صور من حب الآباء!


أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي


(الوالد عليه رحمة الله ورضوانه لابنائه) لقد رأيت من والدي مشهدا قام مقام المجلدات، لقد عرفت والدي — عليه رحمة الله ورضوانه — هادئا متزنا وقورا خاصة بعد أن علاه الشيب وكبر سنه ، وقد فوجئت أيما مفاجاة، إذ رأيته لما سافرت إلى العمرة سنة 2018 ومعي زوجتي وذهبنا الى مكان الحافلة ننتظر اجتماع الناس.
وجدته — رحمه الله —قدم مبكرا بعدما صلى الفجر، ووقف ينتظرني أمام الحافلة، ويسأل أخي عني، ولماذا تأخرت؟ فاطمئن علي لما أتيت وتأكد أني ما نسيت من أغراضي شيئا، ولما ودعني بدأت تسيل دموعه لفراقي، وبدأت الحافلة
(الأتوبيس)تسير وأن أنظر إليه وأودعه، ودموعه الهاطلة تسيل على وجنتيه متأثرا بفراقي ولذهابي، ونسي –رحمه الله– وقاره، وهو قد جاوز الخامسة والسبعين من عمره.

ولما رجعنا من العمرة كان في شدة شوق لانتظاري، ودموع الفرحة بعودتي بالسلامة. ولما أجريت عملية البواسير من خمس سنوات كان معي في المستشفى، ولما خرجت وذهبت الى البيت؛ أتاني يطمئن علي، ويدعو الله لي.
وقد يصل حب الآباء للأبناء أن يصاب الآباء بمرض جسماني، إذا ما حدث للولد شىء.
أو لم يفقد نبي الله يعقوب بصره لشدة حزنه على يوسف.
ولو فعل الولد ما فعل فلن يستطيع أن يوفي قدر والديه، أو أن يجازيهم على إحسانهم له إلا في حالة واحدة وهي ( أن يجد الولد والده عبدا مملوكا فيشتريه فيعتقه).
كما صح في الحديث. وذلك أن الحرية والخلاص من العبودية حياة تقابل الحياة التي كان الوالد هو المتسبب بها.
يارب فارفعه لأعلى منزل... في جنة من تحتها الأنهار أكوابها مرفوعة وقبابها... مرفوعةحفت بها الأنوار وصحافها من فضة ولباسها... من سندس ولباسها أطيار يارب فأرحمه وضاعف أجره... أغدق عليه بفضلك المدرار أسأل الله أن يرحم والدي، ويغفر له، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. وأن يجمعنا به في جنات النعيم وأمي ومن نحب من الأجداد والجدات والأخوال والخالات والأصحاب.