تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

  1. #1

    افتراضي الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    رُوي من حديث عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عبد الثمالي ، ومرسل أبي حازم.

    [حديث عمر بن الخطاب]

    رواه أحمد بن عيسى التنيسي ، واختُلف عليه:
    - فرواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الإِسْفَرَايِين ِي ، عنه ، عن أبو حفص التنيسي عمرو ابن أبي سلمة ، عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب به.
    أخرجه أبو إسحاق المزكي في "المزكيات" (134) ، والدارقطني في "الأفراد" كما في "إتحاف المهرة" (176/12).
    قال ابن حجر: ((وهو على شرط الحاكم)).

    - ورواه أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي ، عنه ، عن عمرو ابن أبي سلمة ، عن صدقة بن عبد الله ، عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب به.
    أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" (159/9) ، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" (494/1).
    وتابعه على هذا الوجه أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ، وأَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ مُحَمد بْنُ أبي عتاب ، كلاهما عن أبي حفص التنيسي ، عن صدقة ، عن زهير ، عن عبد الله بن محمد ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب به.
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (942) ، وابن عدي في "الكامل" (209/5).
    والصواب هو الوجه الثاني ، بإثبات صدقة في الإسناد.

    قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن عقيل، ولا عن ابن عقيل إلا زهير، ولا عن زهير إلا صدقة، تفرد به: عمرو)).
    واختلف النقل عن الدارقطني ، فقال في "المزكيات": ((حديث غريب عن الزهري. ولا أعلم روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري غير هذا الحديث، ولا رواه إلا عمرو بن أبي سلمة عن زهير)).
    وكذا نقل الضياء المقدسي عنه في "صفة الجنة" (161) ، وابن القيم في "حادى الأرواح" (ص112) ، ونحوه في "تفسير ابن كثير" (89/2) ، قوله: ((غريب عن الزهري ، ولا أعلم رُوى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري غير هذا الحديث ، ولا رواه إلا عمرو بن أبي سلمة عن زهير. وقال غير عمرو عن زهير عن عبد الله ولم ينسبه)). هكذا بإسقاط صدقة من الإسناد.

    بينما نقل ابن القيسراني عنه ، في "أطراف الغرائب والأفراد - ط العلمية" (103/1) ، قوله: ((غَرِيب من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنهُ تفرد بِهِ أَبُو حَفْص عمر بن أبي سَلمَة التنيسِي عَن صَدَقَة السمين عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن الزُّهْرِيّ)).

    وجاء في "أطراف الغرائب والأفراد - ط التدمرية" (50/1): ((غريب من حديث الزهري عنه، تفرد به أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن صدقة السمين عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عنه، وهو غريب من حديث الزهري عنه، ومن حديث عبد الله عن الزهري)). بإثبات صدقة في الإسناد.

    وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2167): ((وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَفْص عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الدِّمشقي ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمد، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ؛ يَعْنِي: ابْنَ عَقيل، هَكَذَا قَالَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله : إِنَّ الجَنَّةَ حُرِّمَتْ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي؟
    قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ؟)).

    وعمرو بن أبي سلمة التنيسي ، قال أحمد: ((روى عن زهير أحاديث بواطل، كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير)) ، وقال ابن معين ، والساجي: ((ضعيف)) ، وقال العقيلي: ((فى حديثه وهم)) ، وقال أبو حاتم: ((يُكتب حديثه ، ولا يحتج به)).

    وصدقة بن عبد الله السمين ، قال أحمد: ((ضعيف ، ليس يسوى حديثه شيئا ، أحاديثه مناكير)) ، وقال: ((ليس بشىء ، ضعيف الحديث)) ، وقال يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، والبخارى ، والنسائى ، وغير واحد : ((ضعيف)) ، وقال مسلم: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((لين يكتب حديثه ، ولا يحتج به)) ، وقال: ((محله الصدق ، وأُنكر عليه القدر فقط)) ، وقال العقيلي: ((ضعيف الحديث ، ليس بشىء ، أحاديثه مناكير)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه منها ما يتابع عليه ، وأكثرها مما لا يتابع عليه ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يشْتَغل بروايته إِلَّا عِنْدَ التَّعَجُّب... يَرْوِي عَن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ بنسخة مَوْضُوعَة يشْهد لَهَا بِالْوَضْعِ من كَانَ مبتدئا فِي هَذِه الصِّنَاعَة فَكيف المتبحر فِيهَا)).

    وزهير بن محمد ، قال أحمد: ((كأن الذى روى عنه أهل الشام زهير آخر! فقلب اسمه)) ، وقال عن رواية أهل الشام: ((يروون عنه أحاديث مناكير هؤلاء)) ، وقال: ((أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة ; عبد الرحمن بن مهدى ، و أبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح ، و أما أحاديث أبى حفص ذاك التنيسى عنه فتلك بواطيل موضوعة ، أو نحو هذا)) ، وقال أبو حاتم: ((محله الصدق ، وفى حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام ، أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ، فما حدث من حفظه ففيه أغاليط ، و ما حدث من كتبه فهو صالح)) ، وقال البخاري: ((ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير ، و ما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به ، و هذه الأحاديث التى يرويها أهل الشام عنه ، ليست تعجبنى)). وهذه من رواية أهل الشام عنه.

    وعبد الله بن محمد بن عقيل ، قال ابن سعد: ((كان منكر الحديث ، لا يحتجون بحديثه ، و كان كثير العلم)) وقال أحمد: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن معين: ((لا يُحتج بحديثه)) ، وقال: ((ضعيف الحديث)) ، وقال: ((ليس بذاك)) ، وقال ابن المديني: ((كان ضعيفا)) ، وقال أبو حاتم: ((لين الحديث ، ليس بالقوى ، ولا ممن يحتج بحديثه ، يكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان ردىء الحفظ ، يحدث على التوهم فيجىء بالخبر على غير سننه ، فوجب مجانبة أخباره)) ، وقال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال ابن خزيمة: ((لا أحتج به لسوء حفظه)).

    وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (31802) ، وإسحاق بن راهوية في "مسنده" - كما في "المطالب" (4179) ، و"الإتحاف" (7028) - عن يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قالَ: كَانَ لِعُمَرَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ فَلَقِيَهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَشَرِ , لَا أُفَارِقُكَ وَأَنَا أَطْلُبُكَ بِشَيْءٍ " , فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ , فَلَطَمَهُ عُمَرُ فَقَالَ: " بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ , فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَشَرِ قُلْتُ لَهُ: مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ , فَلَطَمَنِي , فَقَالَ: «أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ , فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ , بَلَى يَا يَهُودِيُّ , سُمِّيَ اللَّهُ بِاسْمَيْنِ سَمَّى بِهِمَا أُمَّتِي هُوَ السَّلَامُ وَسَمَّى أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ , وَهُوَ الْمُؤْمِنُ وَسَمَّى أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ , بَلَى يَا يَهُودِيُّ , طَلَبْتُمْ يَوْمًا وَذُخِرَ لَنَا , الْيَوْمَ لَنَا وَغَدًا لَكُمْ , وَبَعْدَ ذَلِكَ لِلنَّصَارَى , بَلَى يَا يَهُودِيُّ , أَنْتُمُ الْأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , بَلَى إِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا , وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأُمَمِ حَتَّى يَدْخُلَهَا أُمَّتِي»
    وجاء عند ابن أبي شيبة ، "يحيي بن عبيد" بدلاً من "يعلى بن عبيد" ، و"أبو سفيان" بدلاً من "أبو سنان".
    وعبد الله بن مالك ، لعله السكسكي ، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ، وهو مجهول ، وإن كان غيره ، فلا أعرفه.

    وخالفه المسيب بن شريك التميمي ، فرواه عن أبي سنان ، عن مكحول به.
    أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" (159/16) عن عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا أحمد بن شاذان ، قال: حدثنا جيعويه بن محمد، قال: حدثنا صالح بن محمد ، قال: حدثنا المسيب به.
    وإسناد مسلسل بالمجاهيل ، وصالح بن محمد الترمذي ، قال الذهبي: ((متهم ساقط)) ، والمسيب بن شريك متروك بالإتفاق.

    وهذا منقطع بين مكحول وعمر ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ((مَكْحُولُ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلٌ)).
    انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص213).

    [حديث عبد الله بن عباس]
    أخرج الطبراني في "الأوسط" (4153) ، ومن طريقه ابن فاخر في "موجبات الجنة" (319) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (241/3) من طريق الدارقطني ، عن خارجة بن مصعب، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنة محرمة على جميع الأمم حتى أدخلها أنا وأمتي، الأول فالأول»
    قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا خارجة، ولا عن خارجة إلا عبدان)).
    وقال الدارقطني: ((تفرد بِهِ الْحَنَفِيّ عَنْ عمرَان عَنْ خَارِجَة وَهُوَ ابْن مُصْعَب)).

    وخارجة بن مصعب ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((كذاب)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((مضطرب الحديث ، ليس بقوى ، يكتب حديثه ولا يحتج به ، مثل مسلم بن خالد الزنجى ، لم يكن محله محل الكذب)) ، وقال ابن خراش ، وأبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن المديني ، وأبو داود: ((ضعيف)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ يُدَلس عَن غياث بْن إِبْرَاهِيم وَغَيره ويروي مَا سمع مِنْهُم مِمَّا وضعوه عَلَى الثِّقَات عَن الثِّقَات الَّذِينَ رَآهُمْ فَمن هُنَا وَقع فِي حَدِيثه الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يحل الِاحْتِجَاج به)).

    وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قَالَ: فِيمَا ناجى مُوسَى ربه فِيمَا وهب الله لمُحَمد وَأمته حَيْثُ قَرَأَ التَّوْرَاة وَأصَاب فِيهَا نعت النَّبِي وَأمته قَالَ: فذكر حديثاً طويلاً ، جاء فيه: ((قَالَ: يَا رب إِنِّي وجدت فِي التَّوْرَاة نعت قوم مُحرمَة على الْأُمَم الْجنَّة إِن يدخلوها حَتَّى يدخلهَا نَبِيّهم وَأمته فَمن هم قَالَ: تِلْكَ أمة أَحْمد)).
    انظر "الدر المنثور" (556/3).
    ولم أقف عليه مسنداً ، وإن صحّ ، فالغالب أنه من الإسرائيليات.

    [حديث جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عباس]
    أخرج الطبراني (2676) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (73/4) ، ومن طريق أبي نعيم ، ابن الجوزي في "الموضوعات" (295/1) عن عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس ، فذكر حديثاً طويلاً ، جاء فيه: ((قال جبريل: يا حبيبي، عم تسألني؟ قال: «أسألك عن غمي وهمي، من لقراء القرآن من بعدي؟ من لصوم شهر رمضان من بعدي؟ من لحاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصفاة من بعدي؟» قال: أبشر يا حبيب الله، فإن الله عز وجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تداخلها أنت وأمتك يا محمد. قال: الآن طابت نفسي، إذن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت)).

    قال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيث مَوْضُوع محَال كافأ الله من وَضعه وقبح من يشين الشَّرِيعَة بِمثل هَذَا التَّخْلِيط الْبَارِد وَالْكَلَام الَّذِي لَا يَلِيق بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا بالصحابة، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس)).
    قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ((كَانَ يكذب على وهب)) ، وَقَالَ يَحْيَى: ((كَذَّاب خَبِيث)) ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ: ((لَيْسَ بِثِقَة)) ، وَقَالَ ابْن حبَان: ((لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ)) ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ: ((هُوَ وَأَبوهُ مَتْرُوكَانِ)).

    [حديث أنس بن مالك]
    أخرج ابن فاخر في "موجبات الجنة" (134) من طريق الطبراني عن أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، ثنا زهير بن العلاء عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((يدخل الجنة يوم القيامة المؤمنون من العرب قبل المؤمنين من غيرهم بأربعين خريفاً، والجنة محرمةٌ على الأمم حتى يدخلها آدم ثم أنا، ثم من أمر بي من أمتي من العرب الأفضل فالأفضل، والجنة محرمةٌ على الأمم حتى يدخلها أمتي)).

    ومحمد بن حنيفة الواسطي ، قال الدارقطني: ((ليس بالقوي)).
    وزهير بن العلاء ، قال أبو حاتم لما ذُكر له أحاديث من روايته: ((هذه أحاديث موضوعة، وهذا شيخ لا يُشتغل به)).

    وأخرج ابن أبي عاصم في "السنة" (696) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (375/3) ، وابن طولون في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص48) ، عن أَبي أَيُّوبَ الْخَبَائِرِيُّ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ، فَنَادَاهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مُوسَى....)) فذكر حديثاً إلى أن قال: ((وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، إِنَّ الْجَنَّةَ لَمُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي حَتَّى يَدْخُلَهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ)).
    قال أبو نعيم: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ رَبَاحِ بْنِ مَعْمَرٍ وَرَبَاحُ فَمَنْ فَوْقَهُ عُدُولٌ، وَالْجَبَابِرِي ُّ فِي حَدِيثِهِ لِينٌ وَنَكَارَةٌ)).

    وسليمان بن سلمة الخبائري ، قال أبو حاتم: ((متروك الحديث، لا يشتغل به)) ، وقال: ((كان يكذب)) ، وقال: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن الجنيد - لما ذُكر له قول أبي حاتم -: ((صدق، كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا)) ، وقال النسائي ، وابن حبان: ((لَيْسَ بِشَيْء)) ، وقال ابن حبان أيضاً: ((منكر الحديث جدًّا ، يروي الموضوعات عن الأثبات)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال الأزدي: ((مَعْرُوف بِالْكَذِبِ)).
    وسعيد بن موسى الأزدي ، ضعّفه الدارقطني ، واتهمه ابن حبان بالوضع ، وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته في "الميزان" ، وقال: ((وذكر [ابن أبي عاصم] حديثاً طويلاً موضوعاً)).

    [حديث عبد الله بن عبد الثمالي]
    أخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (961) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (344/2) ، وابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1368) (2411) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4248) (4565) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (114/70) (115/70) (248/6) ، من طرق عن بقية بن الوليد ، وإسماعيل بن عياش ، كلاهما عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن عبد الله بن عبد الثمالي، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةُ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ»
    ورواه حيوة بن شريح ، عن بقية بن الوليد ، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي عوف ، وعبد الله بن بسر [بشر] ، عن عبد الله الثمالي به.
    ولا أراه محفوظاً ، فقد رواه جماعة من الثقات عن بقية ، بدون ذكر عبد الله بن بسر [بشر].

    واختُلف في اسم الصحابي ، فقيل: عبد الله بن عبد الثمالي ، وقيل: عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثُّمَالِيِّ.
    وإسناده حسن.

    [مرسل أبي حازم]
    قال عبد الملك بن حبيب في "وصف الجنة" (109): حدثني مطرف بن أبي حازم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الجنة محرمة على النبيين حتى أدخلها، ومحرمة على أمم النبيين حتى تدخلها أمتي)).
    والظاهر أن هناك سقطاً في الإسناد ، صوابه "مطرف ، عن ابن أبي حازم ، عن أبيه" ، وعلى هذا فهو معضل.

    وقد رواه الشيعة في كتبهم ، فزادوا فيه ألفاظاً منكرة ، فأخرج الشيخ المفيد في "أماليه" (ص74) عن أبي القاسم جعفر بن محمد رحمه الله عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عبد الله بن محمد ، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها، ومحرمة على الأمم كلها حتى تدخلها شيعتنا أهل البيت)).

    وجعفر بن محمد بن قالويه ، قال ابن حجر: ((من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين ، مُتهم)).
    وجابر بن يزيد الجعفي ، وثقه شعبة ، والثوري ، وغيرهما إذا صرّح بالتحديث ، وضعّفه الجمهور ، وكذّبه ابن معين ، وزائدة ، وسعيد بن جبير ، وأبو حنبفة ، والجوزجاني.
    ولا حاجة إلى نقد حديثهم ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وَحَدِيثُ الشِّيعَةِ مِنْ أَكْذَبِ الْحَدِيثِ)) ، وقال: ((وَلَا يُوجَدُ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ لَا أَكْذَبَ مِنْهُمْ، وَلَا أَظْلَمَ مِنْهُمْ، وَلَا أَجْهَلَ مِنْهُمْ)).

    وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص112-113):
    ((وفي الصحيحين من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن السابقون الأولون يوم القيامة بيد أنهم أوتو الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم "
    أي: لم يسبقونا إلا بهذا القدر فمعنى بيد: معني سوى وغير وإلا ونحوها


    وفي صحيح مسلم من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن الأخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق ".

    وفي الصحيحين من حديث طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم"

    فهذه الأمة أسبق الأمم خروجا من الأرض وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف وأسبقهم إلى ظل العرش وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم وأسبقهم إلى الجواز على الصراط وأسبقهم إلى دخول الجنة فالجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها محمد ومحرمة على الأمم حتى تدخلها أمته)).

    قلت: وأخرج مسلم في "صحيحه" (196) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة))
    وأخرج (197) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك))


    والله أعلم.
    طويلب علم

  2. #2

    افتراضي رد: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قَالَ: فِيمَا ناجى مُوسَى ربه فِيمَا وهب الله لمُحَمد وَأمته حَيْثُ قَرَأَ التَّوْرَاة وَأصَاب فِيهَا نعت النَّبِي وَأمته قَالَ:
    فذكر حديثاً طويلاً ، جاء فيه: ((قَالَ: يَا رب إِنِّي وجدت فِي التَّوْرَاة نعت قوم مُحرمَة على الْأُمَم الْجنَّة إِن يدخلوها حَتَّى يدخلهَا نَبِيّهم وَأمته فَمن هم قَالَ: تِلْكَ أمة أَحْمد)).

    انظر "الدر المنثور" (556/3).
    ولم أقف عليه مسنداً ، وإن صحّ ، فالغالب أنه من الإسرائيليات.
    لعله الذي خرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [8369]، فقال:حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أُوَيْسٍ النَّحْوِيُّ:
    ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
    " قَالَ موسى: يَا رَبِّ، أَجِدُ أُمَّةً يُعْطُونَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِمْ ثُمَّ تَرْجِعُ فِيهِمْ، فَيَأْكُلُونَهَ ا بَعْدُ، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةٌ تَكُونُ بَعْدَكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ،
    قَالَ: يَا رَبِّ، أَجِدُ أُمَّةً يُصَلُّونَ الْخَمْسَ تَكُونُ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهُنَّ، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةٌ تَكُونُ بَعْدَكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ، قَالَ: يَا رَبِّ، اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ،
    قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى كَهَيْئَةِ الْمُرَاضَاةِ لِموسى: {وَمِنْ قَوْمِ موسى أُمَّةٌ يُهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} ". اهـ.
    فلعل هذا مختصر من الأول، وهذا إسناد ضعيف، فيه قيس بن الربيع اختلط بأخره، وابن أبي ليلى ضعيف.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    [حديث عبد الله بن عبد الثمالي]
    أخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (961) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (344/2) ، وابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1368) (2411) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4248) (4565) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (114/70) (115/70) (248/6) ، من طرق عن بقية بن الوليد ، وإسماعيل بن عياش ، كلاهما عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن عبد الله بن عبد الثمالي، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةُ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ»
    ورواه حيوة بن شريح ، عن بقية بن الوليد ، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي عوف ، وعبد الله بن بسر [بشر] ، عن عبد الله الثمالي به.
    ولا أراه محفوظاً ، فقد رواه جماعة من الثقات عن بقية ، بدون ذكر عبد الله بن بسر [بشر].
    واختُلف في اسم الصحابي ، فقيل: عبد الله بن عبد الثمالي ، وقيل: عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثُّمَالِيِّ.
    وإسناده حسن.
    قال أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/805) :
    "عبد الله الثمالي غير منسوب، له صحبة، روى عنه ثور بن يزيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف،
    ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة،
    وهو من التابعين، وقيل: هو عبد الله بن عبد الثمالي المتقدم ذكره". اهـ.
    وقال أبو الفتح الأزدي في المخزون [١٥٧]: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الثُّمَالِيِّ لَا نَحْفَظُ أَنَّ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ،
    إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ". اهـ.
    والرواية التي أوردتها من طريق أبي حاتم الرازي والتي فيها تصريح سماع عبد الله الثمالي وهي رواية ابن عساكر إنما قال: عن عبد الله بن عائذ الثمالي.
    وهو هكذا في أسد الغابة لابن الأثير (3/186) ط الفكر.
    وهي رواية منكرة لا تصح؛ ففي الطريق إليها ففيها شجاع بن علي المصقلي لا يعرف بجرح ولا تعديل.
    وكذلك في الطريق أحمد بن محمد الأصبهاني وإن أثني عليه لكن لا يعرف ضبطه.

