هل حققنا معنى العقيدة أولاً؟


هل وصلْنا إلى يقين {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، و﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]؟!

هل بتْنا نُوقن حقًا "أنَّه لن تَمُوتَ نفسٌ حتى تستكمل رِزْقها وأجَلَها"؟!

هل آمنْتَ صدقًا أنَّ "ما أصابك لم يكن لِيُخْطِئك، وأن ما أخطأك لم يكن لِيُصِيبك"؟!

هل تحسب حسابَ اليومِ الآخر في قولك وفعلك؟!

لقد رفعْنا شعارَ حفظ المتون، ولم نعتصم -كذلك - براية {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ} [التوبة: 105]!!

لقد بلَغ منَّا الهُدي الظاهرُ مبلغًا عظيمًا، لكن الهُدي الباطن يَشتَكِينا إلى ربه!!!

كيف ربَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه على العقيدة؟!!

إن عبارات الإمام أحمد رحمه الله كما كانت خيرَ دواءٍ لِدَاءِ فتنةِ خلْق القرآن، أعطى - هو نفسه - مثالاً حيًّا، وتجسيدًا عمليًّا كيف تكون ترجمة العقيدة على أرض الواقع.

إن أعظم كتاب في العقيدة هو القرآن الكريم، فهلَّا تعلَّمْنا أسمَى معاني العقيدةِ منه.

أحسب أن الصحوة الإسلامية لم تُفعِّل معنى العقيدة أوَّلًا كما ينبغي أن تكُون!!

ألا تأسَّيتَ أيها الأبُ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُطعم عبد الله بن عباس بأصول العقيدة: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ....».

هلَّا أسهَبْتَ أكثرَ وأكثر - أيُّها العالِم - في تبيان مظاهر العقيدة على أرض الواقع، جنبًا إلى جنب مع بيان الأسماء والصفات، والفِرَق الضالة، فيكون نورًا على نور.

إن شعارات حوار الأديان "الكاذبة" لم تكُن لِتُرْفَع لو كان الولاء والبراء يَعرفه العامَّة قبْل الخاصَّة!!!

إن الأصل الأصيل، والركن الركين للتغيير هو العقيدة، فلماذا لم يَحدث التغيير؟!! أترانا حّقًّا حقَّقْنا معنى العقيدة أوَّلًا؟!!!

منقول