تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    من العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين هما :
    القسم الأول: التوحيد العلمي الخبري:
    والمقصود به توحيد الربوبية, وتوحيد الأسماء والصفات.
    وسمي بالتوحيد العلمي: لأنه يعتني بجانب معرفة الله، فالعلمي أي (العلم بالله).
    والخبري: لأنه يتوقف على الخبر أي: (الكتاب والسنة).
    القسم الثاني: التوحيد الإرادي الطلبي:
    والمقصود به توحيد الألوهية، وسمي بالتوحيد الإرادي لأن العبد له في العبادات إرادة، فهو إما أن يقوم بتلك العبادة أو لا يقوم بها، وسمي بالطلبي؛ لأن العبد يطلب بتلك العبادات وجه الله ويقصده عز وجل بذلك.
    قسم العلماء التوحيد الى أقسام باعتبارات فمن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين فيقول :
    القسم الأول: التوحيد القولي:
    والمراد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسمي بالقولي لأنه في مقابل توحيد الألوهية الذي يشكل الجانب العلمي من التوحيد، وأما هذا الجانب فهو مختص بالجانب القولي العلمي.
    القسم الثاني: التوحيد العملي:
    والمراد به توحيد الألوهية، وسمي بالعملي؛ لأنه يشمل كلاً من عمل القلب, وعمل اللسان, وعمل الجوارح التي تشكل بمجموعها جانب العمل من التوحيد،
    فالتوحيد له جانبان: جانب تصديقي علمي، وجانب انقيادي عملي.
    ولذا قسموا التوحيد إلى: توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد الإرادة والطلب.
    والأول يتطلب المعرفة والاعتقاد والإيمان الجازم بما ثبت عن الله؛
    وأما الثاني فهو يتطلب عملا وهو الاستسلام لله والخضوع وعبادته.

    قال الشيخ ابن باز رحمه الله
    التَّوْحِيدُ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ رُسُلُ اللَّهِ وَنَزَلَتْ بِهِ كُتُبُهُ نَوْعَانِ: تَوْحِيدٌ فِي الْإِثْبَاتِ وَالْمَعْرِفَةِ .
    وَتَوْحِيدٌ فِي الطَّلَبِ وَالْقَصْدِ.
    فَالْأَوَّلُ: هُوَ إِثْبَاتُ حَقِيقَةِ ذَاتِ الرَّبِّ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، كَمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ، وَكَمَا أَخْبَرَ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم
    . وَقَدْ أَفْصَحَ الْقُرْآنُ عَنْ هَذَا النَّوْعِ كُلَّ الْإِفْصَاحِ، كَمَا فِي أَوَّلِ (الْحَدِيدِ) وَ(طه) وَآخِرِ (الْحَشْرِ) وَأَوَّلِ (الم تَنْزِيلُ) السَّجْدَةِ، وَأَوَّلِ (آلِ عِمْرَانَ) وَسُورَةِ (الْإِخْلَاصِ) بِكَمَالِهَا، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
    وَالثَّانِي:
    وَهُوَ تَوْحِيدُ الطَّلَبِ وَالْقَصْدِ،
    مِثْلَ: مَا تَضَمَّنَتْهُ سُورَةُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون]، وَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، وَأَوَّلُ سُورَةِ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ وَآخِرُهَا، وَأَوَّلُ سُورَةِ (يُونُسَ) وَأَوْسَطُهَا وَآخِرُهَا، وَأَوَّلُ سُورَةِ (الْأَعْرَافِ) وَآخِرُهَا، وَجُمْلَةُ سُورَةِ (الْأَنْعَامِ). وَغَالِبُ سُوَرِ الْقُرْآنِ مُتَضَمِّنَةٌ لِنَوْعَيِ التَّوْحِيدِ، بَلْ كُلُّ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ،
    فَإِنَّ الْقُرْآنَ إِمَّا خَبَرٌ عَنِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وأفعاله، فَهُوَ التَّوْحِيدُ الْعِلْمِيُّ الْخَبَرِيُّ،
    وَإِمَّا دَعْوَةٌ إِلَى عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَخَلْع مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، فَهُوَ التَّوْحِيدُ الْإِرَادِيُّ الطَّلَبِيُّ،
    التوحيد العلمي الخبري، يعني: مداره العلم والخبر من الله ومن رسوله عليه الصلاة والسلام،
    وذاك يقتضي الإيمان والتَّصديق.
    وهناك قسم آخر: وهو التوحيد القصدي الطلبي، وهو توحيد العبادة،
    وهو تخصيص الله بعباداتك وأفعالك التي هي محض التَّقرب إلى الله،
    وهذا يقال له: توحيد العبادة، ويُسمى: التوحيد القصدي الطلبي،
    يعني: مضمونه إخلاص القصد لله، وإخلاص الطلب لله، يقال: القصدي الطلبي، ويقال: الإرادي الطلبي، والمعنى واحد: الإرادي والقصدي واحد.
    هذا إذا جعلته قسمين،
    وأدخلت توحيد الأسماء والصِّفات في توحيد الربوبية، وجعلتهما جميعًا التوحيد في المعرفة والإثبات، أو التوحيد العلمي الخبري.
    وإن شئتَ جعلتها أقسامًا ثلاثة:
    الأول: توحيد العبادة، الذي جاءت به الرسل، وعنيت به، وصارت الخصومات فيه بينها وبين الأمم. والثاني: توحيد الربوبية، وهو الإقرار بأفعال الرب وتدبيره للعوالم.
    والثالث: توحيد الأسماء والصِّفات، يعني: أن تؤمن بأنَّ الله جلَّ وعلا موصوف بصفات عظيمة كثيرة، ومسمى بأسماء حسنى معروفة معلومة، تؤمن بها على الوجه اللائق بالله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    ينقسم التوحيد الى:
    : توحيد الربوبية: وهو اعتقاد أن الله واحد في ربوبيتة.
    أو هو: إفراد الله بأفعاله.
    قال شيخ الإسلام:
    (توحيد الربوبية انه لا خالق إلا الله فلا يستقل شيء سواه بإحداث أمر من الأمور). مجموع الفتاوى
    (1 / 331) وهذا التوحيد علمي تصديقي،
    [ومن] أدلته سورة الإخلاص. واعلم أن هذا التوحيد فطرت النفوس على الإقرار به ولم ينكره[أحد]حتى المشركين
    بل كانوا يقرون به ولا ينازعون في ثبوته ويشهد لذلك قوله تعالي:
    [ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله] ونحوها من الآيات.

    وهذا التوحيد لا يكفي في حصول الإسلام بل لابد من أن يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الألوهية.

    فمن اقر بهذا التوحيد وآمن به لم يتعدى بإيمانه هذا إيمان أبي جهل وأبي لهب، وأمثالهم من رؤوس الكفر الذين قاتلهم رسول الله،
    وهذا ما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
    في أول قاعدة من كتابه القواعد الأربع، [وأدلته في القرآن والسنة كثيرة].
    الثاني: توحيد الأسماء والصفات:
    قال شيخ الإسلام:(الأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفياً وإثباتاً). الفتاوى (ج 3 / 3).
    وهذا التوحيد لا يكفي أيضاً في حصول الإسلام [لأنه داخل في توحيد الربوبيتة الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام]، والكفار مقرون [بتوحيد الربوبية بما فيه الأسماء والصفات، وإن كان بعضهم قد ينكر ذلك أو بعضه تكبراً أو عناداً].

    قال في [تيسير العزيز الحميد]: (لم يعرف عنهم أي المشركين إنكار شئ من هذا التوحيد إلا في اسم الرحمن خاصة، ولو كانوا ينكرونه لردوا على النبي – صلى الله عليه وسلم - ذلك كما ردوا عليه توحيد الألوهية).
    توحيد الربوبية توحيد اعتقادي تصديقي: لأنه يتطلب الإيمان به.

    -توحيد الألوهية:
    وهو مبني على إخلاص التأله لله - تعالى - الذي هو إفراد الله بالعمل فلا يكون في القلب أحدٌ سواه. وهو توحيد الله بأفعال العباد.

    وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله - تعالى - [إياك نعبد وإياك نستعين].

    وقوله - تعالى -: [فاعبده وتوكل عليه]. وقُدِّم فعل العبد هنا ليعلم أنه يجب عليه أن يعمل ثم يستعين بالله ويتوكل عليه.

    وهذا التوحيد هو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو الذي من أجله كان هذا الوجود، وكانت الجنة والنار، وهو أول واجب على العبد. وهو معنى (لا إله إلا الله) فإن الإله هو المألوه بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة المستحق لذلك. وهو التوحيد الذي حصل الخلاف فيه بين الرسل وأممهم.

    قال شيخ الإسلام: (توحيد الألوهية لله وحده أن تشهد أن لا إله إلا الله،
    أي: لا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه ولا يوالى إلا فيه، ولا يعادى إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله).
    وهذا التوحيد هو توحيد العبادة، أي: إفراد العبادة لله وحده.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    الفرق من جهة الاشتقاق
    الربوبيّة: مشتقّة من اسم الله: (الرّب)، قال صاحب الصحاح: " رب كل شيء: مالكه. والرب: اسم من أسماء الله عز وجل، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، ورَبّ الضيعة، أي أصلحها وأتمها. ورَبّ فلانٌ ولدَه، أي: ربّاه"، وأما الألوهيّة فهي مشتقّة من الإله، قال صاحب معجم مقاييس اللغة: " الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبّد، فالإله: الله تعالى؛ وسمي بذلك لأنه معبود، ويقال: تألّه الرجل، إذا تعبّد".

    وهذا الاختلاف في الاشتقاق يدلّ على الاختلاف في المفهوم، فلا يمكن أن يُنظر إليهما كأنهما لفظان اتّحدا في المعنى، وبذلك نعرف خطأ من فسّر شهادة أن لا إله إلا الله، بقوله: لا مخترع أو خالق أو صانع غير الله؛ لأنه تفسيرٌ للألوهيّة بالربوبيّة.

    الفرق من جهة المتعلّق

    يتعلّق توحيد الربوبيّة بالأفعال الإلهيّة، مثل فعل الخلق والتدبير، والرحمة والإحسان، والنفع والضرّ، وغيرها من الأفعال التي يختصّ بها الله تعالى وهذا هو معنى أن نوحّده بها: أن نعتقد اختصاصه بهذه الأفعال وعدم قدرةِ غيره على فعلها، أما توحيد الألوهيّة، فمتعلّقه أفعال العباد، بمعنى: أن يُفرد العباد الله بهذه الأفعال ولا يتوجّهون بها إلى غيره من المعبودات الباطلة كالأصنام ونحوها، سواءٌ في ذلك العبادات الظاهرة أو الباطنة، فالظاهرة: كالحج والصيام والركوع والسجود، والباطنة: كالخوف والرجاء والتوكّل والاستغاثة.

    الفرق من جهة الإقرار

    توحيد الربوبيّة أقرّ به عامّة المشركين وأهل الكفر، ولم يشذّ منهم إلا النزرُ اليسير من أهل الإلحاد، وهذا الإقرار إقرارٌ إجمالي ناقص، ولو كان كاملاً لقادهم الإيمان بالربوبيّة إلى إفراد الله بالعبادة، كما قال الله جلّ وعلا: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:21)، وآيات القرآن بيّنت إقرار أهل الشرك بمسألة الربوبيّة في مواضع كثيرة كقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} (العنكبوت:61).

    وأما توحيد الألوهيّة: فامتنع أهل الشرك من الإقرار به، ورفضوا أن يُفردوا الله بالعبادة، واستجازوا أن يجعلوا للمعبودات الباطلة نصيباً من عباداتهم وصلاتهم وأضاحيهم وقرابينهم، بل تعجبّوا من الرسل حينما دعوهم إلى الكفر بكلّ ما يُعبد دون الله تعالى وقالوا : { أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} (الأعراف:70).

    الفرق من جهة الدلالة

    قول علماء المُعتقد: توحيد الربوبيّة مدلوله عِلْمي، والمقصود بذلك: أن هذا النوع من التوحيد يتعلّق بالمعتقد والعلم أكثرَ من تعلّقه بالفعل، فهو العلم بأنه لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولذلك يسمّونه: التوحيد العلمي الخبري. أما توحيد الألوهيّة، فهو توحيد عملي؛ لأنه يتعلّق بأفعال العباد، وهو أن المكلّف مطالبٌ بصرف العبادات لله وحده دون إشراكٍ به في هذه العبادات، فجانب العمل في هذا القسم أكثر وضوحاً من القسم الآخر.

    الفرق من ناحية دخول الإسلام من عدمه

    من آمن وأيقن بأن الله لا خالق غيرُه، ولا رازق سواه، وآمن بتفرّد الله تعالى في جميع أفعاله، فلا يكون مسلماً بمجرّد هذا المُعتقد، ولا يصحّ أن يُقال بإسلام من أقرّ بتوحيد الربوبية، وهذه قضيّةٌ وقع عليها الإجماع ودلّ عليها القرآن، فإن المشركين كانوا يقرّون بهذه القضيّة، ومع ذلك سمّاهم الله كفّاراً، أما توحيد الألوهيّة، فمن أفرد الله بالعبادة، وجانب مسالك الشرك وطرائقه، فيُحكم بإسلامه.

    الفرق من ناحية ما يستلزمه وما يتضمّنه كلٌّ منهما

    توحيد الربوبية يستوجب توحيد الألوهيّة؛ لأن من كان بهذه المرتبة من الكمال في الربوبيّة والتفرّد في الإنعام والرزق، كان المستحقّ للإفراد في العبادة، فكيف يُعبد من كان مفتقراً إلى غيره؟ وكيف يُعبد من كان لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً؟ كما قال الله منكراً على المشركين:{ واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} (الفرقان:3).

    وتوحيد الألوهيّة متضمّنٌ لتوحيد الربوبيّة، لأن من أفرد الله تعالى بالعبادة فهو مقرٌ ضمناً بتفرّد الله تعالى في الخلق والملك والتدبير، وغير ذلك من الأفعال الإلهيّة، ولولا إقراره بالربوبيّة ما أفرده بالعبادة.

    تلك هي أهم الفروق الحاصلة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الربوبية، وفي إدراكها عصمةٌ من الخطأ والزلل في مثل هذه المسائل العقديّة [الاسلام سؤال وجواب]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    باختصار الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية

    1 - من جهةِ الاشتقاقِ :

    - الربوبيةُ : مشتقةٌ من اسمِ اللهِ " الرب " .

    - الألوهيةُ : مشتقةٌ من لفظِ " الإِله " .

    2 - من جهةِ المتعلقِ :

    - الربوبيةُ : متعلقةٌ بالأمورِ الكونيةِ كالخلقِ ، والإحياءِ ، والإِماتةِ ، ونحوها .

    - الألوهيةُ : متعلقةٌ بالأوامرِ والنواهي من الواجبِ ، والمحرمِ ، والمكروهِ .

    3 - من جهةِ الإقرارِ :

    - الربوبيةُ : أقر به المشركون .

    - الألوهيةُ : فقد رفضوه .

    4 - من جهةِ الدلالةِ :

    - الربوبيةُ : مدلولهُ علمي .

    - الألوهيةُ : مدلولهُ عملي .

    5 - من جهةِ الاستلزامِ والتضمنِ :

    - الربوبيةُ : يستلزم توحيد الألوهية بمعني أن توحيدَ الألوهيةِ خارجٌ عن مدلولِ توحيدِ الربوبيةِ ، لكن لا يتحققُ توحيدُ الربوبيةِ إلا بتوحيدِ الألوهيةِ .

    - الألوهيةُ : متضمنٌ توحيدَ الربوبيةِ ، بمعنى أن توحيدَ الربوبيةِ جزءٌ من معنى توحيدِ الألوهيةِ .

    6 - من جهةِ الدخولِ في الإسلامِ وعدمهِ :

    - الربوبيةُ : لا يدخلُ من آمن به في الإسلامِ .

    - الألوهيةُ : يدخلُ من آمن به في الإسلامِ .

    7 - من جهةِ توحيدِ الله :
    - الربوبيةُ : توحيدُ اللهِ بأفعالهِ هو سبحانهُ كالخلق ونحوه .

    - الألوهيةُ : توحيدُ اللهِ بأفعالِ العبادِ من الصلاةِ ، والزكاةِ ، والحجِ ، والصيامِ ، والخشيةِ ، والرهبةِ ، والخوفِ ، والمحبةِ ، والرجاءِ ونحو ذلك . ويُطلقُ على توحيدِ الألوهيةِ توحيدُ الإرادةِ والطلبِ .ا.ه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    مسألة مهمة :
    التَّوحيد العِلمي الخبري الذي يشمل الرُّبوبية والأسماء والصِّفات، فالربوبية وهى إفراد الله بأفعاله (كالإحياء والإماتة والخلق والرزق والتدبير.....)قد جعله العلماء في قسم مستقل رغم أنه من الأسماء والصفات من باب عطف الخاص على العام لبيان أهميته في أمرين:
    1) للتذكير بعظمة صنع الله وقدرته وآلائه ونعمه على خلقه واستثارة العبودية فيهم، وهي طريقة القرآن في الدعوة إلى توحيد الله قال تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ﴾ [الأنعام: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ ﴾ [فاطر: 3]. 2) لبيان ما كان عليه المشركون من توحيدهم لله تعالى في ربوبيته وأن ذلك لم يخرجهم عن كونهم مشركين لأنهم لم يفردوا الله بالعبادة. قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾.............
    يقول الشيخ صالح الفوزان

    وبعض العلماء يدخل توحيد الأسماء والصفات في توحيد الربوبية، ويقول‏:‏ التوحيد نوعان‏:‏ توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية، وتوحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الألوهية، ولما وجد من ينكر الأسماء والصفات؛ جعل هذا النوع مستقلا من أجل التنبيه على إثباته والرد على من أنكره‏.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    وقد عكس الامر بعض اهل العلم و جعل توحيد الاسماء والصفات داخل فى توحيد الربوبية وجعلوا الربوبية هى الاعم ولا مشكلة فالمعنى واحد والجامع لهما توحيد الاثبات والمعرفة ولكن عند التتَدقيق ان توحيد الاسماء والصفات يشمل الاسماء والصفات والافعال- والربوبية ايضا تشمل إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه- ولكن الفرق قد يكون من جهة المدلول كما تقدم فى الكلام على الفروق-
    قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدية الطحاوية: ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:
    توحيد في الإثبات والمعرفة.
    فالأول هو: إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ليس كمثله شيء في ذلك كله، كما أخبر عن نفسه، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أفصح القرآن عن هذا كل الإفصاح، كما في أول (الحديد، وطه، وآخر الحشر، وأول آلم تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها) وغير ذلك.
    والثاني: وهو توحيد الطلب والقصد، مثل ما تضمنته سورة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) ، وأول تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام.

    وهؤلاء أدخلوا توحيد الأسماء والصفات ضمن توحيد الربوبية، والذين أفردوه إنما أفردوه لأهميته وكثرة من ضل فيه من الطوائف المنحرفة كالمعتزلة والأشاعرة والمفوضة وغيرهم، كما أفرد بعض العلماء توحيد الحاكمية في هذا العصر، وهو جزء من توحيد الربوبية لأهميته وكثرة من نازع الله فيه في هذا العصر، كأصحاب المجالس التشريعية، وأرباب القوانين الوضعية، وأدلة هذه الأقسام كثيرة.

    فدليل توحيد الربوبية والألوهية قد سبق في كلام ابن أبي العز رحمه الله، ودليل توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، ودليل توحيد الحاكمية قوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ.
    وقد سبق تفصيله في الفتوى، وكل هذه الأقسام -كما رأيت- بينها تداخل وتلازم، فتوحيد الربوبية يدخل تحته توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الحاكمية، وتوحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية، كما قال ابن أبي العز : وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس، فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزاً، والعاجز لا يصلح أن يكون إلهاً، قال تعالى: (أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [الأعراف:191]، وقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [النحل:17].

    وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، قال ابن أبي العز رحمه الله: ومن ذلك أنه -الله- يقرر توحيد الربوبية، ويبين أنه لا خالق إلا الله، وأن ذلك مستلزم أن لا يعبد إلا الله، فيجعل الأول - توحيد الربوبية- دليلاً على الثاني - توحيد الألوهية - إذ يسلمون الأول وينازعون في الثاني، فيبين لهم سبحانه أنكم إذا كنتم تعلمون أنه لا خالق إلا الله، وأنه هو الذي يأتي العباد بما ينفعهم، ويدفع عنهم ما يضرهم لا شريك له في ذلك، فلم تعبدون غيره، وتجعلون معه آلهة أخرى، كقوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [النمل:59-60].

