[رواية ميمون بن مهران]
أخرج أبو بكر الخلال في "السنة" (363) ، والزجاجي في "أماليه" (ص105) واللفظ له ، عن فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أُصِيبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بَكَى وَقَالَ أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَشَاهِدٌ لِي بِذَلِكَ فَكَأَنَّهُ كع، فَضرب عَليّ عَلَى مِنْكَبِهِ وَقَالَ أَجَلْ أَشْهَدُ وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. فَقَالَ عُمَرُ كَيْفَ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ إِسْلامُكَ عِزًّا وَوِلايَتُكَ عَدْلا وَمِيتَتُكَ شَهَادَةً فَقَالَ لَا وَالله لَا تغروني فِي رَبِّي أَوْ قَالَ دِينِي شَكَّ الزَّعْفَرَانِي ُّ ثَكِلَتْ عُمَرَ أُمُّهُ إِنْ لَمْ يَغْفِرْ لَهُ رَبُّهُ.
قال الزجاجي: ((كع الرجل عَنِ الْأَمر فَهُوَ كاع إِذا تلكأ عَنهُ جبنا وفرقا)).

وفرات بن السائب ، قال ابن معين: ((ليس حديثه بشَيْءٍ)) ، وقال البخاري: ((تَرَكُوهُ، مُنكَرُ الحديثِ)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، منكر الحديث)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((متروك مهجور)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، ومسلم: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات وَيَأْتِي بالمعضلات عَن الثِّقَات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الاختبار)) ، وقال ابن عدي: ((عامة أحاديثه خاصة عن ميمون بن مهران، مناكير)).

[رواية أبي جعفر الباقر]
أخرج ابن شبة في "تاريخ المدينة" (917/3) عن عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَدَّ جَزَعُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُجْزِعُكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ إِسْلَامُكَ لَفَتْحًا، وَإِنْ كَانَتْ خِلَافَتُكَ لَيُمْنًا، وَلَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا» ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي أَتَشْهَدُ بِذَاكَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ» ، فَكَأَنَّهُ كَعَّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: نَعَمِ اشْهَدْ وَأَنَا مَعَكَ أَشْهَدُ، أَنَا مَعَكَ "
وعامر بن مدرك ، قال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وقال ابن حبان: ((ربما أخطأ)) ، وقال ابن حجر: ((لين الحديث)).

[رواية الهيثم بن حبيب]
أخرج أبو يوسف القاضي في "الاثار" (925) عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أُصِيبَ فَقَالَ: «أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ إِسْلَامُكَ عِزًّا، وَلَقَدْ كَانَتْ هِجْرَتُكَ فَتْحًا، وَوِلَايَتُكَ عَدْلًا، وَلَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَقَدْ وُلِّيتَ فَمَا اخْتَلَفَ فِي وِلَايَتِكَ اثْنَانِ» ، قَالَ عُمَرُ: أَتَشْهَدُ بِذَلِكَ قَالَ: فَكَعَّ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ نَشْهَدُ لَهُ بِذَلِكَ "
وأبو حنيفة ضعيف في الحديث ، وهذا مرسل.

والروايات في دخول ابن عباس على عمر حين وفاته ، وثنائه عليه ، وشهادته له ، دون تردد ، أصح ، وأكثر ، وهي ترد هذه الروايات الضعيفة ، والله أعلم.