هــــــذا هــــــو الإمــــــــــا م شيخ الإسلام ابــــــــن تيميــــــة - رحمــه اللـــه- يـــــــــــا مهـــــــــــــ ــــــــــــري


مجلة الفرقان

لقد تطاول المهري في الكويت على شيخ الإسلام ابن تيمية الذي لا تخلو مكتبة في العالم من كتبه، واصفا أتباعه بالتكفيريين، وأن المناهج التكفيرية في الكتب الدراسية وضعها أتباع ابن تيمية.
وقال المهري: إما أن يعيش المتأثرون بالشيخ المذكور معنا أو ليرحلوا عن الكويت.
جاء ذلك في بيان للمهري قال فيه: «إن حذف المناهج التكفيرية من الكتب الدراسية التي كتبت بأقلام بعض المتحجرين التكفيريين المتأثرين بافكار ابن تيمية واجب شرعي ووطني وأمر ضروري لاجل تطهير وتهذيب وتعديل المناهج الدراسية وفق المذاهب الإسلامية وعقيدة أهل السنة والجماعة وهم لا يكفرون المسلمين فالتكفير والتفرقة والفتنة والفساد قد جاءتنا من خارج الكويت من العلماء المتعصبين الذين تأثروا بالشيخ المذكور فإن الحكم بالكفر والارتداد ليس من عقيدة السنة في الكويت فإما أن تعيش الجماعات التكفيرية في الكويت مع الالتزام بالدستور والقانون ومحبة الجميع وإما أن يخرجوا منها، فإن الكويت للجميع للسنة والشيعة والبدو والحضر والقبائل وللمسلم والمسيحي.
انتهى تصريح المهري!
مَن هو شيخ الإسلام
ابن تيمية؟


شهرته بلغت الآفاق، وتكاد الكتب تجمع على الثناء عليه في القديم والحديث؛ ولذلك يجد الكاتب في سيرته صعوبة في اختيار المناسب من سيرته عندما يبحث فيها، أما التوسع في ذكر سيرته فقد أغنت شهرته عن ذلك كما يقول عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله: «وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره».
وإذا استعرضت كتب التاريخ والرجال للقرن الثامن الهجري: فمن أبرز من يترجم له شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وإذا قرأت كتبه المحققة - وهي كثيرة - فإن في مقدمتها - غالباً - ذكر شيء من ترجمته.
اسمه ونسبه
يكفي أن تعرفه بهذا الاسم ؛ فإذا قلت ابن تيمية، فكفى، ولا تزد على ذلك أوصافاً، أهل المعرفة وأهل العلم يعرفون من هو ابن تيمية من خلال آثاره وكتبه ورسائله وجهوده وثناء الناس عليه.
وكان رحمه الله حسن الاستنباط، قوي الحجة، سريع البديهة، قال عنه البزار رحمه الله: «وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية، وإبراز الدلائل منها على المسائل، وتبيين مفهوم اللفظ ومنطوقه، وإيضاح المخصص للعام، والمقيد للمطلق، والناسخ للمنسوخ، وتبيين ضوابطها، ولوازمها وملزوماتها، وما يترتب عليها، وما يحتاج فيه إليها، حتى إذا ذكر آية أو حديثاً، وبين معانيه، وما أريد فيه، يعجب العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه».
تحصيل العلم
نقل المؤرخون وأهل السير أن ابن تيمية كان منشغلاً في كل أوقاته بتحصيل العلم ما بين قراءة وتكرار وحفظ ومذاكره واستنباط وكتابة وتأليف وتعليق، فلا تراه إلا منكباً على كتاب أو جالساً بين يدي شيخ، أو مذاكراً للطلاب، أو مطارحاً لأقرانه وزملائه، فكل أوقاته انشغال من أولها إلى آخرها، إلا ما كان فيه وقت مباح كنومٍ أو طعام أو نحو ذلك، حتى إنه لم يتزوج – رحمه الله – لانشغاله بالعلم والجهاد ونشر الخير في الناس، ولم يتولّ أي ولاية ولا مشيخة ولا دار حديث ولا منصب دنيوي، ولم يتشاغل بالمال، ولم يذهب.
عصره:
أولاً: الناحية السياسية:
يستطيع الواصف للحالة السياسية لعصر ابن تيمية رحمه الله أن يحدد معالمها بثلاثة أمور رئيسة:
غزو التتار للعالم الإسلامي.
هجوم الفرنجة على العالم الإسلامي.
الفتن الداخلية، وخاصة بين المماليك والتتار والمسلمين.
وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله وصفاً دقيقاً لذلك العصر، وهو من أهله:
فقال: (لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم: منها هؤلاء التتر: فمنهم من أقبلوا من الشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها.
ومنها: خروج الفرنج - لعنهم الله - من الغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وامتلاكهم ثغرها.
فأما التتار: فقد كانوا فاجعة الإسلام والمسلمين في القرن السابع الهجري، في سقوط بغداد - وبها سقطت الخلافة العباسية - سنة (656هـ) وما قبل سقوط بغداد بسنوات ، وما بعد سقوط بغداد حيث كانت هذه الأحداث قريبة من ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية (ولا بد أن يكون قد شاهد آثار هذا الخراب والدمار بأم عينيه، وسمع تفاصيله المؤلمة عمن رأوا مناظره وشهدوها وشاهدوها، فمن الطبيعي أن يتأثر قلبه الغيور المرهف بنكبة المسلمين هذه وذلتهم، وتمتلئ نفسه غيظاً وكراهية لأولئك الوحوش الضواري) .
ثانياً: الناحية الاجتماعية:
كانت مجتمعات المسلمين خليطاً من أجناس مختلفة، وعناصر متباينة بسبب الاضطراب السياسي في بلادهم.
إذ اختلط التتار - القادمون من أقصى الشرق حاملين معهم عاداتهم وأخلاقهم وطباعهم الخاصة - بالمسلمين في ديار الإسلام الذين هم أقرب إلى الإسلام عقيدة وخلقاً من التتر.
ونوعية ثالثة: ألا وهي أسرى حروب الفرنجة والترك إذ كان لهم شأن في فرض بعض النظم الاجتماعية، وتثبيت بعض العوائد السيئة، والتأثير اللغوي العام على المجتمع المسلم.
إضافة إلى امتزاج أهل الأمصار الإسلامية بين بعضهم البعض بسبب الحروب الطاحنة من التتار وغيرهم، فأهل العراق يفرون إلى الشام، وأهل دمشق إلى مصر والمغرب وهكذا.
كل هذا ساعد في تكوين بيئة اجتماعية غير منتظمة وغير مترابطة، وأوجد عوائد بين المسلمين لا يقرها الإسلام، وأحدث بدعاً مخالفة للشريعة كان لابن تيمية رحمه الله أكبر الأثر في بيان الخطأ والنصح للأمة، ومقاومة المبتدعة .
ثالثاً: الناحية العلمية:
في عصر ابن تيمية رحمه الله قل الإنتاج العلمي، وركدت الأذهان، وأقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود، وأصبح قصارى جهد كثير من العلماء هو جمع وفهم الأقوال من غير بحث ولا مناقشة، فألفت الكتب المطولة والمختصرة، ولكن لا أثر فيها للابتكار والتجديد، وهكذا عصور الضعف تمتاز بكثرة الجمع وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج.
ويحيل بعض الباحثين ذلك الضعف إلى: سيادة الأتراك والمماليك مما سبب استعجام الأنفس والعقول والألسن، إضافة إلى اجتماع المصائب على المسلمين، فلم يكن لديهم من الاستقرار ما يمكنهم من الاشتغال بالبحث والتفكير.
ولا ينكر وجود أفراد من العلماء النابهين أهل النبوغ، ولكن أولئك قلة لا تنخرم بهم القاعدة. وثمة أمر آخر في عصر ابن تيمية أثر في علمه ألا وهو: اكتمال المكتبة الإسلامية بكثير من الموسوعات الكبرى في العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها.
فالسنة مبسوطة، والمذاهب مدونة، ولم يعد من السهل تحديد الكتب التي قرأها وتأثر بها، ولا معرفة تأثير شيوخه عليه بدقة.
مؤلفاته
مؤلفات الشيخ كثيرة يصعب إحصاؤها، وعلى كثرتها فهي لم توجد في بلد معين في زمانه، وإنما كانت مبثوثة بين الأقطار كما قال الحافظ البزار رحمه الله: «وأما مؤلفاته ومصنفاته، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها، بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جداً، كباراً وصغاراً، أو هي منشورة في البلدان، فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه».
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
«وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحدا حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها».
ومن أبرز كتبه:
1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزأين.
2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزأين.
3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه.
5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس.
6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزأين.
7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منها للفهارس.
أما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، إذ قال الإمام الذهبي في ابن تيمية: «ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط».
وقال الشوكاني رحمه الله «إمام الأئمة المجتهد المطلق».
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته.
(نقلا عن كتاب «دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية»).
هذا هو شيء قليل مما قدمه شيخ الإسلام ابن تيمية يا مهري؛ فماذا قدمت أنت للأمة الإسلامية؟!
وهنا نتساءل: لو تكلم شخص من رموز أهل السنة على شخصية شيعية؛ فماذا سيحدث؟!