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    قال الشيخ فركوس فى بيان العلاقة بين انواع التوحيد الثلاثة
    اعلم أنَّه لا يكمل لأحد توحيدُه إلاَّ باجتماعِ أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ
    وهي: توحيدُ الربوبيةِ، والأسماءِ والصفاتِ، والألوهيةِ،
    فلا ينفعُ توحيدُ الربوبيةِ بدونِ توحيدِ الألوهيةِ،
    ولا يقومُ توحيدُ الألوهيةِ بدونِ توحيدِ الربوبيةِ،
    ولاَ يَسْتَقيمُ تَوحيدُ الله في رُبُوبيتِهِ وأُلُوهِيَتِهِ بِدُونِ توحيدِه في أسمائِه وصفاتِه
    فهذِه الثلاثةُ متلازِمَةٌ يُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا، ولا يَسَعُ الاستِغْناءُ بِبعضِها عن البعْضِ الآخرِ،
    فالعلاقَةُ الرابطةُ بينَ هذِه الأقسامِ هي علاقةُ تلازُمٍ وتضمُّنٍ وشُمُولٍ.
    وتوحيدُ الربوبيةِ يستلْزِمُ توحيدَ الألوهيةِ، ومَعْنى ذلكَ أنَّ تَوحيدَ الألوهيةِ خَارجٌ عَن مَدلُولِ توحيدِ الربوبيةِ،
    فلا يتحَقَّقُ توحيدُ الربوبيةِ إلاَّ بتوحيدِ الألوهيةِ،
    أي: أنَّ تَوحيدَ الربُوبيةِ لا يُدْخِل مَنْ آمن بِه في الإسْلاَمِ،
    بِخلافِ تَوْحِيدِ الألُوهِيةِ فَإنَّه يَتَضمَّنُ تَوْحيدَ الربوبيةِ
    أي: أنَّ توحيدَ الربوبيةِ جزْءٌ مِن معنى توحيدِ الألُوهيةِ فالإيمانُ بتوحيدِ الألُوهيةِ يُدْخِلُ في الإسلامِ.
    فيتقَرَّرُ عِنْدئذٍ أنَّ توْحيدَ الربُوبيةِ عِلْمِيٌّ اعْتِقَادِيٌّ،
    وتَوحِيدُ الألُوهيةِ عَمَلِيٌّ طَلَبِيٌّ،
    والعمليُّ متضَمِّنٌ للعِلْمِيِّ؛
    ذلك لأنَّ متعلّقاتِ الربوبيةِ الأمورُ الكونيةُ، كالخلقِ والرِّزقِ، والتدبيرِ والإحياءِ، والإمَاتَةِ وغيرِ ذلكِ،
    بينَمَا مُتعلّقَاتُ تَوحِيدِ الألُوهِيةِ الأوامِرُ والنواهِي، فإذَا عَلِم العَبْدُ أنَّ الله ربُّهُ لا شَرِيكَ لَه في خَلْقِه وأسمائِه وصفاتِه ترتَّبَ عنه أن يعمَلَ عَلى طاعتِه وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهِيهِ،
    أي: يعْمَلُ عَلَى عبادتِه
    ، ومنهُ يُفْهَم أنَّ عبادَةَ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ هِي نتيجةٌ لاعترافٍ أَوَّليٍّ بأنَّه لا ربَّ غيرُ الله يُشْرِكهُ في خلْقِهِ وأَمْرِه،
    أي: تَعلّقُ القَلْبِ ابتداءً بتوحيدِ الربوبيةِ
    ثمَّ يَرتَقِي بعدهَا إلى توحيدِ الألوهيةِ،
    ولهذا قال ابنُ القيِّم:
    (والإلهية التي دعت الرسل أُممَهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتأليه،
    ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقرّ به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية
    ) ، ومعنى كلامِ ابن القيِّمِ أنَّ الله تعالى احتَجَّ على المشْرِكينَ بتوحِيدِ الربوبيةِ عَلى توحيدِ الألوهيةِ والعبادةِ ولا العكسُ،
    ومنْهُ يُفْهمُ - أيضًا - أنَّ توحيدَ الربوبيةِ والأسماءِ والصفاتِ وحدهُ لا يكفِي لإدْخَالِ صاحبِه في الإسلامِ ولا يُنْقِذُه من النَّارِ،
    ولا يَعْصِمُ مالَه ودَمَهُ إلاَّ بتوحِيدِ الألوهيةِ والعبادةِ.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    عدم التفريق بين توحيد الربوبية والالوهية يؤدى الى عدم رؤية الفرق بين دين المسلمين ودين المشركين
    -
    وهذا يؤدى الى هدم دين الاسلام -وانه لا فرق بين دين المسلمين الذى هو افراد الله بانواع التوحيد الثلاثة ودين المشركين المقرِّين بربوبية الله وانه الخالق الراق المحيى المميت
    وبرهان ذلك اوضح من الشمس و فى القران
    بل فى سيرة وتاريخ اقوال اهل الجاهلية ما يدل على اقرار المشركين بالربوبية

    فعدم التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية لازمه ومقتضاه عدم التفريق بين دين المسلمين ودين المشركين
    بل الرسل من اولهم الى آخرهم لم يحصل نزاع بينهم وبين اقوامهم فى الاقرار بالربوبية
    وانما النزاع فى توحيد العبادة -

    فعدم التفريق بين التوحيدين-ينسف نسفا-ملة إبراهيم- ومن معه من المرسلين فى ان النزاع بين الرسل ومن ارسلوا اليهم كان فى شرك العبادة
    ولم يكن النزاع بين الرسل واقوامهم فى الاقرار بالربوبية
    بل الاقرار بالربوبية لم ينازع فيه ابو جهل وانصاره -
    بل فرعون نفسه قال الله عنه- وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم
    -
    -ولا يستقيم إسلام امرئ حتى يكفر بالطاغوت وكل مألوه من دون الله ويثبت التوجه والقصد والعبادة لله وحده، وهذا هو مقتضى "لا إله إلا الله". وفي الأثر المشهور عن عمر: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".فلا يصح اسلام عبد
    حتى يقر ويلتزم بوحدانية الله فى فعله وعبادته وحده لا شريك له
    وان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلا
    وان هذا زبدة رسالة الانبياء والمرسلين - وان من حاد عنه فقد سلك سبيل المشركين

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    فائدة مهمة
    توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية

    إن صفات الله تعالى تنقسم إلى صفات ذات وصفات أفعال،
    فأما صفات الذات كصفة الوجود، والحياة، والسمع، والبصر...،
    وأما صفات الأفعال فتنقسم إلى قسمين:
    الأول: صفات أفعال متعلقة بذات الله تعالى:
    كالاستواء والنزول والمجيء، نؤمن بها كما أخبر بها ربنا تبارك وتعالى دون تعطيل أو تشبيه أو تكييف.

    والثاني:
    صفات أفعال
    متعلقة بالخلق:
    كالإحياء والإماتة والخلق والرزق والتدبير
    وتسمى بصفات الربوبية
    توحيد الربوبية:وهو إفراد الله بأفعاله المتعلقة بالخلق (كالإحياء والإماتة والخلق والرزق والتدبير)
    وقد جعله العلماء في قسم مستقل رغم أنه من الأسماء والصفات
    من باب عطف الخاص على العام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    "توحيد الربوبية:
    هو إفراد الله بأفعاله
    ".

    معنى: «توحيد»: التوحيد:
    التوحيد في اللغة : مصدر للفعل ( وحَّد ، يوحِّد ) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته ، والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك .
    وتقول العرب : واحد وأحد ، ووحيد ، أي منفرد ، فالله تعالى واحد ، أي منفرد عن الأنداد والأشكال في جميع الأحوال ، فالتوحيد هو العلم بالله واحدا لا نظير له ، فمن لم يعرف الله كذلك ، أو لم يصفه بأنه واحد لا شريك له ، فإنه غير موحد له .
    وأما تعريفه في الاصطلاح فهو : إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
    ويمكن أن يعرف بأنه : اعتقاد أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
    واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد ) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة . فمن ذلك :
    قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ... الخ السورة ) .
    وقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة/163
    وقوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/73 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا
    وفي صحيح البخاري (7372 ) ومسلم ( 19 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ : " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ
    وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ )
    معنى: «الربوبية»:
    الربوبية صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، وهي مأخوذة من اسم الرب،
    معنى الرَّب: المالك والمتصرف والمدبر والسيد والمربي.
    قال ابن قتيبة: (ومن صفاته (الرب)، والرب المالك، يُقال: هذا رب الدار ورب الضيعة ورب الغلام؛ أي: مالكه،
    قال الله سبحانه: ارْجعْ إلى رَبِّك؛ أي: إلى سيدك.ولا يُقال لمخلوق: هذا الرَّبُّ؛ معرفاً بالألف واللام؛ كما يُقال لله، إنما يُقال: هذا رَبُّ كذا، فيُعرَّف بالإضافة؛ لأن الله مالك كل شيء. فإذا قيل: الرَّبُّ؛ دلَّت الألف واللام على معنى العموم،
    وإذا قيل لمخلوق: ربُّ كذا وربُّ كذا؛ نُسب إلى شيء خاص؛ لأنه لا يملك [شيئاً] غيره)

    ومعنى توحيد الربوبية:
    فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ،
    معنى: « إفراد الله بأفعاله»: هذا تعريف توحيد الربوبية في الشرع.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    توحيد الألوهية هو : إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان كما قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) النساء/36 ، ويمكن أن يعرف بأنه : توحيد الله بأفعال العباد . وسمي بتوحيد الألوهية : لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد المصاحب للمحبة والتعظيم .
    ويسمى توحيد العبادة لأن العبد يتعبد لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه .
    ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة ؛ لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين .
    وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ، ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب ، ومن أجله خلق الخلق ، وشرعت الشرائع ، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم ، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين .
    فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    علاقة التضمن والاستلزام بين أنواع التوحيد:

    اعلم أن توحيد الطلب والقصد يتضمن توحيد المعرفة والإثبات قال - تعالى -:
    [قل هو الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم].

    وتوحيد المعرفة والإثبات يستلزم توحيد الطلب والقصد قال - تعالى -: [قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي ءالله خير أما يشركون أمن خلق السموات والأرض..] الآيات.

    يسمي توحيد المعرفة والإثبات (التوحيد العلمي الخبري).

    وذلك لأنه من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات من جهة المخُبِر المقابل بالتصديق أو التكذيب من جهة المخبَر.

    يسمي توحيد الطلب والقصد (التوحيد الإرادي الطلبي).

    وذلك لأنه من باب الطلب الدائر بين الأمر و النهي من قبل الرب المقابل بالامتثال أو عدمه من قبل العبد.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة :
    الإيمان بالربوبية : هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها .
    والإيمان بالألوهية : هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن . فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى .
    والإيمان بالأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو تمثيل .
    عدم التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية لازمه ومقتضاه عدم التفريق بين دين المسلمين ودين المشركين
    بل الرسل من اولهم الى آخرهم لم يحصل نزاع بينهم وبين اقوامهم فى الاقرار بالربوبيةوانما النزاع فى توحيد العبادة

    فعدم التفريق بين التوحيدين-ينسف نسفا-ملة إبراهيم ومن معه من المرسلين فى ان النزاع بين الرسل ومن ارسلوا اليهم كان فى شرك العبادة ولم يكن النزاع بين الرسل واقوامهم فى الاقرار بالربوبية بل الاقرار بالربوبية لم ينازع فيه ابو جهل وانصاره -بل فرعون نفسه قال الله عنه- وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم
    -
    ولا يستقيم إسلام امرئ حتى يكفر بالطاغوت وكل مألوه من دون الله ويثبت التوجه والقصد والعبادة لله وحده،
    وهذا هو مقتضى "لا إله إلا الله".
    وفي الأثر المشهور عن عمر: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية"
    .
    فلا يصح اسلام عبد حتى يقر ويلتزم بوحدانية الله فى فعله وعبادته وحده لا شريك له وان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلا وان هذا زبدة رسالة الانبياء والمرسلين - وان من حاد عنه فقد سلك سبيل المشركين

    -قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :
    ليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين ، حيث ظن أن الألوهية هي القدرة على الاختراع ، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع، دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا الله ، فإن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد ، كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) قال ابن عباس: تسألهم، من خلق السماوات والأرض ؟ فيقولون : الله ، وهم مع هذا يعبدون غيره

    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن شيخ الإسلام قوله
    : وليس المراد بالتوحيد : مجرد توحيد الربوبية ، وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم ، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف. ويظن هؤلاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد. وأنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد. فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كل ما ينزه عنه، وأقر بأنه وحده خالق كل شيء، لم يكن موحدا حتى يشهد بأن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة: ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له. و " الإله " هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة. وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع. فإذا فسر المفسر " الإله " بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله-فانهم لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم . فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء .... انتهى من فتح المجيد.
    قال شيخ الإسلام، أحمد بن تيمية:
    وقد غلط في مسمى التوحيد، طوائف من أهل النظر، ومن أهل العبادة، حتى قلبوا حقيقته، وطائفة ظنت : أن التوحيد نفى الصفات، وطائفة ظنت أنه : الإقرار بتوحيد الربوبية

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الحق الواضح المبين فى الفرق بين التوحيد العلمى الخبرى والتوحيد الطلبى العملى

    يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
    فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الالوهيه والربوبية
    فقل توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق والرزق والاحياء والاماته وانزال المطر وإنبات النبات وتدبير الأمور
    وتوحيد الالوهيه فعلك ايها العبد مثل الخوف والرجاء والنابه والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة
    ويقول - اعلم إن الربوبية والالوهيه يفترقان
    كما قال الله تعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس كما يقال رب العالمين واله المرسلين )
    وعند الإفراد يجتمعان
    مثل الإيمان والإسلام و مثل الفقير والمسكين
    اذا اجتمع افترقا وإذا افترق اجتمعا
    وعند الافراد يجتمعا كما هو في سؤال القبر

    لان الربوبية التى اقر بها المشركون ما يمتحن بها احد
    وان نوع الامتحان هو الالوهيه قطعا -
    ومعنى ( من ربك) المراد من إلهك - ماذ ا كنت تعبد
    وكذلك قوله تعالى
    (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)
    ( قل أغير الله ابغي ربا )
    (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
    فالربوبيه هى الالوهيه ليست قسيمتاً لها كما تكون قسيمتاً لها عند الاقتران -
    -فهذا بيان من شيخ الاسلام متى يجتمعا ومتى يفترقا
    توحيد الربوبية -من الواجب على العبيد - لكن لا يحصل به توحيد كل العبيد - ولا يخلص بمجرده عن الشرك والتنديد- الذي هو اكبر الكبائر ولا يغفره الله يوم تبلى السرائر - بل لابد إن يخلص الدين كله لله فلا يتجه بقلبه إلا لله ولا يعبد إلا إياه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •