مختارات من كتاب :المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية للعلامة بكر أبو زيد


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, كتاب: " المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية " وقد يسر الله الكريم لي فقرأت الكتاب, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.
أسماؤها العامة:
" المدارس الأجنبية " ويقال: " الإفرنجية " و " الغربية " و " الحديثة " و " العالمية " ويسميها بعض علماء المسلمين: " المدارس الاستعمارية " وهذا من باب التسمية بالغايات والمقاصد,...ولقبه ا أنور الجندي بلقب: " الخنجر المسوم " وعنون به كتابه: " الخنجر المسوم الذي طعن به المسلمون ", ولقبها الأستاذ عبدالعزيز الثنيان بلفظ: " السيوف الخفية " وأرى أن اسمها بلا مواربة: " المدارس الكفرية " [ص:30_31]
برامج المدارس الاستعمارية وإداراتها وأستاذتها:
لما كان هناك أهداف من وراء فتح المدارس الاستعمارية في بلاد المسلمين, فليس غريباً أن تُتّخذ التدابير اللازمة, والضمانات الكافية, لتحقيق تلكم الأهداف والغايات, ولهذا وجهوا العناية إلى الآتي:
1-برامج التعليم فيها ومناهجها هي المتبعة في بلادها, وعلى اتصال دائم بخطط التعليم القومي الديني في بلادها.
2- الابتعاد في مناهج هذه المدارس الاستعمارية عن المناهج الرسمية للبلد المسلم التي تُفتحُ فيها, لأن التقيد بها يفقدها عنصراً أساساً في صفتها التبشيرية, ولهذا تشتد مطالبتها بجعل التعليم حُرّاً.
3- اختيار المدرسين الذين على مللهم ونحلهم علماً وتطبيقاً من القسس والرهبان وغيرهم من الكفرة والملاحدة.
4- رصد أضخم ميزانية في العالم لمواجهة الإسلام من طرق شتى, أهمها ما يصرف على المدارس والجامعات ورياض الأطفال.[ص:48]
وسائل الإغراء في التعليم الاستعماري:
لفظاعة الأهداف والغايات الإفسادية في المدارس الاستعمارية, وعظيم نكايتها بالمسلمين بين الإلحاد والإباحية, لبسوا لها المسوح من اللين, وأفاضوا بغشاوة على أبصار المسلمين, وخادعوا بصائرهم, وأتقنوا فنَّ الخداع والمكر, إنها وداعة الأفعى في صور العلم والحضارة والتقدم والثقافة, ثم سياسية الانفتاح والخلط والعمولة, فهرع إليها جهال المسلمين, وفسقتهم ومُراقهم, ولذا صارت الإغراءات بها في مرحلتين:
المرحلة الأولى: وسائل إغراء هي بمثابة: "بطاقة الدخول " للمدارس الأجنبية _ نظام التعليم الغربي _ في البلاد الإسلامية. فأُنشئت باسم أنها:
1-مدارس تثقيفية تهذيبية تهدف إلى التثقيف العام وتنوير الأذهان.
2- ولنشر العلوم الحضارية بين المسلمين.
3- وإقناع الناس بأنها نماذج متقدمة للثقافة والعلوم وتعلم اللغات
4- إيهام الناس بأنها رفيعة المستوى فيلهثون وراءها مصابين بداء الغرور والاستعلاء
5- وباسم مكافحة ما يعانيه المسلمون من الجهل والتخلف.
6- وباسم تعليم أولاد الجاليات.
7- ورصد الأموال الطائلة لها وبذلها.
المرحلة الثانية: وسائل إغراء هي بمثابة: بطاقة دخول أولاد المسلمين فيها.
اتخذ أعداء الله وسيلتين لضمان الإقبال عليها ودفع أولاد المسلمين إليها, وهما:
1-جعلها وسيلة للرزق من ناحية جعل الأولوية للمتخرجين منها في الوظائف.
2- أكسبوها مكانة اجتماعية تفوق مكانة الدارسين في المدارس الحكومية أو الخاصة ولهذا يلقب المنتسبون إليها بالطبقة الجديدة والطبقة المعاصرة والطبقة المتطورة[50]
أهداف نشر التعليم الأجنبي بين المسلمين:
إن الأمة الإسلامية هي الأسوة الحسنة لأهل الأرض, فإذا ما داخلها التعليم الأجنبي عنها, فإنه سيصيبها في غربة في دينها, وغياب في أخلاقها, ولغتها, وآدابها, واحتقار لتاريخها في ماضيها وحاضرها, وانشطار في وحدتها وآليات حياتها, وفرقة بعد اجتماع, وخلافٍ بعد وفاق.
وتسلُّم قيادتها من جيل جديد, هو على الأقل: إسلامي في الاسم, وعقد النكاح, وتسجيل المواليد, أجنبي في اللسان, والذوق, والرأي, والتفكير, يسهم في قتل روح أمته وفي طمس جوهرها.
ألا إن هذه الموجة الطاغية التي اجتالت العالم الإسلامي جلب: " التعليم الأجنبي " لثقيف ناشئتها هي في الحقيقة مؤامرة على الدين والأخلاق والمروؤات واللغة والتاريخ
إن الوليد المسلم الذي يرمى به أبواه في أخضان هذه المدارس الاستعمارية:
إما أن يخرج مسلماً خواء مفرغاً من مقوماته من حيث لا يشعر مشحوناً بمقومات غيره في دينه وثقافته, يستخدمونه لأغراضهم وغاياتهم.
وإما ردة إلى دين باطل كالنصرانية.
وإما ردة إلى غير دين: " اللادينية " نعوذ بالله من ذلك, ونسأله الثبات على الإسلام.
إن علي أولياء الأولاد أن يتقوا الله في أنفسهم, وفي أولادهم, فلا يدفعوا بهم إلى هذه المدارس, التي تصدهم عن دينهم, وتمرض أخلاقهم, وتوهن عقيدتهم, وأن كل تهذيب بلا إسلام فلا خير فيه, وكل تأديب من غير تقوى الله لا أثر له [54_58_29]
نماذج من أقوال العلماء وبيانتهم وفتاويهم عن المدارس الاستعمارية:
في صحفية الفتح الإسلامية لمحب الدين الخطيب محاضرة بعنوان: " المدارس التبشيرية " جاء فيها:
فحرام أن يُسلم الوالد ولده والأخ أخاه إلى المدارس التبشيرية, لتأخذه عدة سنوات, ثم بعد حين ترده إلى أهله وأمته وبلاده ولداً مزيفاً, ما كان فيه قد أُذ منه, وما أُعطيه ففاسد لا جدوى منه ولا منفعة.
وقال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى: أخرجت هذه المدارس من أبنائنا أعداء لنا, وأعواناً لعدونا.
قال الشيخ حسن مشاط رحمه الله تعالى, وهو من علماء المسجد الحرام: أفيقوا أيها الأولياء, استيقظوا من نوم الغفلة, وارجعوا إلى ربكم الجليل, ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار, واعلموا أنكم إذا سمحتم لأولادكم بدخول تلك المدارس فقد سمحتم لهم بدخول الكنائس وشهود طقوس الكفر, وسماع الطعن في دين الإسلام, وبكل ما تنهى عنه الشريعة الغراء, وتأباه الفضيلة الإنسانية.

وتنبهوا أنكم بذلك آثمون في حق الله تعالى وحق دينكم وأمتكم وحق أولادكم وعشيرتكم, عاصون لله ولرسوله أشد العصيان مخالفون بذلك ما أوجبه الله عليكم نحو أولادكم من تعليهم التعاليم الإسلامية وصونهم من كل ما يخالف ذلك.
وقال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى: يجب الحذر والتحذير من دخول المدارس الأجنبية التي تدرس فيها العلوم الضارة...فكيف يرضى من عنده دين وعقل أن يضع ولده وفلذة كبده ويسلمه لمدارس أجنبية قد عُلِم عداؤها لدين الإسلام...ولم تؤسس إلا لصد الناس عن دين الله وتوحيده ؟ [ص:72]