تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,699

    افتراضي البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة


    البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة
    مها الحربى

    بحث في تفسير الايه(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)

    القراءات :
    القراءات في (خليفه)؟
    القراءه في (يسفك)؟
    المسائل التفسيريه:
    دلالة أضافة رب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    دلالة ذكر بني أدم قبل أيجادهم؟
    ماأصل أسم الملائكه ولماذا سميت بذلك؟
    الأقوال في معنى (أني جاعل)؟
    المقصود بالأرض؟
    الأقوال في معنى (خليفه)؟
    ما الّذي كان في الأرض قبل بني آدم لها عامرًا فكان بنو آدم بدلاً منه وفيها منه خلفًا؟
    من هو الخليفه المقصود ؟
    مالذي حمل الملائكه على قول ({قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء}؟
    الأقوال في تأويل (أني أعلم مالاتعلمون)؟
    معنى (سفك)؟
    المراد ب(التسبيح)؟
    معنى التقديس؟
    نوع الهمزه في(أتجعل)؟
    المسائل العقديه:
    الرد على أهل الكتاب
    المسائل اللغويه:
    نوع الكلمه (أعلم)؟
    معنى الحرف(إذ)؟
    القول في مفرد الملائكه؟
    مسائل فقهيه:
    وجوب نصب الخليفه؟
    بما تنال الإمامه؟
    هل يجب الإشهاد على عقد الإمامة?
    لو فسق الإمام هل ينعزل أم لا؟




    القراءات :
    القراءات في (خليفه)؟

    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قرأ زيد بن علي «خليفة» بالقاف
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : وقرئ في الشّاذّ: "إنّي جاعلٌ في الأرض خليقةً" حكاه الزّمخشريّ وغيره ونقلها القرطبيّ عن زيد بن عليٍّ].

    القراءه في (يسفك)؟
    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    1/قراءة الجمهور بكسر الفاء
    2/قرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة: ويسفك» بضم الفاء
    3/قرأ ابن هرمز «ويسفك» بالنصب بواو الصرف كأنه قال: من يجمع أن يفسد وأن يسفك
    4/وقال المهدوي: هو نصب في جواب الاستفهام
    الراجح /قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والأول أحسن

    المسائل التفسيريه:
    دلالة أضافة رب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    إضافة رب إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومخاطبته بالكاف تشريف منه له، وإظهار لاختصاصه به

    دلالة ذكر بني أدم قبل أيجادهم؟
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ
    يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم، بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم، فقال واذكر يامحمد ماذاء قال ربك للملائكه {وإذ قال ربّك للملائكة}
    واقصص على قومك ذلك

    ماأصل أسم الملائكه ولماذا سميت بذلك؟
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
    أصل الملأك: الرّسالة، كما قال عديّ بن زيدٍ العباديّ:
    أنّي ملأكًا.......أنّه قد طال حبسي وانتظاري
    وقد ينشد مألكًا على اللّغة الأخرى، فمن قال: ملأكًا، فهو مفعلٌ من لأك إليه يلأك: إذا أرسل إليه رسالةً ملأكةً. ومن قال: مألكًا، فهو مفعلٌ من ألكت إليه آلك: إذا أرسلت إليه مألكةً وألوكًا، كما قال لبيد ابن ربيعة:

    وغلامٍ أرسلته أمّه.......بألوكٍ فبذلنا ما سأل
    فهذا من ألكت. ومنه قول نابغة بني ذبيان:

    ألكني يا عيين إليك قولاً.......سأهديه إليك إليك عنّي
    وقال عبد بني الحسحاس:

    ألكني إليها عمرك اللّه يا فتى.......بآيةٍ ما جاءت إلينا تهاديا
    يعني بذلك: أبلغها رسالتي. فسمّيت الملائكة ملائكةً بالرّسالة، لأنّها رسل اللّه بينه وبين أنبيائه ومن أرسلت إليه من عباده).[جامع البيان: 1/ 472-475]


    الأقوال في معنى (أني جاعل)؟
    1/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    *قال بعضهم إنّي فاعلٌ
    *قال آخرون إنّي خالقٌ
    قال أبو جعفرٍ: والصّواب في تأويل قوله: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} أي: مستخلفٌ فيها خليفةً ومصيّرٌ فيها خلفًاء، وذلك أشبه بتأويل قول الحسن وقتادة)اني فاعل)
    2/قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
    *إنّي فاعلٌ
    *ساكنًا وعامرًا يسكنها ويعمّرها خلقًا ليس منكم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 76]
    3/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    *بمعنى خالق، ذكره الطبري عن أبي روق، ويقضي بذلك تعديها إلى مفعول واحد
    «جاعل بمعنى فاعل»قال الحسن وقتاده*
    4/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه
    *عن الحسن وقتادة، إنّي فاعلٌ
    *قال السّدّيّ:
    «استشار الملائكة في خلق آدم». رواه ابن أبي حاتمٍ، قال: وروي عن قتادة نحوه.
    الرد على هذه القول / قال ابن كثير :وهذه العبارة إن لم ترجع إلى معنى الإخبار ففيها تساهلٌ، وعبارة الحسن وقتادة في رواية ابن جريرٍ أحسن، واللّه أعلم
    5/قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
    *عن الحسن: فاعل».
    *عن الضحاك قال: «كل شيء في القرآن {جعل} فهو خلق

    المقصود بالأرض؟
    1/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : هي مكّة
    2/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): مكّة.
    3/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه يعني مكّة
    *قال ابن كثير والظّاهر أنّ المراد بالأرض أعمّ من ذلك


    الأقوال في معنى (خليفه)؟
    1/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : الخليفة: الفعيلة، من قولك: خلف فلانٌ فلانًا في هذا الأمر إذا قام مقامه فيه بعده كما قال جلّ ثناؤه: {ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}
    يعني بذلك: أنّه أبدلكم في الأرض منهم فجعلكم خلفاء بعدهم ومن ذلك قيل للسّلطان الأعظم: خليفةً، لأنّه خلف الّذي كان قبله، فقام بالأمر مقامه، فكان منه خلفًا، يقال منه: خلف الخليفة يخلف خلافةً وخليفًى.
    2/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
    قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرنٍ وجيلًا بعد جيلٍ


    ما الّذي كان في الأرض قبل بني آدم لها عامرًا فكان بنو آدم بدلاً منه وفيها منه خلفًا؟
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً من الجنّ يخلفونهم فيها فيسكنونها ويعمرونها.
    1/حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «أوّل من سكن الأرض الجنّ، فأفسدوا فيها، وسفكوا الدّماء، وقتل بعضهم بعضًا». قال: «فبعث اللّه إليهم إبليس في جندٍ من الملائكة، فقتلهم إبليس ومن معه، حتّى ألحقوهم بجزائر البحور وأطراف الجبال؛ ثمّ خلق آدم فأسكنه إيّاها، فلذلك قال: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}».
    2/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ: في قوله: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} الآية، قال: «إنّ اللّه خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجنّ يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فكفر قومٌ من الجنّ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدّماء وكان الفساد في الأرض».


    من هو الخليفه المقصود ؟
    1/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :عن ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ: إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً منّي يخلفني في الحكم بين خلقي، وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة اللّه والحكم بالعدل بين خلقه. وأمّا الإفساد وسفك الدّماء بغير حقّها فمن غير خلفائه، ومن غير آدم ومن قام مقامه في عباد اللّه؛ لأنّهما أخبرا أنّ اللّه جلّ ثناؤه قال لملائكته إذ سألوه: ما ذاك الخليفة: إنّه خليفةٌ يكون له ذرّيّةٌ يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا. فأضاف الإفساد وسفك الدّماء بغير حقّها إلى ذرّيّة خليفته دونه وأخرج منه خليفته.
    2/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قال ابن مسعود: «إنما معناه: خليفة مني في الحكم بين عبادي بالحق وبأوامري»يعني بذلك آدم عليه السلام ومن قام مقامه بعده من ذريته.
    3/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه يخلفني في الحكم بين خلقي، وإنّ ذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة اللّه والحكم بالعدل بين خلقه. وأمّا الإفساد وسفك الدّماء بغير حقّها فمن غير خلفائه.


    مالذي حمل الملائكه على قول ({قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء}؟
    1/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    روي عن ابن عبّاسٍ في ذلك ما حدّثنا به أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «كان إبليس من حيٍّ من أحياء الملائكة، يقال لهم الجنّ خلقوا من نار السّموم من بين الملائكة»،
    قال: «وكان اسمه الحارث».
    قال: «وكان خازنًا من خزّان الجنّة».
    قال: «وخلقت الملائكة كلّهم من نورٍ غير هذا الحيّ».
    قال: «وخلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن من مارجٍ من نارٍ، وهو لسان النّار الّذي يكون في طرفها إذ ألهبت».
    قال: «وخلق الإنسان من طينٍ، فأوّل من سكن الأرض الجنّ، فأفسدوا فيها وسفكوا الدّماء، وقتل بعضهم بعضًا».
    قال: «فبعث اللّه إليهم إبليس في جندٍ من الملائكة، وهم هذا الحيّ الّذين يقال لهم الجنّ فقتلهم إبليس ومن معه حتّى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال. فلمّا فعل إبليس ذلك أغترّ في نفسه، وقال: قد صنعت شيئًا لم يصنعه أحدٌ».
    قال: «فاطّلع اللّه على ذلك من قلبه ولم تطّلع عليه الملائكة الّذين كانوا معه؛ فقال اللّه جل ثناؤه للملائكة الّذين معه: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} فقالت الملائكة مجيبين له: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} كما أفسدت الجنّ وسفكت الدّماء؟ وإنّما بعثتنا عليهم لذلك. فقال: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} يقول: إنّي قد اطّلعت من قلب إبليس على ما لم تطّلعوا عليه من كبره واغتراره»،

    *هذه الرّواية عن ابن عبّاسٍ تنبئ عن أنّ قول اللّه جلّ ثناؤه: {وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} خطابٌ من اللّه جلّ ثناؤه لخاصٍّ من الملائكة دون الجميع، وأنّ الّذين قيل لهم ذلك من الملائكة كانوا قبيلة إبليس خاصّةً، الّذين قاتلوا معه جنّ الأرض قبل خلق آدم. وأنّ اللّه إنّما خصّهم بقيل ذلك امتحانًا منه لهم وابتلاءً ليعرّفهم قصور علمهم وفضل كثيرٍ ممّن هو أضعف خلقًا منهم من خلقه عليهم، وأنّ كرامته لا تنال بقوى الأبدان وشدّة الأجسام كما ظنّه إبليس عدوّ اللّه. ومصرّح بأنّ قيلهم لربّهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} كانت هفوةً منهم ورجمًا بالغيب، وأنّ اللّه جلّ ثناؤه أطلعهم على مكروه ما نطقوا به من ذلك، ووقّفهم عليه حتّى تابوا وأنابوا إليه ممّا قالوا ونطقوا من رجم الغيب بالظّنون، وتبرّءوا إليه أن يعلم الغيب غيره، وأظهر لهم من إبليس ما كان منطويًا عليه من الكبر الّذي قد كان عنهم مستخفيًا.
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: «كان الجنّ بنو الجانّ في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنةٍ، فأفسدوا في الأرض، سفكوا الدّماء، فبعث اللّه جندًا من الملائكة فضربوهم حتّى ألحقوهم بجزائر البحور، فقال اللّه للملائكة: إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء، قال: إنّي أعلم ما لا تعلمون».
    وكذا ذكره ( جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ في تفسيره

    قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «لقد أخرج اللّه آدم من الجنّة قبل أن يدخلها أحدٌ، قال اللّه تعالى: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} وقد كان فيها قبل أن يخلق بألفي عامٍ الجنّ بنو الجانّ، فأفسدوا في الأرض، وسفكوا الدّماء، فلمّا قال اللّه تعالى: إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء، يعنون الجنّ بني الجانّ، فلمّا أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودًا من الملائكة، فضربوهم حتّى ألحقوهم بجزائر البحور»

    2/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : روي عن ابن عبّاسٍ وهو ما حدّثني به، موسى بن هارون قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لمّا فرغ اللّه من خلق ما أحبّ، استوى على العرش فجعل إبليس على ملك سماء الدّنيا، وكان من قبيلةٍ من الملائكة يقال لهم
    الجنّ؛ وإنّما سمّوا الجنّ لأنّهم خزّان الجنّة. وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع في صدره كبرٌ وقال: ما أعطاني اللّه هذا إلاّ لمزيّد لي»، هكذا قال موسى بن هارون،
    وقد حدّثني به غيره فقال: «لمزيّةٍ لي على الملائكة، فلمّا وقع ذلك الكبر في نفسه، اطّلع اللّه على ذلك منه، فقال اللّه للملائكة: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} قالوا: ربّنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرّيّةٌ يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا {قالوا} ربّنا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون} يعني من شأن إبليس.
    الرد** هذا إذا تدبّره ذو الفهم، علم أنّ أوّله يفسد آخره، وأنّ آخره يبطل معنى أوّله؛ وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه إن كان أخبر الملائكة أنّ ذرّيّة الخليفة الّذي يجعله في الأرض تفسد فيها وتسفك الدّماء، فقالت الملائكة لربّها: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} فلا وجه لتوبيخها على أن أخبرت عمّن أخبرها اللّه عنه أنّه يفسد في الأرض ويسفك الدّماء بمثل الّذي أخبرها عنهم ربّها، فيجوز أن يقال لها فيما طوي عنها من العلوم: {إن كنتم صادقين} فيما علمتم بخبر اللّه إيّاكم أنّه كائنٌ من الأمور، فأخبرتم به فأخبرونا بالّذي قد طوى اللّه عنكم علمه، كما قد أخبرتمونا بالّذي قد أطلعكم اللّه على علمه.
    بل ذلك خلفٌ من التّأويل، ودعوى على اللّه ما لا يجوز أن يكون له صفةً

    3/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : قال آخرون في ذلك بما حدّثنا به، بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: «قوله: {وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}، فاستشار الملائكة في خلق آدم، فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء}، وقد علمت الملائكة من علم اللّه أنّه لا شيء أكره إلى اللّه من سفك الدّماء والفساد في الأرض، {ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون}، فكان في علم اللّه جلّ ثناؤه أنّه سيكون من تلك الخليفة أنبياء ورسلٌ، وقومٌ صالحون، وساكنو الجنّة».

    4/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : قد روي عن قتادة خلاف هذا التّأويل، وهو ما حدّثنا به الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: في قوله: {أتجعل فيها من يفسد فيها}، قال: «كان اللّه أعلمهم إذا كان في الأرض خلقٌ أفسدوا فيها وسفكوا الدّماء، فذلك قوله: {أتجعل فيها من يفسد فيها}».
    وبمثل قول قتادة قال جماعةٌ من أهل التّأويل، منهم الحسن البصريّ.
    وكذا قال قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ في تفسيره

    رد أبو جعفر/ من قال: إنّ ذلك منها استخبارٌ لربّها؛ بمعنى: أعلمنا يا ربّنا، أجاعلٌ أنت في الأرض من هذه صفته وتاركٌ أن تجعل خليفتك فيها، ونحن نسبّح بحمدك، ونقدّس لك؟ لا إنكار منها لما أعلمها ربّها أنّه فاعلٌ، وإن كانت قد استعظمت لمّا أخبرت بذلك أن يكون للّه خلقٌ يعصيه.

    5/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :حدّثني المثنّى بن إبراهيم، قال: حدّثنا إسحاق بن الحجّاج، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ: في قوله: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} الآية. قال: «إنّ اللّه خلق الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجنّ يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة». قال: «فكفر قومٌ من الجنّ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدّماء، وكان الفساد في الأرض. فمن ثمّ قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} الآية».
    - حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: أخبرنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، بمثله.
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): قال: «خلق اللّه الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجنّ يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فكفر قوم من الجان، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدّماء بينهم، وكان الفساد في الأرض فمن ثمّ قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها} كما أفسدت الجنّ، {ويسفك الدّماء} كما سفكوا».
    وكذا ذكره جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ في تفسيره
    وكذا قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ في تفسيره
    يتبع

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,699

    افتراضي رد: البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة


    6/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : قال ابن زيدٍ بما حدّثني به، يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: «لمّا خلق اللّه النّار ذعرت منها الملائكة ذعرًا شديدًا، وقالوا: ربّنا لم خلقت هذه النّار، ولأيّ شيءٍ خلقتها؟ قال: لمن عصاني من خلقي».
    قال: «ولم يكن للّه خلقٌ يومئذٍ إلاّ الملائكة، والأرض ليس فيها خلقٌ، إنّما خلق آدم بعد ذلك». وقرأ قول اللّه: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر لم يكن شيئًا مذكورًا}.
    قال: قال عمر بن الخطّاب: «يا رسول اللّه ليت ذلك الحين».
    ثمّ قال: «قالت الملائكة: يا ربّ أويأتي علينا دهرٌ نعصيك فيه. لا يرون له خلقًا غيرهم. قال: لا، إنّي أريد أن أخلق في الأرض خلقًا وأجعل فيها خليفةً يسفكون الدّماء ويفسدون في الأرض. فقالت الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} وقد اخترتنا؟ فاجعلنا نحن فيها فنحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ونعمل فيها بطاعتك. وأعظمت الملائكة أن يجعل اللّه في الأرض من يعصيه. فقال: إنّي أعلم ما لا تعلمون، يا آدم أنبئهم بأسمائهم. فقال: فلانٌ، وفلانٌ».
    ذكره جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ في تفسيره

    7/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :قال بعضهم: إنّما قالت الملائكة ما قالت: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} لأنّ اللّه أذن لها في السّؤال عن ذلك بعد ما أخبرها أنّ ذلك كائنٌ من بني آدم، فسألته الملائكة فقالت على التّعجّب منها: وكيف يعصونك يا ربّ وأنت خالقهم
    الرد (أبو جعفر): من زعم أنّ اللّه جلّ ثناؤه كان أذن لها بالسّؤال عن ذلك فسألته على وجه التّعجّب، فدعوى لا دلالة عليها في ظاهر التّنزيل ولا خبر بها من الحجّة يقطع العذر، وغير جائزٍ أن يقال في تأويل كتاب اللّه بما لا دلالة عليه من بعض الوجوه الّتي تقوم بها الحجّة.
    8//قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :قال بعضهم: ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عمّا لم يعلموا من ذلك، فكأنّهم قالوا: يا ربّ خبّرنا؛ مسألة استخبارٍ منهم للّه لا على وجه مسألة التّوبيخ.

    9/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): عن ابن عبّاسٍ: «قوله: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك} قال اللّه: إنّي خالقٌ بشرًا وإنّهم يتحاسدون فيقتل بعضهم بعضًا، ويفسدون في الأرض، فلذلك قالوا ما قالوا». يعني: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.

    10/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدّثنا أبي، ثنا هشامٌ الرّازيّ، ثنا ابن المبارك، عن معروفٍ -يعني ابن خربؤ المكّيّ- عمّن سمع أبا جعفرٍ محمّد بن عليٍّ يقول: «السّجلّ ملكٌ، وكان هاروت وماروت من أعوانه، وكان له كلّ يومٍ ثلاث لمحاتٍ ينظرهنّ في أمّ الكتاب، فنظر نظرةً لم تكن له فأبصر فيها خلق آدم وما فيه من الأمور، فأسرّ ذلك إلى هاروت وماروت وكانا من أعوانه، فلمّا قال: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}، قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء}، قالا ذلك استطالةً على الملائكة»
    وكذا ذكره إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ في تفسيره ورد عليه هذا أثرٌ غريبٌ. وبتقدير صحّته إلى أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ بن الحسن الباقر، فهو نقله عن أهل الكتاب، وفيه نكارةٌ توجب ردّه، واللّه أعلم. ومقتضاه أنّ الّذين قالوا ذلك إنّما كانوا اثنين فقط، وهو خلاف السّياق.

    11/ قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): لم يكن ذلك إنكاراً منهم على ربهم، إنما سألوا ليعلموا، وأخبروا عن أنفسهم أنهم يسبّحون ويقدّسون، أو قالوا ذلك؛ لأنهم كرهوا أن يُعصى الله؛ لأن الجن قد كانت أمرت قبل ذلك فعصت.
    12/ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): روي: أن خلقا يقال لهم "الجان" كانوا في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث اللّه ملائكته فأجلتهم من الأرض.
    وقيل: إن هؤلاء الملائكة صاروا سكان الأرض بعد "الجان"، فقالوا: "يا رب، {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك}".
    تأويل استخبارهم هذا: على جهة الاستعلام وجهة الحكمة، لا على الإنكار، فكأنهم قالوا: يا اللّه، إن كان هذا ظننا، فعرّفنا وجه الحق فيه.
    * قال قوم: المعنى فيه غير هذا، وهو: أن الله عزّ وجلّ أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة، وأن من الخليفة فرقة تسفك الدماء، وهي فرقة من بني آدم، وأذن اللّه عزّ وجلّ للملائكة أن يسألوه عن ذلك، وكان إعلامه إياهم هذا زيادة في التثبيت في نفوسهم أنّه يعلم الغيب، فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً يسفكون الدماء ويعصونك؛ وإنّما ينبغي إذا عرفوا أنك خلقتهم أن يسبحوا بحمدك كما نسبح، ويقدسوا كما نقدس، ولم يقولوا هذا إلا وقد أذن لهم، ولا يجوز على الملائكة أن تقول شيئاً تتظنى فيه، لأن اللّه تعالى وصفهم بأنهم يفعلون ما يؤمرون.
    وكذا قال قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 في تفسيره
    13/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قال ابن زيد وغيره: إن الله تعالى أعلمهم أن الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون ويسفكون الدماء، فقالوا لذلك هذه المقالة.
    قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك، وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعا، الاستخلاف، والعصيان
    14/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
    كأنّهم علموا ذلك بعلمٍ خاصٍّ، أو بما فهموه من الطّبيعة البشريّة فإنّه أخبرهم أنّه يخلق هذا الصّنف من صلصال من حمإٍ مسنونٍ [أو فهموا من الخليفة أنّه الّذي يفصل بين الناس ويقع بينهم من المظالم ويردّ عنهم المحارم والمآثم، قاله القرطبيّ] أو أنّهم قاسوهم على من سبق،

    الأقوال في تأويل (أني أعلم مالاتعلمون)؟
    1/قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ أو غيره، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {إنّي أعلم ما لا تعلمون}، قال: «علم من إبليس المعصية، وخلقه لها»). [سنن سعيد بن منصور: 2/ 548]
    2/ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ممّا اطّلع عليه من إبليس، وإضماره المعصية للّه وإخفائه الكبر، ممّا اطّلع عليه تبارك وتعالى منه وخفي على ملائكته
    * قال مجاهدٌ: في قوله: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} قال: «علم من إبليس المعصية وخلقه لها». وعلم من آدم الطّاعة وخلقه لها».
    *عن قتادة، قال: «{إنّي أعلم ما لا تعلمون} فكان في علم اللّه أنّه سيكون من تلك الخليفة أنبياء ورسلٌ وقومٌ صالحون وساكنو الجنّة».
    3/قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): أي: أبتلي من تظنون أنّه يطيع فيهديه الابتلاء
    4/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): عن ابن عبّاسٍ قال: «كان إبليس على ملائكة سماء الدّنيا فاستكبر وهمّ بالمعصية وطغى، فذلك قول اللّه: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} في نفس إبليس البغي»، وروي عن السّدّيّ نحو ذلك.
    * عن مجاهدٍ قال: «علم من إبليس المعصية، وخلقه لها»
    * عن قتادة: قوله: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} قال: «كان من علم اللّه أنّه سيكون من ذلك الخليفة رسلٌ وأنبياء وقومٌ صالحون وساكن الجنّة
    وكذا قال جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ في تفسيره
    5/ قال جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ ما أسر إبليس من الكفر في السجود
    8/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قال قتادة يعني: أفعال الفضلاء من بني آدم
    9/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه
    *إنّي أعلم من المصلحة الرّاجحة في خلق هذا الصّنف على المفاسد الّتي ذكّرتموها ما لا تعلمون أنتم؛ فإنّي سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرّسل، ويوجد فيهم الصّدّيقون والشّهداء، والصّالحون والعبّاد، والزّهّاد والأولياء، والأبرار والمقرّبون، والعلماء العاملون والخاشعون، والمحبّون له تبارك وتعالى المتّبعون رسله، صلوات اللّه وسلامه عليهم
    أي: من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به
    * قال قتادة
    فكان في علم اللّه أنّه سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسلٌ وقومٌ صالحون وساكنو الجنّة

    المراد ب(سفك)؟
    1/ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): يصبها، سفك دمه أي: صبه
    2/ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): يصب
    3/ قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({ويسفك الدماء} أي: يصب الدماء بغير حق، ويسفك أيضاً: يصب الدماء بحق). [ياقوتة الصراط: 172]
    4/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    صب الدم، هذا عرفه، وقد يقال: سفك كلامه في كذا، إذا سرده.

    المراد ب(التسبيح)؟
    1/قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): نصليّ
    2/قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {ونحن نسبح بحمدك} قال: «التسبيح: التسبيح»). [تفسير عبد الرزاق: 1 /42]
    قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): قوله: {نسبّح بحمدك ونقدّس لك}، وقال: {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم}، وقال: {فسبّح بحمد ربّك واستغفره} فذلك لأن الذكر كله تسبيح وصلاة، تقول: "قضيت سبحتي من الذكر والصلاة"، فقال: سبّح بالحمد،
    3/قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قول اللّه جلّ وعزّ: {ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك} قال: «نمجدك كل ونعظمك»). [تفسير الثوري: 44]
    * إنّا نعظّمك بالحمد لك والشّكر
    *إنّ التّسبيح صلاة الملائكة
    *أصل التّسبيح للّه عند العرب التّنزيه له من إضافة ما ليس من صفاته إليه والتّبرئة له من ذلك
    * قال آخرون: {نسبّح بحمدك} التّسبيح المعلوم.
    4/قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): هي الصلاه
    5/قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): نبرئك من السوء، وكل من عمل عملا ً قصد به اللّه: فقد سبح، يقال: فرغت من تسبيحي، أي: من صلاتي، وقال سيبويه وغيره من النحويين: إن معنى "سبحان الله": براءة اللّه من السوء وتنزيهه من السوء
    6/ قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): التّسبيح: التّسبيح
    * نصلّي لك
    7/قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): عن مجاهد في قوله: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} قال: «نعظمك ونكبرك»
    8/ قالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نسبح} أي: ننزه، وقيل: نصلي
    9/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    ننزهك عما لا يليق بك وبصفاتك.
    قال ابن عباس وابن مسعود: «تسبيح الملائكة صلاتهم لله».
    قال قتادة: «تسبيح الملائكة قولهم سبحان الله على عرفه في اللغة».
    10/ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه التسبيح: التسبيح
    * نصلّي لك»
    * قال مجاهدٌ: «نعظمك ونكبرك»
    * قال محمّد بن إسحاق: {ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك} قال: «لا نعصي ولا نأتي شيئًا تكرهه»
    جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : التسبيح: التسبيح


    معنى التقديس؟
    1/قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): لتقديس: التطهير
    2/قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {ونقدس لك} قال: «التقديس: الصلاة»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 42]
    3/ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ):
    *نكبرك ونعظمك ،،
    *والتقديس التطهير.
    4/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    * التّقديس هو التّطهير والتّعظيم
    * عن قتادة: في قوله: {ونقدّس لك} قال: «التّقديس: الصّلاة»
    * نعظّمك ونمجّدك
    * عن ابن إسحاق: {ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك}: «لا نعصي ولا نأتي شيئًا تكرهه».
    5/قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ
    عن ابن عبّاسٍ): التّقديس: التّطهير»
    *عن قتادة التّقديس: الصّلاة
    6/ قالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {ونقدس} أي: نطهر، وقيل: نعظمك ونكبرك
    * نتطهّر
    7/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    التقديس: التطهير بلا خلاف
    قال آخرون: {ونقدّس لك} معناه: ونقدسك أي: نعظمك ونطهر
    ذكرك عما لا يليق به. قاله مجاهد وأبو صالح وغيرهما.
    قال قوم: {نقدس لك} معناه: نصلي لك
    قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف
    8/جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : التقديس: الصلاة
    *عن ابن عباس :التطهير
    *نعظمك ونكبرك

    نوع الهمزه في(أتجعل)؟
    1/قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
    جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربّها، وقد قال تبارك وتعالى: { إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}، ولكن معناها معنى الإيجاب، أي: أنك ستفعل. وقال جرير: فأوجب، ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان:
    ألستم خير من ركب المطايا وأنــدى العالمـيـن بـطــون راح
    2/قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): جاء على وجه الإقرار
    3/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :على جهة الاسترشاد والاستعلام هل هذا الخليفة هو الذي كان أعلمهم به قبل أو غيره؟
    4/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قال القاضي أبو محمد رحمه الله: التعجب والاستعظام
    5/قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه
    استعلامٍ واستكشافٍ عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربّنا، ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أنّ منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدّماء، فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك، أي: نصلّي لك كما سيأتي، أي: ولا يصدر منّا شيءٌ من ذلك، وهلّا وقع الاقتصار علينا؟



    المسائل العقديه:
    الرد على أهل الكتاب:

    قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): في ذكر هذه الآية احتجاج على أهل الكتاب بتثبيت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ خبر آدم وما أمره اللّه به من سجود الملائكة له معلوم عندهم، وليس هذا من علم العرب الذي كانت تعلمه، ففي إخبار النبي صلى الله عليه وسلم دليل على تثبيت رسالته إذ آتاهم بما ليس من علم العرب، وإنما هو خبر لا يعلمه إلا من قرأ الكتاب أو أوحي إليه به.

    المسائل اللغويه:
    نوع الكلمه (أعلم)؟

    قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    الأظهر أن أعلم فعل مستقبل، وما في موضع نصب به،
    وقيل: أعلم اسم، وما في موضع خفض بالإضافة، ولا يصح الصرف فيه بإجماع من النحاة،

    معنى الحرف(إذ)؟
    1/ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله {وإذ قال ربّك للملائكة} أراد: وقال ربك للملائكة، و«إذ» تزاد، والمعنى: إلقاؤها، على ما بينت في كتاب «المشكل».
    2/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال ربّك}
    زعم بعض المنسوبين إلى العلم بلغات العرب من أهل البصرة أنّ تأويل قوله: {وإذ قال ربّك} وقال ربّك، وأنّ (إذ) من الحروف الزّوائد، وأنّ معناها الحذف.
    الرد** قال أبو جعفرٍ: والأمر في ذلك بخلاف ما قال؛ وذلك أنّ (إذ) حرف يأتي بمعنى الجزاء، ويدلّ على مجهولٍ من الوقت، وغير جائزٍ إبطال حرفٍ كان دليلاً على معنى في الكلام
    3/قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): قال أبو عبيدة: "إذ" ههنا زائدة، وهذا إقدام من أبي عبيدة؛ لأن القرآن لا ينبغي أن يتكلم فيه إلا بغاية تجري إلى الحق، و(إذ) معناها الوقت، وهي اسم فكيف يكون لغواً ومعناها الوقت؛ والحجة في (إذ) أنّ اللّه تعالى ذكر خلق الناس وغيرهم، فكأنّه قال: (ابتدأ خلقكم إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة
    4/قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ
    عن السّدّيّ، عن أبي مالك: «قوله: {وإذ}: فقد كان».
    5/قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
    قال معمر بن المثنى: «إذ زائدة، والتقدير: وقال ربك»
    قال أبو إسحاق الزجاج: «هذا اجتراء من أبي عبيدة»
    قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وكذلك رد عليه جميع المفسرين
    وقال الجمهور: ليست بزائدة وإنما هي معلقة بفعل مقدر تقديره: واذكر إذ قال، وأيضا فقوله: {خلق لكم ما في الأرض جميعاً} الآية
    6/ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
    حكى ابن جريرٍ عن بعض أهل العربيّة [وهو أبو عبيدة] أنّه زعم أنّ "إذ" هاهنا زائدةٌ، وأنّ تقدير الكلام: وقال ربّك. وردّه ابن جريرٍ
    قال القرطبيّ: وكذا ردّه جميع المفسّرين حتّى قال الزّجّاج: هذا اجتراءٌ من أبي عبيدة.
    عن أبي مالك قال: «ما كان في القرآن {إذ} فقد كان»

    القول في مفرد الملائكه؟
    1//قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ
    الهمزة فيها مجتلبة، لأن واحدها "ملك" بغير همزة،
    2/قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
    1/الملائكة جمع ملأكٍ، غير أنّ واحدهم بغير الهمز أكثر وأشهر في كلام العرب منه بالهمز، وذلك أنّهم يقولون في واحدهم ملكٌ من الملائكة، فيحذفون الهمز منه، ويحرّكون اللاّم الّتي كانت مسكّنةً لو همز الاسم. وإنّما يحرّكونها بالفتح، لأنّهم ينقلون حركة الهمزة الّتي فيه بسقوطها إلى الحرف السّاكن قبلها، فإذا جمعوا واحدهم ردّوه فى الجمع إلى الأصل وهمزوا، فقالوا: ملائكةٌ.
    2/قد يقال في واحدهم: مألكٌ، أنّ الّذي يجب إذا سمّي واحدهم مألكٌ، أن يجمع إذ جمع على ذلك: مالكٌ، ولست أحفظ جمعهم كذلك سماعًا، ولكنّهم قد يجمعون ملائك وملائكةً،

    3/ قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ
    1/والملائكة واحدها ملك أصله ملاك على وزن مفعل من لاك إذا أرسل، وجمعه ملائكة على وزن مفاعلة.
    وقال قوم: أصل ملك مألك، من ألك إذا أرسل،
    2/قال ابن كيسان: «هو من ملك يملك، والهمزة فيه زائدة كما زيدت في شمأل من شمل، فوزنه فعأل، ووزن جمعه فعائلة»

    مسائل فقهيه:
    وجوب نصب الخليفه؟

    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :استدلّ القرطبيّ وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة ليفصل بين النّاس فيما يختلفون فيه، ويقطع تنازعهم، وينتصر لمظلومهم من ظالمهم، ويقيم الحدود، ويزجر عن تعاطي الفواحش، إلى غير ذلك من الأمور المهمّة الّتي لا يمكن إقامتها إلّا بالإمام، وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ

    بما تنال الإمامه؟
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :بالنّصّ كما يقوله طائفةٌ من أهل السّنّة في أبي بكرٍ، أو بالإيماء إليه كما يقول آخرون منهم، أو باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصّدّيق بعمر بن الخطّاب، أو بتركه شورى في جماعةٍ صالحين كذلك كما فعله عمر، أو باجتماع أهل الحلّ والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحدٍ منهم له فيجب التزامها عند الجمهور وحكى على ذلك إمام الحرمين الإجماع، واللّه أعلم، أو بقهر واحدٍ النّاس على طاعته فتجب لئلّا يؤدّي ذلك إلى الشّقاق والاختلاف، وقد نصّ عليه الشّافعيّ

    هل يجب الإشهاد على عقد الإمامة؟
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : فيه خلافٌ،
    فمنهم من قال: لا يشترط،
    وقيل: بلى ويكفي شاهدان.
    وقال الجبّائيّ: يجب أربعةٌ وعاقدٌ ومعقودٌ له، كما ترك عمر رضي اللّه عنه، الأمر شورى بين ستّةٍ، فوقع الأمر على عاقدٍ وهو عبد الرّحمن بن عوف، ومعقود له وهو عثمان، واستنبط وجوب الأربعة الشّهود من الأربعة الباقين، وفي هذا نظرٌ، واللّه أعلم

    لو فسق الإمام هل ينعزل أم لا؟
    قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :فيه خلافٌ، والصّحيح أنّه لا ينعزل لقوله عليه الصّلاة والسلام
    «إلّا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من اللّه فيه برهانٌ

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,699

    افتراضي رد: البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة

    البحث التفسيري للآيه (30) سورة البقرة
    مها الحربى

    الأحاديث والآثار الوارده في تفسير الآيه (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)

    1/عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسّهل والحزن والخبيث والطّيّب».
    هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/ 54]
    2/عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «لمّا فرغ اللّه من خلق آدم، وأجرى فيه الرّوح عطس، فقال: الحمد للّه. فقال له ربّه: يرحمك ربّك»، «هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه، وقد أسنده عتّابٌ، عن خصيفٍ، وليس من شرط هذا الكتاب»).[المستدرك: 2/ 287]
    3/عن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «خلق اللّه آدم من أديم الأرض كلّها، فخرجت ذرّيّته على حسب ذلك، منهم الأبيض والأسود، والأسمر والأحمر، ومنهم بين بين ذلك، ومنهم السّهل، والخبيث، والطّيّب» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه). [المستدرك: 2/ 288]
    4/عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ آدم كان رجلًا طوالًا، كأنّه نخلةٌ سحوقٌ، كثير شعر الرّأس، فلمّا ركب الخطيئة بدت له عورته، وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربًا في الجنّة، فتعلّقت به شجرةٌ، فقال لها: أرسليني. قالت: لست بمرسلتك. قال: وناداه ربّه: يا آدم أمنّي تفرّ؟ قال: يا ربّ إنّي استحيتك»، «هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه»).[المستدرك: 2/ 288]
    5/حدّثني إبراهيم بن إسماعيل القارئ، ثنا عثمان بن سعيدٍ الدّارميّ، ثنا أبو توبة الرّبيع بن نافعٍ الحلبيّ، ثنا معاوية بن سلّامٍ، حدّثني زيد بن سلّامٍ، أنّه سمع أبا سلّامٍ، يقول: حدّثني أبو أمامة رضي اللّه عنه، أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه، أنبيًّا كان آدم؟ قال: «نعم، معلّمٌ مكلّمٌ» قال: كم بينه وبين نوحٍ؟ قال: «عشر قرونٍ» قال: كم بين نوحٍ وإبراهيم؟ قال: «عشر قرونٍ» قالوا: يا رسول اللّه، كم كانت الرّسل؟ قال: «ثلاث مائةٍ وخمس عشرة جمًّا غفيرًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرّجاه). [المستدرك: 2/ 288]
    16/عن ابن عمر أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ آدم صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا أهبطه اللّه تبارك وتعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي ربّ {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون} قالوا: ربّنا نحن أطوع لك من بني آدم.
    قال اللّه تبارك وتعالى للملائكة: هلمّوا ملكين من الملائكة حتّى نهبط بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا: ربّنا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثّلت لهما الزّهرة امرأةً من أحسن البشر.
    فجاآها فسألاها نفسها، فقالت: لا واللّه حتّى تكلّما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا: لا واللّه لا نشرك باللّه أبدًا، فذهبت عنهما ثمّ رجعت بصبيٍّ تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا واللّه حتّى تقتلا هذا الصّبيّ، فقالا: لا واللّه لا نقتله أبدًا، فذهبت.
    ثمّ رجعت بقدح خمرٍ تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا واللّه حتّى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصّبيّ، فلمّا أفاقا قالت المرأة: واللّه ما تركتما شيئًا ممّا أبيتماه عليّ إلّا فعلتماه حين سكرتما. فخيّرا بين عذاب الدّنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدّنيا».
    رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح غير موسى بن جبيرٍ وهو ثقةٌ). [مجمع الزوائد: 6/ 313-314]
    7/أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول من لبى الملائكة، قال الله: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}»، قال: «فزادوه فأعرض عنهم فطافوا بالعرش ست سنين يقولون: لبيك لبيك اعتذارا إليك لبيك لبيك نستغفرك ونتوب إليك».
    8/أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي ذر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:«أحب الكلام إلى الله ما اصطفاه الله لملائكته، سبحان ربي وبحمده»، وفي لفظ: «سبحان الله وبحمده»
    9/ أخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن عساكر عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: «بعث الله جبريل إلى الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض: أعوذ منك أن تنقص مني، فرجع ولم يأخذ شيئا، وقال: يا رب إنها أعاذت بك فأعذتها، فبعث الله ميكائيل كذلك، فبعث ملك الموت فعاذت منه، فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض وخلط، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء -فذلك خرج بنو آدم مختلفين-، فصعد به فبل التراب حتى صار طينا لازبا، واللازب: هو الذي يلزق بعضه ببعض، ثم قال للملائكة: إني خالق بشرا من طين، فخلقه الله بيده لئلا يتكبر عليه إبليس، فخلقه بشرا سويا فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة، فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان أشدهم منه فزعا إبليس، فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له صلصلة، فيقول: لأمر ما خلقت، ويدخل من فيه ويخرج من دبره، ويقول للملائكة: لا ترهبوا منه فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكنه، فلما بلغ الحين الذي يريد الله أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل في رأسه عطس فقالت الملائكة: الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله له: يرحمك ربك، فلما دخلت الروح في عنقه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت إلى جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ إلى رجليه عجلا إلى ثمار الجنة، وذلك قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل}».
    10/ أخرج ابن جرير، عن علي، قال:«إن آدم خلق من أديم الأرض، فيه الطيب والصالح والرديء فكل ذلك أنت راء في ولده».
    11/ أخرج الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا: «الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطينة آدم عليه السلام».
    12/ أخرج مسلم وأبو داود، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها وفيه مات وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة».
    13/في صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى اللّه لملائكته سبحان اللّه وبحمده» وروى البيهقيّ عن عبد الرّحمن بن قرطٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به سمع تسبيحًا في السّماوات العلا «سبحان العليّ الأعلى سبحانه وتعالى»].

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •