ما بين الإمامة والخطابة والتدريسفي الحرمين الشريفين-الحذيفي.. مسيرة حافلة مع كتاب الله





شيء ما في تلاوته وتجويده يجذبك إليه، وشيء ما في صوته يجبرك على الإنصات والخشوع.. لما حباه الله من صوت شجي طالما أبكى كل مَن استمع إليه، سواء في صلاة مكتوبة في المسجد النبوي الشريف، أم من خلال استماعك له وهو يرتل آيات الذكر الحكيم التي تأتيك عبر إحدى إذاعات الدول الإسلامية.. إنه صوت الشيخ د. علي الحذيفي، إمام المسجد النبوي الشريف وخطيبه، ذلك الصوت الذي ينزل على مسامعك بروحانيات عالية؛ لما امتاز به شيخنا من أداء فطري ينفذ من خلاله إلى القلوب فتزداد خشوعا وخضوعا لله رب العالمين.. في السطور الآتية إضاءة على مسيرة الشيخ د.علي الحذيفي.. أحد القراء في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي.


في طلب العلم

هو علي بن عبدالرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي، ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة؛ حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.

وكان والده حريصاً كل الحرص على تعليمه القرآن الكريم وعلومه؛ كي يصبح واحداً من حفظة التنزيل الحكيم؛ لذلك قرر الأب أن يصنع من ابنه رمزاً من رموز التلاوة، وأن يذلل طريقه إلى القرآن الكريم من أي صعوبات، فكانت البداية من كُتّاب القرية.

ومنذ التحق بكتّاب القرية، أظهر شغفاً مبكراً بحفظ ما يلقى على مسامعه من الآيات البينات، ولم يجد مشقة في ذلك، ولا سيما أن الكتّاب كان قريباً من البيت.. فضلاً عن الحرص الداخلي والاستعداد الفطري الذي أظهره في حفظ ما يتلى عليه، واستزادته الدائمة من شيوخه.

تلقى تعليمه الأولي في كتّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة.

وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.

واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي، وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط، إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.

حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها - قسم الفقة شعبة السياسة الشرعية - وكان موضوع الرسالة: «طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية.. دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية».

إمام وخطيب

عمل فضيلة الشيخ د. علي الحذيفي في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، كما قام بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم - قسم القراءات.

وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء، ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/6/1399هـ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ، ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ، وما زال يؤدي رسالته في الإمامة والخطابة بالمسجد النبوي الشريف.

وشارك فضيلة الشيخ د. علي الحذيفي في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، وله مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية.. منها:

< رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية.

< عضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

< عضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

ويعد فضيلة الشيخ د. علي الحذيفي أحد القراء في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي؛ حيث حباه الله صوتاً شجياً لا يملك من يصلي خلفه إلا أن يذرف دموعه مدراراً، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها، وقد أجيز في القراءات من عدد من كبار القراء وهم:


< الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات، وقد أجازه في القراءات العشر.

< الشيخ عامر السيد عثمان، إجازة برواية حفص، وقرأ عليه بالسبع ولم يكمل سورة البقرة بسبب وفاة الشيخ.

< الشيخ عبدالفتاح القاضي، قرأ عليه ختمة برواية حفص.

نال إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري.

ولفضيلة الشيخ د. علي الحذيفي حلقة في المسجد النبوي الشريف يدرس فيها الحديث والفقه، وله أيضاً بعض الكتب والمؤلفات.

- من مجلة الحج والعمرة.
منقول