1445 - " إني سألت ربي عز وجل فقلت : اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي، فأنزلني أحب
الأرض إليك، فأنزلني المدينة ".
موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/277 - 278 ) من طريق الحسين بن الفرج : حدثنا محمد بن عمر :
وحدثني الضحاك بن عثمان : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير : سمعت عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه قال :
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، وهو واقف على راحلته، وهو
يقول :
" والله إنك لخير الأرض وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت "
. قال : فقلت : يا ليتنا لم نفعل، فارجع إليها فإنها منبتك ومولدك، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم... " فذكره.
أخرجه الحاكم في ترجمة الحارث بن هشام هذا رضي الله عنه، وسكت عن إسناده، هو
والذهبي، وهو إسناد هالك، آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي، فإنه كذاب،
كما قال غير واحد من الأئمة، على أن الراوي عنه الحسين بن فرج قريب منه، فقد
أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" قال ابن معين : يسرق الحديث ".
وقال في " الميزان " :" قال ابن معين : كذاب يسرق الحديث، ومشاه غيره، وقال أبو زرعة : ذهب حديثه ".
قال الحافظ في " اللسان " :
" قوله : مشاه غيره، ما علمت من عنى ".
ثم نقل عن جمع آخر من الأئمة تضعيفه، وعن أبي حاتم أنه تركه.
والحديث له طريق أخرى عند الحاكم أيضا ( 3/3 ) عن موسى الأنصاري : حدثنا سعد
ابن سعيد المقبري : حدثني أخي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره، وقال :
" رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري ".
وتعقبه الذهبي بقوله :
" لكنه موضوع، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة، وسعد ليس بثقة ".
قلت : تعصيب الجناية بأخيه عبد الله أولى، فإنه أشد ضعفا من سعد، وقد
أوردهما الذهبي في " الضعفاء "، فقال في سعد :
" مجمع على ضعفه ".
وقال في أخيه :
" تركوه ".
وقد قال أبو حاتم في الأول منهما :
" هو في نفسه مستقيم، وبليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله، وعبد الله ضعيف،
ولا يحدث عن غيره ".
وموسى الأنصاري لم أعرفه، ويحتمل أنه موسى بن شيبة بن عمرو الأنصاري السلمي
المدني، قال أحمد :
" أحاديثه مناكير ".
وقال أبو حاتم :
" صالح الحديث ".

الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
(الشاملة )