تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: طلب العلم الإلكتروني: وسيلة شرعية أم بدعة حضارية؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي طلب العلم الإلكتروني: وسيلة شرعية أم بدعة حضارية؟

    طلب العلم الإلكتروني: وسيلة شرعية أم بدعة حضارية؟


    للكاتب: وائل رمضان

    لم يشهد عصر من العصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة، من أهمها الثورة الهائلة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات التي توجت أخيرا بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

    وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرة الدراسة وبين أروقة الجامعة، ثم تطور الأمر إلى تأسيس تعليم متكامل معتمد على هذه التقنيات، وهو ما سمي بالتعليم الإلكتروني أو الافتراضي، أو التعليم عن بعد.
    وأدى انتشار هذا النوع من التعليم إلى تفعيل التعليم الذاتي أو التعليم الفردي؛ حيث لم يعد المتعلم في حاجة إلى الانتظام في بيئة تعليمية بالمفهوم التقليدي للتعلم الذي يفرض عليه الوجود فيها حيث التلقي مباشرة من المعلم.






    ويعرف التعليم الإلكتروني على أنه التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسب الآلي والشبكة العالمية للمعلومات، وتمكّن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان.

    والهدف من ذلك هو توسيع مفهوم عملية التعليم والتعلم لتجاوز حدود الفصول التقليدية والانطلاق لبيئة غنية متعددة المصادر حيث يتم التعليم عن طريق الاتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم عن طريق استخدام وسائل التعليم الإلكترونية كالدروس الإلكترونية والمكتبة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني وغيرها.
    ولأن طلبة العلوم الشرعية ليسوا بمعزل عن التقنيات والوسائل التكنولوجية باعتبارها من الوسائل الشرعية؛ لذلك كانوا من الشرائح المهمة التي تأثرت واستفادت من هذا النوع من أنواع التعلم الذي أوجد لهم بيئات دراسية وحلقات تعليمية وحوارية بطرائق شتى سَهُل عليهم من خلالها التواصل مع المشايخ والعلماء سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة من خلال الغرف الافتراضية (البالتوك) أو من خلال اللقاءات غير المباشرة في المنتديات ومواقع كبار العلماء والمشايخ، وكذلك الحصول على أي مادة علمية سواء كانت صوتية أم مرئية أم مقروءة في أي وقت وفي أي مكان.
    ثم تطور الأمر بظهور الجامعات الأكاديمية التي مكنت الطالب من الحصول على شهادة أكاديمية في العلوم الشرعية مثله مثل أي طالب يدرس في الجامعات التقليدية، وذلك من خلال التسجيل الإلكتروني وفق الشروط والضوابط التي تضعها كل جامعة وفق رؤيتها وسياستها.
    والأمثلة كثيرة منها على سبيل المثال جامعة المدينة العالمية، وجامعة المعرفة، والأكاديمية الإسلامية، وغيرها من الجامعات العديدة التي ملأت الشبكة العنكبوتية.
    وقبل التعرف على تلك الجامعات عن قرب ومدى فاعلية هذا النوع من أنواع التعليم في إيجاد طالب متميز له القدرة على منافسة أقرانه من خريجي الجامعات التقليدية، وكذلك رأي المشايخ والعلماء في مثل هذا النوع من التعلم، لابد من التعرف على مفهوم والتعليم الإلكتروني وماهيته، والتطور التاريخي له، ومن ثم نحاول دراسة هذه الظاهرة على أرض الواقع إن شاء الله.
    بداية: لماذا التعليم الإلكتروني؟
    قبل الحكم على فاعلية أو عدم فاعلية هذا النوع من التعليم يجب أن يطرح مثل هذا السؤال، وللإجابة عنه نجد أن هناك مجموعة من العوامل التي شجعت على وجود هذا النوع من التعليم ومنها:
    إتاحة الفرصة لأكبر عدد من فئات المجتمع للحصول على التعليم والتدريب ولاسيما:
    طلبة العلم المتميزين الذين لم يتمكنوا من الحصول على الشهادة الجامعية في العلوم الشرعية.
    كبار السن الذين ارتبطوا بوظائف وأعمال، ولم يتمكنوا من إكمال دراستهم الجامعية أو عندهم رغبة قوية في دراسة العلوم الشرعية.
    المرأة المسلمة ولاسيما في ظل ارتباطها الأسري؛ فإننا نرى أن هذا النوع من التعليم ضروري لربات البيوت، ومن يتولين رعاية المنازل وتربية أبنائهن.
    إيجاد بيئة تعليمية أكاديمية تقوم على منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم في ظل الاختراق الكبير الذي حدث لكثير من مناهج المؤسسات والجامعات الرسمية ومنها على سبيل المثال جامعة الأزهر.
    التغلب على عوائق المكان والزمان، وتقليل تكلفة التعليم على المدى الطويل.
    الاستغلال الأمثـل للموارد البشرية والمادية (حل مشكلة التخصصات النادرة).
    لمحة تاريخية عن التعليم عن بعد:
    التعليم عن بعد فكرة عالمية قديمة نشأت في بريطانيا منذ مائة عام تقريباً وانتقلت إلى أمريكا وكندا واستراليا وغيرها من دول العالم، وهو جزء مشتق من التعليم الإلكتروني بدأ في الظهور مع بداية ما يعرف بالتعليم عن طريق المراسلة؛ حيث يراسل الطالب الجامعة فيرسلون له كتبًا وأشرطة بعد أن يدفع ثمنها بحوالة بريدية، وكان ذلك عام 1873م بمساعدة من الكنائس المسيحية من أجل نشر التعليم بين الأمريكيين.
    ثم تطور الأمر بصورة كبيرة منذ هذا التاريخ حتى أواخر 1980؛ حيث تأسست أربع جامعات في أوروبا وأكثر من عشرين حول العالم تطبق تقنية التعليم عن بعد، واستطاعت تلك الجامعات باستخدام التكنولوجيا الجديدة أن تختصر المسافات الكبيرة بين المتعلمين والمعلمين، وأصبح الطرفان يسمع بعضهما بعضاً، باستخدام الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية حتى أصبح بالإمكان تحضير رسالتي الماجستير والدكتوراه بواسطة التعليم عن بعد.
    واقع التعليم الإلكتروني في المنطقة العربية:
    أما عن واقع التعليم عن بعد في المنطقة العربية فما زالت السوق العربية تتحسس طريقها ببطء إلى هذا النمط من الاستثمارات التعليمية، غير أن التوقعات تشير إلى أن المستقبل سيكون واعدا حال تلافي العوائق التي تواجهه، فعلى سبيل المثال فإن سوق التعليم الإلكتروني قُدرت في الإمارات عام 2004 بحوالي 14 مليون دولار أمريكي، ووصلت إلى 56 مليون دولار في عام 2008، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
    أما في السعودية، فقد أوضحت دراسة حديثة تزايد حجم سوق التعليم الإلكتروني في هذا البلد ليصل إلى 470 مليون ريال سعودي في عام 2008، مقارنة بـ 112 مليون ريال عام 2002.
    ورغم التحديات التي تواجهها الدول العربية، فإن قلة منها لديها رؤية واضحة لتوفير بيئة لاستثمار التعليم الإلكتروني، فقد انطلقت تجارب ناجحة عدة، ففي دبي أعلن عن إنشاء مدينة دبي للإنترنت، ومنها انبثقت الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة، وبرامج متعددة في جامعات وكليات الإمارات، وجامعة آل لوتاه العالمية في دبي التي تقدم على شبكة الإنترنت دراسات جامعية متنوعة.
    وفي سورية تم افتتاح الجامعة الافتراضية السورية لتقدم دراسات باختصاصات متنوعة، كما أعلن في الكويت عن قيام جامعة العرب الإلكترونية التي بدأت تقدم دوراتها بتخصصات ومناهج متنوعة، كما يوجد في السعودية 10 مؤسسات مرتبطة بجهات عالمية تعمل في مجالات التعليم الإلكتروني.
    إذاً.. فثمة سوق عربية آخذة في النمو من خلال المبادرات الحكومية أو الخاصة، بل إن هذا النوع من التعليم يطرح فرصا استثمارية بأشكال مختلفة الحجم سواء كانت صغيرة أم متوسطة أم كبيرة، ولكن يظل التساؤل مطروحا حول متطلبات فرص الاستثمار في هذا المجال، حتى يكتب لها النجاح، ولاسيما في ظل وجود معوقات مطروحة تبطئ من نمو هذا القطاع في الفترة الحالية.
    ولعل أهم عقبة يقابلها هذا النوع من التعليم في السوق العربية هو عدم تقبل سوق العمل لحامل هذه المؤهلات، وعدم الثقة في قدراتهم والتشكيك في مصداقية وأهلية هؤلاء الخريجين، فهل حقًا هذه الشكوك في محلها؟ وهل الدراسة في هذه الجامعات ولاسيما المتخصصة منها في العلوم الشرعية وسيلة شرعية لإخراج طالب علم لديه القدرة على تبوؤ تلك المكانة السامية للعلماء الربانيين الذين تربوا على أيدي العلماء والمشايخ في حلق العلم؟ أم هي بدعة حضارية لا ندرك خطورتها في الوقت الراهن؟! هذا هو ما سنجيب عنه في الحلقات القادمة إن شاء الله.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: طلب العلم الإلكتروني: وسيلة شرعية أم بدعة حضارية؟

    طلب العلم الإلكتروني: وسيلة شرعية أم بدعة حضارية؟ (2)

    للكاتب: وائل رمضان
    جامعة المدينة العالمية تتجاوز حدود الزمان والمكان وبلا أوراق أو مدرجات للدراسة

    جامعة تتجاوز حدود الزمان والمكان.. وبلا أوراق أو مدرجات للدراسة.. تستقبل الطلاب من مختلف أنحاء العالم لكن دون الحاجة لتحركهم من أماكنهم.. إنها "جامعة المدينة العالمية" للتعليم عن بعد، والتي انطلقت فكرتها من "المدينة المنورة" بالسعودية، لتتحول إلى حقيقة ملموسة في مدينة «شاه علم» الماليزية، ولتصبح بذلك أول جامعة إسلامية "افتراضية" في العالم الإسلامي.



    ومن "المدينة المنورة"، منبت الفكرة، إلى «شاه علم» حيث باتت الفكرة واقعاً، توجد ملحمة من الإنجاز تستحق أن تُروى، فكان هذا اللقاء مع الدكتور الفاضل أحمد بن عبد الرحمن الشيحة،




    وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية ورئيس مجلس الأمناء لمؤسسة المدينة العالمية الخيرية بماليزيا:







    > بداية نرجو أن تعطونا لمحة سريعة عن فكرة إنشاء الجامعة، وكيف تبلورت تلك الفكرة إلى أن أصبحت على أرض الواقع؟



    < نشأت فكرة إنشاء جامعة المدينة العالمية في مطلع عام 1424هـ على يد مجموعة من أهل العلم والفضل والأكاديميين من كل من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، بغرض إنشاء مؤسسة أكاديمية بمستوى جامعة، تقدم مختلف أنواع التخصصات الإسلامية، والتخصصات الحديثة، وتستهدف توفير فرص التعليم العالي للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بشكل عام، والعالم الإسلامي بشكل خاص.



    وقد حملت هذه الجامعة رسالة سامية تتمثل في: إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرائق، والتطوير العلمي والتبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية؛ لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم.



    واختير لها اسم «المدينة المنورة»)؛ تيمناً بمَأْرِز الدولة الإسلامية، وبمدينة المصطفى[، التي بزغت منها أنوار العلم والمعرفة وغمرت رقعة واسعة من أنحاء العالم.



    وبعد البحث والتنقيب عن أفضل الأماكن التي يمكن أن تكون ملائمة لانطلاق الجامعة، وقع اختيار المجلس التأسيسي للجامعة على دولة ماليزيا؛ نظراً لما تتميز به من تقدم علمي وحضاري ومعرفي واقتصادي، وموقع جغرافي، ونظام سياسي واقتصادي وتعليمي، ورؤية استراتيجية تعليمية واضحة، كل هذه المقومات جعلت من ماليزيا أحد أمثل المحاضن التي يمكن أن تحتضن هذه الجامعة خاصة في ضوء اعتمادها على التقنية الحديثة.



    وهكذا تم تأسيس الجامعة في ماليزيا بناءً على رغبة كريمة من حكومة دولتها، وحصلت الجامعة على الترخيص الكامل باعتبارها جامعة متكاملة مرخصة معتمدة بدولة ماليزيا أواسط عام 2007م، كما تم اعتماد برامجها الأكاديمية الأولى من هيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية (MQA) لتكون بذلك أول جامعة ماليزية عالمية من نوعها؛ حيث تعمل في داخل ماليزيا، وتستهدف الطلبة في جميع أنحاء العالم.



    وقد بدأت الجامعة التشغيل الكامل ابتداءً من شهر فبراير من العام 2008م، ويدرس بها حالياً زهاء 1500 طالب وطالبة.



    > ما أهم العقبات التي واجهتكم عند تنفيذ الفكرة عمليا؟ وكيف تغلبتم عليها؟



    < من المعلوم بالطبيعة أن عملية التأسيس عملية صعبة ومكلفة، وتحتاج إلى الإصرار والعزيمة مع النية الصادقة.



    ولا شك أن الجامعة واجهت عدداً من الصعوبات كان من أبرزها الأمور الآتية:



    1- التراخيص وأنظمة التعليم العالي.



    2- موارد الدعم والتمويل.



    3- الكفاءات البشرية.



    4- تحديات التقنية والخبراء.



    5- القناعة بفكرة التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني.



    > هل يمكنكم إعطاءنا تصوراً عاما عن الجامعة وعن أقسامها وكيفية الالتحاق بها؟



    < جامعة المدينة العالمية جامعة متكاملة تتيح الفرصة لشريحة عريضة من الطلاب لاستكمال تعليمهم الجامعي وتطوير خبراتهم العلمية والأكاديمية، وإعدادهم لواقع المشاركة في الحياة المهنية.



    كما حرصت الجامعة منذ البداية على تبني أساس التنوع العلمي؛ فهي تتيح الفرصة للدراسة في تخصصات الدراسات الإسلامية التي تشمل علوم الشريعة، والحديث، والقرآن الكريم، والدعوة الإسلامية، كما تتيح فرصة الدراسات في تخصصات أخرى كاللغة العربية واللغات الحديثة، والعلوم المالية والإدارية والتي تشمل تخصصات المحاسبة، والإدارة والاقتصاد والتمويل الإسلامي، وكلية الحاسب الآلي، وكلية التربية، وغيرها من الكليات التي تعتزم الجامعة البدء بها خلال خطتها الإستراتيجية المتوسطة الأمد التي ستشمل تخصصات الهندسة، وعلوم الاتصالات ونحوها، وتقدم هذه الكليات درجات الدبلوم والبكالوريوس.



    كما أوجدت الجامعة كلية خاصة بالدراسات العليا تقوم بتوفير فرص مواصلة الدراسات العليا والحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والدبلوم العالي من شتى الكليات التي تفتحها الجامعة.



    وأوجدت أيضاً معهداً للغات يوفر فرص التأهيل اللغوي للطلبة باللغتين العربية والإنجليزية، والدراسات التمهيدية لمرحلة ما قبل الجامعة.



    أما الالتحاق بالجامعة فهو سهل وميسر؛ إذ يمكن للطلبة تقديم طلب التسجيل (أون لاين) عبر موقع الجامعة على الإنترنت (www.mediu.edu.my) باللغتين العربية والإنجليزية، وبخطوات سهلة وميسرة يحصل بعدها الطالب على اسم مستخدم وكلمة مرور يستطيع من خلالها متابعة مراحل طلب قبوله في الجامعة.



    > ما الرؤية الإستراتيجية التي تسعى الجامعة إلى تحقيقها؟



    < وضعت جامعة المدينة العالمية لنفسها منذ البداية رؤية إستراتيجية واضحة تتمثل في أن تكون جامعة عالمية رائدة، تعنى بالعلوم المتنوعة، في مجالاتها المتعددة؛ لخدمة وتطوير الإنسانية.



    كما حددت لنفسها رسالة نبيلة تتمثل في إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرائق؛ والتطوير العلمي والتبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية؛ لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم.



    > هل يمكنكم اطلاعنا على الوسائل والأهداف التي تحقق تلك الرؤية؟



    < لتحقيق تلك الرؤية وضعت الجامعة عدداً من الأهداف المرحلية التي تسعى لتحويلها إلى واقع ملموس، وقامت أيضاً بوضع مخطط استراتيجي طويل الأمد مجزأ إلى مراحل زمنية قصيرة الأمد، وهي خطة لعام واحد وتنتهي بنهاية عام 2009م، ومتوسطة الأمد إلى نهاية عام 2012م، وطويلة الأمد إلى 2015 م.



    > ما أهم التحديات التي تواجه الجامعة لتحقيق تلك الرؤية؟



    < كما أسلفت لكل عمل طموح تحدياته، ومن أبرز التحديات التي نواجهها: توفير الموارد المالية الكافية التي يمكن أن تلبي الاحتياجات المتزايدة للجامعة، وللتغلب على ذلك فإننا نعمل حالياً على تطبيق مبدأ الوقف الإسلامي من خلال إنشاء أوقاف خاصة بالجامعة مع جهات تتمتع بالخبرة المالية على الصعيد العالمي، ومن أبرزها مشروعنا الحالي لإنشاء وقف لجامعة المدينة العالمية بإدارة مؤسسة (أركابيتا) الاستثمارية بالبحرين (Arcapita) والتي كانت أحد الداعمين الأساسيين للجامعة، وأيضاً تم إنشاء مؤسسة خيرية عالمية باسم مؤسسة المدينة العالمية الخيرية، مسجلة ومعترف بها في ماليزيا، لتوفير السيولة المالية سواء للطلبة أم لدعم جهود البحث العلمي والتطوير بالجامعة.



    > هل يمكننا التعرف على الآلية التي تم من خلالها اعتماد مناهج الجامعة، ومن أي الجهات تم اعتمادها؟



    < جميع مناهج جامعة المدينة العالمية يتم اعتمادها والسماح بالقيام بتدريسها من قبل وزارة التعليم العالي بدولة ماليزيا، بتوصية من هيئة الاعتمادات والمواصفات الأكاديمية الماليزية المعروفة اختصاراً في ماليزيا بـ«MQA» أو (Malaysian Qualifications agency)، وهي مؤسسة حكومية تعنى بمواصفات جميع المناهج الدراسية ونوعيتها التي يتم تقديمها في دولة ماليزيا أو انطلاقاً من دولة ماليزيا؛ للتحقق من مراعاتها للمواصفات الأكاديمية العالمية، والهيئة معترف بها في الكثير من دول العالم المتقدم باعتبارها إحدى المؤسسات التي تعمل على ضمان تحقيق المواصفات المطلوبة في مخرجات التعليم العالي ولاسيما في أستراليا وأوروبا ومنطقة جنوب شرق آسيا.



    > هل يمكنكم إعطاءنا فكرة عن الهيئة التدريسية بالجامعة، وما المعايير التي تم اختيارهم على أساسها؟



    < لدى الجامعة طاقم أكاديمي من عدد من الخبرات الأكاديمية التي تم استجلابها من داخل ماليزيا وخارجها، ويعملون بتفرغ مع الجامعة، كما يوجد لديها طاقم رديف متعاون مع الجامعة ينتمي إلى العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة سواء في ماليزيا أم في منطقة الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا والدول الغربية، ومن أبرز الجهات التي تتعاون معها الجامعة بهذا الخصوص في ماليزيا، جامعة الملتي ميديا (MMU)، والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (UAIM)، أما على صعيد الشرق الأوسط فالجامعة تتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية كجامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الكويت وغيرها.



    > بالرغم من إنشاء الجامعة منذ فترة إلا أن الكثيرين لا يعلمون شيئاً عنها، هل يرجع ذلك لضعف الحملة الإعلامية للتسويق للجامعة؟



    < في الواقع كانت الجامعة مشغولة في الفترة السابقة بأعمال استكمال كافة استعداداتها الداخلية، التي ستوفر لها القدرة على التوسع الشامل والكبير، واعتمدنا استراتيجية أن يكون توسعنا مدروساً بناءً على إمكانياتنا المتوافرة.



    وقد حققت الجامعة خلال عامها التشغيلي الأول حضوراً مقبولاً بجميع المعايير الأكاديمية؛ إذ بلغ عدد زوار موقعها على الإنترنت ما يزيد عن 100 ألف زائر، وبلغ عدد المتقدمين فيها أكثر من 4000 آلاف متقدم، كما بلغ عدد المسجلين فيها أكثر من 1500 طالب منتظم.



    كما أن الرقعة المستهدفة من الجامعة واسعة جداً؛ إذ تزيد دول العالم الإسلامي وحدها على 50 دولة، فضلاً عن دول العالم الأخرى، وإذا طبقنا أي استراتيجية تسويقية احترافية فلن يكون بإمكان مواردنا المالية تحمل النفقات التسويقية العالية جداً.



    > من المعلوم أن سوق العمل في المنطقة العربية ما زال غير مقتنع بخريجي الجامعات الإلكترونية، كيف تنظرون لمستقبل خريجي الجامعة في ظل هذا التحدي؟



    < فيما يتعلق بهذا الأمر، فإننا نعتقد أن مسألة الاعتراف بالتعليم الإلكتروني هي مسألة وقت، وقد تحتاج إلى بعض الأنظمة والقوانين التي تضبطها، ولكن الجامعة قد سبقت إلى ذلك من خلال اعتمادها للقوانين والأنظمة الماليزية التي تعد متطورة في هذا المجال.



    وعلى كل حال فلم يعد التعليم الإلكتروني نظرية قابلة للصواب أو الخطأ، وإنما هو واقع ملموس ومطبق في العديد من دول العالم الأكثر تقدماً.



    أما قضية الاعتراف بالمؤهلات، فتنطلق من كون جامعة المدينة العالمية معترفا بها ومسجلة ومعتمدة من دولة ماليزيا وبالأخص من وزارة التعليم العالي الماليزية، وهيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية التي تمتلك مصداقية دولية.



    > هل لدى الجامعة خطة استراتيجية للتوسع في إنشاء كليات أخرى تدرس علوما أخرى، أم إن الجامعة ستقتصر فقط على العلوم الشرعية؟



    < الحقيقة أن جامعة المدينة العالمية ليست جامعة شرعية فقط؛ فالعلوم الإسلامية وعلوم الشريعة تعد بلا شك روح هذه الجامعة، ولكن الجامعة منذ نشأة فكرتها لم يكن المقصود قصرها على العلوم الإسلامية فقط، وإنما التوسع في مفهوم العلوم الإسلامية لتشمل جميع جوانب الحياة، وحالياً يوجد في الجامعة تخصصات أخرى من قبيل العلوم الإدارية والمالية، وعلوم الحاسب الآلي، واللغات، وجارٍ التوسع في طرح المزيد من التخصصات الأخرى التي نحتاجها.



    > ما خطة الجامعة فيما يخص قسم الدراسات العليا؟



    < للجامعة معهد عال مستقل حالياً للدراسات العليا، ويطرح حالياً أكثر من 10 برامج في العلوم الإسلامية واللغة العربية، ويجري التوسع في البرامج، ولكن بالشروط الأكاديمية المرعية لدى وزارة التعليم العالي الماليزية وهيئة الاعتمادات الأكاديمية الماليزية، وعلى كل فإن السياسة المعتمدة لدينا في الدراسات العليا تعتمد على إنشاء المزيد من البرامج الأكاديمية بالتوازي مع مخرجات كليات الجامعة، بحيث يجد خريجو الجامعة من شتى التخصصات والكليات الفرصة السانحة أمامهم لاستكمال الدراسات العليا في مراحل الماجستير والدكتوراه والدبلوم العالي، مع مراعاة احتياجات أسواق العمل المحلية والعالمية.



    > البعض شكك في أهلية خريج الجامعة من الناحية الأكاديمية؛ نظراً لغياب كثير من عناصر العملية التعليمية الموجودة في الجامعات التقليدية، بما تردون على هذه الادعاءات؟ وما هي المعايير التي وضعتها الجامعة لضمان جودة العملية التعليمية بها؟



    > ختاماً.. في رسائل قصيرة ماذا تقولون لكل من:



    > طلبة الجامعة؟



    < أنتم محط اهتمامنا ورعايتنا، والهدف الأساسي من هذا المشروع كله، ورعايتكم وخدمتكم واجب علينا.



    > من لم يلتحق بعد بالجامعة؟



    < يسعدنا أن نرحب بهم في هذه الجامعة، آملين أن نكون قادرين على تلبية طموحاتهم، ومساعدتهم على الوصول إلى مستقبل أفضل لهم.



    > الداعمين؟



    < جزاكم الله وأحسن الله إليكم، وهاهي ذي ثمرات عطائكم يانعة، ونتطلع إلى المزيد، سائلين المولى الكريم من فضله.



    4- من يشكك في مصداقية العملية التعليمية بالجامعة؟




    نحن نرحب بالنقد البناء المثمر، ولكننا قد لبينا كافة المتطلبات والقوانين التي وضعت من قبل خبراء عالميين بهذا الخصوص، ونعمل على التطوير المستمر، ولا ندعي الكمال وإنما نسعى إليه، وفي المستقبل القريب سوف تكون مخرجاتنا التعليمية هي المعول عليه لإثبات جدارة هذه الجامعة بإذن الله.










    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •