مألوفات النساء صوابها خطأ!!


هيام الجاسم






ما كل ما نديره في مجالس النساء نتحدث به علنا لقرائنا من الرجال، خصوصيات النساء نحتفظ بها توعية وتنمية لحياة الزوجات؛ مما لا ينبغي أن نفصّل فيه عند إخواننا من الرجال، ولكن ليعلم الأزواج أن ما كل ما يدور في جلسات نسائهم هو من قبيل التفاهات والسذاجات والمقارنات، وإنما نحن نحرص أشد الحرص على أن نضيف بصمات في حياة نسائنا شاءت (النسوان) أم أبين، من حق كل امرأة على نفسها أن تهتدي للصحة والصواب في كيفيات التعامل مع زوجها وأهله وحيثياته وفق شرع الله، نفنّد ونشرح ونصنّف ونبيّن أحكام شرعة ربنا ومنهاجه في كليات وجزئيات الحياة الزوجية، ونضيّق ما ضيّقه لنا ديننا، ونوسّع ما وسّعه أيضا ديننا؛ فلا نحجّر واسعا ولا نوسّع ضيقا؛ لذا فكثير مما أناقش فيه النساء هو مفاهيم غير تقليدية ألفوا نقائضها وظننّها دينا وما هي بدين وظننّها من مكتسباتهن وما هي كذلك!



عزيزي القارئ، الزوجة تعتقد أن أهل زوجها «حمولتها» هم صلات أرحام لها فتجتهد في تفريغ الوقت والجهد لهم حتى إنها تهمل صلات أرحامها الحقيقيين، وإذا واجهتها بهذه الحقيقة أن أهل زوجك صلة رحم لأبنائك وأبيهم فقط تجيبك مسرعة كأنها وجدتها: ولكن أخاف على زوجي وأبنائي إن توقفت عن زيارة «حمولتي» أن ينقطعوا! أجيبها: ومن طلب إليك التوقف عن زيارتهم؟! ألست أنت الشاكية من أذى «الحمولة» وترجين لو تخففت من زياراتك لهم؟! إذاً لست ملزمة بتكثيف علاقتك بهم إلا من أجل حث أبنائك وتعويدهم على زيارة أرحامهم، وإذا تعودوها وأحبوها فلك أن تروّضيهم على تخفيف أقدامهم مع أبيهم وتتخلصي أنت من أذى أسبوعي لست ملزمة به مطلقا، ولك بعد ذلك خيارات متاحة وبدائل واسعة في كيفية مريحة لك أنت تصمّمينها لحياتك المجتمعية مع أهل زوجك! هنا يعجبها الحل الأوسط الذي اقترحته لها ولله الحمد والفضل والمنة!

ومن المألوفات السائدة المشتهرة بين الزوجات مما لا يصلح: أنه ما دام على الزوج واجب الإنفاق لها كزوجة ولعيالها فهي ترهقه بالصرف وإسراف الشراء بحجة كسوة الصيف والشتاء! وتراه ذلك المسكين يسير معها أو خلفها في المجمّعات والجمعيات لا ليتمتع ويمتّع زوجته بمتعة التسوق! لا وإنما ليدفع قيمة قائمة المشتريات بعد أن تشفط هي ما في الأسواق، وتشفط معه كل ما في جيبه! هل يصح هذا؟! «بهذلة» الرجال في مجمعات لا تليق بمقامهم، ناهيك عن فتن الفتيات من حوله، تكاثرت الاستعاذات من الشيطان الرجيم التي تخرج من فمه متلاحقة، فهو يلتفت يمنة ويسرة، فوق وتحت، ولا فائدة فالوضع لا يليق بزوج محترم أن يرتاد الأسواق بحجة الفاتورة التي سيدفعها، لا ناقة له ولا جمل، تلتفت إليه أم العيال تسأله: «هذا حلو؟! ناخذه نشتريه؟! اشرايك؟!» هو في حيرة من أمره إن أجابها: «غالي، لأ.. لا تشترينه»! انزعجت أم العيال، وإن أجابها «إي حلو خذيه»، قالت له: «أدري مو من قلبك بس جذي تقول عشان تفتك»!

عزيزي القارئ.. فرض شراء الكماليات من جيب الزوج الأب ليس من حق الزوجة الأم أن تلزمه به إلزاما، تلك القناعة غير الصحيحة هي من مألوفات الأخطاء التي تظن الزوجات أنها حق لهن مكتسب وما هي بحق.

سلوك آخر مزعج يصدر من بعض الزوجات حينما تظن الزوجة أن من حقها دوما سؤال زوجها كلما همّ بالخروج من المنزل أو حينما يكلمها بالهاتف تسأله: «وين بتروح؟! وإذا عطاها طاف ولم يجبها زعلت أو دخل برأسها الشك»، هي لا تسمع فقط صوته وإنما أذنها تخترق السماعة لتسمع أصوات من حوله! وإن هو أجابها ظلت تلاحقه بعدة أسئلة أخرى، والمزعج أكثر في الأمر أنه إذا صارحها: "لا تسأليني وين بروح! موشغلج! تبين شي قولي؟! تجدها «تشيل بخاطرها عليه» وتتضايق؛ لأنها تعد معرفتها أين سيذهب زوجها هي حق مكتسب لها. وفي الحقيقة والصحة والصواب ينبغي أن تدرك عزيزاتنا الزوجات أنه لا حق لهن في ملاحقة أزواجهن بأسئلة وكأن الزوجة تحقق معه، هو يعد ذلك تدخلا في شؤونه التي لو جهلتها الزوجة لا يضرها هذا الجهل مطلقا، بل لو علمتها تجد بعض الزوجات يفتحن على أنفسهن أبواب شكوك لا تنتهي: «وين رايح وهل ستتأخر؟! ومتى راجع؟!» يضجر الرجل من أسئلتها فيجيبها متذمرا: «يبه بتطلعين طلعي! بتنامين قبلي نامي! كيفج سوي اللي تبين بس لا تحققين معاي؟!»، مشكلتنا نحن النساء أننا نعتقد أننا مثلما ملكنا الأبناء وسيطرنا على غدوّهم ورواحهم! أيضا بالطريقة نفسها لنا الحق أن نتحكم في أزواجنا، لسان حالها: «لا.. لا ما أخليه على كيفه! لازم أتابعه! شلون ما يصير؟! أنا أعرفه؟! هو مو صادق معاي!» طيب إذا لم يكن صادقا ويلف ويدور ويكذب لماذا تجهدين نفسك في ملاحقته كما الطفل الصغير من عيالك وكما المراهق الذي تخافين عليه من الانحراف؟! عزيزتي انشغلي بأدوارك في مجتمعك الصغير والكبير، ولا تجعلي صغائر الأمور وتوافهها أساسيات في أسرتك.


عزيزي القارئ.. كثيرة هي الاعتيادات في حياتنا نحن النساء، هي قابلة للتغير والتغيير إذا اكتشفنا خطأنا فيها، وإن أحكام ديننا الشرعية تدفعنا لأن نغير أنفسنا نحو الصحة والصواب، عندها سنحمل أنفسنا حملا على الخروج عن المألوف الذي صيّرناه طقوسا وعادات وتقاليد ظننا أنها جزء من الدين وما هي منه في شيء إلا في اسمها ورسمها!