تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما معنى المعبود بحق؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ما معنى المعبود بحق؟

    ما معنى المعبود بحق؟
    الجواب
    المعبود بحق، هو الله تعالى، والتقييد بحق يخرج به الآلهة المعبودة بباطل، فإنها قد عبدت، والمنفي هو استحقاق العبادة عن غير الله عز وجل لا وقوعها. كما في معارج القبول.
    وقال الشيخ صالح آل الشيخ:
    لا إله إلا الله معناها لا معبود حق أو بحق إلا الله،
    معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عبدت بغير الحق،
    قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
    ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق،
    قال: لا إله لا إله بحق، لا معبود بحق،
    لكن ثم معبودات بغير الحق، ثم معبودات بالباطل، ثم معبودات بالبغي، بالظلم والعدوان،
    لكن المعبود بحق ينفي عن جميع الآلهة إلا الله جل وعلا،
    فإنه هو وحده المعبود بحق. انتهى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى المعبود بحق؟

    المعنى الصحيح لـ (لا إله إلا الله) هو: لا معبود بحق إلا الله،
    فتفسير بعضهم لـ (لا إله إلا الله) بـ لا معبود في الوجود إلا الله باطل،
    لأنه يناقض الواقع، ففي الوجود آلهة كثيرة تعبد من دون الله، ولكنها تعبد بغير حق،
    كما قال الله تعالى عن المشركين: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا.. ،
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
    قوله تعالى:
    لا أعبد ما تعبدون.. ولا أنتم عابدون ما أعبد.. معناه المعبود، ولكن هو لفظ مطلق يتناول الواحد والكثير والمذكر والمؤنث، فهو يتناول كل معبود لهم، والمعبود هو الإله، فكأنه قال: لا أعبد إلهكم ولا تعبدون إلهي.. واسم الإله والمعبود يتضمن إضافة إلى العابد. انتهى.
    فغير الله قد يكون معبوداً ولكنه يعبد بغير حق،
    ولذلك كثر في القرآن ذم الله لأهل الكفر بأنهم يعبدون من دونه ما لا يستحق العبادة،
    كما قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.
    وقال: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا.
    وقال: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ. وقال: قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى المعبود بحق؟

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
    وإله؛ أي: مألوه معبود مطاع،
    وليس بمعنى آله؛ أي: قادر على الاختراع، فإن هذا المعنى فاسد، ذهب إليه المتكلمون أو عامتهم،
    فيكون معنى (لا إله إلا الله) على هذا القول: لا رب إلا الله،
    وهذا ليس بالتوحيد المطلوب بهذه الكلمة؛ إذ لو كان كذلك لكان المشركون الذين قاتلهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - موحدين؛لأنهم يقولون: لا رب إلا الله،
    قال تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ اللَّهِ} [المؤمنون: 86] . وهذه إحدى القراءتين، وهي سبعية. اهــ.
    ولا شك أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية كما قال أهل العلم, ولكن تفسيرها به لا يصح.
    قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: التَّوْحِيدُ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ، وَنَزَلَتْ بِهِ الْكُتُبُ، هُوَ تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ الْمُتَضَمِّنُ تَوْحِيدَ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. اهــ.
    وقال: وَتَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ مُتَضَمِّنٌ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ دُونَ الْعَكْسِ. فَمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ يَكُونُ عَاجِزًا، وَالْعَاجِزُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ إِلَهًا. قَالَ تَعَالَى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} ، وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}. اهــ.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى المعبود بحق؟

    سُئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن قول "لا معبود بحق إلا الله" وقول "لا معبود حقٌ إلا الله"
    فأجاب الشيخ رحمه الله:
    (الفرق بينهما أنك إذا قلت "لا معبود حق إلا الله " صار هذا أوفق للقرآن،
    [ذلك بأن الله هو الحق](الحج:62)،
    وأنه لا يحتاج إلى تقدير، لأنك إذا قلت "لا معبود بحق" فالجار والمجرور خبر متعلق بمحذوف ... تقديره "لا معبود كائن بحق"،
    أما إذا قلت "لا معبود حق" فإن الخبر هو الموجود ولا نحتاج إلى تقدير.
    لكن لو قلت "لا معبود موجود" يصح؟
    أجاب الطلاب: "لا يصح"
    فقال الشيخ: لماذا؟
    لأنك إذا قلت "لا معبود موجود إلا الله" صارت الأصنام كلها هي الله عز وجل، وهذا منكر عظيم) انتهى

    المصدر : شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة
    لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    الشريط الأول – الوجه الثاني

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى المعبود بحق؟

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    تجد في عقائد الأشاعرة ما هو مسطور في شرح العقيدة السنوسية التي تسمى عندهم بـ "أم البراهين
    " قال ما نصه فيها: " الإله هو المستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه،
    قال: فمعنى لا إله إلا الله: لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا إليه كل ما عداه إلا الله،
    ففسروا الإله الألوهية بالربوبية،
    وفسروا الإله بالقادر على الاختراع أو بالمستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه.
    وبالتالي يقدرون الخبر موجود، لا إله موجود،
    يعني: لا قادر على الاختراع والخلق موجود إلا الله،
    لا مستغنيا عما سواه، ولا مفتقرا إليه كل ما عداه موجود إلا الله؛
    لأن الخلق جميعا محتاجون إلى غيرهم،
    وهذا الذي قالوه هو الذي فتح باب الشرك في المسلمين؛
    لأنهم ظنوا أن التوحيد هو إفراد الله بالربوبية؛
    فإذا اعتقد أن القادر على الاختراع هو الله وحده صار موحدا، إذا اعتقد أن المستغني عما سواه، والمفتقر إليه كل من عداه هو الله وحده صار عندهم موحدا.
    وهذا من أبطل الباطل
    أين حال مشركي قريش الذين
    قال الله -جل وعلا- فيهم:
    وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
    وفي آية أخرى:
    وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ
    ونحو ذلك من الآيات وهي كثيرة
    كقوله:
    قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الآيات من سورة يونس.
    وهذا معلوم أن مشركي قريش لم يكونوا ينازعون في الربوبية،
    فإذن صارت هذه الكلمة دالة على غير ما أراد أولئك،
    وهو ما ذكرناه آنفا من أن معنى لا إله يعني: لا معبود، فيكون الخبر إما أن يكون تقديره موجود،
    فيكون المعنى: لا معبود موجود إلا الله، وهذا باطل
    لأننا نرى أن المعبودات كثيرة قد قال جل وعلا:
    أَجَعَلَ الْآلِهَةَ مخبرا عن قول الكفار أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فالمعبودات كثيرة والمعبودات موجودة .
    فإذن تقدير الخبر بموجود غلط،
    ومن المعلوم أن المتقرر في علم العربية أن خبر لا النافية للجنس يكثر حذفُه في لغة العرب،
    وفي نصوص الكتاب والسنة؛
    ذلك أن خبر لا النافية للجنس يحذف إذا كان المقام يدل عليه،
    وإذا كان السامع يعلم ما المقصود من ذلك .
    وقد قال ابن مالك في آخر باب لا النافية للجنس حينما ساق هذه المسألة :
    وشاع في ذا الباب. .......
    يعني باب لا النافية للجنس :
    وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المــراد مـع سـقوطه ظهـر
    إذا ظهر المراد مع حذف الخبر فإنك تحذف الخبر؛
    لأن الكلام الأنسب أن يكون مختصرا
    كما قال -عليه الصلاة والسلام-: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول .
    أين الخبر؟ كلها محذوفات؛ لأنها معلومة لدى السامع؛
    إذن فالخبر هنا معلوم، وهو أنه ليس الخبر موجودا، يعني يقدر بموجود؛
    لأن الآلهة التي عبدت مع الله موجودة،
    فيقدر الخبر بقولك بحق،
    أو حق لا إله بحق يعني لا معبود بحق أو لا معبود حق إلا الله.
    إن قدرت الظرف فلا بأس،
    أو قدرت كلمة مفردة حق لا بأس، لا معبود حق إلا الله،
    هذا معنى كلمة التوحيد
    فيكون إذن كل من عُبِدَ غير الله -جل وعلا- عُبِدَ نعم،
    ولكن هل عبد بالحق أم عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي
    ، وهذا يفهمه العربي من سماع كلمة لا إله إلا الله .
    ولهذا بئس قوم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:
    بئس قومٍ أبو جهل أعلم منهم بلا إله إلا الله،
    يفهم هذه الكلمة وأبى أن يقولها، ولو كانت كما يزعم كثير من أهل هذا العصر وما قبله لقالوها بسهولة، ولم يدروا ما تحتها من المعاني
    لكن يعلم أن معناها لا معبود حق إلا الله،
    وأن عبادة غيره إنما هي بالظلم، ولن يقر بالظلم على نفسه وبالبغي، ولم يقر بأنه باغٍ متعد، وبالتعدي والعدوان، وهذا هو حقيقة معنى لا إله إلا الله، وفيها الجمع بين النفي والإثبات

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما معنى المعبود بحق؟

    قال الامام ابن باز رحمه الله
    الأصل العظيم الأول الذي جاءت به الرسل هو:
    الإيمان بأن الله هو الإله الحق
    وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله،
    وهذا أصل أصيل أجمعت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام
    كلهم دعوا إلى هذا الأصل الأصيل،
    وهو أن يؤمن الناس بأن الله هو الإله الحق وأنه لا معبود بحق سواه
    وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي: لا معبود حق إلا الله،
    وما عبده الناس من أصنام أو أشجار أو أحجار أو أنبياء أو أولياء أو ملائكة
    كله باطل،
    فالعبادة الحق لله وحده
    كما قال سبحانه: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]
    وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانا [الإسراء:23]
    وقال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]
    وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]
    وقال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •