الوصايا العشر للمرأة المسلمة قبيل رمضان


مي عباس



سبحان من جعل الأهلة مواقيت للناس.. وباقتراب هلال الشهر الكريم الشهر الذي أنزل فيه القرآن شهر رمضان المبارك الذي فرض الله فيه الصيام ليتحقق الركن الرابع من أركان الإسلام، هذه الفريضة التي منحها الله عباده الذين امتدحهم بوصفه لهم بالإيمان قال عزوجل: {يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. البقرة:183. ليجازيهم عليها من فضله جزاءا لا يدرك مداه إلا الوهاب سبحانه فأخبر أن كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه له وهو يجزي عليه، وليطمح المسلمون في تحصيل ثمرة الصيام ألا وهي التقوى فتكون حياتهم في حالة التقوى ويتنافسون لتحقيق أعلى درجاتها، سائلين المولى عز وجل الفوز بنعيم الدار الآخرة قال تعالى: {والآخرة عند ربك للمتقين}. الزخرف: 43.
وتتتابع الآيام والليالي من شهر شعبان، وقد أشرأبت أعناق الموحدين لبلوغ رياض الصائمين القائمين.
وتحرص كل أسرة مسلمة اجتباها ربها للاستعداد باستقبال هذه المنحة والرحمة والمغفرة لتنال لرضا الله فيصرف عنها عذاب جهنم وتكون من العتقاء من النار في هذا الشهر العظيم.
ويختلف الإستعداد وتتنوع طرقه، وإن كان الكل يجتهد تحت مظلة الشوق والرغبة في الإخلاص في الأعمال واطاعة أوامر الخالق واتباع الهدي النبوي الصحيح في قوله صلوات ربي وسلامه عليه: "من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
وتتحمل الأم المسلمة قدرا كبير من المسؤليات من إعداد العدة لاستقبال شهر رمضان والتي تشرُف بالقيام بها، وتحتسبها مخلصة عند ربها فيكون لها نصيبا كبيرا من جزاء الله وثوابه..
فيا أيتها الفاضلة عليكِ:
أولا: أن تطلبي العون والتوفيق من الله القدير.
ثانيًا: خلال الأيام المتبقية من شهر شعبان احرصي على علو همتك في التجهيز والإعداد لكل ما ترين فيه معينًا لك على توفير وقتك وجهدك لكي يبذل في رمضان يصب في صالح مع يعود عليك من عبادات تتخلص من خلالها الصدور من عناء العام كله وحتى تنهلي من الهدى والثبات على مدار العام المقبل بإذن الله.
ثالثًا: سارعي بتجهيز أماكن وأركان تتوافر فيها أبسط الاستعدادات من مصاحف وسجاجيد تعين أفراد الأسرة على الخلوة والعبادة.
رابعًا: إياك أن تغفلي عن نفسك فتحرميها من خصوصية العبادة فاستعيني بالله واحرصي على وقتك فلا تهدريه في كثرة النوم وفضول الكلام والخروج، ولا تقدمي إلا على ما يحقق لك صالح الأعمال والتزود من الخيرات.
خامسًا: أنجزي ما يمكنك من مهمات قبل دخول الشهر الكريم، مثل شراء الملابس وغيرها.
سادسًا: صلة الرحم من أفضل الأعمال في رمضان، والتزاور في الله قربة عظيمة، وحتى لا تكون هذه اللقاءات بعيدة عن الذكر، أو بابا للغيبة ونحوها، لا تخجلي من التذكير بالله فيها، بلطف ودون تعالي أو زجر، قدمي مطويات محببة، اطرحي أسئلة مسابقات تملؤ الوقت بهجة ونفعًا، دعي كل واحدة من زائراتك تتحدث عما يفيد، أديري الحوار بذكاء.
سابعًا: ابتعدي تماما عن المشاحنات والمشكلات، فهي عنوان لخسارة الأيام الذهبية، فسلاح الدعاء، والقرب ممن يجيب المضطر إذا دعاه أرجى وأقوى من كل جدال وسجال.. على الأقل أجلِّي كل هذا لما بعد رمضان.
ثامنًا: لا تحرمي نفسك أجر الوقوف في المطبخ، ورعاية الأولاد، ولا تتأفأفي من مسؤولياتك أو تشعري بأنها تقطعك عن الله، احتسبي الثواب، والله خير الحاكمين، وهو الذي يمنح القلب رقته وسلامته، وهو معنا ولا يخفى عليه شيء من أمرنا.. فلا تقلقي.. أنتِ تعاملين ربا رحيما بصيرا سميعا، وقد تسبقين المنقطعين للذكر طوال اليوم، بصبرك واحتسابك ورعايتك لأسرتك.. ولا يمنعك هذا كله من أن تحيطي نفسك بالذكر ترديدا واستماعا.
تاسعًا: الحيض لا يمنعك من الذكر والتزود بالخيرات، لا تتحسري، اذكري الله ذكرا كثيرا، وسبحيه بكرة وأصيلا.
عاشرًا: جوّدي عبادتك وأحسني فيها.. ليس الكم وحده هو المطلوب، الخشوع وحضور القلب أهم، لا تنسي عبادة التفكر فإنها جنة العارفين، وفي الخبر:"تفكر ساعة خير من قيام ليلة".. فاجعلي لنفسك من التفكر وتقوية الإيمان في رمضان نصيب، ففيه تصفد الشياطين وتصفو العقول والقلوب لمعرفة خالقها وباريها.