سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي في الجلالين على قوله تعالى "وهو على كل شيء قدير"
قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليها بقادر .
الحمد لله القائل في محكم كتابه
لِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(120) المائدة .
وبعد
هذا النص يحتاج لقراءة متأنية لدقته . ومن لا أناة له في العلم لا علم له .
ولم أضع هذا الموضوع للمناقشة علم الله ولكن لأذب عن قوله تعالى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
ومن شاء المناقشة فليفعل متأنياً حليماً لأننا نتكلم عن رب غني عليم ومخلوق ضعيف فقير .
جزاكم الله خيراً .
من كتاب الدرر السنية في الكتب النجدية
سئل الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله، عن قول السيوطي على قوله تعالى (وهو على كل شيء قدير) في آخر سورة المائدة من الجلالين قال وخص العقل ذاته، فليس عليها بقادر
فأجاب
الظاهر أن مراده أن الرب سبحانه وتعالى يستحيل عليه ما يجوز على المخلوق من العدم والعيب والنقص
وغير ذلك من خصائص المخلوقين . فلكون ذلك يستحيل على ذات الرب سبحانه وتعالى عبر عنه
بأنه لا يدخل تحت القدرة . وأنا ما رأيت هذه الكلمة لغيره والنفس تنفر منها .
وقد روي عن ابن عباس حكاية على غير هذا الوجه وهي
أن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد . والعالم لا نُصيب منه والعابد نُصيب منه . قال انطلقوا . فانطلقوا إلى عابد . فأتوه في عبادته .
فقالوا إنا نريد أن نسألك فانصرف . فقال إبليس هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه .
فقال لا أدري فقال . أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله . فسألوا عالماً عن ذلك .
فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقاً فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل .
فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله بل كان عبداً من عبيده .
فقال أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين . والله أعلم .
وقال أيضاً والذي ذكره السيوطى لفظة لم تأت في الكتاب ولا في السنة .
ولا رأينا أحداََّ من أهل السنة ذكرها في عقائدهم .
ولا ريب أن ترك فضول الكلام من حسن الإِسلام وهذه كلمة ما نعلم مراد قائلها يحتمل أنه أراد بها معنى صحيحاً .
ويحتمل أن يراد بها باطل .
فالواجب اعتقاد ما نطق به القرآن من أن الله على كل شيء قدير .
وأنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون كما أراد وأنه ليس كمثله شيء .
ولا يكون شيء مثله سبحانه وتعالى وتقدس .
وجواب العالم الذي قال لا يكون المخلوق مثل الخالق جواب صحيح لأنه الذي غاظ الشيطان وهو نتيجة العلم
ويدل على أنه لو قال قادراً أو غير قادر لم يكن جواباً صحيحاً وما ذكرنا من جواب هذا العالم فيه
مشابهة لكلام السيوطي من بعض الوجوه .
واعلم أن طريقة أهل السنة أن كل لفظ لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام أحد من الصحابة
والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين لا نفيه ولا إثباته لا يثبت ولا ينفى إلا بعد الاستفسار عن معناه
فإن وجد معناه مما أثبته الرب لنفسه أثبت .
وإن وجد مما نفاه الرب عن نفسه نفى .
وأن وجد اللفظ مجملاً يراد به حق وباطل فهذا اللفظ لا يطلق نفيه ولا إثباته .
وذلك كلفظ الجسم والجوهر والجهة ونحوها .
وكره السلف والأئمة الكلام المحدث لاشتمال على كذب وباطل وقول على الله بلا علم .
وما ذكر السيوطي من هذا النوع وضد القدرة العجز . وهل يسوغ أن يقال إن الله عاجز عن كذا .
وإنما يقال إنه سبحانه يستحيل وصفه بما يتضمن النقص والعيب .
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً . والله أعلم .
________________
أقول رحمة الله عليه . كلام عليه نور مستقيم النقل والعقل لا كما يفهل أهل الأهواء من ليّ وطيّ .
لي تعليق أذكره بعدُ وردٌ على الزنادقة مكر الدنيا وحطب من حطب جهنم وبئس المصير.
ولكن قبل هذا أقول أثر ابن عباس هذا ورد في كل ما وصلت له من مواضع معلقاً كما ذكره الشيخ معلقاً .
وذكر أخ لنا بارك الله فيه اليوم في مجلس الحديث أنه ذكر مسنداً في "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي .
وحكم عليه هذا الأخ الفاضل بأنه معضل ضعيف جداً .
ورجعت الى الكتاب فوجدته هناك بسند وليس له حكم عند الخطيب رحمه الله .
ومن له علم بعلوم مصطلح الحديث يدرك من هذا الحكم أن الأثر يوضع في دركة الموضوعات .
أعود بعون الله .
بارك الله فيكم ،،،،،