تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي في الجلالين على قوله تعالى "وهو على كل شيء قدير"
    قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليها بقادر .



    الحمد لله القائل في محكم كتابه
    لِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(120) المائدة .
    وبعد
    هذا النص يحتاج لقراءة متأنية لدقته . ومن لا أناة له في العلم لا علم له .
    ولم أضع هذا الموضوع للمناقشة علم الله ولكن لأذب عن قوله تعالى
    وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
    ومن شاء المناقشة فليفعل متأنياً حليماً لأننا نتكلم عن رب غني عليم ومخلوق ضعيف فقير .
    جزاكم الله خيراً .

    من كتاب الدرر السنية في الكتب النجدية

    سئل الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله، عن قول السيوطي على قوله تعالى (وهو على كل شيء قدير) في آخر سورة المائدة من الجلالين قال وخص العقل ذاته، فليس عليها بقادر
    فأجاب
    الظاهر أن مراده أن الرب سبحانه وتعالى يستحيل عليه ما يجوز على المخلوق من العدم والعيب والنقص
    وغير ذلك من خصائص المخلوقين . فلكون ذلك يستحيل على ذات الرب سبحانه وتعالى عبر عنه
    بأنه لا يدخل تحت القدرة . وأنا ما رأيت هذه الكلمة لغيره والنفس تنفر منها .
    وقد روي عن ابن عباس حكاية على غير هذا الوجه وهي
    أن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد . والعالم لا نُصيب منه والعابد نُصيب منه . قال انطلقوا . فانطلقوا إلى عابد . فأتوه في عبادته .
    فقالوا إنا نريد أن نسألك فانصرف . فقال إبليس هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه .
    فقال لا أدري فقال . أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله . فسألوا عالماً عن ذلك .
    فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقاً فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل .
    فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله بل كان عبداً من عبيده .
    فقال أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين .
    والله أعلم .

    وقال أيضاً والذي ذكره السيوطى لفظة لم تأت في الكتاب ولا في السنة .
    ولا رأينا أحداََّ من أهل السنة ذكرها في عقائدهم .
    ولا ريب أن ترك فضول الكلام من حسن الإِسلام وهذه كلمة ما نعلم مراد قائلها يحتمل أنه أراد بها معنى صحيحاً .
    ويحتمل أن يراد بها باطل .
    فالواجب اعتقاد ما نطق به القرآن من أن الله على كل شيء قدير .
    وأنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون كما أراد وأنه ليس كمثله شيء .
    ولا يكون شيء مثله سبحانه وتعالى وتقدس .
    وجواب العالم الذي قال لا يكون المخلوق مثل الخالق جواب صحيح لأنه الذي غاظ الشيطان وهو نتيجة العلم
    ويدل على أنه لو قال قادراً أو غير قادر لم يكن جواباً صحيحاً وما ذكرنا من جواب هذا العالم فيه
    مشابهة لكلام السيوطي من بعض الوجوه .
    واعلم أن طريقة أهل السنة أن كل لفظ لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام أحد من الصحابة
    والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين لا نفيه ولا إثباته لا يثبت ولا ينفى إلا بعد الاستفسار عن معناه
    فإن وجد معناه مما أثبته الرب لنفسه أثبت .
    وإن وجد مما نفاه الرب عن نفسه نفى .
    وأن وجد اللفظ مجملاً يراد به حق وباطل فهذا اللفظ لا يطلق نفيه ولا إثباته .
    وذلك كلفظ الجسم والجوهر والجهة ونحوها .
    وكره السلف والأئمة الكلام المحدث لاشتمال على كذب وباطل وقول على الله بلا علم .
    وما ذكر السيوطي من هذا النوع وضد القدرة العجز . وهل يسوغ أن يقال إن الله عاجز عن كذا .
    وإنما يقال إنه سبحانه يستحيل وصفه بما يتضمن النقص والعيب .
    تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً . والله أعلم .

