قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك"
قال الفضيل ابن عياض رحمه الله:
"عليك بطريق الهدى وإن قل السالكون، واجتنب طريق الردى وإن كثر الهالكون"
قال الأوزاعي رحمه الله:
"عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول،
فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم"
قال السعدي رحمه الله :
"إنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق،
بل الواقع بخلاف ذلك، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً، الأعظمون -عند الله- قدراً وأجراً،
بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل، بالطرق الموصلة إليه.
قال ابن القيم رحمه الله:
"اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق وإن كان وحده،
وإن خالفه أهل الأرض،
فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم طالب للدليل محكم له، متبع للحق حيث كان وأين كان،
ومع من كان زالت الوحشة وحصلت الألفة..." (إعلام الموقعين:3/39.)،
وقال الامام ابن القيم: "وقالوا: من شذ شذ الله به في النار،
وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون،
وقد شذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا، فكانوا هم الجماعة
وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون
وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة"،
وقال أيضا: "وما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب الحوادث والبدع:
حيث جاء به الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد به لزوم الحق واتباعه،
وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا،
لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه،
ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم".
قال عمرو بن ميمون الأودى:
"صحبت معاذا باليمن، فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام، ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،
فسمعته يقول: عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة،
ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها،
فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة،
وصلوا معهم فإنها لكم نافلة،
قلت: يا أصحاب محمد، ما أدرى ما تحدثونا؟ قال: وما ذاك؟
قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها
ثم تقول: صل الصلاة وحدك، وهي الفريضة، وصل مع الجماعة وهي نافلة؟
قال: يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية، تدري ما الجماعة؟ قلت: لا،
قال: إن جمهور الجماعة: الذين فارقوا الجماعة،
الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك"
(إغاثة اللهفان: ص 74).
قال نعيم بن حماد:
"إن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل، وإذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد،
وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة"
وقال ابن القيم رحمه الله:
قال بعض السلف: ((عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين)).
ثم قال رحمه الله:
(وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عمن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك وقد ضربت لذلك مثلين فليكونا منك على بال:
المثل الأول:
رجل خرج من بيته إلى الصلاة لا يريد غيرها فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس فألقى عليه كلاما يؤذيه فوقف ورد عليه وتماسكا فربما كان شيطان الإنس أقوى منه فقهره ومنعه عن الوصول إلى المسجد حتى فاتته الصلاة وربما كان الرجل أقوى من شيطان الإنس ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول وكمال إدراك الجماعة فإن التفت إليه أطمعه في نفسه وربما فترت عزيمته فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي والجَمْز بقدر التفاته أو أكثر فإن أعرض عنه واشتغل بما هو بصدده وخاف فوت الصلاة أوالوقت لم يبلغ عدوه منه ما شاء.
المثل الثاني:
الظبي أشد سعيا من الكلب ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه).
- مدارج السالكين (21/1)