تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة

  1. #1

    افتراضي السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة

    حديث ((السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة)).
    روي من حديث عبد الله بن سرجس ، وعبد الله بن عباس ، وأنس بن مالك.

    [حديث عبد الله بن سرجس]
    أخرج الترمذي (2010) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (1591) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (512) ، والطبراني في "الأوسط" (1017) ، وفي "الصغير" (1065) ، وابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1105) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (325) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (135/1) ، وفي "معرفة الصحابة" (4202) ، والخطيب في "الجامع" (921) ، وفي "الفقيه والمتفقه" (51/2) ، وغيرهم من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الله بن عمران، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة»
    قال الترمذي: ((وفي الباب عن ابن عباس ، وهذا حديث حسن غريب)).
    وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ تَفَرَّدَ بِهِ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ)).
    قلت: هذا منكر ، تفرد به عبد الله بن عمران ، عن عاصم الأحول.
    وعبد الله بن عمران ، قال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وقال العقيلي: ((لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ)) ، وقال الذهبي في "الكاشف": ((صدوق)) ، بينما قال في "الضعفاء": ((مقل ليس بالقوي)) ، وقال ابن حجر: ((مقبول)).

    [حديث عبد الله بن عباس]
    أخرج مالك في "الموطأ" (17) أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الْقَصْدُ وَالتُّؤَدَةُ وَحُسْنُ السَّمْتِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

    ورواه قابوس بن أبي ظبيان ، واختُلف عليه:

    - فرواه زهير بن معاوية ، وعبيدة بن حميد ، وجعفر بن زياد ، وعبد الملك بن حسين النخعي ، وأبو حنيفة ، جميعهم عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
    أخرجه أبو داود (4776) ، وأحمد (2698) (2699) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (468) (791) ، والطبراني (12608) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6135) (7645) (8063) ، وفي "السنن الكبرى" (20801) ، وفي "الاداب" (144) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (1234) ، وابن عدي في "الكامل" (173/7) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (324) ، والخطيب في "الجامع" (207) ، وأبو عبد الله الفراء في "فوائده" (22) ، ومن طريقه الخلعي في "التاسع عشر من الخلعيات" (30).
    وفي رواية أحمد ، قَالَ زُهَيْرٌ: ((لَا شَكَّ فِيهِ)) ، أي: في رفعه.
    وتابعهم يحيي بن المهلب ، عن قابوس به.
    أخرجه الرافعي في "التدوين" (228/3) معلقاً عن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر بْن حاتم أَبُو بكر الطائي الأبهري عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيِّ ثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو كَرِيمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ به.

    - ورواه إدريس بن يزيد الأودي ، عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34772) ، وابن عدي في "الكامل" (173/7).
    ووقع عند ابن أبي شيبة "ابن إدريس ، عن قابوس" ، وابن إدريس روى عن قابوس ، وروى عن أبيه عن قابوس ، فيُحتمل أن يكون سقط من الإسناد "عن أبيه" ، وهو ما ترجحه روايه ابن عدي ، ويُحتمل أن يكون الإسناد على الصواب.

    - ورواه سفيان الثوري ، واختُلف عليه:
    -- فرواه عثمان بن فائد ، عنه ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
    أخرجه الطبراني (12609).
    وعثمان بن فائد ، قال البخاري: ((في حديثه نظر)) ، وقال دحيم: ((ليس بشىء)) ، وقال ابن عدي: ((منكر الحديث...قليل الحديث ، و عامة ما يرويه ليس بمحفوظ)) ، وقال ابن حبان: ((يأتى بالمعضلات ، لا يجوز الاحتجاج به)) ، وقال الحاكم: ((روى عن جماعة من الثقات المعضلات)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عن الثقات المناكير ، لا شىء)).

    -- ورواه بحر بن كنيز ، عنه ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
    أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (136) (340) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (306) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" (174/4) ، وابن عدي في "الكامل" (234/2) (467/2).
    وبحر بن كنيز السقاء ، قال يزيد بن زريع: ((كان لا شيء)) ، وقال ابن معين: ((لا يكتب حديثه)) ، وفي رواية: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف)) ، وقال الحاكم أبو أحمد: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، وأبو داود: ((متروك)) ، وقال ابن سعد: ((كان ضعيفا)) ، وقال الحربي: ((ضعيف)) ، وقال الساجي: ((تروى عنه مناكير ، وليس هو عندهم بقوي في الحديث)) ، وقال البخاري: ((ليس هو عندهم بقوي)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه)) ، وقال: ((مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ)) ، وقال السعدي: ((ساقط)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك)) ، وقال ابن عدي: ((كُلُّ رِوَايَاتِهِ مُضْطَرِبَةٌ وَيُخَالِفُ النَّاسَ فِي أَسَانِيدِهَا وَمُتُونِهَا وَالضَّعْفُ عَلَى حَدِيثِهِ بَيِّنٌ....وَهو إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ منه إلى غيره)) ، وقال الذهبي: ((مُتفق على تركه)).

    -- ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيي بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، والأحوص بن جواب ، عنه ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 172-173) ، ووكيع في "الزهد" (323) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8062) ، وأبو بكر النجاد في "أماليه" (18). وهذه هي الرواية المحفوظة عن الثوري.
    قال ابن عدي في "الكامل" (172/7): ((حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ سَمِعْتُ بُنْدَار يَقُولُ، حَدَّثَنا عَبد الرحمن [ابن مهدي]، حَدَّثَنا سُفيان [الثوري]، عَن قابوس بن أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الْهَدْيُ الصَّالِحُ وَالسَّمْتُ الصَّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جزءا من النبوة".
    قَالَ بُنْدَار: ثم ضرب عَبد الرحمن عَلَى حديث قابوس ولم يحدثنا به ، وحدثنا بُنْدَار، حَدَّثَنا يَحْيى [ابن سعيد القطان]، حَدَّثَنا سُفيان [الثوري]، عَن قابوس بإسناده مثله)).
    والحاصل أن الثوري ، وإدريس الأودي ، روياه عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس موقوفاً.

    ورواه إدريس بن عيسى ، واختُلف عليه:
    - فرواه أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغنديّ ، عنه ، عن زيد بن الحباب ، عن الثوري ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
    أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/7).
    وأبو ذر أحمد بن محمد الباغندي ، قال الدارقطني: ((ما علمت إلا خيرًا، وكان أصحابنا يؤثرونه على أبيه، سمعت أبا الفضل جعفر بن الفضل الوزير يقول سمعت من أبي ذر بن الباغندي، وهو ثقة)) ، وقال: ((لا بأس به، وما كان نقم عليه إلا أنه كان يحدث من كتب أبيه)) ، وقال ابن أبي الفوارس ، وذكر مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغندي وابنه أَبُو بَكْر وابنه أَبُو ذر: ((أوثقهم أَبُو ذر))) ، وقال الذهبي: ((الحَافِظُ بنُ الحَافِظ بنِ الحَافِظِ، هُوَ المُتْقِنُ الإِمَامُ ، وَيفضِّلونَه عَلَى أَبِيْهِ)).

    - ورواه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، عنه ، عن زِيدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عن النبي به.
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (263/7).
    وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي ، قال إبراهيم الأصبهاني: ((كذاب)) ، وقال ابن عدي: ((له أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلسا يدلس عَلَى ألوان وأرجو أنه لا يتعمد الكذب)) ، وقال الدارقطني: ((كان كثير الغلط)) ، وقال: ((هو مخلط مدلس، يكتب عن بعض من حضره من أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كتير الخطأ)) ، وقال أبو بكر بن عبدان: ((كان يخلط ويدلس)) ، وقال الإسماعيلي: ((لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس)) ، وقال محمد بن أحمد أبي خيثمة: ((ثقة كثير الحديث)) ، وقال ابن المظفر: ((ثقة إمام لا ينكر منه إلا التدليس والأئمة دلسوا)) ، وقال الذهبي: ((صدوق من بحور الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((مشهور بالتدليس مع الصدق والامانة)) ، وقد صرّح بالتحديث في هذه الرواية ، فانتفت شبهة التدليس.
    والصواب رواية أبي ذر أحمد الباغندي ، لما تقدم من كلام العلماء ، في تقديمهم إياه على أبيه.
    وقابوس بن أبي ظبيان ، قال جرير بن عبد الحميد ، وأحمد: ((لم يكن من النقد الجيد)) ، وقال جرير: ((نفق قابوس)) ، وقال أحمد: ((ليس هو بذاك)) ، وقال: ((روى عنه الناس)) ، وقال ابن معين في رواية الدوري ، وابن أبي مريم ، وأبو داود: ((ثقة)) ، وقال في رواية ابن طهمان: ((ليس به بأس)) ، وقال في رواية عبد الله بن أحمد: ((ضعيف الحديث)) ، وذكر ابن حبان ، والذهبي أن ابن معين كان شديد الحمل عليه ، وقال ابن نمير: ((لم يكن يَسْوَى تمرةً)) ، وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال: ((لم يكن بالقوي)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوى ، ضعيف)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ رَدِيء الْحِفْظ يتفرد عَن أَبِيه بِمَا لَا أصل لَهُ رُبمَا رفع الْمَرَاسِيل وَأسْندَ الْمَوْقُوف)) ، وقال ابن سعد: ((فيه ضعف ، ولا يحتج به)) ، وقال الساجي: ((ليس بثبت)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف ، و لكن لا يترك)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ثقة)) ، وقال العجلي ، وابن عدي: ((لا بأس به)).

    [حديث أنس بن مالك]
    أخرج زاهر الشحامي في "السباعيات الألف ط المقتبس" (338) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (2209) عن أَبي سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِي ُّ أبنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ثَنَا عَبْدَانُ الْجَوَالِيقِيّ ُ ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُحْطُبَةَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّمْتُ الْحَسَنُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّة)).
    وعبد الله بن قحطبة ، المعروف بهذا الاسم هو الصلحي ، شيخ لابن حبان في طبقة متقدمة عن هذه ، أما في هذه الطبقة فلم أجده. وباقي رجاله ثقات.

    والله أعلم.
    طويلب علم

  2. #2

    افتراضي رد: السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    [حديث عبد الله بن سرجس]
    أخرج الترمذي (2010)
    من لطائف هذا الحديث خرجه الترمذيان هما أبو عيسى وحكيم من حديث عبد الله بن جرجس.
    وأيضا خرجه وكيعان هما وكيع بن الجراح ووكيع الضبي، لكن الأول خرجه من حديث ابن عباس والأخر من قول مالك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    قال الترمذي: ((وفي الباب عن ابن عباس ، وهذا حديث حسن غريب)).
    وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ تَفَرَّدَ بِهِ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ)).

    وأنكره أيضا ابن عدي، فقال:
    "وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ مَعَ أَحَادِيثَ أخر أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ هَذَا لَمْ أخرجها هَاهُنا، كُلُّهَا
    مَنَاكِيرُ وَالْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيهِ الْبَصْرِيُّونَ ".
    ثم خرج هذا الحديث.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    [حديث عبد الله بن عباس]
    أخرج مالك في "الموطأ" (17) أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الْقَصْدُ وَالتُّؤَدَةُ وَحُسْنُ السَّمْتِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

    وهذه رواية يحيى الليثي ط عبد الباقي، وهو كذلك في رواية أبي مصعب [٢٠٠٨].
    وروي من قول مالك نفسه فيما خرجه وكيع الضبي في أخبار القضاة (1/257)، فقال:
    أَخْبَرَنِي عَبْد اللهِ بْن شبيب؛ قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الجبار بْن سعيد المساحقي؛ قال: سمعت مالك بْن أنس يقول:
    "حسن السمت وحسن الزي جزء من كذا كذا جزءاً من النبوة". اهـ.
    وأخرجه ابن المرزبان في المروءة
    [25] من طريق أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ:
    سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ:
    " نَظَافَةُ الثَّوْبِ، وَإِظْهَارُ الْمُرُوءَةِ، جُزْءٌ مِنْ بِضْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ". اهـ.
    وخولف فيما خرجه ابن عبد البر في الاستذكار (8/453) معلقا بصيغة الجزم، فقال:
    وَرَوَى عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ قَالَ سمعت بن أنس يقول: قال بن عَبَّاسٍ:
    "حُسْنُ السَّمْتِ وَالتُّؤَدَةِ وَنَقَاءُ الثَّوْبِ وَإِظْهَارُ الْمُرُوءَةِ وَحُسْنُ الْهَيْئَةِ جُزْءٌ مِنْ بِضْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ". اهـ.
    قَالَ أَبُو عُمَرَ: "وَالصَّوَابُ عن مالك ما في الموطأ". اهـ.
    قلتُ: إنما هو من رواية المساحقي عن مالك قوله، والمساحقي ضعيف، والصواب ما ورد في الموطأ أي أن عدد الأجزاء هو خمسة وعشرون جزءا.
    وفي رواية مالك للأثر تجويد له موقوفا، وقد احتج بها مالك في رسالته الطويلة إلى هارون الرشيد فيما ذكره الصقلي في الجامع (24/260) عنه، فقال له:
    "الزم الزي الحسن والسمت الحسن والهدي الحسن والاقتصاد؛ فإن ابن عباس رضي الله عنه قال: فيهن جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة". اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    ورواه قابوس بن أبي ظبيان ، واختُلف عليه:

    - فرواه زهير بن معاوية ، وعبيدة بن حميد ، وجعفر بن زياد ، وعبد الملك بن حسين النخعي ، وأبو حنيفة ، جميعهم عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي به.
    وفي رواية أحمد ، قَالَ زُهَيْرٌ: ((لَا شَكَّ فِيهِ)) ، أي: في رفعه.
    هذا من رداءة حفظ قابوس بن أبي ظبيان، قال عنه ابن حبان:
    "كان رديء الحفظ يتفرد عن أبيه بما لا أصل له ربما رفع المراسيل
    وأسند الموقوف". اهـ، يعني رفعه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وتابعهم يحيي بن المهلب ، عن قابوس به.
    أخرجه الرافعي في "التدوين" (228/3) معلقاً عن عَبْد اللَّهِ بْن طاهر بْن حاتم أَبُو بكر الطائي الأبهري عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيِّ
    ثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو كَرِيمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ به.
    ليس هو معلقا، أخي الفاضل، لو رجعت لأصل الكتاب ستجده قد قال:
    عَبْد اللَّهِ بْن طاهر بْن حاتم أَبُو بكر الطائي الأبهري، من كبار مشائخ الصوفية، ...
    وحدثني عَنْهُ: جدي، وجماعة، ومن حديثه بقزوين: مَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيِّ، به.
    قلت: عبد الله بن طاهر الطائي لا يعرف بجرح ولا تعديل.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    - ورواه إدريس بن يزيد الأودي ، عنه ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34772) ، وابن عدي في "الكامل" (173/7).
    ووقع عند ابن أبي شيبة "ابن إدريس ، عن قابوس" ، وابن إدريس روى عن قابوس، وروى عن أبيه عن قابوس،
    فيُحتمل أن يكون سقط من الإسناد "عن أبيه" ، وهو ما ترجحه روايه ابن عدي ، ويُحتمل أن يكون الإسناد على الصواب.
    قلتُ: رواه من طريق شُعَيْبَ بْنِ أَيُّوبَ، قال: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوِدِيِّ، عَنْ قَابُوسٍ، به.
    أولا: لم يروِ قط ابن إدريس عن أبيه عن قابوس إنما ابن إدريس وأبوه كلاهما معا راوية قابوس نفسه.
    ففي العلل لأحمد رواية ابنه عبد الله [٦١٣٩]، فقال:
    حَدثنِي أَبُو سعيد، قَالَ: حَدثنَا
    بن إِدْرِيس، قَالَ:
    "رَأَيْت قَابُوس رَاكِبًا على فرس بِأَرْض جوخى يتَمَثَّل بِبَيْت شعر". اهـ.
    فاحتمال سقوط ذكر الأب باطل؛ إذ لماذا ينزل ابن إدريس في الإسناد فيرويه عن أبيه عن قابوس وهو عنده عن قابوس عاليا؟
    فلا يخفى عليك حب الرواة للعلو.
    وتدليلك برواية أبي أسامة خطأ؛ إذ لم يروِ قط أبو أسامة عن عبد الله بن إدريس قط إنما هو راوية إدريس نفسه أبي عبد الله.
    فإن إدريس أبا عبد الله من أقران قابوس؛ لذلك لا أعلم له روابة عنه إلا هذا الحديث.
    ولا يبعد أن إدريس كان يأخذ ابنه عبد الله يلحقه بالعلو؛ فلذلك أكثر عبد الله عن قابوس.
    وكذلك أبو أسامة وابن إدريس من الأقران؛ فإن ابن أبي شيبة في مصنفه كان يقرنهما فيقول:
    حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ إِدْرِيسَ.
    وهذا حدث في حديث ءاخر، فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [8010]، فقال:
    حَدَّثَنَا
    أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، وَبِهِ أَذًى ". اهـ.
    فتابعه ابن إدريس فيما خرجه الطحاوي في مشكل الآثار [2000] من طريق: بْن الصَّلْتِ الْكُوفِيُّ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا
    عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بنحوه مرفوعا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    -- ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيي بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، والأحوص بن جواب ، عنه ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس به موقوفاً.
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 172-173) ، ووكيع في "الزهد" (323) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8062) ، وأبو بكر النجاد في "أماليه" (18).
    وهذه هي الرواية المحفوظة عن الثوري.
    فاتتك متابعة روح بن عبادة أيضا فيما خرجه البلاذري في أنساب الأشراف (4/45)، فقال:
    حَدَّثَنِي الأَعْيَنُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
    "الْهَدْيُ الصَّالِحُ وَالسَّمْتُ الْحَسَنُ وَالاقْتِصَادُ فِي الأُمُورِ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ". اهـ.
    والأعين هو أبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين، وهذه الرواية لم تضبط عدد الأجزاء.
    وكذا رواية أبي الجواب الأحوص بن الجواب، وضبطه ابن مهدي ووكيع والقطان عن سفيان بأنه خمسة وعشرون جزءا.
    وكذا ضبطه الإمام مالك، وما وقع غير ذلك فهو شاذ.
    وما صدرته في العنوان بأربعة وعشرين جزءا فهو حديث عبد الله بن جرجس المزني.
    ولعله من الإسرائيليات فهو مروي عن كعب الأحبار فيما خرجه أبو نعيم في الحلية (5/376)، من طريق: ابن وهب،
    قَالَ:
    أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ قَوْذَرٍ، عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ مَعَ السَّمْتِ الْحَسَنِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ". اهـ.

    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •