لكل هدف فما هو هدفك؟


الدكتور: عادل بن مبارك المطيرات



الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد: فأيها الإخوة الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


إنَّ المسلم وهو يعيش في هذه الحياة الدنيا ينبغي أن يعرف لماذا يعيش؟ وإلى أين سيذهب؟ وماذا سيفعل؟

إنَّ العاقل هو الذي يضع له هدفاً يسعى في تحقيقه, لماذا يدرس الطالب في المدرسة ويسهر الليالي في المذاكرة والتعب والنَّصب؟ لماذا هذا كله؟ لأنَّ له هدفاً يسعى إليه, وهو النَّجاح. لماذا يعمل الموظف في وظيفته؟ لماذا يتعب نفسه في العمل ساعاتٍ متواصلة؟ لماذا يعمل ليلاً ونهاراً؟ لماذا هذا كله؟ لأنَّ له هدفاً يسعى إليه وهو طلب المعاش.

أيها الإخوة الكرام.. لماذا نعيش في هذه الحياة الدنيا؟ لماذا خُلِقنا؟ ما هي الغاية مِن وجودنا؟ أسئلةٌ تحتاج إلى جواب, وقد أجاب ربُّنا عن ذلك بقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} إذاً خَلَقنا الله تعالى لهدفٍ عظيم, وهو تحقيق العبادة له جل وعلا.

هذا هو الهدف مِن خلقنا وإيجادنا؛ أن نعيش عبيداً لله تبارك وتعالى, فلماذا لا نسعى لتحقيق هذا الهدف المنشود؟ ما الذي يَصْرِفنا عن العبادة؟ لماذا الكسل والخمول؟ لماذا ضعف الإيمان وقلَّة الطاعة؟ لماذا البعد عنِ الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر؟ لماذا لا يكون بيننا التَّناصح الصَّادق والنَّقد البنَّاء؟ لماذا هذا كله؟!

السبب في ذلك الغفلة عن الهدف من وجودنا, كلَّما تذكَّر الإنسان الغاية مِن خَلقه والهدف مِن إيجاده جدَّ واجتهد في تحقيق هذا الهدف.

أيها الإخوة الكرام.. علينا جميعاً واجبٌ عظيم وخطبٌ جسيم، وهو أن نحقِّق العبودية لله تعالى في الأرض, ويكون ذلك بتحقيق العبودية في أنفسنا أولاً ثمَّ في النَّاس.


أخي الفاضل.. ابذل ما تستطيع لهذا الدين العظيم, صلِّ لله ركعتين, تصدَّق ولو بربع دينار, صُمْ ولو يوماً في الشهر, لا تتكلم إلا بالكلامِ الطيِّب, كُن متواضعاً دائماً, عليك بالابتسامة الصادقة, كُن باراً بوالديك واصلاً لأرحامك, اطلب العلم ولا تغفل عنه, ادع النَّاس بالحكمة والكلمة الطيبة, أهد شريطاً أو كُتَيِّباً نافعاً لقريبك أو زميلك في الدِّراسة أو العمل, افعل شيئاً لله تعالى. أسأل الله بأسمائه الحسنى, وصفاته العُلا أن يجعلنا مِن العلماء العاملين, وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه سميعٌ مجيبٌ, والحمد لله ربِّ العالمين.