كلمة نفيسة من قلم الإمام العلامة؛ محدث العصر: محمد ناصر الدين الألباني [ت:1420هـ] رحمه الله:
((فها أنا ذا؛ وقد بذلت نضارة شبابي، ونشاط كهولتي، وما بقي عندي من القوة
في الشيخوخة، وجل فراغي ووقتي في خدمة هذا العلم الشريف، مع الحرص الشديد
على الاطلاع على المخطوطات والمصورات، فضلاً عن المطبوعات، لا يكاد يشغلني
عن ذلك شيء مما يشغل غيري من طلاب العلم وأهله -إلا ما لابد منه- ومع ذلك
فإني كلما تقادم العهد بي، وطال عمري، ازددت إيماناً بقول الله تبارك وتعالى: {وما
أوتيتم من العلم إلا قليلاً}، وبأن الإنسان كلما ازداد علماً مع الزمن ازداد معرفة
بجهله، ولذلك كان من أمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال له -تعليماً لنا-
: {وقل رب زدني علماً}، ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم انفعني
بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً)) [1] ...
فهل يعتبر -بما تقدم- أولئك الناشئون المحدَثون في هذا العلم؟ سواء كانوا شيوخاً أو شباباً؟
فلا يتهجمون على التصحيح والتضعيف، فضلاً عن النقد والتجري؛ إلا بعد أن يتمرسوا
ويقوى عودهم فيه؛ {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} )) .
انتهى كلامه رحمه الله. نقلاً من مقدمته في تحقيق كتاب: ((الكلم الطيِّب)) لشيخ الإسلام ابن
تيمية رحم الله الجميع .
[1] قال الألباني عند هذا الحديث: صححه الحاكم والذهبي، وهو حسن كما بينته في: (الصحيحة:3151) .
فهل يعتبر طلبة العلم بهذا الكلام العظيم؟؟