من أقوال المستشرقين في الإسلام


محمد جميل زينو


1 - يقول الفيلسوف (برناردشو): إني أُكِنُّ كل تقدير لدين محمد؛ لحيويته، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقةً هائلة لملاءمته أوجُهَ الحياة المتغيرة، وصالحًا لكل العصور، لقد درست حياة هذا الرجل العجيب، وفي رأيي أنه يجب أن يُسمَّى "منقذ البشرية" دون أن يكون في ذلك عداء للمسيح، وإني لأعتقد أنه لو أتيح لرجل مثلِه أن يتولى حكم هذا العالم الحديث منفردًا لحالَفَه التوفيق في حل جميع مشاكله بأسلوب يُؤدي إلى السعادة والسلام اللذين يفتقر العالم إليهما كثيرًا.

إني أتنبَّأُ بأن الناس سيُقبلون على دين محمد في أوربا في المستقبل، وقد بدأ يَلقى القَبول في أوربا اليوم.

أمريكي يتحدث عن إسلامه:
هناك الكثير من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، ممن يبحثون عن سبل جديدة، إما عن طريق الإسلام، أو عن طريق الديانة المسيحية، أو عن طريق البوذية، أو الهندوسية، ويدرك الكثير من الأمريكيين أنهم بحاجة إلى إله، ولكن هناك القليل من المسلمين في أمريكا ممن يصرِّحون بأن الإسلام هو الطريق إلى الله، الطريق الذي اختاره الله لنا.

1 - لقد كان اهتمامي في البداية مكرسًا للديانة البوذية، ولسنوات مضتْ أردت أن أصبح راهبًا بوذيًّا، ولكن بعد دراستي للأديان المقارنة في الجامعة اتجهت نحو الدين الإسلامي، وبعد تخريجي من الجامعة سافرت إلى أوربا، ودرست في هولندا بصحبة صديقين، كان أحدهما طالبًا وهو أردني، وكان الآخر رجلًا كبيرًا في السن ذا مكانة مرموقة، لقد كان في ألبانيا وأمضى في هولندا مدة ثلاثين أو أربعين عامًا مكرسًا حياته لله، وبتأثير هذين الشخصين دخلت دين الإسلام غير مهتم بجمال هذا الدين، أو نقائه، أو فاعليته، بل مقتنعًا بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان في الحقيقة رسول الله، وإذا أعرضت جانبًا عن رسالة الله ورسوله فيُعرِض الله عني.

2 - لقد أمضيت السنين الخمسة الأخيرة قسمًا منها في أمريكا، وقسمًا آخر في العالم العربي، وتوصلت إلى نتيجة بأنْ أُحِبَّ الإسلام وأقدِّره، وآخذ بعين الاعتبار كيف أن هذا الدين يصور حياة الإنسان ويجعلها مقدسة مباركة.

وإنها لمأساة بأن أرى المجتمعات الإسلامية وقد فقَدتْ ثقتها بالإسلام، حيث إن شعوب تلك المجتمعات وحكومتها تحاول أن تقلِّد أمريكا والعالم الغربي، في الوقت الذي يصبح فيه الأمريكيون والعالم الغربي خائبي الأمل بتقاليدهم ومعتقداتهم ونظمهم.

إن الملايين من البشر في العالم يتطلعون إلى أمريكا من أجل الرشاد والهدى، في حين أن ملايين من الشعب الأمريكي مقتنعون بأن دولتهم أمريكا تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ويتوقع الكثيرون منهم دمارَ هذه الدولة في القريب العاجل.

3 - أما مسلمو أمريكا، منهم يؤمنون بالإسلام إيمانًا كبيرًا، وخاصة المتحولون (المهتدون) منهم، ولكننا بحاجة إلى المعرفة، وبجهلنا للمعرفة غالبًا ما نقوم بأعمال طائشة، وخطيرة أحيانًا، وذلك باسم الإسلام، وهناك القليل من الشعب الأمريكي ممن يعرفون كيف يُرشِدون إخوانهم، وفئة قليلة من المسلمين في المجتمعات التي تطبق الإسلام تذهب إلى أمريكا لتنشر الدين الإسلامي في العالم، في الحقيقة لا يُعمل كما يجب، وكثير من المرشدين المسلمين لا يذهبون إلى أمريكا لدعم قضية الله ودينه.


4 - أخيرًا: آمُلُ وأتوقع في السنين العشر القادمة أو نحوها، أن يصبح الطلاب الأمريكيون على اطلاع كبير بالمراكز التقليدية للثقافة الإسلامية، وآمل أن يجدوا هناك ولاءً قويًّا، وطاعة لله؛ ليعيشوا على هديهما، والحمد لله رب العالمين.