تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قَوْل الإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ : عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي قَوْل الإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ : عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ....

    قَالَ الإِمَامُ أبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ رحمه الله :
    ( عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإيَّاكَ وآراءَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بالقَوْلِ ) .
    قال ابن جبرين رحمه الله.

    الأَوْزَاعِيُّ:
    إِمَامُ أهلِ الشَّامِ مِنْ كِبَارِ تابعِي التَّابعينَ ، أَدْرَكَ كَثِيرًا منْ علماءِ التَّابعينَ ،
    وكانَ قُدْوَةً وَأُسْوَةً في عِلْمِهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ وَرَحِمَهُ ،
    وكانَ أَيْضًا منْ جَهَابِذَةِ الأُمَّةِ ، ومِنْ عُلَمَائِهَا الَّذينَ حَفِظَ اللهُ بِهِم السُّنَّةَ في تِلْكَ البلادِ .

    يَحُثُّنَا رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في هذا الأثرِ على أنْ نَتَّبِعَ آثَارَ مَنْ سَبَقَ وإنْ هَجَرَنَا مَنْ هَجَرَنَا.
    (وإنْ رَفَضَكَ النَّاسُ) :
    كأنَّهُ اسْتَشْعَرَ أنَّ هُنَاكَ مَنْ يَهْجُرُ الحَقَّ وَيَهْجُرُ أَهْلَهُ الَّذينَ يَرْوُونَ أحاديثَ السُّنَّةِ وأحاديثَ الصِّفاتِ ، وَيَمْقُتُهُم وَيَرْمِيهِم بأنَّهُم مُشَبِّهَةٌ ، وبأنَّهُم مُمَثِّلَةٌ ،
    فيقولُ : ( عَلَيْكَ بآثارِ مَنْ سَبَقَ ) :
    يَعْنِي : الآثارَ الَّتي يَرْوُونَهَا ، والَّتي يَقُولُونَهَا وَيَذْهَبُونَ إليها ، وَيُرِيدُ بِمَنْ سَبَقَ الصَّحابةَ والتَّابعِينَ منْ علماءِ الأُمَّةِ ،
    عليكَ بِآثَارِهِم : اتَّبِعْ آثَارَهُم ، وَسِرْ على نَهْجِهِم.

    (وإنْ رَفَضَكَ النَّاسُ) :
    ولوْ لَقِيتَ هُجْرَانًا وإهانةً، ما دُمْتَ على الحقِّ، وما دُمْتَ مُتَّبِعًا لِمَنْ هُمْ عَلَى الحقِّ ، فلا تُبَالِ بِمَنْ هَجَرَكَ ، أوْ حَقَّرَكَ، أوْ مَقَتَكَ.

    (وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الرِّجَالِ ، وَإِنْ زَخْرَفُوهَا لَكَ بِالْقَوْلِ ) :
    يَعْنِي: احْذَر الآراءَ.

    (الآراءُ) : هُنَا جَمْعُ : رَأْيٍ.
    والقولُ الَّذي لا دَلِيلَ عليهِ يُسَمَّى رَأْيًا ، وَجَمْعُهُ : آرَاءٌ ؛
    وهيَ الأقوالُ الَّتي يَقُولُهَا بعضُ النَّاسِ بِمُجَرَّدِ فِكْرِهِ ، وَبِمُجَرَّدِ نَظَرٍ يَرَاهُ لا دَلِيلَ عليهِ ،
    فهؤلاءِ يَجِبُ أنْ نَحْذَرَهُم وَنَبْتَعِدَ عَنْهُم .

    وهذا الأثرُ فيهِ أنَّ الحقَّ أَحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ ، وأنَّ هُنَاكَ مَنْ يُشَجِّعُ على الباطلِ وَيَدْعُو إليهِ وَيُزَخْرِفُهُ، وَيَأْتِي لهُ بعباراتٍ مُشَوِّقَةٍ ،
    وما أكثرَهُم في زَمَانِنَا ،
    وَيَأْتُونَ بكلماتٍ وعباراتٍ مُبَهْرَجَةٍ يَمْدَحُونَ بها طُرُقَهُم ، كَطُرُقِ التَّصَوُّفِ مَثَلاً ، أو التَّشَيُّعِ ، أو النَّفْيِ ، أو التَّعطيلِ ، ونحوِ ذلكَ ،
    وَيَزْعُمُونَ أنَّ هذهِ الطَّريقةُ المُثْلَى ، وأنَّ سُلُوكَهَا هوَ الطَّريقُ الأقومُ ، وأنَّ الَّذينَ عَلَيْهَا هم أهلُ النَّجاةِ ، وأنَّ مَنْ خَالَفَهَا فهوَ منْ أهلِ الهلاكِ أو التَّرَدِّي ،
    وما أَكْثَرَهُم في كلِّ زمانٍ.
    شرح لمعة الاعتقاد
    ************
    قال ابن عثيمين رحمه الله

    (وإيَّاكَ وآراءَ الرِّجالِ) :
    احْذَرْ آراءَ الرجالِ ، وهيَ ما قيلَ بمُجَرَّدِ الرأيِ مِنْ غيرِ اسْتِنادٍ إلى كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

    (وإنْ زَخْرَفُوهُ): جَمَّلُوا اللفظَ وحَسَّنُوهُ ؛ فإنَّ الباطِلَ لا يعودُ حقًّا بزَخْرَفَتِهِ وتَحْسِينِهِ.
    شرح لمعة الاعتقاد

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    ********

    (إيَّاكَ وآراءَ الرِّجالِ وإن زخرفوه لك بالقولِ )
    ، وإن زخرفوا الآراء بالأقوالِ ونمّقوا القولَ وزخرفوهُ وجمَّلوه ،
    فإيَّاكَ وإياه ،
    لا ترغبْ عن السّنَّةِ لأجلِ تحسينِ من حسَّنَ رأيَهُ بألفاظٍ ،
    وخُذْ بالسّنَّةِ وبما جاء عن أهلِهَا وإن كانَ أهلُهَا لا يحسنون اللفظَ ولا تجميلَهُ ،
    لأنَّ الميزانَ هو الاتِّباعُ،
    فمن اَّتبعَ فهو النَّاجي
    ومن ابتدعَ فهو الهالكُ ،
    وقانا اللهُ وإيَّاكُمْ سُبلَ الهلاكِ .
    شرح لمعة الاعتقاد



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قَوْل الإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ : عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ....

    قال الشيخ صالح الفوزان :
    (
    عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس)

    الشرح:

    (عليك) معناها الحث
    ( بآثار من سلف) من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة،
    ( وإن رفضك الناس) يعني: وإن انتقدك الناس لاتباعك للسلف،
    وإن انتقدوك وجفوك
    فلا تلتفت إليهم ولا تعبأ بذمهم لأنك على حق ,
    وما دمت على حق فاثبت،
    فأنت لا تريد إرضاء الناس ومدح الناس، وإنما تريد إرضاء الله سبحانه وتعالى وتريد الحق،
    والحق لا شك أنه في اتباع السلف،
    فإذا رأيت من يصفك بالجمود ,
    ويصفك بالتخلف والرجعية، وبأنك من أهل العصور الوسطى ,وبكلام من هذا القبيل ,
    فلا تلتفت إليه أبداً؛ لأنك على الحق ,وهم على الباطل.

    (وإياك وآراء الرجال , وإن زخرفوه لك بالقول)
    الشرح:
    هذا كلام عمر رحمه الله ,(إياك وآراء الرجال)،
    هذا تحذير من أن تترك
    هدي السلف وتأخذ بآراء الرجال التي أحدثت من بعدهم.

    (وإن زخرفوه): الزخرفة التزيين ,أصل الزخرف الذهب: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وزخرفاً } يعني: ذهب ,الزخرف في الأصل هو الذهب، فهم يزخرفون مقالاتهم ويزوقونها ,حتى تظهر كأنها حق ,كما قال الله سبحانه في أمثالهم: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون } ,يأتيك كلامهم مزخرفاً، على أنه براهين عقلية وأدلة يقينية، وقد يكون عندهم فصاحة وبلاغة يجذبون بها السامع ,
    لكن ما داموا ليسوا على هدي السلف لا تلتفت إليهم ,
    ولا تعبأ بكلامهم؛ لأنه زخرف ,
    والشاعر يقول:

    في زخرف القـول تزيــين لبـاطله *****والحـق قد يعتــريه سـوء تعبــير
    فزخرف القول يزين الباطل عند الناس،
    لكن البصير لا ينظر إلى ال
    مظاهر، وإنما ينظر إلى الحقائق،
    فما دام أن هذا الكلام لم يقله السلف الصالح في هذا الباب -
    في باب الأسماء والصفات -فاعلم أنه باطل ,
    وإن تزين بالألفاظ وحسن اللفظ ,فلا تعبأ بهما دام أنه مخالف لهدي السلف الصالح.

    وهذا ينطبق على علم الكلام وعلم المنطق الذي زوقوه وزخرفوه ,وسموه براهين عقلية ,وقواعد يقينية... إلى آخر ما يقولون،
    فلا تلتفت إليهم، كيف تعادل قواعد المنطق وعلم الكلام بكلام رب العالمين
    وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح؟!
    كيف يعادل هذا بهذا؟
    !.
    شرح لمعة الاعتقاد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •