وقفة مهمة حول فصل الشتاء


زين العابدين كامل




إن فصل الشتاء من المواسم الفاضلة؛ لما فيه من أنواع الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد إلى الله -تبارك وتعالى-، ففيه نفحات يصيب الله بها من يشاء من عباده بفضله ورحمته؛ فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه، وفي الأثر عن أبي سعيد الخدري: «الشتاء ربيع المؤمن»، وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات.

ومن هذه العبادات المهمة التي لابد أن ينتبه لها المسلم ما يلي:


الصيام

عن أنس -رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ» (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني)، وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».

ليل الشتاء

عن الحسن - رحمه الله - قال: «نعم زمان المؤمن الشتاء! ليله طويل فيقومه، ونهاره قصير فيصومه»، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «مرحبًا بالشتاء! تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام»، وعن عبيد بن عمير أنه كان إذا جاء الشتاء قال: «يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا».

التفكر في آيات الله


من آيات الله في الشتاء: الرعد والبرق، فتشهد معنى القدرة لله -تعالى-، وتشاهد آثار ربوبيته -عز وجل-، قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الروم: 24)، وقال: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ. وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: 12-13).

الدعاء

الدعاء عند نزول الغيث: عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اطْلُبُوا اسْتِجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتقاءِ الجُيُوشِ وإِقامَةِ الصّلاةِ ونُزُولِ الغَيْثِ» (رواه الشافعي والبيهقي، وصححه الألباني).