة من العلم والمعرفة والنشاط الذهني جعلته غزيراً في إنتاجه في هذه المجالات، فقد ألّف الكتب وسطر الشعر بأنواعه الفصيح والنبطي والزهيريات، وقد ولد الغنيم في الحي القبلي من مدينة الكويت عام 1939، وأكمل دراسته الأولى في المعهد الديني، ثم التحق بكلية دار العلوم في القاهرة، وتخرج فيها عام 1957، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها في تخصص علم النحو والصرف، وعمل مدرساً للغة العربية في ثانوية الشويخ، ثم انتقل للعمل في وزارة الإرشاد والأنباء - آنذاك - فأصبح مديراً لتلفزيون الكويت، ثم انتقل بعد ذلك إلى وزارة التربية وأصبح وكيلاً لها عام 1965 ولمدة 14 عاماً تقريباً، ثم عين وزيراً للتربية عام 1981، ومن الجوائز التي حصل عليها جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 2007، وما زال عطاء الدكتور يعقوب الغنيم متدفقاً -وفقه الله.