الصداقة عنوان الحياة


تركي الهاجري


يحظى موضوع الصداقة باهتمام واسع المدى لا تنحصر حدوده في إطار الدراسات النفسية والاجتماعية فحسب، بل يتسع نطاقه ليشمل كل مجالات الحياة الإنسانية من فلسفة وفنون وآداب، والاهتمام بالصداقة ليس وليد حياتنا المعاصرة، بل هو اهتمام عريق يضرب في أعماق التاريخ؛ نظرا للمكانة الرفيعة التي شغلتها الصداقة دائما بوصفها قيمة إنسانية عظيمة الأثر في حياة الفرد والجماعة والمجتمع.



الاهتمام بالصداقة في التراث العربي والإسلامي:

ربما يكون ملائما في هذا السياق أن نستعرض التعريفات القاموسية العربية للصداقة قبل أن نلقي النظر عليها في إطار التراث العربي والإسلامي.




تعريف الصداقة في المعاجم العربية:

جاء في (لسان العرب) لابن منظور: الصداقة من الصدق، والصدق نقيض الكذب. وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والإخاء، والصديق هو المصادق لك، والجمع: أصدقاء وصدقان وأصادق، وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صديق.

وجاء في كتاب: (الفروق في اللغة) لأبي هلال العسكري: أن الصداقة تعني اتفاق الضمائر على المودة، وهو يفرق بين الصاحب والقرين؛ إذ تفيد الصحبة انتفاع أحد الصاحبين بالآخر؛ ولهذا يقال للآدميين خاصة، فيقال صحب زيد عمرا، ولا يقال: صحب النجم النجم، وأصله في العربية الحفظ، أما المقارنة فتفيد قيام أحد القرينين مع الآخر وجريانه على طريقته وإن لم ينفعه، ومن ثم قيل: قران النجوم، وقيل للبعيرين يشد أحدهما إلى الآخر قرينان.

موضوع الصداقة كان محل اهتمام عدد كبير من الأدباء والمفكرين العرب.