    ________________

    أقول رحمة الله عليه . كلام عليه نور مستقيم النقل والعقل لا كما يفهل أهل الأهواء من ليّ وطيّ .

    لي تعليق أذكره بعدُ وردٌ على الزنادقة مكر الدنيا وحطب من حطب جهنم وبئس المصير.
    ولكن قبل هذا أقول أثر ابن عباس هذا ورد في كل ما وصلت له من مواضع معلقاً كما ذكره الشيخ معلقاً .
    وذكر أخ لنا بارك الله فيه اليوم في مجلس الحديث أنه ذكر مسنداً في "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي .
    وحكم عليه هذا الأخ الفاضل بأنه معضل ضعيف جداً .
    ورجعت الى الكتاب فوجدته هناك بسند وليس له حكم عند الخطيب رحمه الله .
    ومن له علم بعلوم مصطلح الحديث يدرك من هذا الحكم أن الأثر يوضع في دركة الموضوعات .
    أعود بعون الله .
    بارك الله فيكم ،،،،،



    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة

    قوله تعالى "وهو على كل شيء قدير"
    قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليها بقادر .

    من معتقد اهل السنة في هذا الباب ان الصفات تقوم بالذات فلا يتصور انفكاك ذلك
    فعندما يذكر الرب جلا و علا يدخل في ذلك ذاته و صفاته
    فقوله تعالى ( وهو على كل شيء قدير ) هو = نفسه ذاته و صفاته
    فذاته داخلة في (هو) لان اسماء الله عز وجل و ما يذكر به يتضمن الذات و الوصف
    فمع قولنا بعدم انفكاك الصفات عن الذات يظهر لنا فساد العبارة
    فلا يقال ان الله عز وجل قادر على نفسه . لان السؤال و الجواب لا يصلح الا مع اثبات الغيرية
    و قد ذكرنا عدم انفكاك الوصف و الذات . فالقادر في العبارة هو عين المقدور عليه

    و الله اعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    ومن شاء المناقشة فليفعل متأنياً حليماً


    نعم بارك الله فيك
    سنزيد كلام العلامة أبا بطين ايضاحا وتبيانا بكل تأنِّى
    وهو منقول عن الاخ الفاضل عبد الله الخليفى بتصرف
    قال
    تفسير السيوطى للآية مبنى على عقيدة الاشاعرة فى صفة القدرة فى تخصيصهم القدرة بالمخلوقات
    قال الشيخ علي النوري الاشعرى في عقيدته :" وَالإِرَادَةُ التِّي يُخَصِّصُ تَعَالَى بِهَا المُمْكِنَ بِمَا شَاءَ.
    وَالقُدْرَةُ التِّي يُثْبِتُ تَعَالَى بِهَا أَوْ يُعْدِمُ مَا أَرَادَ مِنْ المَمْكِنَاتِ.
    وَبُرْهَانُ وُجُوبِ اتِّصَافِهِ تَعَالَى بِهِذِهِ الصِّفَاتِ أَنَّهُ لَوْ انْتَفَى شَيْءٌ مِنْهَا لَمْ تُوجَدِ الحَوَادِثُ "
    قلت : الممكنات يقابلها المستحيلات
    ويقابلها أيضاً الواجب _ وواجب الوجود هو الله عز وجل عند القوم _
    ومن هنا جاء قول السيوطي في تفسير الجلالين :
    " (وهو على كل شيء قدير ) ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر" ووافقه الشربيني في تفسيره

    كلام السيوطي هذا ناشيء عن فهمه لعقيدة قومه
    فإن ذات الله عز وجل وصفاته الذاتية ليست من الممكنات

    ومن هنا جاء قول عبد الله الحبشي الهرري في قوله تعالى
    {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
    بأن هذه الآية "لا تعني أن الله على كل شيء قدير، لأن (كل) لا تفيد التعميم هنا،
    فيصير قادراً على نفسه، وإنما المعنى أن الله قادر على أكثر الأشياء وليس على كل شيء قدير. ولأن الله غير قادر على الظلم، لأن الظلم ممتنع على الله" (إظهار العقيدة السنية 40 بشرح العقيدة الطحاوية).

    وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية أن مذهب الأشاعرة والكلابية في القدرة أنها لا تتعلق بصفات الله عز وجل
    قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/220) :
    "
    يقولون _ يعني الأشاعرة _ هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة ,
    ولا تكون بمشيئته ؛ فأما ما يكون بمشيئته ؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث

    فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حينأتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً .
    قالوا : فلو اتصف الرببه لقامت به الحوادث .
    قالوا : ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث "
    قلت : فعدم تعلق القدرة بالذات من باب أولى
    والآن مع نقض أهل السنة على القوم
    قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (18/144 ) :
    "
    وكذلك قوله تعالى ( وقال الذي آمن يا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ) يبين أن هذا العقاب لم يكن ظلما لإستحقاقهم ذلك وأن الله لا يريد الظلم
    والأمر الذى لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله وبذلك يصح قوله ( إنى حرمت الظلم على نفسى ( وأن التحريم هو المنع
    وهذا لا يجوز أن يكون فيما هو ممتنع لذاته فلا يصلح أن يقال حرمت على نفسى أو منعت نفسى من خلق مثلى أو جعل المخلوقات خالقة ونحو ذلك من المحالات
    وأكثر ما يقال فى تأويل ذلك ما يكون معناه إنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى مما يتيقن المؤمن أنه ليس مراد الرب وأنه يجب تنزيه الله ورسوله عن إرادة مثل هذا المعنى الذى لا يليق الخطاب بمثله إذ هو مع كونه شبه التكرير
    وإيضاح الواضح ليس فيه مدح ولا ثناء ولا ما يستفيده المستمع
    فعلم أن الذى حرمه على نفسه هو أمر مقدور عليه لكنه لا يفعله لأنه حرمه على نفسه وهو سبحانه منزه عن فعله مقدس عنه "

    وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/221):"
    وقول صاحب تفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة: )لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير) (المائدة:120)
    قال: "خص العقل ذاته فليس عليها بقادر"،
    فهذا القول منكر، وذلك؛ لأن قوله:
    "خص العقل ذاته" نقول: أين العقل الذي خص ذاته بأنه ليس قادرا عليها، أليس الله يفعل ما يريد؟!
    والفاعل لما يريد يفعل بنفسه؛ فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء.
    نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛
    لأن أصل القدرة لا تتعلق به.
    كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟
    نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.
    والأول: واجب الوجود.
    والثاني: ممكن الوجود"

    قلت : وبقي أن نقول أن المستحيل الممتنع ليس بشيء فلا يورد على قوله تعالى :" وهو على كل شيء قدير "
    قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/129_130) :
    " وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه"
    بقلم عبد الله الخليفى بتصرف

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    لأننا نتكلم عن رب غني عليم


    نعم نتكلم عن إثبات الكمال المطلق لله تعالى من كل الوجوه، فالأمر كذلك وأكبر من ذلك. فإننا لا نستطيع تصور أو إدراك تفاصيل هذا الكمال، فضلا عن الإحاطة به علما!!
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصفدية:
    لا يقدر العباد أن يعلموا ما يستحقه الرب من الحمد والثناء،
    بل قد قال أعلمهم بالله: "لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". اهـ.
    وقال ابن القيم في طريق الهجرتين:
    هو الذى لا يُحدُّ كماله، ولا يوصف جلاله وجماله،
    ولا يحصي أحد من خلقه ثناءً عليه، بجميل صفاته، وعظيم إحسانه، وبديع أفعاله، بل هو كما أثنى على نفسه. اهـ.


    جاء في منهاج السنة النبوية لشيخ الاسلام ابن تيمية:
    والله تعالى على كل شيء قدير لكن اجتماع الضدين لا يدخل في عموم الأشياء
    فإنه محال لذاته، وهذا بمنزلة أن يقال: هلا أقدر هذا العبد أن يسافر في هذه الساعة إلى الغرب للحج وإلى الشرق للجهاد
    فيقال: لأن كون الجسم الواحد في مكانين محال لذاته فلا يمكن هذان السفران في آن واحد، وليس هذا بشيء حتى يقال إنه مقدر بل هذا لا حقيقة له وليس بشيء بل هو أمر يتصوره الذهن كتصوره لنظيره في الخارج ليحكم عليه بالامتناع في الخارج، وإلا فما يمكن الذهن أن يتصور هذا في الخارج، ولكن الذهن يتصور اجتماع اللون والطعم في محل واحد كالحلاوة البيضاء والبياض ثم يقدر الذهن في نفسه هل يمكن أن يجتمع السواد والبياض في محل واحد كاجتماع اللون والطعم...
    فيعلم أن هذا الاجتماع ممتنع في الخارج ويعلم أنه يمكن أن زيدا قد يكون في الشرق وعمراً في الغرب، ويقدر في ذهنه هل يمكن أن يكون زيد نفسه في هذين المكانين كما كان هو وعمرو فيعلم أن هذا ممتنع... انتهى من منهاج السنة .

    ويوضح ذلك ويجليه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا، ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد؟ والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال: انطلقوا إلى عابد، فأتوه في عبادته، فقالوا: إنا نريد أن نسألك، فانصرف، فقال إبليس: هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه؟ فقال: لا أدري، فقال: أترونه! لم تنفعه عبادته مع جهله... فسألوا عالماً عن ذلك، فقال: هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقاً، فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل، فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله، بل كان عبداً من عبيده، فقال: أترون هذا! يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين. انتهى.
    ومنذ فترة قريبة ورد سؤال في إذاعة لندن كهذا السؤال وهو: إذا كان الله على كل شيء قدير، فهل يقدر أن يخلق أكبر منه أو أعظم منه؟! فعرضها من سمعها على بعض أهل العلم من المعاصرين فأجاب قائلاً: هذه الشبهة لا يقولها إنسان عاقل، لأن هذا الإنسان العاقل إن كان مؤمناً بالله، فإن كل من يؤمن بالله من مسلم أو يهودي أو نصراني أو غير ذلك يؤمن بأن الله على كل شيء قدير، وأنه سبحانه وتعالى لا شيء مثله، ولا شيء أكبر منه، فشيء يحيله العقل كيف تسألون عنه، هل يفعله الله أو يقدر عليه؟! فقد تناقضتم مع اعترافكم ومع إقراركم بأنه محال، فالسؤال إنما يكون عن الأمور الممكنة، ولا يحتاج أن يرد عليكم إلا ليبين تناقضكم في نفس سؤالكم من نفس كلامكم وما تعتقدونه.

    فأنتم تقولون وكل العقلاء إن المحال شيء والممكن شيء آخر، وأن الوصفين لا يجتمعان في حق أي شيء فيكون ممكنا ومحالاً في نفس الوقت، فالسؤال هذا هو عن الإمكان، والسؤال عن الإمكان لا يكون بالمحال، وهذه من فلسفات الزنادقة، وتمويهات السفسطائية، يريدون أن يلبسوا على المسلمين وخاصة العوام بأمثال هذه الفلسفات التي لا أصل لها ولا حقيقة لها. انتهى.
    الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    قال الشيخ الغنيمان في شرح العقيدة الواسطية:
    قوله تعالى: وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {التغابن:1} كل: كلمة تدل على العموم، فلا يجوز أن يخرج منها شيء، وهي بحسب ما تضاف إليه، فإذا جاءت في مثل هذه الآية فهي عامة مطلقة لا يجوز أن يخرج منها شيء، فقدرة الله جل وعلا غير محدودة، ولا يجوز أن نقيدها بما يقوله أهل الشك والريب الذين تأثروا بالمنطق وبالكلام الفاسد الذي أورث الشكوك... فمثلاً يقولون: خرج من ذلك أمور، منها: أنه لا يقدر أن يخلق مثل نفسه، ومنها أنه لا يقدر أن يفني نفسه، وما أشبه ذلك من الخزعبلات، وهذه تقديرات ووساوس شيطانية لا حقيقة لها في الواقع، لأن هذا من المستحيل.. اهـ.
    وقال في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري:
    الله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا مانع له، ولا يقدر غيره أن يمنعه مراده، فهو قادر على كل مقدور، وكل ممكن يكون مقدوراً له، فما من ممكن في نفسه إلا والله قادر عليه، وأما الممتنع لنفسه، فإنه ليس بشيء عند جميع العقلاء... والممتنع هو: ما لا يمكن وجوده في خارج الذهن، مثل كون الشيء موجوداً معدوماً، ومن ذلك قول بعض الملاحدة: هل يقدر الله أن يخلق مثل نفسه؟ فهذا ممتنع لنفسه، وإنما يورده جاهل لا يتصور ما يقول، أو ملبس معاند يريد إفساد عقائد عوام المؤمنين، أو التشكيك في قدرة الله تعالى. اهـ.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    فمن شاء المناقشة فليفعل متأنياً حليماً لأننا نتكلم عن رب غني عليم
    مزيد من الايضاح والبيان لهذه المسألة ما دمت أعطيت الضوء الاخضر للنقاش
    قال ابن عثيمين رحمه الله فى شرح السفارينية
    قدرة الله وإرادته تتعلق بالممكنات لا بالمستحيلات،
    وقد بين العلماء أن المستحيل الذي لا تتعلق به القدرة والإرادة ينقسم إلى قسمين،
    مستحيل لذاته فهذا لا يتصور تعلق القدرة به البتة،
    ومستحيل لغيره فهذا يمكن أن تتعلق به القدرة، ولا يمتنع وقوعه إذا أراد الله ذلك.

    وقال رحمه الله : (واقتدر بقدرة تعلقت بممكن) ، يعني من صفات الله تعالى القدرة،
    وقال: اقتدر، من باب المبالغة وهي أبلغ من قدر؛ لأن اقتدر تدل على صفة ذاتية لازمة،
    قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) (القمر: 54) (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر: 55) ، وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة: الآية 20) ،
    والآيات في هذا كثيرة.
    لكن المؤلف رحمه الله قيد القدرة حيث قال: (تعلقت بممكن) ،
    وتعلقت بالواجب أيضاً من باب أولى،
    ولم تتعلق بالمستحيل؛ لأن المستحيل ليس بشيء، فضلا عن أن يكون مقدورا عليه.
    لكن المستحيل الذي يتصور ذهننا أنه مستحيل:
    مستحيل لذاته،
    ومستحيل لغيره.
    أما المستحيل لذاته فهو مستحيل لا يمكن، فلو أن أحداً قال هل الله قادر على أن يخلق مثله؟ لقلنا: هذا مستحيل، لكن الله قادر على أن يخلق خلقا أعظم من الخلق الذي نعلمه الآن، ونحن نعلم أن أعظم مخلوق نعلمه هو العرش، فهو أعظم من كل شيء من المخلوقات التي نعلمها، ومع ذلك نعلم أن الله قادر على أن يخلق أعظم من العرش،
    لكن الشيء المستحيل لذاته هذا غير ممكن.
    كذلك نحن نعلم أنه يستحيل في العادة - وليس لذاته - أن يقع خسوف القمر في أول الشهر، فهذا مستحيل حسب العادة، ونعلم أيضاً أنه لا يمكن أن يهل الهلال ثم تخسف الشمس بعد غروبه،
    فهذا نعلم علم اليقين أنه لن يكون، لكن لغيره،
    أي حسب ما أجرى الله العادة، وإلا فإن الله قادر على أن يكسف القمر في أول الشهر وعلى أن يهل الهلال ثم تخسف الشمس بعد غروبه.
    إذاً قول المؤلف رحمه الله: ((تعلقت بممكن)
    نقول: ضده المستحيل،
    فالمستحيل لا تتعلق به القدرة؛ لأنه على اسمه مستحيل،
    ولكن يجب أن نعلم - حتى لا يتوهم واهم إننا خصصنا ما عممه أو قيدنا ما أطلقه -
    أن المستحيل نوعان:
    مستحيل لذاته ومستحيل لغيره.
    فالمستحيل لذاته: لا يمكن أن تتعلق به القدرة، كما مثلنا
    وقلنا: لو قال قائل: هل يقدر الله أن يخلق مثله؟ قلنا: هذا مستحيل لذاته،
    لأن المماثلة مستحيلة، وأدنى ما نقول في ذلك:
    أن هذا مخلوق والرب خالق،
    فتنتفي المماثلة على كل حال.
    والمستحيل لغيره:
    بمعنى أن الله تعالى أجرى هذا الشيء على هذه العادة المستمرة التي يستحيل أن تنخرم،
    ولكن الله قادر على أن يخرمها،
    فهذا نقول إن القدرة تتعلق به، فيمكن للشيء الذي نرى أنه مستحيل بحسب العادة أن يكون جائزا واقعاً بحسب القدرة، وهذا الشيء كثير،
    فكل آيات الأنبياء الكونية من هذا الباب (المستحيل لغيره) ؛
    فانشقاق القمر للرسول عليه الصلاة والسلام مستحيل لغيره، لكن غير مستحيل لذاته لأنه وقع، والله قادر على أن يشق القمر نصفين،
    بل قادر على أن يشق الشمس نصفين.
    ونحن - مثلا - نرى أن من المستحيل أن تنزل الشمس حتى تحاذي منارة المسجد، ومن ادعى ذلك كذبناه، وقلنا: هذا مستحيل.
    لكن لا بد أن نعلم أن هذا مستحيل لغيره لا لذاته،
    أي أنه مستحيل حسب ما أجرى الله العادة،
    لكن الله قادر على أن ينزل الشمس حتى تحاذي المنارة،
    بل ودون المنارة، فإنها يوم القيامة تكون على رؤوس الناس بقدر ميل، بقدرة الله.
    فعبارة المؤلف رحمه الله: (تعلقت بممكن) تحتاج إلى بيان،
    فإن ظاهر كلامه أن القدرة لا تتعلق بالمستحيل،
    ونحن نقول: لا بد في ذك من التفصيل،
    فالمستحيل لذاته لا تتعلق به القدرة لأنه ليس موجودا، ولا يمكن أن يوجد، ولا يفرضه الذهن، كما انه لا يمكن أن يكون الشيء متحركا ساكنا في آن واحد؛
    لأنه إن كان متحركاً فليس بساكن، وإن كان ساكناً فليس بمتحرك.
    أما المستحيل لغيره -
    يعني الذي يكون بحسب العادة غير ممكن -
    فهذا تتعلق به القدرة،

    والأمثلة على ذلك كثيرة جداً،
    فإن كل آيات الأنبياء الكونية من هذا الباب. انتهى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: سئل الشيخ أبا بطين عن قول السيوطي على قوله تعالى وهو على كل شيء قدير . قال وَخُصَّ الْعَقْل ذاته فليس عليه بقادر



    الحمد لله

    لم أنسى الموضوع لكني آثرت التريث في الأمر لصعوبة ذكر شئ ما في نفسي منذ سنين
    عندما كنت أقرأ للناس من علماء وطلبة علم وعامة .
    وما إن وصلت إلى قول الشيخ با بطين رحمه الله
    حتى قلت روح قوله هو مما كنت أفكر فيه
    وهذا أصوب الكلام وأدقه وأحوطه
    وهو الذي أراحني بعد عناء طويل من ردود الناس جميعاً بلا إستثناء .

    أرجو الله تعالى العون على تسطير حروف خالية من الزعم أن كلام الشيخ
    هو السبيل الوحيد للذب عن قدسية قوله تعالى
    أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة .

    لأني أعلم أن ربنا يقول في كتابه المجيد
    نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف .

    جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم في هذا المنتدى


    الحمد لله رب العالمين ،،،،،




    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •