روى البيهقي من طريق شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة عن عائشة قالت المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوبا مسه ورس أو زعفران ولا تتبرقع ولا تلثم وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت.
قال تركي بن عمر بن محمد بلحمر وهو رجل معاصر في (كتابه كشف الأسنار ص409) "ثم يفهمون من قول عائشة عند البيهقي (*إن *شاءت) الاختيار في ستر وجهها ويستدلون بمثل هذه الزيادة المتفردة - إن صحت - على أن المرأة كانت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافرة بين الرجال، فهل قالت عائشة رضي الله عنها (*إن *شاءت) وهي بين الرجال؟ وهل فعلت عائشة ما فهموه ولو لمرة واحدة أم كان فعلها وقولها حين سترت وجهها وهي محرمة مع أختها أسماء ونساء المسلمين مخبراً عموم الناس بعكس ما فهموه، إنما قالت: (المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوبا مسه ورس أو زعفران ولا تتبرقع ولا تلثم وتسدل الثوب على وجهها *إن *شاءت) (1)،فلعلها أرادت (*إن *شاءت) جواز الستر ولو لم يكن هناك رجال، كما حققه كثير من أهل العلم وهو أن المحرمة إنما نهيت عن النقاب ونحوه ولم تُنهى عن مطلق ستره، ولم تؤمر بكشف وجهها في الإحرام، وحتى لا يُفهم من النهي عن لبس النقاب للمحرمة تحريم ستره، أخبرت بقولها: (إن شاءت) فلها ستره مطلقا ولو لم يكن هناك رجال، مادام بغير نقاب ونحوه.ومن الاحتمالات أيضاً أن أحد الرواة ممن دون عائشة رضي الله عنها أراد أن يقول (المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت) فكررها مرة أخرى في آخره (إن شاءت)، أو قصد أن المحرمة (تسدل الثوب على وجهها) «بما شاءت» من خمار أو جلباب أو نحو ذلك من ملابسها سوى النقاب ونحوه، فنُقِل بدلا من ذلك (إن شاءت)، بدليل أن قول عائشة رضي الله عنها هذا مروي من عدة طرق عديدة ومخرج في أكثر من كتاب كما عند ابن أبي شيبة والبخاري تعليقا وغيرهما وليس فيها هذه الزيادة (إن شاءت) لمن تأمله
انتهى بتصرف
قلت: احتمالات تركي والتي هي ظنون لا تغني من الحق شيئاً خاطئة وذلك أن هذا الأثر بهذه الزيادة له طريق آخر عن عائشة
أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (ج2/ص46) حدثنا محمد بن خزيمة، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد، عن أم شبيب العبدية، أن عائشة، قالت: المحرمة تغطي وجهها إن شاءت. إسناده صحيح
- محمد بن خزيمة هو ابن راشد البصري أبو عمر قال ابن يونس وكان ثقة (تاريخ ابن يونس المصري ج2/ص203) وقال الذهبي فأما محمد بن خزيمة شيخ الطحاوي فثقة مشهور (ميزان الاعتدال للذهبي)
- حماد هو ابن سلمة ثقة من رجال البخاري ومسلم
- أم شبيب العبدية قال يحيى بن معين أم شبيب ثقة روى عنها حماد بن سلمة وسلام بن أبي مطيع (كتاب من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال رواية طهمان ص105)
وقد نبهته سابقاً في موقع ملتقى أهل الحديث على هذا ولكن لم يلتفت لقولي ولم يغير ما في كتابه والله المستعان