تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت

  1. #1

    افتراضي من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت

    ورد من حديث أبي هريرة ، وكعب بن عجرة ، وعبد الله بن عمر ، وأنس بن مالك ، وعمر بن الخطاب.

    [حديث أبي هريرة]

    رُوي من طريق أيوب السختياني ، واختُلف عليه:
    - فرواه رياح بن عمرو القيسي ، عنه ، عن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا رَمَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا، قُلْنَا: لَوْ أَنَّ ذَا الشَّابَّ جَعَلَ نَشَاطَهُ وَشَبَابَهُ وَقُوَّتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَمِعَ مَقَالَتَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَمَا سَبِيلُ اللَّهِ إِلَّا مِنْ قَتْلٍ؟ مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى مُكَاثِرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ»
    أخرجه البزّار (9879) ، والطبراني في "الأوسط" (4214) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (196/6) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8338) ، (9892) ، وفي "السنن الكبرى" (17824) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (439) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (82).
    قال البزّار: ((وهذا الحديثُ لا يروى , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , ولَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عن أيوب إلإ رباح بن عمرو , ولَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عن رباح إلا أحمد بن يونس)).
    وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ إِلَّا أَيُّوبُ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا رَبَاحُ بْنُ عَمْرٍوالْقَيْس ِيُّ، لَا يُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ)).
    وقال أبو نعيم: ((تَفَرَّدَ بِهِ رِيَاحٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي ِّ)).
    وقال الذهبي في "المهذب" (3533/7): ((سمعه أحمد بن يونس منه، وهو حديث غريب، قال أبو داود: رياح رجل سوء)).

    ورياح بن عمرو القيسي ، قال أبو زرعة: ((صدوق)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((من عُبَّادِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَزُهَّادِهِمْ)) ، وقال أبو داود: ((كان رجل سوء، هو، وأبو حبيب، وحيان الجُريري، ورابعة أربعتهم في الزندقة)) ، وقال الذهبي: ((قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، كَثِيْرُ الخَشْيَةِ وَالمُرَاقَبَةِ )) ، وقال أيضاً: ((هو من زهاد المبتدعة بالكوفة)).

    - ورواه عبد الوهاب الثقفي ، عنه ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عن النبي به.
    أخرجه الحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (160).

    - ورواه معمر بن راشد ، عن أيوب ، عن النبي به.
    أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9578).

    - ورواه إسماعيل بن علية ، عن أيوب قال: نُبِّئْتُ أَنَّ...فذكره.
    أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (488) عن مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ به.
    ومحمد بن الفضل ، جاء في "تنبيه الغافلين" (ص23) أنه ((مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَخْنَفَ)) ، وجاء في "بحر العلوم" (11/1) له أن كنيته أبو جعفر ، وهو شيخ للسمرقندي ، أكثر عنه في كتبه. وقال الذهبي في "السير" (323/16) ، وفي "التاريخ" (420/8) في ترجمة أبي الليث السمرقندي: ((يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ بنِ أُنيفَ البُخَارِيِّ)) ، ولم أجد من ترجمه.
    ومحمد بن جعفر الكرابيسي ، مجهول كذلك.

    قلت: وصله منكر ، والصواب إرساله.

    وأخرج إسحاق بن راهوية في "مسنده" (350/1) عن حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَرَاحِلَتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ أَرْجَفَتْ إِذْ مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِجِمَالٍ سِمَانٍ وَهُوَ يَرْتَجِزُ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ كَانَ نَشَاطُ هَذَا وَقُوَّتُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ نَشَاطُهُ وَقُوَّتُهُ رَدًّا عَلَى أَبَوَيْهِ لِيُعِفَّهُمَا وَيَكُفَّهُمَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ رَدًّا عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ»

    وسليمان بن كيسان ، ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وروى عنه جمع من الثقات ، فالظاهر أنه مستور الحال.
    وهارون بن راشد ، لم يسمع من أبي هريرة ، وهو كذلك مجهول لم يرو عنه سوى سليمان بن كيسان. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (222/8) ، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" (89/9): (([روى] عَمَّن حَدَّثَهُ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ)) ، ثم قال أبو حاتم: ((مجهول)) ، وقال الذهبي في "الميزان" (283/4): ((روى عن تابعي عن أبي هريرة.مجهول)).

    [حديث كعب بن عجرة]
    أخرج الطبراني في "الكبير" (282) ، وفي "الأوسط" (6835) ، وفي "الصغير" (940) ، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص163) ، عن مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، نَا هَمَّامٌ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ»

    قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَكَمِ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلَّا هَمَّامٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَلَا يُرْوَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ))

    وإسماعيل بن مسلم المكي ، قال أحمد: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن المديني: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال أبو داود: ((ضعيف)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، مختلط ، ليس بمتروك، يكتب حديثه)) ، وقال أبو زرعة: ((ضعيف الحديث)) ، وقال النسائي ، والدارقطني: ((متروك)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس بثقة)) ، وقال ابن حبان: (( ضعيف يروى المناكير عن المشاهير ، ويقلب الأسانيد)).

    [حديث عبد الله بن عمر]
    رُوي من طريق الأعمش ، واختُلف عليه:
    - فرواه شريك بن عبد الله النخعي ، عنه ، عَنْ مَغْرَاءَ أبو المخارق الْعَبْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ فَعَجِبُوا مِنْ خَلْقِهِ، فَقَالُوا: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِبْيَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعُفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "
    أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2305) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7469) (8337) ، وفي "السنن الكبرى" (1574) ، وفي "السنن الصغير" (2895).

    - ورواه أبو معاوية الضرير ، وجرير بن عبد الحميد ، عنه ، عن أبي المخارق به مرسلاً.
    أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2618) ، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (316) ، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (19).

    قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1981): "وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكيم ، عَنْ شَريكٍ ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِقِ العَبْدِي، عَنِ ابْنَ عُمر؛ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رجلٌ ضَخْمٌ لَهُ خَلْقٌ وجسمٌ، فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ فِي سبيلِ الله! فأُخبر النبيُّ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَكِدُّ عَلَى أَبَوَيْهِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟
    فَقَالا: ((هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يقولون: عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِق؛ أنَّ النبيَّ ؛ مُرسَلً ؛ وهذا الصَّحيح.))
    قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمّن هُوَ؟
    قَالا: ((مِن شَريك))"

    وقال الدارقطني في "العلل" (2853): ((يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
    فَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ الأعمش، عن مغراء، عن ابن عمر.
    ورواه غيره عن الأعمش، عن أبي المخارق مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمرسل أشبه))

    [حديث أنس بن مالك]
    أخرج الطبراني في "الأوسط" (8630) عن اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أُسَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّاعِي عَلَى وَالِدَيْهِ لِيَكُفَّهُمَا أَوْ يُغْنِيَهُمَا عَنِ النَّاسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى زَوْجٍ أَوْ وَلَدٍ لِيَكُفَّهُمْ وَيُغْنِيَهِمْ عَنِ النَّاسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالسَّاعِي عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا وَيَكُفَّهَا عَنَ النَّاسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالسَّاعِي مُكَاثَرَةً فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ»
    قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ إِلَّا إِسْحَاقُ بْنُ أُسَيْدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: اللَّيْثُ، وَلَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ)).

    وإسحاق بن أسيد ، قال أبو حاتم: ((شيخ خراساني ليس بالمشهور ولا يشتغل به)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((مجهول)) ، وقال المنذري: ((لا يُحتج به)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((كَانَ يخطئ)) ، وتعقّب الذهبي ، قول أبي حاتم فقال : ((حدث عنه يحيى بن أيوب والليث، وهو جائز الحديث)) ، وقال أيضاً: ((بَلْ هُوَ صَالِحُ الأَمْرِ)) ، وقال ابن حجر: ((فيه ضعف)).

    وعبد الكريم ، ذهب الطبراني إلى أنه ابن مالك الجزري ، وهذا غريب ، فإن الجزري ، رأي أنس بن مالك ، ولم يذكروا له سماعا منه ، وهو يدخل بينهما البراء ابن بنت أنس بن مالك ، ولم يذكروا أنه روى عنه إسحاق بن أسيد.

    والظاهر أنه البصري العقيلي ، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (89/6) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (60/6) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (129/5) ، وقال: ((لَا أدرى من هُوَ وَلَا بن من هُوَ)) ، فهو مجهول.

    وأخرج البيهقي في "السنن الكبرى" (15741) عن أَبي عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّعِيرِيُّ، نا مَحْمَشُ بْنُ عِصَامٍ، نا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكًا فَمَرَّ بِنَا شَابٌّ نَشِيطٌ يَسُوقُ غُنَيْمَةً لَهُ فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ شَبَابُ هَذَا وَنَشَاطُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنْهَا فَانْتَهَى قَوْلُنَا حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا قُلْتُمْ؟ " قُلْنَا: كَذَا وَكَذَا قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى عِيَالٍ يَكْفِيهِمْ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

    قال الذهبي في "المهذب" (3081/6): ((هذا حديث غريب)).
    وأبو الطيب الشعيري ، شيخ للحاكم ، مجهول الحال.
    ومحمش بن عصام ، أخرج له الحاكم في "المستدرك" ، وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" (628/6) ، وقال: ((روى عنه عَمْرو بْن عَبْد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بْن عَبْد الله، وجماعة من أَهْل بلده)) ، فالظاهر أنه مستور الحال.

    [حديث عمر بن الخطاب]
    أخرج الخطيب في "المتفق والمفترق" (321/1) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (83) عن عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ، قثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ، فَأَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، فَرَأَيْتُ شَابًّا أَعْجَبَنِي شَبَابُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ شَابٍّ لَوْ كَانَ شَبَابُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، فَلَعَلَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ لَا تَشْعُرُ.
    ثُمَّ جَاءَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا شَابُّ، هَلْ لَكَ مَنْ تَعُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: أُمِّي، فَقَالَ: الْزَمْهَا، فَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهَا الْجَنَّةَ.
    وَقَالَ: مَنْ سَعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا عَنِ النَّاسِ، فَهُوَ شَهِيدٌ "
    وقد وقع سقط في إسناد الخطيب.

    وهذا إسناد منكر ، علي بن أحمد بن النضر ، قال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وإبراهيم بن شيبان الكوفي ، ترجم له الخطيب في "المتفق والمفترق" (321/1) ، وفي "غنية الملتمس" (ص114) ، ولم يذكر من الرواة عنه سوى علي بن أحمد بن النضر ، فهو مجهول. وقد تفرد به عن عبد الله بن نمير ، وهو إمام ثبت حجة ، ولا يُقبل تفرده.

    والله أعلم.
    طويلب علم

  2. #2

    افتراضي رد: من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت

    [حديث أنس بن مالك]
    وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (300/6) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (172/21) ، عن أحمد بن محمد العمي ، وأخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (1985) ، عن قاسم بن عثمان الجوعي ، كلاهما عن أَبُو رَوْحٍ سَعِيدُ بْنُ دِينَارٍ ثَنَا الرَّبِيعُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «*لَيْسَ *الْجِهَادُ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ إِنَّمَا الْجِهَادُ مَنْ عَالَ وَالِدَيْهِ وَعَالَ وَلَدَهُ فَهُوَ فِي جِهَادٍ، وَمَنْ عَالَ نَفْسَهُ يَكُفُّهَا عَنِ النَّاسِ فَهُوَ فِي جِهَادٍ»
    ووقع عند الشجري ، "أبو روح سعيد بن وليد" ، وهو خطأ ، والصواب أنه ابن دينار.

    وأبو روح سعيد بن دينار ، قال أبو حاتم: ((مجهول)) ، وقال العقيلي: ((لا يتابع على حديثه وليس بمعروف بالنقل)).
    والحديث أورده أبو نعيم في ترجمة "الرَّبِيعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بَرَّةَ" ، بينما جاء في رواية الشجري أنه "الربيع بن صبيح" ، وقال ابن أبي حاتم في ترجمة "سعيد بن دينار": ((روى عن الربيع بن صبيح)) ، فالظاهر أنه ابن صبيح.
    والربيع بن صبيح سئ الحفظ.
    طويلب علم

  3. #3

    افتراضي رد: من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت

    [حديث أبي أمامة]
    وأخرج الطبراني (7897) ، ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" (1986) ، عن مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجَهَّزُوا إِلَى هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا يَعْنِي خَيْبَرَ، فَإِنَّ اللهَ فَاتِحُهَا عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَلَا يَخْرُجَنَّ مَعِي ضَعِيفٌ وَلَا مُضَعَّفٌ» . فَانْطَلَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَ: جَهِّزِينِي، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَنَا بِالْجَهَازِ لِلْغَزْوِ، فَقَالَتْ: تَنْطَلِقُ وَتَتْرُكُنُي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنِّي مَا أَدْخُلُ الْمِرْفَقَ، إِلَّا وَأَنْتَ مَعِي، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَتْ ثَدْيَهَا فَنَاشَدَتْهُ بِمَا رَضِعَ مِنْ لَبَنِهَا، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: «انْطَلِقِي فَقَدْ كُفِيتِ» . فَأَتَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا لِشَيْءٍ بَلَغَكَ، قَالَ: «*أَنْتَ *الَّذِي *تُنَاشِدُكَ *أُمُّكَ، *وَأَخْرَجَتْ ثَدْيَهَا تُنَاشِدُكَ بِمَا رَضَعْتَ مِنْ لَبَنِهَا، فَلَمْ تَفْعَلْ، أَيَحْسَبُ أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ عِنْدَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهُمَا أَنْ لَيْسَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ بَلَى هُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِذَا بَرَّهُمَا وَأَدَّى حَقَّهُمَا» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «لَقَدْ مَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَتَيْنِ مَا أَغْزُو حَتَّى مَاتَتْ».

    وأبو عبد الملك علي بن يزيد الألهاني ، ضعيف.
    قال ابن معين: ((علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة هي ضعاف كلها))
    وقال أبو حاتم: ((أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة ليست بالقوية هي ضعاف)).

    والله أعلم.
    طويلب علم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •