ماذا تعرف عن دورها المشبوة؟ القاديانية... خنجر مسموم في ظهـر الأمـة الإسلاميـة


أحمد عبد الرحمن













أعاد التفجير الذي ضرب معبدين للطائفة القاديانية في ضاحيتي كرهي شاهوكي ومادل تاون بمدينة لاهور الباكستانية ظهر الجمعة قبل الماضية وما خلفه من مقتل 80 من هذه الطائفة المشبوهة، ملف هذه النحلة الخارجة عن إجماع أمة الإسلام إلى واجهة الأحداث مجددًا في ظل تحقيق هذه الطائفة مكتسبات عديدة خلال السنوات الأخيرة في معاقلها الرئيسة في الهند وباكستان أو في بعض البلدان الأفريقية والأوروبية.

وأكدت بيانات صادرة عن أجهزة الأمن الباكستانية أن أكثر من 3 مسلحين حاصروا المعبدين إبان تجمع القاديانيين وأمطروا من في المعبد بالرشاشات وبالقنابل فيما فجر مسلح ثالث سترة ناسفة أدت إلى مقتل هذا العدد، فضلا عن ضرب حصار على المعبدين قبل أن تتمكن الشرطة من فك الحصار وإلقاء القبض على المقاتلين المنتمين لحركة طالبان البنجاب بحسب بيان وزعته الحركة على وكالات الأنباء.

ويتردد بقوة داخل الساحة الباكستانية أن قيام زعماء هذه الطائفة بتقديم معلومات استخباراتية لجهات أمريكية حول تحركات قادة طلبان باكستان فضلاً عن اعتبار مرجعيات إسلامية باكستانية مؤيدة بقرارات من البرلمان الباكستاني عام 1974م هذه الطائفة خارجة عن الإسلام يقف بقوة وراء هذه التفجيرات، فمن المهم الإشارة إلى نقاط مهمة تشير إلى أن الفكر الضال والمنحرف لهذه الطائفة المشبوهة، وإلقاء الضوء على نشأة هذه الطائفة وأفكارها التي دعت مؤسسات إسلامية مثل مجمع البحوث الإسلامية في مصر ومجمع الفقه الدولي بالمملكة العربية السعودية، مؤتمر لرابطة العالم الإسلامية، إلى أن تجمع على أن هذه الطائفة لا تنتمي للإسلام من قريب أو بعيد، وأن أفكارها الضالة تجعل أنصارها مرتدين عن الإسلام ومخالفين للقرآن الكريم والسنة المحمدية الشريفة.

وقد جاءت نشأة هذه الطائفة على يد شخص هندي يدعى (ميرزا غلام أحمد القادياني)؛ نسبة إلى مدينة قاديان؛ حيث يزعم هذا الضال المضل سلسلة من الأفكار المريضة دارت في فلك إنكار أن الرسول [ هو خاتم المرسلين وفريضة الجهاد لدرجة أنهم اعتبروا الاستعمار البريطاني للهند ولي أمر المسلمين ويجب طاعته طاعة عمياء؛ وهو الأمر الذي لقي ترحيبًا ورعاية من المستعمر البريطاني حتى بعد خروجه من الهند.

أفكار مريضة

وينكر القاديانيون كذلك فريضة الجهاد ويرفضون الحج لمكة والمدينة، ويعدون قاديان هي قبلتهم ومقام حجهم، فضلاً عن الإدعاء زورًا وبهتانًا أن الله تعالى يصوم ويصلي وينام ويصحو ويصيب ويخطئ بل يجامع، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، بل إن الفكر المريض لزعيمهم (ميرزا) كان يتخيل الله أنه يتلقى الوحي من جبريل عليه السلام، وأن إلهة إنجليزي يخاطبه بالإنجليزية ويصدر إليه التوجيهات باللغة نفسها.

ويبيح القاديانيون شرب الخمر وجميع أنواع المسكرات والأفيون بل إنهم يزعمون المساواة بين جميع الديانات ويدعون أن الأديان كلها تتساوى لا فضل فيها للإسلام على اليهودية أو النصرانية، لدرجة أن قادتهم زعموا أن البابا (يوحنا بولس) سيدخل الجنة لإخلاصه في الدفاع عن النصرانية.

وقد حققت القاديانية نجاحات عديدة طوال السنوات الأخيرة في عدد من البلدان لدرجة أن أنصارها في الهند وباكستان زادوا على مليون مواطن، كما أن لهم أكثر من 346 معبدًا في جميع أنحاء العالم ولاسيما في أفريقيا وأوروبا، ويمتلكون مقرات هائلة في كل من بريطانيا و(إسرائيل) لدرجة أن قناة فضائية تنشر هذا الفكر الضال بأكثر من 16 لغة.

وواصلت هذه النحلة المشبوهة نجاحاتها؛ حيث اشترطت الحكومة الهولندية على الجالية المسلمة الاعتراف بالقاديانية بوصفها أحد المذاهب الإسلامية لإعطاء الجالية رخصة إذاعية، وهو الأمر الذي أجبر الجالية على الاستجابة القسرية سعيًا للحصول على الرخصة بحسب تأكيدات للدكتور مرزوق عبد الله الأستاذ بجامعة روتردام الحرة.

أرضية جديدة

وواصلت هذه الجماعة المشبوهة اكتساب أرضية في عدد من البلدان الأفريقية وعلى رأسها دول الغرب الأفريقي مثل (سيراليون) و(ساحل العاج) و(بوركينا فاسو) و(غانا) و(الكاميرون)، حيث استطاعت هذه الجماعة استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها مواطنو هذه الدول والصراعات العسكرية فيها وعلى رأسها دولة مثل سيراليون لاختراق أوساط المسلمين عبر الأموال الهائلة المرصودة لتمويل ودعم أنشطة القاديانية فضلاً عن الحديث الذي يدس السم في العسل عبر الزعم أنهم مسلمون وتبنون فكرًا مجددًا لم يألفه الكثيرون وهذا أمر قد يجعل بعضهم يقع في حبائلهم مستغلين الجهل الواضح لعدد كبير من مواطني هذه البلدان بالفكر المنحرف لهذه الفئة الضآلة، فضلاً عن إهمال الدول العربية والإسلامية للقارة الأفريقية؛ مما خلق نوعًا من الاستجابة لهذه الفرقة المشبوهة التي تتبع أساليب أقرب ما تكون لأساليب المنظمات التنصيرية.

دعم أمريكي

واستغلت هذه المنظمات الظروف التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الماضية الساعية لفرض هيمنة بعض الفرق المشبوهة عبر دعم أمريكي لها، وهو الدعم الذي حض عليه التقرير الصادر عن مركز (راندا) المقرب من (البنتاجون) بتبني ما يطلق عليه نموذج الإسلام المعتدل وروافده) مثل البهائية والقاديانية وبعض المذاهب المشبوهة، وهو دعم حدا بالقاديانية مثلا لمطالبة السلطات في مصر بالاعتراف بها شأنها شأن البهائيين.

صلات وثيقة

ولعل ما يؤكد الصلات الوثيقة بين الاستعمار بشكله القديم أو في زمن الحرب الاستباقية، السرعة التي أدانت بها الخارجية الأمريكية، الاعتداء على معبدي القاديانيين في لاهور وكيف شدد البيان الأمريكي على ضرورة تعقب القتلة وتقديمهم لمحاكمة فورية وبل الطلب إلى الحكومة الباكستانية ضرورة توفير الحماية لهذه الطائفة ومنع أي اعتداءات مستقبلية على معابدها، وهو أمر يشير بجلاء إلى تحول هذه النحلة الضالة إلي شوكة في خاصرة الأمة الإسلامية تسعى لتفكيك أوصالها عبر الفكر المنحرف والترهات عديمة القيمة وارتداء لباس الإسلام، وهو ما يدفع البعض للاقتناع بهم والإيمان بأفكارهم المضللة مستغلين ما يمتلكونه من إمكانيات مالية وإعلامية لدرجة أنهم يمتلكون صحفًا يومية ومجلات شهرية في أغلب دول الغرب الأفريقي مما يسهل لهم توصيل رسالتهم المشبوهة، فضلاً عن محاولة الدفع بعناصرهم إلى المناصب القيادية والمناصب الحساسة لدعم مشروعهم المشبوه.

وللأسف أن دول المنطقة العربية التي ظلت مغلقة في وجه هذه الطائفة المشبوهة لعقود طويلة بدأت تخفف من قيودها على هذه الفرقة المشبوهة لدرجة أنهم صاروا يجاهرون بنحلتهم المشبوهة مجاهرة فجّة ليلاً ونهارًا في بلدان مثل مصر والمغرب وليبيا وبعض بلدان الخليج العربي - طبعا بدعم أمريكي صريح - لدرجة أنهم طلبوا من الأزهر الشريف الاعتراف بهم كمذهب إسلامي، وناشدوا السلطات افتتاح مقرات لهم في المغرب ولبنان والجماهيرية الليبية، وهو ما أثار مخاوف من إمكانية الاستجابة لهم تحت وطأة الضغوط الأمريكية.

وتركز هذه الطائفة أنشطتها -لاستهداف شباب الأمة - في مناطق الكوارث الإسلامية، ففي سيراليون مثلاً والتي عانت من حرب أهلية طائفية وقع المسلمون فيها ضحية لهذه الفرقة المشبوهة التي استغلت المآسي الإنسانية، وعلى رأسها بتر الأعضاء؛ لاكتساب أنصار لها كما يشير الدكتور سليمان كمارا أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فريتاون وذلك عبر بناء مؤسسات تأهيل ليسهل لها إغراء المصابين باعتناق أفكارهم، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على العقيدة الإسلامية السنية في هذا البلد.

طابور خامس

ورغم خطورة هذا الفكر المشبوه المدمر على هوية الأمة الإسلامية وتأثيره المدمر، إلا أن التعامل معه عبر إستراتيجية أعمال العنف والقتل والتفجير لا يتناسب مع مبادئ ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم ولا ميراث سلفه الصالح فقد حضنا القرآن الكريم على التعامل مع هذه الفئة وفقا للآية الكريمة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فأعمال العنف والتفجير ستكون لها تداعيات سلبية وستجر علينا عواقب وخيمة، وتفتح الأبواب أمام عمليات قد يدفع أبرياء المسلمين ثمنًا باهظًا لها، وبل قد تستغلها هذه الطائفة للحصول على امتيازات في ظل النفوذ المتصاعد لها في عدد من الدول الإسلامية.

وهو الطرح الذي يؤيده الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية وأحد معدي التقرير الذي اعتبر هذه الطائفة مرتدة عن الإسلام ولا تمت له بصلة؛ حيث أوضح أن مواجهة هذه الفرقة الخارجة عن الإسلام يجب ألا تتم عبر عمليات القتل والتفجير، بل ينبغي التعامل معها بالحكمة والموعظة الحسنة وعبر الدخول في حوار مكثف وطويل مع أعضائها؛ لبيان مدى انحرافهم عن جادة الصواب وإنكار جماعتهم الضالة لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فضلاً عن العمل على اختراق الأجيال الجديدة من هذه الطائفة المشبوهة وتجفيف منابعها، وإرشادهم إلى مفاسدها ومفارقتها لجماعة المسلمين.

ولفت د.بيومي إلى أن الدور في اجتثاث هذه الفرق الضالة ينصب على الحكومات والأنظمة وأولي الأمر، حيث ينبغي جر هذه الفرقة إلى القضاء واستصدار أحكام ببعدها عن صحيح الإسلام كمرحلة أولى، ثم حظر أنشطتها وإغلاق مقراتها وتجميد أموالها التي أتت من خارج العالم الإسلامي لتذويب هوية الأمة وإنهاك قواها وضرب ثوابتها في مقتل.

واعتبر بيومي أن نشأة هذه الطائفة كانت تحت أعين أجهزة الاستخبارات الغربية والقوى الاستعمارية؛ حيث اعتمد الغرب على أعضائها كطابور خامس لوأد أية محاولات للوقوف في وجه إنكار فريضة الجهاد وتكريس ثقافة الخنوع وهو ما يسعي الغرب لتنفيذه في الوقت الحالي ليسهل له المقام في عدد من الدول الإسلامية مشيرًا لاحتفاء (إسرائيل) بهذه الفرقة؛ حيث يوجد ثاني أكبر معبد للطائفة في مدينة حيفا سعيًا لتنفيذ أجندة مدمرة، وهو ما ينبغي معه استنهاض همم جميع المسلمين لمواجهتها.

محاولات خبيثة

فيما نبه د. محمد رأفت عثمان العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر إلى مؤامرة جديدة تشنها هذه الطائفة لاكتساب عطف المسلمين ومحاول التسربل بلباس ديننا الحنيف، عبر إدخال تعديلات على فكرها المنحرف ولاسيما في قضايا حاسمة في إمكانية وجود رسول ووحي بعد نبينا الكريم [ ومسألة القبلة وإزالة أية أفكار تمس الذات الإلهية وهي محاولة خبيثة من أجل انتزاع اعتراف بأنه أحد المذاهب الإسلامية، وهو أمر ينبغي التصدي له بشكل حاسم.

ورغم أن د. عثمان يقر بفساد وضلال هذه الفرقة إلا أنه يرفض اللجوء للتفجير والقتل كسبيل لاستئصال شأفتها، فهذا مخالف لإجماع أئمة المسلمين، لما فيه من ترويع للآمنين واحتمالات وقوع ضحايا أبرياء قد لا تكون لهم أية صلات بهذا الفكر، ناهيك عن تحريم الإسلام لانتهاك حرمة الأرواح عموماً.

وانتقد د.عثمان تهاون بعض الدول الإسلامية مع مثل هذه الطوائف المشبوهة ووجود بعض المقرات لهذه الطائفة في بعض العواصم، مطالبًا بالحظر التام لأنشطة هذه الفرقة وإغلاق الصحف الناطقة باسمها في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فضلاً عن ضرورة قيام الجمعيات الخيرية الإسلامية بدور نشط في البلدان الأفريقية التي دخلتها هذه الفرقة الضالة؛ للتصدي لهذه الأفكار وتحذير المسلمين من عواقبها الوخيمة.



أتباع (القاديانية) في مصر يدعون للحج في المقطم وقبر مؤسس جماعتهم بالهند!

ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على مجموعة من أتباع الطريقة القاديانية، نسبت إليهم التحقيقات ممارسات وأفكار تخالف بشكل صريح الشريعة الإسلامية، ومنها اتخاذ مكان في منطقة المقطم لإقامة شعائر الحج، وإنكار الأحاديث النبوية، وعدم جواز الصلاة خلف المسلمين.

وذكرت صحيفة (المصري اليوم) التي نشرت الخبر أنه كان قد تم إلقاء القبض على أفراد المجموعة في أوائل أبريل الماضي، وأنها تهدف وفقا للتحقيقات الترويج لأفكار الطريقة المخالفة لصحيح الدين الإسلامي في أوساط مخالطيها؛ بقصد إثارة الفتن وازدراء الدين الإسلامي، وتكليفها عددا كبيرا من العناصر التي تم القبض عليها بنشر أفكار هذه الطريقة.

وأفادت مذكرة الاتهام بأن المجموعة نشرت أفكارا متطرفة، منها الادعاء بأن سيدنا محمدا[ ليس خاتم الأنبياء، وأن الوحي ينزل على مؤسس الجماعة ومن يخلفه.

ومؤسس الجماعة هو غلام أحمد القادياني، وتعتبره الطريقة المهدي المنتظر والمسيح الموعود، الذي سيبعث في نهاية الزمان من قبره بمدينة قاديان الهندية، كما تروج المجموعة أن فريضة الحج تكون لقبر القاديانى بالهند وليس إلى الكعبة المشرفة بمكة، إضافة إلى إنكار الأحاديث النبوية لكونها تخالف معتقدات الجماعة، وعدم جواز الصلاة خلف المسلمين، واقتصار صلواتهم على مساكن عناصر الجماعة بالمقطم، وتكفير كل من لا يؤمن بأفكار الطريقة القاديانية الأحمدية.

وتابعت المذكرة بأن فكر المجموعة يعتمد على مؤلفات مؤسس الجماعة واستخدام قناة (MTA) الفضائية في نشر هذا الفكر المغلوط.

وأضافت أن المجموعة تعتمد في تمويلها على التبرعات والاشتراكات الشهرية، وتعقد اللقاءات الأسبوعية في حي المقطم لأداء صلاة الجمعة داخل إحدى الشقق والاستماع إلى خطب أمير الجماعة الحالي عن طريق شبكة الإنترنت.

وأشارت التحقيقات إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على المجموعة، التي قسمت نفسها على مستوى الجمهورية.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا بدأت تحقيقات سرية مع المجموعة الأيام الماضية، وأفرجت عن بعض المتهمين، فيما أفرجت محكمة جنوب القاهرة عن 3، إلا أن أجهزة الأمن لم تفرج عنهم حتى هذه اللحظة.



ماذا تعرف عن النحلة القاديانية ودورها المشبوه؟

القاديانية حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية؛ بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص؛ حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة (الأديان) التي تصدر باللغة الإنجليزية.

وكان مرزا غلام أحمد القادياني 1839ـ 1908م أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية. وقد ولد في قرية قاديان من إقليم البنجاب في الهند عام 1839م، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، وهكذا نشأ غلام أحمد وفياً للاستعمار مطيعاً له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ؛ حتى يلتف حوله المسلمون وينشغلوا به عن جهادهم للاستعمار الإنجليزي. وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان غلام أحمد معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات.

وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند؛ حيث ناظره وأفحمه، وكشف خبث طويته، وكفره، وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً.

الأفكار والمعتقدات:

بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار، ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله، ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد [.

ويعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويكتب ويخطئ ويجامع، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

ويعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي؛ لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!! ويعتقد كذلك أن النبوة لم تختم بمحمد [، بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً، وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد، وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن حيث يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد، ويقولون إن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.

وفي شهر ربيع الأول 1394ه* الموافق أبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.

وبعد ذلك قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة؛ فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.

وللقاديانية علاقات وطيدة مع (إسرائيل) وقد فتحت لهم (إسرائيل) المراكز والمدارس، ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.

نشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصاً الثقافية منها، حيث إنهم مثقفون ولديهم كثير من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم (التلفزيون الإسلامي) يديرها القاديانيون فضلا عن امتلاكهم العديد من الموقع على الإنترنت المكتوبة باللغة العربية، تدعو إلى نحلتهم الباطلة.

ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: القاديانية طائفة كافرة؛ لأنها تثبت النبوة لمرزا غلام أحمد القادياني، وهذا كفر وضلال؛ لأن محمداً [ هو خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وليس بعده نبي؛ قال الله عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.

وثبت عن الرسول [ وتواتر عنه أنه قال: «أنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي»؛ فدعوى القاديانية أن مرزا غلام أحمد نبي، وأنه يوحى إليه، كفر بين وردة كبرى عند أهل العلم؛ فيجب الحذر منهم، وعدم إقرارهم حتى يستجيبوا لله والرسول، ويتوبوا من هذه العقيدة الباطلة.


وعليه فإن يجبه التأكيد أن القاديانية دعوة ضالة، ليست من الإسلام في شيء، وعقيدتها تخالف الإسلام في كل شيء، ويجب تحذير المسلمين من نشاطهم، بعد أن أفتى علماء الإسلام بكفرهم