تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 156

الموضوع: بين معارض وموافق !!!

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    هل ورد أن رسولاً أُرسلَ الى غير قومه .
    بارك الله فيك
    أرسل الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ، وليس إلى قومه فقط ، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على هذا دلالة قطعية لا احتمال فيها .

    قال الله تعالى: قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الأعراف/158.

    وقال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الفرقان/1.
    وقال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ سبأ /28.
    ثانيا:
    وهذا الأصل لا يعارضه قول الله تعالى:
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إبراهيم/4.
    لأن الله تعالى لم يقل: وما أرسلنا رسولا إلّا إلى قومه، وإنما قال :( إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ). لأن الرسول، وإن أرسل إلى قومه، وغير قومه؛ إلا أنه من المعلوم أنه سيبدأ في دعوة الناس إلى الله بقومه ، ثم يحمل أتباعُه الدعوة إلى سائر الناس ، ويترجمون لهم ما أنزل الله بلغتهم .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " وما ذكروه من قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ).
    إنما يتناول رسل الله ، لا رسلَ رسلِ الله، بل رسلُ رسلِ الله: يجوز أن يبلغوا رسالات الرسل ، بلسان الرسل إذا كان هناك من يترجم لهم ذلك اللسان، وإن لم يكن هناك من يترجم ذلك اللسان، كانت رسل الرسل تخاطبهم بلسانهم .
    لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا قد كتبوا الكتب الإلهية بلسانهم، بل يكفي أن يقرأوها بلسان الأنبياء عليهم السلام ، ثم يترجموها بلسان أولئك .
    وهو سبحانه قال: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) ، ولم يقل : وما أرسلنا من رسول إلا إلى قومه .
    بل محمد أرسل بلسان قومه ، وهم قريش ، وأرسل إلى قومه وغير قومه " انتهى من "الجواب الصحيح" (2 / 97 - 98).
    وقد ذكر بعض العلماء أن من الحكمة في نزول القرآن باللغة العربية ، مع أنه منزل لجميع الناس مع اختلاف لغاتهم ، أن ذلك ليتحقق اجتماع المسلمين على كتاب واحد ، بلا اختلاف ولا تنازع ، وليكون ذلك من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم من التحريف .
    قال الشوكاني رحمه الله تعالى :
    " وقد قيل: في هذه الآية إشكال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الناس جميعا، بل إلى الجن والإنس ، ولغاتهم متباينة وألسنتهم مختلفة.
    وأجيب بأنه ، وإن كان صلى الله عليه وسلم مرسلا إلى الثقلين كما مر، لكن لَمَّا كان قومه العرب، وكانوا أخص به وأقرب إليه ، كان إرساله بلسانهم أولى من إرساله بلسان غيرهم، وهم يبينونه لمن كان على غير لسانهم، ويوضحونه حتى يصير فاهما له كفهمهم إياه.
    ولو نزل القرآن بجميع لغات من أرسل إليهم، وبيّنه رسول الله لكل قوم بلسانهم، لكان ذلك مظنة للاختلاف وفتحا لباب التنازع؛ لأن كل أمة قد تدعي من المعاني في لسانها، ما لا يعرفه غيرها، وربما كان ذلك أيضا مفضيا إلى التحريف والتصحيف بسبب الدعاوى الباطلة التي يقع فيها المتعصبون " انتهى من "فتح القدير" (3 / 129).
    ثالثا:
    قول هذا القائل : كيف يدخل الله الصينيين والأفارقة جهنم مع أنه لم يرسل إليهم رسولا بلغتهم ؟
    فنقول : إننا لا نقول إن هؤلاء في النار – هكذا على سبيل العموم – وإنما نقول :
    من لم تبلغه دعوة الإسلام منهم ، فكان جاهلا بالإسلام ، ولم تبلغه رسالة من رب العالمين ، ولم تقم عليه الحجة ، فهؤلاء معذورون ، وأمرهم في الآخرة إلى الله تعالى ، ولا نحكم عليهم بجنة أو بنار .
    أما من بلغته دعوة الإسلام ، وترجم له القرآن ، وبين له الحق عن طريق الدعاة الذين يخاطبونه بلغته ، فهذا قد أقيمت عليه الحجة ، فإن لم يؤمن فهو في النار .
    ولا يشترط لإيمان الإنسان بالقرآن أن يكون القرآن نزل بلغته ، فكما يترجم الإنسان الكتب العلمية وغيرها ، ويقبل ما فيها من حق ، ويستفيد مما فيها ، فلا يمتنع – عند العقلاء ، أن يترجم القرآن ويقبل الإنسان الحق الذي جاء به ، ويؤمن بالله ورسله إيمانا صحيحًا .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    " وقومه - صلى الله عليه وسلم - إليهم بعث أوَّلًا ، ولهم دعا أوَّلًا ، وأنذر أوَّلًا، وليس في هذا أنه لم يرسل إلى غيرهم، لكن إذا تبين لقومه لكونه بلسانهم، أمكن بعد هذا أن يعرفه غير قومه: إما بتعلمه بلسانهم، وإما بتعريف بلسان يفهم به.
    والرجل يكتب كتاب علم ، في طب أو نحو أو حساب ، بلسان قومه ، ثم يترجم ذلك الكتاب، وينقل إلى لغات أخر، وينتفع به أقوام آخرون، كما ترجمت كتب الطب والحساب، التي صنفت بغير العربي ، وانتفع بها العرب وعرفوا مراد أصحابها، وإن كان المصنف لها أولا إنما صنفها بلسان قومه.
    وإذا كان هذا في بيان الأمور التي لا يتعلق بها سعادة الآخرة ، والنجاة من عذاب الله؛ فكيف يمتنع في العلوم التي يتعلق بها سعادة الآخرة ، والنجاة من العذاب : أن يُنقل من لسان إلى لسان ، حتى يفهم أهل اللسان الثاني بها ما أراده بها المتكلم بها أولا ، باللسان الأول " انتهى من"الجواب الصحيح" (2 / 71).المصدر الاسلام سؤال وجواب

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    والقول بأن رسالة أولي العزم عامة غير صحيح، فأولو العزم وغيرهم من الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يبعثون إلى أقوامهم خاصة، قال الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ {آل عمران:49}، قال البغوي في تفسيره: وتخصيص بني إسرائيل بالذكر لخصوص بعثته إليهم، أو للرد على من زعم أنه مبعوث إلى غيرهم. اهـ.
    وكون الأنبياء يبعثون إلى أقوامهم خاصة لا يعني ذلك عدم جواز دعوة الرسول غير قومه -من غير أن يكون مكلفاً بذلك- أو أن يدخل في دينه من ليس من قومه، وعلى هذا يُحمل ما ذكر من دعوة بعض الرسل وأتباعهم لغير قومه، وإيمان من آمن بهم من غير أقوامهم، ولذلك كانت دعوة الحواريين وغيرهم من أصحاب الرسل وأتباعهم لأقوامهم ولغيرهم، كما جاء ذلك الرجل من أقصى المدينة ينصح أهلها باتباع رسل الله، كما قص الله علينا في سورة يس. جاء في الجواب الصحيح لشيخ الإسلام ابن تيمية: وَهَؤُلَاءِ الْمُرْسَلِينَ كَانُوا رُسُلًا لِلَّهِ قَبْلَ الْمَسِيحِ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ أُرْسِلُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.. وَلَمْ تُؤْمِنْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالرُّسُلِ بَلْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى; كَمَا أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا عُمِّرَتْ أَنْطَاكِيَةُ وَكَانَ أَهْلُهَا مُشْرِكِينَ حَتَّى جَاءَهُمْ مَنْ جَاءَهُمْ مِنَ الْحَوَارِيِّين َ فَآمَنُوا بِالْمَسِيحِ عَلَى أَيْدِيهِمْ، وَدَخَلُوا دِينَ الْمَسِيحِ.
    وأما رسل إبراهيم وموسى وغيرهما من الأنبياء فهم أصحابهم وحواريوهم وإن كانوا لم يسموا لنا؛ فهم الذين آمنوا بهم وحملوا دعوتهم.. وقد ذكر بعض أهل التفسير أن رسل موسى وعيسى عليهما السلام أتوا إلى العرب؛ فجاء في تفسير نظم الدرر للبقاعي عند قول الله تعالى "لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ" فقال: {ما آتاهم من نذير} أي منهم،.. وإلا فقد أتتهم رسل موسى عليه السلام، ثم رسل عيسى عليه السلام" لكنه لم يسم منهم أحدا.
    وقد جاءت الإشارة في القرآن الكريم إلى أصحاب إبراهيم عليه السلام، وأنهم تبرأوا من قومهم المشركين في قول الله تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ. قال أهل التفسير: أصحاب إبراهيم من المؤمنين، وقيل: هم الأنبياء.
    وأما رسل محمد صلى الله عليه وسلم- في زمنه فمعروفون؛ فمنهم عمرو بن أمية الضمري، ودحية بن خليفة الكلبي، وعبد الله بن حذافة السهمي، وحاطب بن أبي بلتعة، وعمرو بن العاص، وسليط بن عمرو، وشجاع بن وهب، والعلاء بن الحضرمي، وأبو موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل رضي الله عن الجميع.
    والحاصل أن رسل الله جميعا كانوا يكلفون بتبليغ الرسالة، والدعوة لأقوامهم خاصة، ولا مانع من أن يدعو الرسول أو يدعو أصحابه وأتباعه غير أقوامهم، وأن رسلهم هم أصحابهم..
    وأن الذي بعث إلى الناس كافة، وكلف أتباعه بالدعوة إلى شريعته إنما هو خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو الذي أرسله الله للعالمين، من الإنس والجن، عربهم وعجمهم، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) {سبأ:28}، وقال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ){الأعراف:158}، ) وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي..... وذكر منها: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت للناس عامة"
    المصدر - الاسلام سؤال وجواب

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    جزاكم الله خيرا...

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    بالنسبة لكتاب الرد على الجهمية فقد اشتهرت نسبته إلى أحمد بن حنبل عند المتأخرين، وقد نسبه إليه بعض الحنبلية كالقاضي أبي يعلى وابن عقيل وغيرهما..
    والأصل صحة هذه النسبة حتى يثبت خلافه ولم أر من شكك في نسبة الكتاب إليه إلا ما كان من الذهبي والسبكي وهما متأخران..
    لكن إن ثبت عن حنبلي سابق للقاضي وثبت عن شافعي أنهما نسبا الكتاب إلى مقاتل وليس إلى أحمد، فهذا يورث الشك ويحتاج إلى الترجيح

    م

    قلت وفي شرح الغفيص كأنه تردد حفظه الله في إثبات الرسالة

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    بالنسبة لكتاب الرد على الجهمية فقد اشتهرت نسبته إلى أحمد بن حنبل عند المتأخرين، وقد نسبه إليه بعض الحنبلية كالقاضي أبي يعلى وابن عقيل وغيرهما..
    والأصل صحة هذه النسبة حتى يثبت خلافه ولم أر من شكك في نسبة الكتاب إليه
    نعم بارك الله فيك
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
    "قال الإمام أحمد في أول ما كتبه في الرد علي الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته علي غير تأويله مما كتبه في حبسه ـ
    وقد ذكره الخلال في كتاب السنة والقاضي أبو يعلي و أبو الفضل التميمي و أبو الوفاء بن عقيلة وغير واحد من
    أصحاب أحمد ولم ينفه أحد منهم عنه "
    درء التعارض 1 / 221
    وقال ابن القيم:
    " قال الخلال كتبت هذا الكتاب من خط عبد الله وكتبه عبد الله من خط أبيه واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويل بما نقله منه عن أحمد وذكر ابن عقيل في كتابه بعض ما فيه عن أحمد ونقله عن أصحابه قديما وحديثا ونقل منهم البيهقي وعزاه إلى أحمد وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحمد "
    اجتماع الجيوش الإسلامية ص130
    نسب الكتاب للإمام أحمد رحمه الله تعالى ابن مفلح كما في الآداب الشرعية، وابن كثير في تفسيره، والحافظ ابن حجر في الفتح
    قال ابن القيم: " ولم يسمع عن أحد من متقدمي أصحابه ولا متأخريهم طعن فيه".
    اجتماع الجيوش الإسلامية ص130
    *****
    إلا ما كان من الذهبي والسبكي وهما متأخران..
    لكن إن ثبت عن حنبلي سابق للقاضي وثبت عن شافعي أنهما نسبا الكتاب إلى مقاتل وليس إلى أحمد، فهذا يورث الشك ويحتاج إلى الترجيح
    اما الرد على الجهمية فهو صحيح النسبة لإمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل، والجهمية يغيظهم هذا الكتاب للامام احمد لانه هتك سترهم و كشف أمرهم و لولا ان ما فيه يخالف عقيدتهم لما هاجوا و ماجوا و حاولوا نفي نسبته كما فعل السقاف و أشياعه

    قول البعض : ( كتاب الرد على الجهمية للإمام احمد بن حنبل لا تصح نسبته إليه لأن في سنده الخضر بن المثنى و هو مجهول )

    و زاد بعضهم فقال : ( و الذهبي أنكر نسبته
    و الجواب
    اما مسألة الخضر بن المثنى قال الامام الحافظ المحقق ابن القيم رحمه الله
    (فإن قيل هذا الكتاب يرويه أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال عن الخلال عن الخضر بن المثنى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وهؤلاء كلهم أئمة معروفون إلا الخضر بن المثنى فإنه مجهول فكيف تثبتون هذا الكتاب عن أحمد برواية مجهولة فالجواب من وجوه:
    أحدها أن الخضر هذا قد عرفه الخلال وروى عنه كما روى كلام أبي عبد الله عن أصحابه وأصحاب أصحابه ولا يضر جهالة غير له .
    الثاني : أن الخلال قد قال كتبته من خط عبد الله بن أحمد وكتبه عبد الله من خط أبيه والظاهر أن الخلال إنما رواه عن الخضر لأنه أحب أن يكون متصل السند على طريق أهل النقل وضم ذلك إلى الوجادة والخضر كان صغيرا حين سمعه من عبد الله ولم يكن من المعمرين المشهورين بالعلم ولا هو من الشيوخ وقد روى الخلال عنه غير هذا في جامعه فقال في كتاب الأدب من الجامع فقال دفع إلي الخضر بن المثنى بخط عبد الله بن أحمد أجاز لي أن أرويه عنه قال الخضر حدثنا مهنا قال سألت أحمد بن حنبل عن الرجل يبزق عن يمينه في الصلاة وفي غير الصلاة فقال يكره أن يبزق الرجل عن يمينة في الصلاة وفي غير الصلاة فقلت له لم يكره أن يبزق الرجل عن يمينه في غير الصلاة قال أليس عن يمينه الملك فقلت وعن يساره أيضا ملك فقال الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن يساره يكتب السيئات
    قال الخلال وأخبرنا الخضر بن المثنى الكندي قال حدثنا عبد الله ابن أحمد قال قال أبي لا بأس بأكل ذبيحة المرتد إذا كان ارتداده إلى يهودية أو نصرانية ولم يكن إلى مجوسية قلت والمشهور في مذهبه خلاف هذه الرواية وأن ذبيحة المرتد حرام رواها عنه جمهور أصحابه ولم يذكر أكثر أصحابه غيرها
    ومما يدل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى فقال قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح ابن أحمد بن حنبل قال قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال هذا كتاب عمله أبي في مجلسه ردا على من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول الله وما يلزم اتباعه
    اجتماع الجيوش الإسلامية
    قال الامام المحقق ابن القيم , فإن الخلال كتبه من خط عبدالله بن الامام احمد و هو كتبه عن ابيه
    قال الخلاّل في كتاب السنة-المجلد الثالث(6-7) ص 48
    ( أخبرنا أبو بكر المروذي قال : هذا ما احتج به أبو عبدالله على الجهمية في القرآن . كتب بخطه وكتبته من كتابه.
    قال الحافظ ابن كثير الشافعي : ( ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية )
    تفسير ابن كثير ج 5 ص 440
    قال ابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة في ترجمة الخضر بن المثنى :
    ( خضر بن مثنى الكندي:
    نقل عن عبد الله بن إمامنا أحمد رضي الله عنه أشياء .
    منها الرد على الجهمية فيما قرأته على المبارك بن عبد الجبار عن إبراهيم عن عبد العزيز أبو بكر الخلال أخبرني خضر بن مثنى الكندي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: بيان ما أنكرت الجهمية: أن الله تعالى كلم موسى فقلنا لهم: لم أنكرتم ذلك ؟ قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم إنما كون شيئاً فعبر عن الله عز وجل وخلق صوتاً فأسمع . )
    1\192 طبقات الحنابلة
    قولهم ان الامام الذهبي أنكر نسبته ,
    فقد بتر النص عن الامام الذهبي فنقل عنه : ( لا كرسالة الاصطخري ، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فإن الرجل كان تقيا ورعا لايتفوه بمثل ذلك )
    والجملة بدون بتر
    قال الذهبي في السير :
    ( لا كرسالة الاصطخري ، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فإن الرجل كان تقيا ورعا لايتفوه بمثل ذلك, ولعله قاله) اهـ
    فانظرالى بتر كامل العبارة فقد تردد الذهبي فيه ولم يجزم وجزم في كتبه الأخرى بثبوته كما في كتابه تاريخ الاسلام و نقل عنه , وكيف يُحتج بكلام مجرد متردد فيه صاحبه -والكلام المجرد ليس بحجة فكيف إن لم يجزم صاحبه به- ويُترك كلامه وكلام غيره من العلماء الذي أثبتوا الكتاب ونقلوا منه ؟؟؟
    قال الامام الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام عند ترجمته للامام احمد بن حنبل :
    )) وقال عبد الله . وجدت بخط أبي مما يحتج به على الجهمية من القرآن :
    " إنماأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن " " إن الله يبشرك بكلمة منه " " إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته " " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته " "يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم " " ألا له الخلق والأمر " " كل شيء هالك إلاوجهه " " ويبقى وجه ربك " " ولتصنع على عيني " " وكلم الله موسى تكليما " " يا موسى إني أنا ربك " " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه " " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان . اهـ
    [منقول بتصرف ]

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    وفقكم الله وسدد خطاكم

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    الاحتياط في الشرع منهم من أجازه وبخاصة الشافعية كالشيرازي والنووي والغزالي ومنهم من منعه وبخاصة اهل الحديث
    في مواطن من الأمور التعبدية واشترطوا شروطا لذلك لئلا تخرج الى حد الوسوسة
    قال النووي رحمه الله
    اسْتِحْبَابُ الْأَخْذِ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَاتِ وَغَيْرِهَا مَا لَمْ يَخْرُجْ عَنْ حَدِّ الِاحْتِيَاطِ إِلَى حَدِّ الْوَسْوَسَةِ وَفِي الْفَرْقِ بَيْنَ الِاحْتِيَاطِ وَالْوَسْوَسَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ أَوْضَحْتُهُ فِي بَابِ الْآنِيَةِ مِنْ شَرْحِ الْمُهَذَّبِ

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    الاحتياط في الشرع منهم من أجازه وبخاصة الشافعية كالشيرازي والنووي والغزالي ومنهم من منعه وبخاصة اهل الحديث
    في مواطن من الأمور التعبدية واشترطوا شروطا لذلك لئلا تخرج الى حد الوسوسة
    قال النووي رحمه الله
    اسْتِحْبَابُ الْأَخْذِ بِالِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَاتِ وَغَيْرِهَا مَا لَمْ يَخْرُجْ عَنْ حَدِّ الِاحْتِيَاطِ إِلَى حَدِّ الْوَسْوَسَةِ وَفِي الْفَرْقِ بَيْنَ الِاحْتِيَاطِ وَالْوَسْوَسَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ أَوْضَحْتُهُ فِي بَابِ الْآنِيَةِ مِنْ شَرْحِ الْمُهَذَّبِ
    بارك الله فيك
    الاحتياط للدين أمر حسن، والخروج من خلاف العلماء مما لا يرتاب في مشروعيته، لقوله صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. ولكن لا يكون هذا الاحتياط مستحسنا إلا إذا لم يؤد إلى مخالفة السنة الثابتة، فإن كان الاحتياط يؤدي إلى مخالفة سنة ثابتة فالاحتياط حينئذ هو ترك هذا الاحتياط. قال ابن القيم رحمه الله: الِاحْتِيَاطَ إِنَّمَا يُشْرَعُ، إِذَا لَمْ تَتَبَيِّنِ السُّنَّةُ، فَإِذَا تَبَيَّنَتْ فَالِاحْتِيَاطُ هُوَ اتِّبَاعُهَا وَتَرْكُ مَا خَالَفَهَا; فَإِنْ كَانَ تَرْكُهَا لِأَجْلِ الِاخْتِلَافِ احْتِيَاطًا، فَتَرْكُ مَا خَالَفَهَا وَاتِّبَاعُهَا، أَحْوَطُ وَأَحْوَطُ، فَالِاحْتِيَاطُ نَوْعَانِ: احْتِيَاطٌ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ الْعُلَمَاءِ، وَاحْتِيَاطٌ لِلْخُرُوجِ مِنْ خِلَافِ السُّنَّةِ، وَلَا يخفى رجحان أحدهما على الآخر. انتهى.
    ومثال هذا أن صوم الستة من شوال مشروع بنص السنة، فلا ينبغي أن يحتاط أحد بترك صيام هذه الست لكون بعض أهل العلم كره صومها، فحينئذ يقال إن الاحتياط في ترك مخالفة السنة أولى من الخروج من خلاف العلماء. وقد بينا ما يلزم العامي إذا اختلفت عليه الفتوى في الفتوى رقم: 120640 وراجع أيضا للفائدة الفتويين: 170671 ، 169801 وإذا علمت أن الاحتياط مشروع وأنه من الأمور المستحسنة بالضابط الذي ذكرناه، وبان لك بالرجوع إلى ما أحيل عليه ما هو الواجب تجاه المسائل الخلافية من ترجيح الراجح بدليله أو اتباع العالم الورع عند العجز عن الترجيح، فاعلم أنه لا يجوز لأحد أن يقدم على فعل حتى يعرف حكم الله فيه، فإن فعل ما هو محرم من غير مسألة فيخشى أن يكون آثما بذلك، وانظر الفتوى رقم: 173397 فعلى من استفتاه من فعل محرما أن يبين له أنه أخطأ إن كان أقدم على الفعل من غير مسألة، وأما إن كان فعل ما يعتقد هو تحريمه فلا شك في كونه آثما، وإن كانت المسألة مختلفا فيها لأنه تجاسر على انتهاك الحرمة، وربما يلجأ الواعظ أو المفتي للتهوين من شأن هذا الفعل إذا احتاج المستفتي لذلك لئلا يغلب عليه القنوط أو اليأس من رحمة الله، أو يكون موسوسا يحتاج لمثل هذا الترخيص، وعلى كل فالمفتي شأنه شأن الطبيب ينبغي أن يضع الدواء في موضعه وأن يكون حرصه على انتفاع المستفتي واستقامته على الشرع.
    الاسلام سؤال وجواب

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    الاحتياط الشرعي حقيقته وضوابطه
    قطب الريسوني

    عرّف علماء الأصول الاحتياط بتعريفات متباينة تتفاوت حظوظها من الدقة والاستيفاء، ويلاحظ على أكثرها النزوع إلى منحيين: الأول: تعريف الاحتياط بالطريق المفضية إليه، والثاني: تعريفه بالمآل الذي يُرجى منه، وفي كلا المنحيين تجوّز لا يرتضى في باب الحدود؛ لأن الأصل أن نعرّف الشيء في ذاته ونفسه، إما على نحو من الضبط والإحكام فيكون حدّاً، وإما على سبيل تمييزه عن غيره فيكون رسماً، على ما هو مقرّر في علم النطق.