    ويدل على ذلك أن ابن أبي حاتم الرازي لم يثبت له صحبة، فقال ابنه كما في الجرح والتعديل [٤٧٢]:
    عبد الله بن عبد الثمالي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي. اهـ.
    بخلاف ابن عائذ، فقد أثبت ابن أبي حاتم له الصحبة [٥٥٨]، فقال:
    "عبد الله بن عائذ الثمالي أبو الحجاج
    له صحبة روى عنه عبد الرحمن ابن ابي عوف الجرشى وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي". اهـ.
    والله أعلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    [مرسل أبي حازم]
    قال عبد الملك بن حبيب في "وصف الجنة" (109): حدثني مطرف بن أبي حازم، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    ((الجنة محرمة على النبيين حتى أدخلها، ومحرمة على أمم النبيين حتى تدخلها أمتي)).

    والظاهر أن هناك سقطاً في الإسناد ، صوابه "مطرف ، عن ابن أبي حازم ، عن أبيه" ، وعلى هذا فهو معضل.
    ويقال وصف الفردوس، وهذا ليس سقطا إنما هو تصحيف "عن" إلى "بن".
    ومطرف هذا هو مطرف بن عبد الله اليساري صاحب مالك، وروايته عن ابن أبي حازم عزيز.
    وفي التمهيد لابن عبد البر [19 : 259] من طريق: مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، قال: عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ.
    والله أعلم.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    قال أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/805) :
    "عبد الله الثمالي غير منسوب، له صحبة، روى عنه ثور بن يزيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف،
    ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة،
    وهو من التابعين، وقيل: هو عبد الله بن عبد الثمالي المتقدم ذكره". اهـ.
    وقال أبو الفتح الأزدي في المخزون [١٥٧]: "عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الثُّمَالِيِّ لَا نَحْفَظُ أَنَّ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ،
    إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ". اهـ.
    والرواية التي أوردتها من طريق أبي حاتم الرازي والتي فيها تصريح سماع عبد الله الثمالي وهي رواية ابن عساكر إنما قال: عن عبد الله بن عائذ الثمالي.
    وهو هكذا في أسد الغابة لابن الأثير (3/186) ط الفكر.
    وهي رواية منكرة لا تصح؛ ففي الطريق إليها ففيها شجاع بن علي المصقلي لا يعرف بجرح ولا تعديل.
    وكذلك في الطريق أحمد بن محمد الأصبهاني وإن أثني عليه لكن لا يعرف ضبطه.

    ويدل على ذلك أن ابن أبي حاتم الرازي لم يثبت له صحبة، فقال ابنه كما في الجرح والتعديل [٤٧٢]:
    عبد الله بن عبد الثمالي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي. اهـ.
    بخلاف ابن عائذ، فقد أثبت ابن أبي حاتم له الصحبة [٥٥٨]، فقال:
    "عبد الله بن عائذ الثمالي أبو الحجاج
    له صحبة روى عنه عبد الرحمن ابن ابي عوف الجرشى وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي". اهـ.
    والله أعلم.

    عبد الله بن عبد الثمالي ، وقيل عتبة بن عبد الله الثمالي
    قال ابن الأثير: ((والصواب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد)).
    وقال في ترجمة "عبد الله بن عبد": ((عَبْد اللَّه بْن عَبْد وَيُقَال عَبْد بْن عَبْد الثمالي أَبُو الحجاج، وثمالة: بطن من الأزد، يعد فِي الشاميين سكن حمص)).
    وأخرج أبو نعيم هذا الحديث في ترجمته في "معرفة الصحابة" ، وقال: ((عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيُّ أَبُو الْحَجَّاجِ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ، مِنَ الشَّامِيِّينَ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ حِمْصَ حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ)).
    وأعاده في ترجمة "عبد الله الثمالي" ، وذكر ما نقلتَه.
    وقال ابن حجر في "الإصابة": ((عبد اللَّه بن عبد ، ويقال ابن عابد . ويقال عبد بن عبد الثّمالي، أبو الحجاج. وثمالة بطن من الأزد. نزل حمص. ذكره ابن سميع في الطّبقة الثانية. وقال أبو زرعة الدمشقيّ، وابن السّكن: له صحبة. وقال ابن السّكن: معروف بكنيته. وقال ابن حبان: يقال له صحبة قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قال إسماعيل بن عيّاش: في حديثه عبد اللَّه بن عائذ. قلت: وكذا قال ابن حبّان، قال: وقال أبو اليمان، عبد اللَّه بن عبيد، وهو الصّواب. وذكره ابن أبي حاتم في الموضعين، وهما واحد)).
    بينما قال في ترجمة "عبد الله بن عائذ الثمالي": ((ذكره ابن حبّان في التّابعين، لكن قال: يقال له صحبة. وخلط أبو أحمد العسكري ترجمته بترجمة عبد اللَّه بن عبد، فوهم، وكذا من تبعه)).
    وقال أبو أحمد الحاكم: ((أرى له صُحبَةٌ. حديثه في الشامِيِّينَ)).
    وقال ابن كثير: ((صحابي عداده فى أهل حمص)).
    وقال مغلطاي في "الإنابة": ((قال أبو حاتم : عَبْد الله بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عائذ، وقيل: عبد الله بن عبد وقيل: عبد بن عبد.
    قال يحيى بن جابر: كان ابن عائذ من الصحابة، ومن أصحاب أصحابه، روى صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عون، عن عبد الله بن عائذ الثمالي سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو حلفت يمينًا لبررت". ذكره أبو أحمد العسكري.
    وذكره ابن حبان في التابعين وقال: يقال: إن له صحبة؛ قاله صفوان بن عمرو، قال: ومن الناس من قال: إنه أبا عمران الهَوْزَني هو عبد الله بن عائذ)).
    فالظاهر أن كلاهما واحد ، وقد أثبت له الصحبة غير واحد من العلماء ، والله أعلم.
    طويلب علم

  4. #4

    افتراضي رد: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    عبد الله بن عبد الثمالي ، وقيل عتبة بن عبد الله الثمالي
    قال ابن الأثير: ((والصواب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد)).
    وقال في ترجمة "عبد الله بن عبد": ((عَبْد اللَّه بْن عَبْد وَيُقَال عَبْد بْن عَبْد الثمالي أَبُو الحجاج، وثمالة: بطن من الأزد، يعد فِي الشاميين سكن حمص)).
    هذا في الحقيقة ليس اختلافا، إنما هو من الرواة.
    أولا لم يرد في هذا الحديث أن أحدا سماه: "
    عبد بن عبد"، أو كناه بأبي الحجاج.
    ومن قال
    عتبة بن عبد الله فقد وهم، حيث رواية شريح خالفت الجماعة كما ذكرت، فقلت:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    ولا أراه محفوظاً ، فقد رواه جماعة من الثقات عن بقية ، بدون ذكر عبد الله بن بسر [بشر].

    وكذلك من قال عبد الله بن عائذ الثمالي، فقد وهم حيث رواية أبي حاتم الرازي وهي لا تصح إليه.
    ووهم أيضا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي في تسميته
    عتبة بن عبد.
    فهو اسمه عبد الله بن عبد الثمالي لا غير، وما وقع من اضطراب فهو من الرواة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    وأخرج أبو نعيم هذا الحديث في ترجمته في "معرفة الصحابة" ، وقال:
    ((عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيُّ أَبُو الْحَجَّاجِ
    لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ، مِنَ الشَّامِيِّينَ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ حِمْصَ حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ)).
    وأعاده في ترجمة "عبد الله الثمالي" ، وذكر ما نقلتَه.
    لذلك رد أبو نعيم فيما بعد على ذلك ممرضا هذا القول قائلا في معرفة الصحابة (4/805) :
    "عبد الله الثمالي غير منسوب، له صحبة، روى عنه ثور بن يزيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف،
    ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة، وهو من التابعين، وقيل: هو عبد الله بن عبد الثمالي المتقدم ذكره". اهـ.
    نعم أؤاخذه على قوله: "غير منسوب"، ولكن ليس هو المشكل.
    إنما دلل بكونه تابعيا قرينة قوية، وهو رواية ثور بن يزيد عنه، ثم أورد من طريقين:
    عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد، عن عبد الله الثمالي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر هذا الحديث.
    قلتُ: لما بحثت في ذلك وجدت في ذلك نظر؛ لأن هذا إنما هو حديث ءاخر كما في المطالب العالية [1891]: قَالَ مُسَدَّدٌ:
    ثَنَا يَحْيَى، عَنْ ثَوْرٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ،
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الثُّمَالِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عامر الثُّمَالِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
    " أَنَّهُمَا صَلَّيَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الصُّبْحَ فَقَرَأَ: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ. فَسَجَدَ فِيهَا ". اهـ.
    ولعل أبا نعيم ظن أن يعقوب بن سفيان جعله في التابعين، فلم ينتبه أنهما نفس الحديث.
    واضطرب كثيرا في عبد الله بن عبيد الثمالي في هذا الأثر:
    فقيل في رواية الطبراني عبد الله بن عامر وفي رواية ابن قانع عن عبد الله بن عبد الله عن الحجاج بن عامر الثمالي.
    فالرواية غير محفوظة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    وقال ابن حجر في "الإصابة":
    ((عبد اللَّه بن عبد ، ويقال ابن عابد . ويقال عبد بن عبد الثّمالي، أبو الحجاج. وثمالة بطن من الأزد. نزل حمص. ذكره ابن سميع في الطّبقة الثانية.
    وقال أبو زرعة الدمشقيّ، وابن السّكن:
    له صحبة. وقال ابن السّكن: معروف بكنيته. وقال ابن حبان: يقال له صحبة
    قال أبو زرعة الدّمشقيّ:قال إسماعيل بن عيّاش: في حديثه عبد اللَّه بن عائذ.
    قلت: وكذا قال ابن حبّان، قال: وقال أبو اليمان، عبد اللَّه بن عبيد، وهو الصّواب. وذكره ابن أبي حاتم في الموضعين،
    وهما واحد)).
    كل هذه الأقاويل في اسمه لم ترد في هذا الحديث.
    ونقله عن ابن عياش بأنه قال ابن عائذ فيه نظر، وهي من طريق الرازي عن أبي اليمان عنه، وهي رواية لا تصح إليه كما ذكرت ءانفا.
    إنما الثابت كما عند الطبراني وأبي نعيم من طريق ابن عياش أنه قال: "عبد الله بن عبد الثمالي"، وسيأتي ما نقلته من استدراك الحافظ ابن حجر.
    وما صنعه ابن أبي حاتم الرازي هو الصواب.
    ونقله عن أبي اليمان بتصغير عبد يفتقر إلى مصدر، فلعله من الأثر السالف ذكره.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    بينما قال في ترجمة "عبد الله بن عائذ الثمالي":
    ((ذكره ابن حبّان في التّابعين، لكن قال: يقال له صحبة.
    وخلط أبو أحمد العسكري ترجمته بترجمة عبد اللَّه بن عبد، فوهم، وكذا من تبعه)).
    ورد في حاشية الجرح والتعديل:
    "له ترجمة في الإصابة جزم فيها بأنه هو وعبد الله بن عائذ الثمالي الآتي فيما بعد واحد.
    وذكر في ترجمة عبد الله بن عائذ أن الخلط بينهما
    وهم". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    قال يحيى بن جابر: كان ابن عائذ من الصحابة، ومن أصحاب أصحابه،
    روى صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عون، عن عبد الله بن عائذ الثمالي سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو حلفت يمينًا لبررت". ذكره أبو أحمد العسكري.
    كما أسلفت الذكر أن هذه رواية ابن عساكر من طريق أبي حاتم الرازي ولا تصح إليه وهي رواية منكرة مخالفة للجماعة حتى في أداة التصريح بالسماع.
    ورص ابن الأثير هذا في ترجمة عبد الله بن عائذ وهم كما هو منقول عن الحافظ ابن حجر في استدراكه على أبي أحمد العسكري.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    وذكره ابن حبان في التابعين وقال: يقال: إن له صحبة؛ قاله صفوان بن عمرو، قال: ومن الناس من قال: إنه أبا عمران الهَوْزَني هو عبد الله بن عائذ)).

    ما نقلته عن ابن حبان يدل على أن عبد الله بن عائذ ليس من الصحابة وتضعيف من يقول بصحبته.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    فالظاهر أن كلاهما واحد ، وقد أثبت له الصحبة غير واحد من العلماء ، والله أعلم.
    إنما الذي خلط بينهما هو أبو أحمد العسكري ودرج على ذلك المتأخرون حتى استدرك عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله.
    وهذا لاعتماده على رواية نازلة منكرة لا تصح.
    ومن علامات ضعف هذا الحديث اضطراب ابن عياش وبقية وهما المدار عليهما في آخر المتن.
    ففي رواية بقية، عن صفوان: قال: "وعيسى ابن مريم".
    بينما
    رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ، وَقَالَ: "عِيسَى وَمَرْيَمُ". كما نبه أبو نعيم.
    وهذا حديث غريب جدا، أين الصحابة مثل أبي هريرة وغيره من جهابذة الحديث المكثرون من هذا الحديث؟
    فقوله في الحديث:
    "مَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سابق أُمَّتِي". وفي رواية "الأول"، وسابق هذه الأمة وأولهم هو النبي صلى الله عليه وسلم.
    ومعلوم كما
    في الصحاح كما نقلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة.
    فكيف يدخل هؤلاء الأنبياء قبله؟
    بالإضافة إلى الشواهد التي سقتها فيما زعمت تخالف أيضا معناه.
    والله أعلم.
    .

  5. #5

    افتراضي رد: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    في الرواة:
    1-عبد الله بن عائذ الثمالي.
    قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (ص603): ((حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ : أَنَّ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ حَضَرَ مَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَايذٍ الثُّمَالِيِّ. فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَنَّ بَقِيَّةَ حَدَّثَهُمْ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَايِذٍ الثُّمَالِيِّ صُحْبَةً)).
    وقال ابن حبان في "الثقات" (3742): ((عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً قَالَهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ
    يَرْوِي عَنِ الْمِقْدَامِ بن معدى كرب وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ وَأَهْلُ الشَّامِ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ قَالَ إِنَّ أَبَا عَامِرٍ الْهَوْزَنِيَّ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ
    ثَنَا الْعَبَّاسُ بن الحنبل الطَّائِي بحمص قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثَنَا أَبِي عَنْ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة عن ابن عَائِذ عَن الْمِقْدَام بْن معدى كرب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَذَبَ النَّاسَ حَدِيثًا فَحَدَّثُوا بِكَذِبِهِ فَإِنَّ إِثْمَ مَنْ يُحَدِّثُ عَلَيْهِ)).
    وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (558): ((عبد الله بن عائذ الثمالي أبو الحجاج له صحبة روى عنه عبد الرحمن ابن ابي عوف الجرشى وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي))
    وقال ابن سعد في "الطبقات" (415/7): ((عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ الشَّامَ)).
    وقال الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (320/1): ((عبد الله بن عائذ الثمالي ، وقيل ابن عبد ، وقيل عبد بن عبد ، وفيه أقوال ، له صحبة)).

    وقد ورد هذا الاسم في رواية أبي حاتم المعلولة ، ورواية ابن حبان في "الثقات" عن محفوظ بن علقمة عنه ، ولم أقف عليه في سواهما.

    2- عبد الله بن عبد الثمالي
    تقدم نقل كلام العلماء حوله ، وقد أثبت له الصحبة أبو نعيم ، وأبو زرعة الدمشقي ، وابن السكن ، وابن الأثير ، وابن حجر.

    وهو صاحب الحديث الذي معنا ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف ، وقد ورد تصريحه بالسماع من النبي ، في رواية الطبراني.

    3- أبو الحجاج الثمالي

    روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الأودي ، حديث القبر الذي أخرجه أبو يعلى ، والطبراني ، وأبو نعيم ، وغيرهم.
    قال الدولابي في "الكنى" (67/1): ((شَهِدَ بَدْرًا)).


    فمنهم من ذهب إلى أن الثلاثة واحد ، كابن عبد البر ، وابن الأثير ، والذهبي.

    ومنهم من ذهب إلى أن أبا الحجاج ، هو عبد الله بن عبد الثمالي ، كابن عساكر ، وأبو أحمد الحاكم ، وأبو نعيم.
    ومنهم من ذهب إلى أن أبا الحجاج ، هو عبد الله بن عائذ الثمالي ، كابن أبي حاتم.

    والحافظ ابن حجر ، اضطرب في أمره ، فذهب في ترجمة "عبد الله بن عبد" إلى أن الثلاثة واحد ، وأن ابن أبي حاتم وهم في التفريق بينهما ، ثم عاد في ترجمة "عبد الله بن عائذ" ، وذكر أن العسكري ومن بعده خلطوا بينهما ، وأن الصواب التفريق بين عبد الله بن عبد أبو الحجاج ، وعبد الله بن عائذ.

    والحاصل أن عبد الله بن عبد الثمالي ، صحبته ثابتة ، لما تقدم من كلام العلماء ، وأما ابن أبي حاتم ، فرغم أنه فرق بينهما ، فإنه لم ينف صحبة عبد الله بن عبد ، ثم إنه لم يُتابع على ذلك ، وقد أثبت الصحبة لعبد الله بن عبد ، غيره من العلماء ، والمثبت مقدم على المنفي ، والله أعلم.

    ومن علامات ضعف هذا الحديث اضطراب ابن عياش وبقية وهما المدار عليهما في آخر المتن.
    ففي رواية بقية، عن صفوان: قال: "وعيسى ابن مريم".
    بينما
    رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ، وَقَالَ: "عِيسَى وَمَرْيَمُ". كما نبه أبو نعيم.

    رواه عبد الوهاب بن نجدة ، ويزيد بن عبد ربه ، عن بقية ، بلفظ "عيسى ومريم" ، وتابعه ابن عياش على هذا الوجه.
    ورواه حيوة بن شريح ، وعمرو بن عثمان ، ومحمد بن مصفى ، عن بقية ، بلفظ "عيسى بن مريم"
    والرواية إلى عمرو بن عثمان ، فيها جهالة ، ومحمد بن مصفى "صدوق له أوهام" ، وحيوة بن شريح ، تقدم وهمه في اسم الصحابي ، فالراجح هو اللفظ الأول ، وإذا أمكن الترجيح فلا وجه للتعليل بالاضطراب ، ثم إنهم اتفقوا على أغلب المتن ، واختلفوا على جزء يسير منه ، فكيف يعلل المتن كله بهذا الجزء اليسير ؟!!
    وهذا حديث غريب جدا، أين الصحابة مثل أبي هريرة وغيره من جهابذة الحديث المكثرون من هذا الحديث؟
    صحيح أن الحديث غريب ، ولكن ذلك لا يمنع صحته ، والغرابة في حد ذاتها ليست بعلة كما هو معلوم ، ولكنها مظنة وجود علة ، ولا يشترط في الحديث أن يحدث به أبو هريرة ، وكبار الصحابة ، حتى يكون صحيحاً !!
    فقوله في الحديث: "مَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سابق أُمَّتِي". وفي رواية "الأول"، وسابق هذه الأمة وأولهم هو النبي صلى الله عليه وسلم.
    ومعلوم كما
    في الصحاح كما نقلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة.
    فكيف يدخل هؤلاء الأنبياء قبله؟
    وهذا غريب جداً منك ، فإنك لو رجعت إلى شروح الحديث ، لوجدت أن متنه ليس فيه ما يُشكل.
    قال المناوي في "فيض القدير" (313/5): "(لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة) أي لا يدخلها أحد من الأمم (قبل سابق أمتي) أي سابقهم إلى الخيرات فالسابق إلى الخير منهم يدخل الجنة قبل السابق إلى الخيرات من سائر الأمم وقيل أراد سابق أمته الصديق فهو أول من يدخل الجنة بعده والأرجح الأول فبهذه الأمة فتح العبودية يوم الميثاق وبها تختم يوم تصرم الدنيا وبها يفتح باب الرحمة فيدخلون داره السابق فالسابق على قدر رعاية الحقوق ووفاء العهود"
    وقال الصنعاني في "التنوير" (140/9): "(قبل سابق أمتي) سابقهم إلى الخيرات، قيل: أراد سابقهم الصديق، وقيل غير ذلك، والأظهر أنه غير معين وغير واحد بل جماعة وظاهره أنه يدخلها من ذكر قبل الرسل وغيرهم"
    وقد ورد الحديث بلفظ: ((لا يدخل الجنة قبل الرعيل الأول من أمتي)).
    فالحاصل أن النبي لا يدخل ضمن "سابق أمتي" ، وإنما المراد بهم الصحابة رضوان الله عليهم ، وأنه يدخل قبلهم مَن ذُكر في الحديث ، والله أعلم.
    طويلب علم

  6. #6

    افتراضي رد: الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة
    في الرواة:
    1-عبد الله بن عائذ الثمالي.
    وقال ابن حبان في "الثقات" (3742): ((عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً قَالَهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ
    أخي الفاضل، لم أنف أن له صحبة، إنما قلتُ بأن ابن حبان مرض من قال بصحبته ولم يعتبر بقول صفوان.
    ودلل بعدم صحبته بروايته عن الصحابة، فهو عند ابن حبان غير صحابي فقد ذكره في التابعين كما قال الحافظ ابن حجر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    وقد ورد هذا الاسم في رواية أبي حاتم المعلولة ، ورواية ابن حبان في "الثقات" عن محفوظ بن علقمة عنه ، ولم أقف عليه في سواهما.
    قلتُ: رواية أبي حاتم الرازي منكرة في ضبط الاسم.
    ولو ثبتت لما توانى ابن أبي حاتم نفسه في إثبات صحبته ولخلطه بينه وبين ابن عائذ كما فعل المتأخرون مستدلا برواية أبيه.
    أما رواية محفوظ بن علقمة ليس لنفس هذا الحديث بل حديث ءاخر فلا تخلط بل حديثه عن ابن عائذ.
    بالإضافة إلى أن ابن أبي حاتم لم يذكر في الرواة عن عبد الله بن عبد إلا عبد الرحمن الجرشي بخلاف عبد الله ابن عائذ فإنه روى عنه الجرشي وغيره؛ لذلك ذكر أبو الفتح الأزدي عبد الله بن عبد فيمن لم يرو عنه إلا راوٍ واحد وهو الجرشي.
    ولعل رواية الجرشي عنهما سبب خلطا للمتأخرين بينهما.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    2- عبد الله بن عبد الثمالي
    تقدم نقل كلام العلماء حوله ، وقد أثبت له الصحبة أبو نعيم ، وأبو زرعة الدمشقي ، وابن السكن ، وابن الأثير ، وابن حجر.

    وهو صاحب الحديث الذي معنا ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف ، وقد ورد تصريحه بالسماع من النبي ، في رواية الطبراني.
    أولا قد رأينا اضطراب أبي نعيم في إثبات الصحبة له حتى كان من آخر أمره قال: "وهو من التابعين"، وذكره في التابعين.
    وأما أبو زرعة وابن السكن فهذا يفتقر إلى مصدر حيث ذكرهم الحافظ ابن حجر في موضع خلط فيه بين عبد الله بن عائذ وعبد الله بن عبد.
    وأما ابن الأثير فاعتمد على رواية أبي حاتم الرازي المنكرة اتباعا لأبي أحمد العسكري وعليه درج المتأخرون في خلطهم بين عبد الله بن عبد وعبد الله بن عائذ.
    وقد غفلت عني رواية الطبراني في تصريحه بالسماع، وقد كنت أظن رواية أبي حاتم بأنها منكرة من جهة التصريح بالسماع.
    فتبين لي برواية الطبراني تقوية التصريح لا ضبط الاسم فهو اسمه عبد الله بن عبد كما في رواية الطبراني.
    لكن رواية ابن عياش التي أتت عند الطبراني من رواية مدرجة في رواية بقية، وقد رواه الطبراني عن أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان، عن ابن عياش.
    وخولف فيما خرجه ابن عساكر
    [70 : 114]، من طريق: أبي الْمَيْمُونِ، قال: نا أَبُو زُرْعَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ،
    نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ، عَنْ عُتْبَةَ، أَوْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيُّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.

    والطريق إلى أبي حاتم لا تصح إليه.
    فلا يطمئن إلى هذا التصريح؛
    وإن قارنا بين روايتي بقية وإسماعيل بن عياش، فرواية بقية التي ليس فيها تصريح سماع الثمالي أشهر وأثبت من إسماعيل.
    قال الإمام أحمد: "
    كان إسماعيل صاحب حديث وكان بقية وكان وكان وفخم أمره"،
    وذكر بقية، فقال: "كان بقية أذكاهما أي كأنه يشتهي الحديث". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    فمنهم من ذهب إلى أن الثلاثة واحد ، كابن عبد البر ، وابن الأثير ، والذهبي.

    ومنهم من ذهب إلى أن أبا الحجاج ، هو عبد الله بن عبد الثمالي ، كابن عساكر ، وأبو أحمد الحاكم ، وأبو نعيم.
    ومنهم من ذهب إلى أن أبا الحجاج ، هو عبد الله بن عائذ الثمالي ، كابن أبي حاتم.
    من قال بأن عبد الله بن عبد كنيته أبو الحجاج فليأت بالدليل.
    ولم يكنه أحد في هذا الحديث بأبي الحجاج؛ إنما الذي كني به غيره وهو عبد الله بن عائذ.
    كما فعل ابن أبي حاتم الرازي في التفرقة بينهما.
    وسلوك طريق المتقدمين أسلم وأحسن؛ فإن أسانيدهم نقية غضة طرية بخلاف المتأخرين الذين يصلهم التحريف والتصحيف.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    والحاصل أن عبد الله بن عبد الثمالي ، صحبته ثابتة ، لما تقدم من كلام العلماء ،
    وأما ابن أبي حاتم ، فرغم أنه فرق بينهما ، فإنه لم ينف صحبة عبد الله بن عبد ، ثم إنه لم يُتابع على ذلك ،
    وقد أثبت الصحبة لعبد الله بن عبد ، غيره من العلماء ، والمثبت مقدم على المنفي ، والله أعلم.
    لا تقارن لي بين المتأخرين والمتقدمين، فالمتقدمون المتقدمون هم الفصل.
    فرق بينهما فأثبت لأحدهما الصحبة ولم يثبت للأخر لاحتمال أن يكون تابعيا.
    وكم هناك من التابعين المجهولين محتمل أن يكونوا صحابة؟
    من هم العلماء الذين أثبتوا له الصحبة؟
    أبو نعيم؟ فقد جاهد في موضع ءاخر في رد صحبته وأنكر صحبته حتى استدل بروايات في غير محلها.
    ابن السكن وابن الأثير وأبو أحمد فقد خلطوا بينه وبين عبد الله بن عائذ.
    وقد رد عليهم الحافظ ابن حجر، لكن خلط في الكنية فابن عائذ هو ذو الكنية والأخر ليس له من كنية كما صنع ابن أبي حاتم الرازي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    رواه عبد الوهاب بن نجدة ، ويزيد بن عبد ربه ، عن بقية ، بلفظ "عيسى ومريم" ، وتابعه ابن عياش على هذا الوجه.
    ورواه حيوة بن شريح ، وعمرو بن عثمان ، ومحمد بن مصفى ، عن بقية ، بلفظ "عيسى بن مريم"
    والرواية إلى عمرو بن عثمان ، فيها جهالة ، ومحمد بن مصفى "صدوق له أوهام" ،
    وحيوة بن شريح ، تقدم وهمه في اسم الصحابي ، فالراجح هو اللفظ الأول ،
    رواية عمرو بن عثمان التي وصفت بأن فيها مجهولا فلا، ليس بمجهول فقد روى عنه جماعة من الثقات وأكثر عنه أبو نعيم الحديث كثيرا.
    أما رواية يزيد بن عبد ربه، فقد وقع فيها شك، في ضبط الاسم: "
    عَنْ عُتْبَةَ، أَوْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيُّ "، فيخشى أثر هذا في المتن.
    ومثله عبد الوهاب بن نجدة، فقد وقع في رواية ابن أبي عاصم عنه خطأ في الاسم، فقال: عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ.
    وأما محمد بن المصفى فهو هو إلى التوثيق أقرب، فقد روى عنه جمع غفير من الثقات الرفعاء،
    منهم أبو داود وبقي بن مخلد ، وهما لا يرويان إلا عن ثقة عندهما.
    وما أنكر عليه فهو من تدليسه وهنا قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة التدليس.
    وإن كان قد وهم حيوة فقد وهم غيره، والذين قالوا بلفظ: "عيسى بن مريم" هم الأكثر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    وإذا أمكن الترجيح فلا وجه للتعليل بالاضطراب ، ثم إنهم اتفقوا على أغلب المتن ، واختلفوا على جزء يسير منه ، فكيف يعلل المتن كله بهذا الجزء اليسير ؟!!
    أجبت نفسك بنفسك وهمت حيوة بن شريح في متنه مستدلا بوهمه في ضبط اسم الراوي.
    وهذا تجد مثله في الصحاح.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    صحيح أن الحديث غريب ، ولكن ذلك لا يمنع صحته ، والغرابة في حد ذاتها ليست بعلة كما هو معلوم ،
    ولكنها مظنة وجود علة ، ولا يشترط في الحديث أن يحدث به أبو هريرة ، وكبار الصحابة ، حتى يكون صحيحاً !!
    أنا لا أقول بأن يروى بمثل هذا اللفظ إنما هل روى أحد من الصحابة بمثل معناه أو ما يقاربه حيث يكون له أصل من كلام النبوة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسماعيل محمد حلمي مشاهدة المشاركة

    وهذا غريب جداً منك ، فإنك لو رجعت إلى شروح الحديث ، لوجدت أن متنه ليس فيه ما يُشكل.
    قال المناوي في "فيض القدير" (313/5): "(لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة) أي لا يدخلها أحد من الأمم (قبل سابق أمتي) أي سابقهم إلى الخيرات فالسابق إلى الخير منهم يدخل الجنة قبل السابق إلى الخيرات من سائر الأمم وقيل أراد سابق أمته الصديق فهو أول من يدخل الجنة بعده والأرجح الأول فبهذه الأمة فتح العبودية يوم الميثاق وبها تختم يوم تصرم الدنيا وبها يفتح باب الرحمة فيدخلون داره السابق فالسابق على قدر رعاية الحقوق ووفاء العهود"
    وقال الصنعاني في "التنوير" (140/9):
    "(قبل سابق أمتي) سابقهم إلى الخيرات، قيل: أراد سابقهم الصديق، وقيل غير ذلك، والأظهر أنه غير معين وغير واحد بل جماعة وظاهره أنه يدخلها من ذكر قبل الرسل وغيرهم"

    وقد ورد الحديث بلفظ: ((لا يدخل الجنة قبل الرعيل الأول من أمتي)).
    فالحاصل أن النبي لا يدخل ضمن "سابق أمتي" ، وإنما المراد بهم الصحابة رضوان الله عليهم ، وأنه يدخل قبلهم مَن ذُكر في الحديث ، والله أعلم.
    ماذا تقول في رواية أبي حاتم: "ما يدخل الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَوَّلِ مِنْ أُمَّتِي"؟
    والأول من هذه الأمة هو سيدها محمد صلى الله عليه وسلم.
    حتى في حديث أبي حازم المرسل مرفوعا: ((الجنة محرمة على النبيين حتى أدخلها)).
    على كل حال، فالقول بأنه الصديق ممرض بقولهم قيل ويقال.
    وقول المناوي بأنه يدخله أسبقهم للخيرات، فليس هناك من هو أسبق في هذه الأمة من النبي صلى الله عليه وسلم للخيرات.
    وعلى قولك بأنه أبو بكر رضي الله عنه أو جماعة الصحابة رضي الله عنهم
    فإن هناك علة أخرى إذ
    هناك خمسة وعشرون نبيا في القرءان مذكورون بالاسم، والمذكور في الحديث حصرهم في بضعة عشر.
    فيا أخي! فبضعة عشر من هؤلاء الأنبياء يدخلون الجنة ولنقل تسعة عشر نبيا،
    فهل الستة الأخرون يدخل بعض من الصحابة
    قبلهم؟!
    سبحان الله.
    ثم أين أصحاب الكتب التسعة الذين هم عليهم مدار السنة من هذا الحديث؟ هل غاب عنهم هذا؟ لا يكون هذا إلا لعلة قادحة.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •