علاج سلس البول



السؤال:

الملخص:
سائل مصاب بسلس البول، يريد أن يصلي كل الصلوات لابسًا لباسًا داخليًّا، تكون فيه قطرات السلس، ويسأل عن حكم ذلك.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكو نزول قطرات بول غير معلوم وقت نزولها، وتمت إجابتي بأن أتعامل معها معاملة مريض السلس، وقد علمت أنه لا يجب تغيير الحائل ما لم يتشبع بالبول، فيمكن إعادة استخدامه، فهل يمكن أن يكون لي "شورت" داخلي، أُصلِّي به، حتى وإن نزلت به قطرات، فأستخدمه في كل صلواتي، ولا أغيِّره، وبعد انتهائي من الصلاة أضع مِنديلًا حتى ميعاد الصلاة الأخرى، ثم أزيل المنديل وأتطهر وأصلي في نفس الشورت، وذلك في جميع صلوات اليوم؟ مع العلم أني سأظل مرتديًا لهذا الشورت طوال يومي وما بعد يومي هذا، أفتونا مأجورين.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: ما دمت مريضًا بسلسل البول بحيث لا تتحكم في بولك، فلك أن تضع منديلًا وتغيره عند كل وضوء، وما دام ثوبك لم تصبه نجاسة البول، فيجوز لك أن تصلي فيه.
والضابط الذي يُعرفُ به ما إذا كان المرء مصابًا بالسلس به أو لا: أن من كان ينزل منه البول بحيثُ لا يجدُ وقتًا يكفي لفعل الطهارة والصلاة بطهارة صحيحة؛ فهو مصابٌ بالسلس.
فإذا كنت تجدُ وقتًا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، دون أن يخرج منك بولٌ، فلست مصابًا بالسلس، ويجبُ عليك التطهر، وغسل ما أصاب ثيابك من البول، والوضوء والصلاة في هذا الوقت الذي علمت أنه لا يخرجُ فيه شيءٌ.
وأما إن كنت مصابًا بالسلس، فالواجبُ عليك أن تتحفظ بوضع منديل أو نحوه على الذَّكَرِ؛ لئلا تنتشر النجاسة في الثياب، ثم تتوضأ بعد دخول وقت الصلاة، وتصلي بهذا الوضوء الفرضَ وما شئت من النوافل.
ولا يجوزُ لك التساهل في ترك التحفظ، ووضع شيء على الذكر تحرزًا من انتشار النجاسة.
وإذا قصرت في التحفظ، وأصابت النجاسة الثياب، فالواجبُ عليك تطهير الثوب قبل الصلاة، فإن اجتناب النجاسة في الثوب شرطٌ من شروط صحة الصلاة مع العلم والقدرة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 3].
وأما علاجُ ما تعاني منه من السلس، فننصحك باللجوء إلى الله تعالى، والاجتهاد في دعائه أن يرفع عنك هذا البلاء، ثم عليك بمراجعة الأطباء عملًا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونسأل الله لك العافية ولمرضى المسلمين، والله أعلم.
هذا، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.