    ولسنا بحاجة هنا إلى سوق التعريفات وبيان وجه الاختلال في صياغتها، وحسبنا الإشارة إلى أن التعريف المختار هو: (الاحتراز من الوقوع في منهي أو ترك مأمور عند الاشتباه)، وهـو تعريف لا يؤتى من جهة الجمع والمنع؛ لأن لفظ الاحتراز يشمل العالم والعامـي، فكلاهمـا يصـح منـه الاحتــراز سـواءً كان فعلياً أو تركياً؛ ولأن لفظتـي (المنهـي والمأمور) تشمـلان الأحـكام الشــرعية الأربعة: الحـرام، والمكـروه، والواجب، والمنـدوب، فضـلاً عـن أن لفـظ الاشتبـاه يشـمل التـــردد فـي حــرمة الشــيء، أو كراهته، أو وجوبه، أو استحبابه.
    ومن أجود التعاريف التي يمكن الاستئناس بها تعريف القرافي: (ترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس)، وأقرّه عليه ابن القيم في (بدائع الفوائد)، وقد رأيت بعض العلماء يطلق لفظ الورع ويقصد به الاحتياط، على أساس أن (الورع هو الاحتياط نفسه)، ولا ضير في ذلك، فإنّ تغير المباني ليس بمحظور إذا فهمت المعاني.
    والاحتياط حجّة عند الجمهور من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، إلا أن أكثر المذاهب إعمالاً للاحتياط المذهب المالكي؛ لأن من أصوله الاجتهادية التوسّع في سدّ الذرائع ومراعاة الخلاف، وكلاهما ضـرب مــن الاحتيـاط تُـدفــع به المفاسد المتوقعة أو الواقعة، وتُراعى المآلات بما يستوفي مصلحة الإنسان في العاجل والآجل.
    ومن ثم فقد عُدّ الاحتياط مسلكاً شرعياً في استنباط الأحكام والترجيح عند تعارض الأدلة، وذكره بعض العلماء ضـمن الأدلـة الشـرعية التبعـية، وهي ضربان: ضرب يرجع إلى الأصول الأربعة رجوعاً معيناً؛ كقول الصحابي مـردود إلى السُّنَّـة، وشـرع من قبلنـا مـردود إلى القرآن إذا قصّه الله - تعالى - من غيـر إنكــار، ولـم يرد في الشرع ما يخالفه، وضربٌ يرجع إلى الأصول رجوعاً مختلفـاً؛ كالاحتيـاط والاستصحـاب، فتـارة مـرجعـهما إلى القـرآن، وتـارة إلى السُّـنَّة، وتارة ثالثة إلى غيرهما كالقـواعد الفقهيـة، ومقاصـد الشـريعة، والمـناسبـة العقلية.
    ونسوق هنا جملة من النصوص التي صرح أصحابها بحجية الاحتياط واعتماده أصلاً من أصول الشرع:
    أ ـ قال السرخسي: «والأخذ بالاحتياط أصل في الشرع».
    ب ـ قال الجصاص: «واعتبار الاحتياط والأخذ بالثقة أصل كبير من أصول الفقه، فقد استعمله الفقهاء كلهم».
    ج ـ قال الشاطبي: «الشريعة مبنية على الاحتياط والأخذ بالحزم، والتحرر مما عسى أن يكون طريقاً إلى المفسدة».
    د ـ قال الجويني: «إذا تعارض ظاهران، أو نصّان، وأحدهما أقرب إلى الاحتياط، فقد ذهب أكثر الفقهاء إلى أن الأحوط مرجَّح على الثاني، واحتجوا بأن قالوا: اللائق بحكمة الشريعة ومحاسنها الاحتياط».
    أما الفريق المعارض للعمل بالاحتياط فتزَعّمه ابن حزم الذي عقد باباً مستقلاً في (الإحكام) للرد على ما سماه: (الاحتياط، وقطع الذرائع والمشتبه)، ومن جملة أقواله فيه: «ولا يحلّ لأحد أن يحتاط في الدين؛ فيحرِّم ما لم يحرِّم الله؛ لأنه حينئذٍ يكون مفترياً في الدين، والله - تعالى - أحوط علينا من بعضنا على بعض».
    ولا يفهم من موقف ابن حزم رفض الاحتياط جملةً وتفصيـلاً، فـإن من أشبع النظر في رده على المخالفين يدرك بوضوح وجلاء أنه لا ينكر الورع واجتناب مظانِّ الـرِّيَب؛ وإنمــا إنكـاره منصـرف إلى إثبات التحليل والتحريم من جهة الاحتياط؛ لأنْ لا شرع إلا بالنص، والشرع أحوط علينا من أنفسنا، وأعلم بمواطن الاحتراز والحزم.
    وإذا كان الاحتياط على أضرب، فإن ابن حزم لا ينكرها جميــعاً، فالاحتيــاط للحكـم مشـروع عنـده فـي الجمـلة، ولا سيما في حال تعارض الأدلة والأمارات وعدم ظهور أثر الرجحان، فـإنه تعـدّ هـذه الحـالة شبـهة ينبغي اجتنابهـا كمـا يصح عنده الاحتياط لمناط الحكم كاختلاط حلال محصور بحرام محصور، فمذهبه في ذلك التوقف حتى يتبين الحال، والتوقف ـ في حقيقته ومآله ـ ضـرب مـن الاحتيـاط لدين الله والخشية من مواقعة الحرام.
    أما الاحتياط لمآل الحكم وهو ما يعرف بـ (سدّ الذرائع) فقد تصدى ابن حزم لإبطاله وتسفيه حجج القائلين به في كتابه (الإحكام)؛ لأن مرجعه إلى الحكم بالظن الكاذب والرجم بالغيب، وهذا لا يحل في الشريعة التي تُبنى أحكامها على الأدلة المستقيمة والحجج الناهضة، يقول: «...فكل من حكم بتهمة، أو احتياط لــم يستيقن أمـره، أو بشيء؛ خوفَ ذريعة إلى ما لم يكن بعد، فقد حكم بالظــن، وإذا حـكم بالظـن فـقد حكـم بالكذب والباطل، وهذا لا يحـل»، ويستشف من كلامه هذا أنه لا ينكر سد الـذرائع على الإطـلاق، فإذا كان إفضاء الوسيلة إلى المفسـدة مُحقَّـقاً وقطعياً فلا مانع عنده من إجراء العمل بهذه القاعـدة والحـكم بـها، وقـرينة هـذا التقيــيد قوله: «لم يستيقن أمره».
    ويزداد موقف ابن حزم وضوحاً وتجلياً حين ينكر الغلو في الاحتياط إلى حد الإفتاء به على وجه الإلزام؛ لأنه مسلك حسن في الدين، محمول على الورع واجتناب ما حاك في الصدر، لكنه لا يرقى إلى الواجب الذي يُقضى به على الناس، يقول: «ليس الاحتياط واجباً في الدين، لكنه حسن، ولا يحل لأحد أن يقضيَ به على أحد، ولا أن يلزم به أحـداً، لكـن يندب إليه؛ لأن الله ـ - تعالى -ـ لم يوجب الحكم به».
    فليس بساط الخلاف ـ إذاً ـ بين الجمهور وابن حزم بالسعة التي يتصورها الكثير؛ إذ يوجد بينهما قدر غير يسير من المتفق عليه، ويفترقان في مسألة الاحتياط لمآل الحكم الذي ذهب فيه إمام الظاهرية مذهب التقييد بقطعية إفضاء الوسيلة إلى المفسدة المتوقعة.
    وإذا كان الاحتياط أصلاً ثابتاً، ومسلكاً مشروعاً، يستدل عليه بالنصوص القاطعة من الكتاب والسُّنَّة، ويستأنس له بعمل السلف الصالح وفتاوى الأئمة الأربعة، فإن التوسط فيه منزع محمود يليق بمحاسن الشريعة ومقاصدها في التكليف، فلا نغالي فيه إلى حد التنطع والتعمق وإيجاب ما لم يجب، ولا نجفو عنه إلى حد تقحّم الشبهات ومظانِّ الرِّيَب، وقد قيل: إن كل شيء تجاوز حده انقلب إلى ضده.
    ولعل من الغلو في الاحتياط ـ سواء كان أخــذاً بأكثــر ما قيل أو بأثقل ما قيل ـ أن نلزم الناس به على سبيل الوجوب، مع أنه تنزه وتورّع، يقول الدهلوي: «أصل التعمق أن يؤخذ موضع الاحتياط لازماً»، فمن المرغوب فيه أن يُندب العالم إلى الورع، ويشير باجتناب ما حاك في النفس، إلاَّ أنه لا يقضي بذلك على أحد، ولا يفتي به فتوى إلزام، وإن شاء أن يكون شديد الأزر على نفسه فيأخذها بالتحوط فله ذلك، ما لم يُخشَ عليه التنطع في الــدين، وهـو مهلكة ما بعدها مهلكة.
    إن الخروج إلى طرف الغلو في الاحتياط لا تزكو به ثمرة الدين، ولا تقوم به مصلحة الخلق، وهذا مشاهَدٌ في كل من ذهب به مذهب العنت فبَغُض إليه الدين، وانقطع عن سلوك طريق الآخرة، ولذلك كان التكلف الشرعي في كل صوره جارياً (على موازنة تقتضي في جميع المكلفين غاية الاعتدال)، فلا غرو ـ إذاً ـ أن يكون من تمام تعريف الاحتياط عند ابن القيم التنصيص على مراعاة التوسط فيه، حتى يرتفع المسلم عن تقصير المفرِّطين، ولا يلحق بغلو المعتدين، يقول: «الاحتياط: الاستقصاء والمبالغة في اتِّباع السُّنَّة وما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، من غير غلوٍ ومجاوزة، ولا تقصير ولا تفريط»
    وليس كل احتياط يشرع ويستحب من باب الورع والتنزه عن الشبهات! ذلك أن منه ضرباً مذموماً لا يلتفت إليه، وهو ما كان مفضياً إلى محظور شرعي، أو كان من قبيل الوساوس التي تتخذ ديناً وهي إملاء من الشيطان الرجيم، ومن صوره الشائعة: سد الذرائع التي تفضي نادراً إلى المفسدة، والتنزّه عن الرخص المشروعة، والزيادة في المشروع على سبيل الوسوسة.
    ومن هنا تبدو الحاجة ماسة إلى بيان ضوابط الاحتياط الشرعي التي تصحّح العمل به، وتصونه عن الوقوع في المحظور، ولا سيما أن هذا المسلك موضع لتجاذب الأنظار وتضارب الأفهام؛ فما يراه عالم احتياطاً، لا يراه غيره كذلك، فلا بد ـ إذاً ـ من ثوابت يحتكم إليها في تقويم منازع المجتهدين في هذا المعترك الصعب، ويمكن إجمالها فيما يلي:
    أ ـ ألاّ يكون في المسألة المحتاط فيها نصّ؛ لأن الاحتياط منزع اجتهادي يُلجأ إليه عند فقدان الدليل، فإذا وجد وظنّ المجتهد أن من الاحتياط تركه، فقد تورط في مخالفة صريحة أمْلتْها الوسوسة أو الابتداع في الدين.
    ب ـ أن تكون الشبهة الحاملة على الاحتياط قوية معتبرة؛ ولذلك صرح الفقهاء بأن الخلاف الذي يُراعى ويُستحب الخروج منه ما كان مبيناً على تـكافـؤ الأدلـة، أما السقطات والشذوذات فلا يلتفت إليها، ولا يحتاط لها.
    وكذلك لا يعتد بالشبهة التي تدرأ الحدود إلا إذا كانت قوية ناهضة، وقد نظم ذلك أبو بكر الأهدل الحسيني اليمني فقال:
    وباتفاقٍ الحدودُ تسقط بالشبهات حسبما قد ضبطوا
    وشرطها القوة فيما ذكروا جزماً وإلا فهي لا تؤثر
    ج ـ ألاّ يفضي العمل بالاحتياط إلى مخالفة النص الصحيح الصريح، فكل احتياط جاء على خلاف المشروع فهو ضرب من الاجتهاد في مورد النص، والحكم بفساد اعتباره لا يحتاج إلى تقرير؛ فضلاً عن نصب برهان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والاحتياط حسن، ما لم يُفضِ بصاحبه إلـى مخالفـة السُّنَّة، فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك الاحتياط»، وأقرّه تلميذه ابن القيم على ذلك فقـال: «فالصـواب أن يحتـاط الإنسـان لاتّبـاع السُّـنَّة لا لمخالفتها»
    ومـن الاحتياط المخالف للسُّنَّة التورعُ عن اليمين في الحق بالحق من غير إكثار؛ بدعوى أن الأيمان كلها مكروهة، لقوله - تعالى -: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ [البقرة: 224].
    وهذا احتياط في غير محله؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحلف كثيراً، ولو كان مكروهاً لكان أبعد الناس عنه. أما النهي في الآية فمحمول على الإفراط في الحلف الذي لا ينفك عنه الكذب غالباً، وصــدق الشيــخ (زروق) حــين قال: «ورع بلا سُّنَّة بدعة».
    د ـ ألاَّ يفضي الاحتياط إلى مشقة فادحة لا يمكن احتمالها والصبر عليها، وهذا ملاحظ في تصرفات الفقهاء، وجارٍ في فروعهم، ومنها: إذا المرأة المتحيرة التي نسيت عادتها ووقتها يحل للزوج وطؤها؛ (لأنه يستحق الاستمتاع ولا نحرمه بالشك؛ ولأن في منعها دائماً مشقة عظيمة)، وهذا وجه في المذهب الشافعي، فالاحتياط هنا أُلغيَ رعياً للحرج البالغ الذي يعنت كلا الزوجين، وإلى هذا الوجه مالَ (العز بن عبد السلام)
    هـ ـ ألاّ يفضي الاحتياط إلى تفويت مصلحة راجحة، وبفواتها يظل التعارض قائماً، فيحتاج إلى دفعه، فإذا كانت المصلحة أقوى وأهم قدمت على أصل الاحتياط، قال ابن تيمية: «وتمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلا فمـن لم يـــوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية قد يدع واجبات ويفعل محرمات، ويرى ذلك من الورع؛ كمن يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة، ويرى ذلك ورعاً، أو يدع الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيهم بدعة أو فجور ويرى ذلك من الورع»
    إن الاحتياط مسلك تُجتنب به الشبهات، ومرجّح عند تعــارض الأدلة، ومخصّــص لعمـوم الإباحة إذا ثبــــت، ولا خلاف في حُسنه بين العقلاء في الجملة، إلا أن الإغراق فيه يؤول في نهاية المطاف إلى الاستدراك على الشرع، واجتراح البدعة المذمومة، وقد تفطن (ابن رشد الحفيد) إلى هذا المحذور فقال: «... وهو إن كان يخيّل فيه أنه أولى لمكان النجاة من الذم، فكذلك يخاف لحــوق الــذم بــزيادة ما ليس من الشرع في الشرع»
    ----------------------------------------

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " ونظيرها في العبادات اختلاف العلماء متى يدخل وقت العصر؟ فقال بعض العلماء : لا يدخل وقت العصر إلا إذا صار ظل كل شيء مثليه ، وقال الجمهور : يدخل إذا صار ظل كل شيء مثله ، ويحرم أن تؤخر الصلاة حتى يصير ظل كل شيء مثليه ، فكيف تحتاط ؟ إن صليت قبل أن يصير ظل كل شيء مثليه ، قال لك أولئك : حرام عليك ، وصلاتك ما تصح ، وإن صليت عقب ما يصير ظل كل شيء مثليه ، قال لك الآخرون : تأخيرك الصلاة إلى هذا الوقت حرام ، فأنت في مشكلة ، فما ترجح ؟ فمثل هذه المسائل جانب الاحتياط فيها يكون متعذرا ، فلا يبقى أمام طالب العلم إلا أن يسلك طريقا واحدا ، ويجتهد بقدر ما يستطيع في معرفة الصواب من القولين ، ويستخير الله ويمشي عليه " انتهى من "الشرح الممتع" (13/ 50).

    والمقصود أن الاحتياط لا ينبغي أن يعتمد مسلكا في جميع مسائل الخلاف ، بحيث يفوّت على الإنسان أجرا عظيما ، أو يدخل عليه مشقة ظاهرة ، بل يعمل به في المسائل التي قوي فيها الخلاف ، وعسر الترجيح ، أو كان يترتب على الاحتياط زيادة الأجر والفضل ، أو السلامة من الإثم والكراهة دون أن يفوته شيء من الخير .
    الاسلام سؤال وجواب

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    وفقكم الله

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    قال المروذي: سألت أبا عبدالله: تكره الخبز الكبار؟ قال: نعم أكرهه، ليس فيه بركة، إنما البركة في الصغار. وقال: مرهم أن لايخبزوا كبارا. المغني ١٣/٣٥٤.

    الدليل ؟

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    رويت فيه أحاديث وآثار ضعيفة جدا
    (قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه) وفسر بأنه التصغير للأرغفة كما قال الأوزاعي.
    (صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه)
    (البركة في صغر القرص)
    وهذا يثبت أن الإمام أحمد يأخذ بالحديث الضعيف.

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    ابن الملقن في التوضيح: وأما حكم الباب: فالسنة أن يقبل الخطيب على القوم في جميع خطبته ولا يلتفت في شيء منها، ولا يفعل ما يفعله الخطباء يمنة ويسرة في الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لا أجل له، واتفقوا على كراهة الالتفات، وهو معدود في البدع المنكرة، ونقل الشيخ أبو حامد عن أبي حنيفة أنه يلتفت يمينا وشمالا في بعض الخطبة كما في الأذان....
    ويستحب للقوم الإقبال بوجوههم عليه، وفيه أحاديث كثيرة؛ ولأنه مقتضى الأدب وأبلغ في الوعظ، وهو إجماع.

    وفي المجموع للنووي: "(ومنها) الالتفات في الخطبة الثانية عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق بيان أنه باطل مكروه"

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    رويت فيه أحاديث وآثار ضعيفة جدا
    (قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه) وفسر بأنه التصغير للأرغفة كما قال الأوزاعي.
    (صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه)
    (البركة في صغر القرص)
    كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" (2): رواه أحمد والطبراني عن أبي الدرداء،
    والقضاعي (3) عن أبي أيوب كلاهما مرفوعاً،
    ورواه البزار (4) عن أبي الدرداء بلفظ: "قوتوا"، وسنده ضعيف.
    وكذا أورده في النهاية: "قوتوا"،
    وحكى عن الأوزاعي أنه تصغير الأرغفة.
    وقال غيره: هو مثل: "كيلوا"،
    وحكاه البزار عن بعض أهل العلم.
    وقد أشار إلى ذلك في (فتح الباري) (4/346) (5) في البيوع. انتهى.
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله
    في (الفتاوى السعدية) (6)

    قوله صلى الله عليه وسلم في حديث المقدام:
    "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" (7)،
    أصح ما قيل فيه، وفي معناه:
    أنه الطعام الذي يخرجه صاحب البيت على عائلته،
    وهو الذي يدل عليه، وهو المناسب للمعنى.
    وهذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم أصل كبير، وقاعدة أساسية،
    وميزان لما دلت عليه الآية الكريمة:
    {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}،
    فمعنى كيلوا طعامكم:
    أي قدروه بمقدار كفاية المنفَقِ عليهم من غير زيادة ولا نقصان؛
    فإن في ذلك سلوكاً لطريق الاقتصاد والحزم والعقل.
    والبركة المعقولة في هذا من وجوه:
    ▪ أولاً:
    امتثال أمر الشارع، الذي هو بركة وخير وسعادة وصلاح.
    ▪ ثانياً:
    لأن في الكيل المذكور، يَخْرُج المنفِقُ من خلقين ذميمين،
    وهما:
    الخلق الاول
    التقتير والتقصير في النفقات الواجبة والمستحبة، وإذا حصل التقصير؛ اشتغلت الذمم بالحقوق الواجبة، والمآثم الحاضرة،
    ولم يقع الإحسان والإنفاق موقعه،
    بل لا يصير له في هذه الحالة موقع أصلاً،
    فيقع الذم موقع الحمد، والتضجر والتسخط بدل الشكر والدعاء والثناء.
    والخلق الثاني:
    التبذير والإسراف؛ فإن هذا خلق ينافي الحكمة،
    وهو من أخلاق الجاهلية، وما أسرع ما يؤدي هذا الخلق بصاحبه إلى القلة والذلة،
    فإذا سَلِمَ من هذين الخلقين اتصف بخلق الحكمة والعدل والقوام، الذي هو أصل الخير ومداد الصلاح.
    ▪ ثالثاً:
    إن في سلوك هذا الطريق النافع السالم من التقصير والتبذير؛
    تمريناً للنفس على التوازن والتعادل في كل الأمور.
    وفي هذا من الخير والبركة ما لا يخفى.
    ▪ رابعاً:
    إن النفقات إذا خرجت عن طورها وموضوعها، تفرع عنها الشره والفساد.
    فإنه إذا لم يَكِل ويُقَدِّر ما يُطْعِمه لمن يعوله:
    فإما أن يكون أزيد من الكفاية،
    فالزائد إما أن يأكلوه، وهو عين ضررهم إذا كان زائداً عن الحاجة، فكثير من الأضرار البدنية والآلام إنما تنشأ من زيادة الطعام
    وإما أن يتلف عليه، وذلك فساد.
    وقد يوجد الأمران.
    وقد يتصدق به بعض الناس،
    لكن الصدقة في هذه الحال لا يكون لها موقع في حق المعطَى؛ لأنه يعرف أنه لا يُعْطَى إلا ما زهد فيه صاحِبُه، وقد يكون قد اكتفى واستعد لنفسه بطعام؛ ولا في حق المتصدق؛
    لأن النية غير تامة؛ لكون الحامل له على الإنفاق خوف تلفه لا الإخلاص المحض.
    فإذا سلك الطريق الذي أرشده إليه النبي صلى الله عليه وسلم،
    وهو الكيل والتقدير بحسب ما يليق بالحال، سلم من هذه الأمور.
    فهذا الحديث ينبغي أن يكون أصلاً من أصول التربية المنزلية والنفقات العائلية،
    وأن يكون عليه المعول.
    فقد بعث صلى الله عليه وسلم بكل أمر فيه صلاح العباد في معاشهم ومعادهم،
    فأخلاقه وإرشاداته وهديه يغني عن كل شيء
    . والحمد لله على نعمه.
    انتهى من كشف الخفاء.(2/ 136). ______________________________ _____________
    2 - الطبراني، وعزاه إليه في (المجمع) (5/ 34)، وقال: وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف لاختلاطه.أ.هـ. وليس هو عند أحمد من رواية أبي الدرداء، وراجع (المقاصد) (851).
    3 - (الطبراني الكبير) (4/ 121)، وأحمد (5/ 414)، وابن ماجه (2232)، والقضاعي (697).
    4 -(كشف الأستار) (2876)، وقال في (المجمع) (5/35): رواه البزار والطبراني، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.أ.هـ.
    5 - (فتح الباري) (4/346). 6 - (7/ 426، 427).
    7 - البخاري (2128)، وأحمد (4/ 131)
    *************************
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}،
    فمعنى كيلوا طعامكم: أي قدروه بمقدار كفاية المنفَقِ عليهم من غير زيادة ولا نقصان؛
    فإن في ذلك سلوكاً لطريق الاقتصاد والحزم والعقل.
    والبركة المعقولة في هذا من وجوه:
    ..............................
    والخلق الثاني:
    التبذير والإسراف؛ فإن هذا خلق ينافي الحكمة،
    نعم
    وهنا حكمة عظيمة فى تصغير الارغفة أو تقطيع الكبار منها ذكرها اهل العلم
    إذا كان في تقطيعه أو تصغيره المحافظة على ما يتبقى منه ،
    فلا يتلطخ بدسم أو إدام ،
    ولا تعاف النفس تناوله ،
    فيصير الباقي منه بعد الأكل صالحا ،
    وخاصة في الخبز الكبير الحجم ،
    وفي الموائد الكبيرة ، التي يكثر عليها الخبز ، فيتلطخ كثير منه بالمرق والإدام وغير ذلك :
    فحينئذ يستحب تقطيعه أو تقديم الصغار منه ،.. مراعاة لحفظه ، وصيانة لما يتبقى منه ، ومثل هذا من التدبير الجيد ، وترشيد الاستهلاك الذي يُندب إليه ويُحثّ عليه ، حفاظا على النعمة ،
    ومنعا من الإسراف والتبذير .
    نعم

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    وهذا يثبت أن الإمام أحمد يأخذ بالحديث الضعيف.
    السؤال
    يزعم بعض الناس أن المذهب الحنبلي متساهل للغاية في قبوله للحديث، وبالتالي يتبع الكثير من الأحاديث الضعيفة ، فما صحة هذا القول ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    مذهب الإمام أحمد في الاستدلال قائم على أصول خمسة:
    1-النص من القرآن والسنة الصحيحة.
    2-فتاوى الصحابة، فإذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها لم يعدها إلى غيرها.
    3-إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف فيها ولم يجزم بقول.
    4-الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف.
    5-القياس.
    والمقصود بالحديث الضعيف ما يدخل تحت قسم (الحَسن)، أو خفيف الضعف، لا المنكر، ولا الباطل ولا من في رواته متهم.
    والعمل بهذا النوع وبالمرسل: عليه عامة الفقهاء، لم ينفرد أحمد بذلك.
    قال ابن القيم رحمه الله:
    "الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس.
    وليس المراد بالضعيف عنده: الباطل، ولا المنكر، ولا ما في روايته متهم،
    بحيث لا يسوغ الذهاب إليه والعمل به؛ بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح،
    وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثرا يدفعه، ولا قول صاحب، ولا إجماع على خلافه؛ كان العمل به عنده أولى من القياس.
    وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس.
    فقدم أبو حنيفة حديث القهقهة في الصلاة على محض القياس، وأجمع أهل الحديث على ضعفه، وقدم حديث الوضوء بنبيذ التمر على القياس، وأكثر أهل الحديث يضعفه، وقدم حديث " أكثر الحيض عشرة أيام " - وهو ضعيف باتفاقهم - على محض القياس؛ فإن الذي تراه في اليوم الثالث عشر، مساو في الحد والحقيقة والصفة، لدم اليوم العاشر. وقدم حديث لا مهر أقل من عشرة دراهم - وأجمعوا على ضعفه، بل بطلانه - على محض القياس، فإن بذل الصداق معاوضة في مقابلة بذل البضع، فما تراضيا عليه جاز، قليلا كان أو كثيرا.
    وقدم الشافعي خبر تحريم صيد وجٍّ، مع ضعفه، على القياس، وقدم خبر جواز الصلاة بمكة في وقت النهي، مع ضعفه ومخالفته لقياس غيرها من البلاد، وقدم في أحد قوليه، حديث: من قاء أو رعف فليتوضأ وليبن على صلاته على القياس، مع ضعف الخبر وإرساله.
    وأما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل، والمنقطع، والبلاغات ، وقول الصحابي ؛ على القياس". انتهى من "إعلام الموقعين" (1/ 25).
    وعليه:
    فلا يصح أن يقال: إن المذهب الحنبلي متساهل في هذا الباب
    ، بما يوهم أن غيره من المذاهب لا يعمل بالمرسل أو بالحسن أو بالضعيف خفيف الضعف،
    بل الجميع يعمل بذلك،
    ومن له اطلاع على كتب الفقهاء لا يستريب في ذلك.
    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ابن الملقن في التوضيح: وأما حكم الباب: فالسنة أن يقبل الخطيب على القوم في جميع خطبته ولا يلتفت في شيء منها، ولا يفعل ما يفعله الخطباء يمنة ويسرة في الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لا أجل له، واتفقوا على كراهة الالتفات، وهو معدود في البدع المنكرة، ونقل الشيخ أبو حامد عن أبي حنيفة أنه يلتفت يمينا وشمالا في بعض الخطبة كما في الأذان....
    ويستحب للقوم الإقبال بوجوههم عليه، وفيه أحاديث كثيرة؛ ولأنه مقتضى الأدب وأبلغ في الوعظ، وهو إجماع.
    قال ابن عثيمين رحمه الله فى الشرح الممتع
    قوله: «ويقصد تلقاء وجهه»
    أي:
    يسن للخطيب أن يتجه تلقاء وجهه، فلا يتجه لليمين أو لليسار،
    بل يكون أمام الناس؛
    لأنه إن اتجه إلى اليمين أضر بأهل اليسار،
    وإن اتجه إلى اليسار أضر بأهل اليمين،
    وإن اتجه تلقاء وجهه لم يضر بأحد،
    والناس هم الذين يستقبلونه مع الإمكان.
    فإن قال قائل: هل من السنة أن يلتفت يميناً وشمالاً؟
    فالجواب:
    أن هذا ليس من السنة فيما يظهر، وأن الخطيب يقصد تلقاء وجهه، ومن أراده التفت إليه.
    --https://al-maktaba.org/book/33939/1709--

    وأنقل كلام مهم من رسالة حكم التفات الخطيب فى الجمعة
    قال بن عثيمين – رحمه الله – ويقصد تلقاء وجهه أي يسن للخطيب أن يتجه تلقاء وجهه فلا يتجه لليمين أو لليسار بل يكون أمام الناس لأنه إذا اتجه لليمين أضر بأهل اليسار وإن إتجه لأهل اليسار أضر بأهل اليمين وإن إتجه تلقاء وجهه لن يضر بأحد والناس هم الذين يستقبلونه مع الإمكان ، فإن قال قائل ” هل من السنة
    أن يلتفت يميناً ويساراً ” قال – رحمه الله – الجواب أن هذا ليس من السنة فيما يظهر وأن الخطيب يقصد تلقاء وجهه ومن أراده إلتفت إليه أي أن الخطيب يكون تلقاء وجهه ومن أراد أن يقابل الخطيب فليلتفت إلي الخطيب إما بوجهه أو بجسده أما الخطيب فلا يلتفت ، وهذا قول الأئمة الأعلام ، قال وهل من السنة أن يحرك يديه عند الإنفعال في الخطبة ، أرأيتم أحد يحرك يديه في الخطبة أو مارأيتم ؟ قال ليس من السنة أن يحرك يديه وإن كان بعض الخطباء بلغنيأنهم يفعلون ذلك ، قال لكن يشير بإصبعه في الخطبة عند الدعاء ، هذا فعل النبي – صلي الله عليه وسلم – يقول بعد أن ذكركبائر الذنوب في سورة الإسراء قال كل ذلك كان سيئهُ عند ربك ما معني مكروه بعد ما ذكر الزني وقتل النفس الصحابة ما كانوا يعرفوا هذه التقسيمات ، حرام وحلال فقط وهذا هو الصحيح فالإستخفاف في سنة النبي – صلي الله عليه وسلم – مصيبة ، لا بالعكس ، إذا صار الخطيب يخالف هدي النبي في الخطبة فكيف يُعَلِّم الناس ؟ الآن سمعت بعض الأئمة يقول أن الإلتفات في الخطبة بدعة ، ما معني بدعة ؟ الخطبة هل هي عبادة أم ليست عبادة ؟ هل يجوز لنا أن نفعل بالعبادة ما لم يفعله النبي – صلي الله عليه وسلم – هنا هو الإشكال كثرة ما نشاهد قلب الأمر فأصبحت مسنونة وأصبح الخطيب المفوه ( يا أيها الناس اتقوا الله )هذا هو الخطيب المفوه ، النبي – صلي الله عليه وسلم – ما فعل هذا مع أنهم وصفوا خطبته يقول كأنه نذير قوم ينذرهم ، يصبحهم أو يمسيهم ويتغير وجهه ويحمر من شدة ما يرفع صوته ولكن لم يكن يفعل هذه الأفاعيل ، يوضح الشيخ بن عثيمين : أما الخطبة التي هي غير خطبة الجمعة فقد نقول يعني مثل الدرس أو المحاضرة أو الكلمة أنه من المستحسن أن الإنسان يتحرك بحركات تناسب الجمل ، يعني وهو يشرح التي يتكلم بها أما خطبة الجمعة – انتبه يا شيخ لهذه المسألة – فإن المغلب فيها التعبد ولهذا أنكر الصحابة علي بشر بن مروان حين رفع يديه في الدعاء ( أخرجه مسلم ) ، مع أن الأصل في الدعاء رفع اليدين لكن فلا يشرع فيها إلا ما جاء عن النبي – صلي الله عليه وسلم – انتهي الآن كلام بن عثيمين .
    قال الشيخ ابن فوزان ويسنن- يقصد تلقاء وجهه لفعل النبي – صلي الله عليه وسلم – ولأن التفاته لأحد جانبيه إعراض عن الآخر ومخالفة للسنة لأنه – صلي الله عليه وسلم – كان يقصد تلقاء وجهه في الخطبة ويستقبله الحاضرون بوجوههم
    لقول بن مسعود رضي الله عنه كان إذا إستوي علي المنبر استقبلناه بوجوهنا يعني الذي يلتفت من؟ الخطيب أم المصلون ؟ المصلون والخطيب لا يلتفت ،
    هذا هو فعل النبي – صلي الله عليه وسلم –
    قد يقول قائل الآن منكم أو ممن يسمعنا ،
    الآن فن الإلقاء وفن التدريب يقولون لا بد ،
    فهذا الكلام الذي ذكرته يرضي فن الإلقاء والتدريب ؟ ما يرضيه .
    في المحاضرة في الكلمة في الدرس قلنا يتحرك
    لكن الخطبة كما قال بن عثيمين – رحمه الله – الغالب فيها جانب التعبد
    وإذا جاء المعاصرون بشيء يخالف هدي نبينا نأخذ ما فعلوه
    ونخالف ونترك هدي النبي ؟
    ماذا نأخذ ؟
    نأخذ هدي النبي ،ولا نخالف السنة
    *******************
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    والناس هم الذين يستقبلونه مع الإمكان.
    نعم
    السنة للمصلين أن يجلسوا في أدب وخشوع، واستحب بعض العلماء أن يجلسوا متربعين، وأن يستقبلوا الإمام بوجوههم وان يستمعوا وينصتوا للموعظة، وأما قيامهم في أثناء الخطبة فهو خلاف السنة فلا ينبغي فعله، نعم لو كان ثم عذر من شدة زحام أو نحو ذلك فالأمر سهل إن شاء الله.

    جاء في الروض مع حاشيته في بيان ما ينبغي أن يكون عليه المأموم حال سماع الخطبة:
    وينحرفون إليه –أي إلى الخطيب- لفعل الصحابة ذكره في المبدع، أي ينحرف المأمومون إلى الخطيب فيستقبلونه،
    قال ابن مسعود: كان إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا، رواه الترمذي،
    وقد تقرر استقباله الناس وقت الخطبة، واستدارة أصحابه إليه بوجوههم من غير وجه
    وقال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم، يستحبونه اهـ
    ولأنه الذي يقتضيه الأدب، وهو أبلغ في الوعظ.

    قال النووي:
    وهو مجمع عليه، قال إمام الحرمين:
    سبب استقبالهم له واستقباله إياهم واستدباره القبلة أن يخاطبهم،
    فلو استدبرهم كان قبيحا،
    وإن استقبلوه استدبروا القبلة،
    فاستدبار واحد واستقبال الجميع أولى من عكسه،
    ويتربعون حال الخطبة، وهو أخشع،
    وفي صحيح مسلم أنه كان عليه الصلاة والسلام يفعله إذا صلى الفجر،
    وفي الصحيح عن ابن عمر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم محتبيا بيديه، وهو القرفصاء،
    وروي عن جماعة من الصحابة.
    انتهى




  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    قال ابن قاسم رحمه الله:
    وقال –أي شيخ الإسلام ابن تيمية- :
    ولا تحصل الخطبة باختصار يفوت به المقصود،
    وقد طال العهد، وخفي نور النبوة على الكثير،
    فرَصَّعُوا الخطب بالتسجيع والفقر، وعلم البديع،
    فعُدِم حظ القلوب منها، وفات المقصود بها،
    وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلى صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم.

    وذكر ابن القيم وغيره أن خطبه صلى الله عليه وسلم
    إنما كانت تقريرا لأصول الإيمان، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه،
    وذكر الجنة والنار،
    وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته،
    وما أعد لأعدائه وأهل معصيته،
    ودعوة إلى الله،
    وتذكير بآلائه التي تحببه إلى خلقه، وأيامه التي تخوفهم من بأسه، وأمرا بذكره وشكره الذي يحببهم إليه،
    فيملأ القلوب من خطبته إيمانا وتوحيدا،
    ومعرفة بالله وآياته وآلائه وأيامه، ومحبة لذكره وشكره،
    فينصرف السامعون وقد أحبوا الله وأحبهم.

    انتهى -المصدر الاسلام سؤال وجواب

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وقد طال العهد، وخفي نور النبوة على الكثير،
    فرَصَّعُوا الخطب بالتسجيع والفقر، وعلم البديع،
    فعُدِم حظ القلوب منها، وفات المقصود بها،
    نعم
    أخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    "سيأتي على الناس زمانٌ تكثر فيه القرَّاء، ويقل فيه الفقهاء، ويُقبَض العلم، ويكثر الهرج، قالوا:وما الهرج؟ قال: القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمانٌ يقرأ القرآن رجالٌ لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي بعد ذلك زمانٌ يجادل المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول".
    و أخرج الدارمي والحاكم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:
    "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة: يهرم فيها الكبير، ويربوا فيها الصغير، ويتخذها الناس سُنَّة،فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة، قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: إذا كثرت قُرَّاؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة. --قال الصحابي الجليل عبدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-: "إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ؛ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ -أي علماؤه- قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ، الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى، وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ؛ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ، اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ، خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ الْعَمَلِ" [الأدب المفرد، ص: 275، رقم: 789].
    قال بن عثيمين رحمه الله فى شرح رياض الصالحين -
    حذر السلف من كثرة القراء وقلة الفقهاء فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( كيف بكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم ) فإذا علم الإنسان الشيء من شريعته الله ولكن لم يعمل به فليس بفقيه حتى لو كان يحفظ أكبر كتاب في الفقه عن ظهر قلب ويفهمه لكن لم يعمل به فإن هذا لا يسمى فقيها يسمى قارئا لكن ليس بفقيه الفقيه هو الذي يعمل بما علم فيعلم أولا ثم يعمل ثانيا هذا هو الذي فقه في الدين وأما من علم ولم يعمل فليس بفقيه بل يسمى قارئا ولا يسمى فقيها ولهذا قال قوم شعيب لشعيب: { ما نفقهه كثيرا مما نقول } لأنهم حرموا الخير لعلم الله ما في قلوبهم من الشر فاحرص على العلم واحرص على العمل به لتكون ممن أراد الله به خيرا أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من هؤلاء الذين فقهوا في دين الله وعملوا وعلموا ونفعوا وانتفعوا به.
    - ومن أشراط الساعة قبض العلم, وفشو الجهل،
    ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل)) .
    وروى البخاري عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل, ويرفع العلم))) .
    وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويلقي الشح، ويكثر الهرج)
    قال ابن بطال: (وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عياناً, فقد نقص العلم, وظهر الجهل, وألقي الشح في القلوب, وعمت الفتن, وكثر القتل)
    وعقب على ذلك الحافظ ابن حجر بقوله:
    (الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير مع وجود مقابله،
    والمراد من الحديث استحكام ذلك حتى لا يبقى بما يقابله إلا النادر,
    وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم, فلا يبقى إلا الجهل الصرف،
    ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم, لأنهم يكونون حينئذ معمورين في أولئك) .

    وقبض العلم يكون بقبض العلماء,
    ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
    : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)) .
    قال النووي:
    (هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه: أن يموت حملته, ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالاتهم, فيَضِلُّون ويُضِلِّون))
    والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام,
    فإن العلماء هم ورثة الأنبياء وبذهابهم يذهب العلم وتموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل، وأما علم الدنيا فإنه في زيادة وليس هو المراد في الأحاديث، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))
    . والعلماء الحقيقيون هم الذين يعملون بعلمهم, ويوجهون الأمة ويدلونها على طريق الحق والهدى, فإن العلم بدون عمل لا فائدة فيه, بل يكون وبالاً على صاحبه، وقد جاء في رواية للبخاري ((وينقص العمل)) .
    قال الإمام مؤرخ الإسلام الذهبي بعد ذكره لطائفة من العلماء:
    (وما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل في أناس قليل ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل) وإذا كان هذا في عصر الذهبي فما بالك بزمننا هذا؟ فإنه كلما بعد الزمان من عهد النبوة كلما قل العلم وكثر الجهل, فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعلم هذه الأمة ثم التابعين, ثم تابعيهم, وهم خير القرون كما قال صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم يلونهم))
    قال ابن القيم رحمه الله:

    ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته؛
    فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما،
    وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة.
    وتثبت قواعد الإيمان في قلبه،
    وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم،
    وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر.
    وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وقواطيع الطريق وآفاته.
    وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها،
    وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة.
    فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها،
    وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها،
    وتميز له بين الحق والباطل في كل ما يختلف فيه العالم.
    وتعطيه فرقانًا ونورًا يفرق به بين الهدى والضلال،
    وتعطيه قوة في قلبه وحياة واسعة وانشراحًا وبهجة وسرورًا
    فيصير في شأن والناس في شأن آخر؛
    فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل.
    وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل،
    وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل،
    وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل،
    وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها؛
    لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتناديه كلما فترت عزماته.
    تقدمَ الركبُ، وفاتك الدليل،
    فاللحاقَ اللحاقَ،
    والرحيلَ الرحيلَ
    فاعتصم بالله واستعن به
    وقل: {حسبي الله ونعم الوكيل}.-
    ****
    حسنا الله ونعم الوكيل

    https://majles.alukah.net/t170998/----
    كيف أنتم إذا لبستكم فتنة: إذا كثرت قُرَّاؤكم، وقلت فقهاؤكم

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: بين معارض وموافق !!!

    وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •