قصيدة للشيخ سليمان ابن سحمان فى توحيد العبادة

فإن الله جل جلاله ... أبان لنا الإسلام حقا لنهتدي
ونشكره لما هدانا إلى الهدى ... وقد صد عنه كل غاو ومعتد
فهبوا عباد الله من نومة الردى ... إلى الفقه في أصل الهدى والتجرد
ولا تشركوا بالله شيئا وجنبوا ... طرائق أهل الغي من كل ملحد
كمن كان يغدو للمقابر زائرا ... ويدعوهم في كل خطب ويجتدي
ويرجون غوثا في الشدائد عندما ... يلم بهم من حادث متجدد
ويرجون منهم قربة وشفاعة ... إلى الله ذي العرش العظيم الممجد
ويطلب منهم كشف كل ملمة ... وفي كل كرب فعل أهل التمرد
ويطلب من أهل المقابر كل ما ... يؤمله من كل خطب ومقصد
وينسون ربا واحدا جل ذكره ... إلها عظيما قادرا ذا تفرد
فيا أيها الراجي سلامة دينه ... عليك بتقوى الله ذي العرش تهتد
وإياه فارغب في الهداية للهدى ... لعلك أن تنجو من النار في غد
وكن باذلا للجد والجهد طالبا ... وسل ربك التثبيت أي موحد
وإن رمت أن تنجو من النار سالما ... وتحظى بجنات وخلد مؤبد
وروح وريحان وأرغد حبرة ... وحور حسان كاليواقيت خرد
فحقق لتوحيد العبادة مخلصا ... بأنواعها لله قصدا وجرد
وأفرده بالتعظيم والخوف والرجا ... وبالحب والرغبى إليه ووحد
وبالنذر والذبح الذي أنت ناسك ... ولا تستغث إلا بربك تهتد
ولا تستعن إلا به وبحوله ... له خاشيا بل خاشعًا في التعبد
ولا تستعن إلا به لا بغيره ... وكن لائذا بالله في كل مقصد
إليه منيبا تائبا متوكلا ... عليه وثق بالله ذي العرش ترشد
ولا تدع إلا الله لا شيء غيره ... فداع لغير الله غاو ومعتد
وكن خاضعا لله ربك لا لمن ... تعظمه واركع لربك واسجد
وصل له واحذر مراءاة ناظر ... إليك وتسميعا له بالتعبد
وجانب لما قد يفعل الناس عند من ... يرون له حقا فجاؤوا بمؤيد
يقومون تعظيما ويحنون نحوه ... ويومون نحو الرأس والأنف باليد
وهذا سجود وانحنا بإشارة ... إليه بتعظيم وذا فعل معتد
إلى غير ذا من كل أنواعها التي ... بها الله مختص فوحده تسعد
وفي صرفها أو بعضها الشرك قد أتى ... فجانبه واحذر أن تجيء بمؤيد
وهذا الذي فيه الخصومة قد جرت ... على عهد نوح والنبي محمد
وذا كله معنى شهادة أنه ... إله الورى حقا بغير تردد
فحقق لها لفظا ومعنى فإنها ... لنعم الرجا يوم اللقا للموحد
هي العروة الوثقى فكن متمسكا ... بها مستقيما في الطريق المحمدي
فكن واحدا في واحد ولواحد ... تعالى ولا تشرك به أو تندد
وقد بعث الله النبي محمدا ... بإخلاص هذا الدين للمتفرد
وتكفير عباد القبور ومن على ... طريقتهم من كل غاو ومعتد
فكن سالكا في منهج الحق والهدى ... لتنجو من حر الجحيم المؤبد
وهذا اعتقاد للأئمة قبلنا ... ذوي العلم والتحقيق من كل مهتد
كمثل الإمام الشافعي وأحمد ... ومالك والنعمان من كل سيد
وأصحابهم من كل حبر وجهبذ ... وأتباعهم أهل التقى والتجرد
ونحن على منهاجهم واعتقادهم ... نسير ولا نألو اجتهادا ونقتدى
بحول إله العرش جل جلاله ... وتوفيقه والله بالخير يبتدي
ونبرأ من كل ابتداع مخالف ... لأهل الهدى من قول كل ملدد
ومن دين عباد القبور جميعهم ... ومن كل جهمي كفور وملحد
ونبرأ من دين الخوارج إذ غلوا ... بتكفيرهم بالذنب كل موحد
وظنوه دينا من سفاهة رأيهم ... وتشديدهم في الدين أي تشدد
ومن كل دين خالف الحق والهدى ... وليس على نهج النبي محمد
فيا أيها الناس اسمعوا وتفطنوا ... جميعا لما قد قلته في المنضد
فإن كان حقا واضحا وعلى الهدى ... كما هو معلوم لدى كل مهتد
عليه من الحق المبين دلائل ... تلوح وتبدو جهرة للموحد
ففيئوا إلى دين الهدى وذروا الهوى ... ولا تتبعوا آراء كل ملدد
يرى الدين في أقوال من ضل واعتدى ... وزاغ عن السمحاء من قول أحمد
ألا فأفيقوا وانظروا وتفكروا ... فما مبصر في الدين يوما كأرمد
وليس أخو جهل كمن كان عارفا ... ولا آمن في دينه كالمقلد
ونحن على ما قد أبنا من الهدى ... نجاهد ما عشنا ونهدي ونهتدي
ونبذل في إظهار دين محمد ... نفوسا وأموالا بغير تردد
ولو تلفت منا النفوس بأسرها ... وباد جميع المال من كل أتلد
وطارفه حتى يفيئوا إلى الهدى ... ويظهر دين الله جهرا لمهتد
فإن لم يكن حقا لديكم وواضحا ... وليس على الدين القويم المحمدي
فهاتوا دليلا من كتاب وسنة ... ومن قول أصحاب النبي محمد
وأتباعهم والتابعين على الهدى ... وكل إمام حافظ ومسدد
وحاشا وكلا ما إلى ذاك مسلك ... يجيء به من زاغ عن دين أحمد
وما هو إلا في مهامه تائه ... بريء من الإسلام غاو ومعتد
ويا من على دين النبي محمد ... ذوي الحق من بدو وسكان أبلد
وأعني بذا سكان نجد ومن على ... طريقتهم من كل هاد ومهتد
تعالوا بنا نحيي رياضا من الهدى ... ونعمر أركانا لدين محمد
عفت وانمحت في كل قطر وموطن ... ولم يبق إلا من على دين أحمد
فأنتم على السمحاء باد يقينها ... موضحة معلومة للموحد
فعضوا عليها بالنواجذ واصبروا ... فأنتم حماة الدين في كل مشهد
وأنتم على الدين الحنيفي والهدى ... وغيركمو لا شك بالجهل مرتد
فيا أيها الإخوان جدوا وشمروا ... لنصرة دين الله بالمال واليد