تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة ؟

    إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة،
    ***

    *من الأمور التي تُبحث في باب المُعتقد:
    الفروق بين قسمين من أقسام التوحيد،
    وهو توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية
    وهذه قضيّة مهمّةٌ للغاية تجدرُ العناية بها نظراً لوقوع كثير من الطوائف في الخلط بينهما وعدم إدراك طبيعة كلٍّ منهما،
    ثم إن الوقوف على هذه الفروق يدفع الناظرَ إلى آيات القرآن ونصوص الوحي إلى فهمٍ أدقّ وتدبّرٍ أعمق؛
    ويمكن إجمال أهم الفروق الحاصلة بينهما في التالي:
    الفرق من جهة الاشتقاق
    إذا رجعنا إلى كتب اللغة، نجد فرقاً في الأصول اللغويّة لكلا اللفظتين: (الربوبية)-(الألوهيّة)،
    أما الربوبيّة:
    فهي مشتقّة من اسم الله: (الرّب)،
    قال صاحب الصحاح: " رب كل شيء: مالكه. والرب: اسم من أسماء الله عز وجل، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، ورَبّ الضيعة، أي أصلحها وأتمها. ورَبّ فلانٌ ولدَه، أي: ربّاه"،
    وأما الألوهيّة فهي مشتقّة من الإله،
    قال صاحب معجم مقاييس اللغة: " الهمزة واللام والهاء أصل واحد،
    وهو التعبّد، فالإله: الله تعالى؛ وسمي بذلك لأنه معبود،
    ويقال: تألّه الرجل، إذا تعبّد".
    وهذا الاختلاف في الاشتقاق يدلّ على الاختلاف في المفهوم،
    فلا يمكن أن يُنظر إليهما كأنهما لفظان اتّحدا في المعنى،
    وبذلك نعرف خطأ من فسّر شهادة أن لا إله إلا الله، بقوله: لا مخترع أو خالق أو صانع غير الله؛ لأنه تفسيرٌ للألوهيّة بالربوبيّة.
    الفرق من جهة المتعلّق
    يتعلّق توحيد الربوبيّة بالأفعال الإلهيّة،
    مثل فعل الخلق والتدبير، والرحمة والإحسان، والنفع والضرّ، وغيرها من الأفعال التي يختصّ بها الله تعالى وهذا هو معنى أن نوحّده بها:
    أن نعتقد اختصاصه بهذه الأفعال وعدم قدرةِ غيره على فعلها،
    أما توحيد الألوهيّة، فمتعلّقه أفعال العباد،
    بمعنى: أن يُفرد العباد الله بهذه الأفعال ولا يتوجّهون بها إلى غيره من المعبودات الباطلة كالأصنام ونحوها،
    سواءٌ في ذلك العبادات الظاهرة أو الباطنة،
    فالظاهرة: كالحج والصيام والركوع والسجود،
    والباطنة: كالخوف والرجاء والتوكّل والاستغاثة.
    الفرق من جهة الإقرار
    توحيد الربوبيّة أقرّ به عامّة المشركين وأهل الكفر، ولم يشذّ منهم إلا النزرُ اليسير من أهل الإلحاد، وهذا الإقرار إقرارٌ إجمالي ناقص،
    ولو كان كاملاً لقادهم الإيمان بالربوبيّة إلى إفراد الله بالعبادة،
    كما قال الله جلّ وعلا: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:21)،
    وآيات القرآن بيّنت إقرار أهل الشرك بمسألة الربوبيّة في مواضع كثيرة
    كقوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} (العنكبوت:61).
    وأما توحيد الألوهيّة: فامتنع أهل الشرك من الإقرار به،
    ورفضوا أن يُفردوا الله بالعبادة، واستجازوا أن يجعلوا للمعبودات الباطلة نصيباً من عباداتهم وصلاتهم وأضاحيهم وقرابينهم،
    بل تعجبّوا من الرسل حينما دعوهم إلى الكفر بكلّ ما يُعبد دون الله تعالى
    وقالوا : { أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين}
    الفرق من جهة الدلالة
    قول علماء المُعتقد: توحيد الربوبيّة مدلوله عِلْمي،
    والمقصود بذلك: أن هذا النوع من التوحيد يتعلّق بالمعتقد والعلم أكثرَ من تعلّقه بالفعل،
    فهو العلم بأنه لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله،
    ولذلك يسمّونه: التوحيد العلمي الخبري.
    أما توحيد الألوهيّة، فهو توحيد عملي؛
    لأنه يتعلّق بأفعال العباد، وهو أن المكلّف مطالبٌ بصرف العبادات لله وحده دون إشراكٍ به في هذه العبادات،
    فجانب العمل في هذا القسم أكثر وضوحاً من القسم الآخر.
    الفرق من ناحية دخول الإسلام من عدمه
    من آمن وأيقن بأن الله لا خالق غيرُه، ولا رازق سواه، وآمن بتفرّد الله تعالى في جميع أفعاله،
    فلا يكون مسلماً بمجرّد هذا المُعتقد،
    ولا يصحّ أن يُقال بإسلام من أقرّ بتوحيد الربوبية،
    وهذه قضيّةٌ وقع عليها الإجماع ودلّ عليها القرآن،
    فإن المشركين كانوا يقرّون بهذه القضيّة، ومع ذلك سمّاهم الله كفّاراً،
    أما توحيد الألوهيّة، فمن أفرد الله بالعبادة، وجانب مسالك الشرك وطرائقه،
    فيُحكم بإسلامه.
    الفرق من ناحية ما يستلزمه وما يتضمّنه كلٌّ منهما
    توحيد الربوبية يستوجب توحيد الألوهيّة؛ لأن من كان بهذه المرتبة من الكمال في الربوبيّة والتفرّد في الإنعام والرزق، كان المستحقّ للإفراد في العبادة، فكيف يُعبد من كان مفتقراً إلى غيره؟
    وكيف يُعبد من كان لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً؟
    كما قال الله منكراً على المشركين:
    { واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا}
    (الفرقان:3).
    وتوحيد الألوهيّة متضمّنٌ لتوحيد الربوبيّة،
    لأن من أفرد الله تعالى بالعبادة فهو مقرٌ ضمناً بتفرّد الله تعالى في الخلق والملك والتدبير،
    وغير ذلك من الأفعال الإلهيّة،
    ولولا إقراره بالربوبيّة ما أفرده بالعبادة.
    تلك هي أهم الفروق الحاصلة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الربوبية،
    الاسلام سؤال وجواب بتصرف

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة

    فائدة مهمة
    توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية

    إن صفات الله تعالى تنقسم إلى صفات ذات وصفات أفعال،
    فأما صفات الذات كصفة الوجود، والحياة، والسمع، والبصر...،
    وأما صفات الأفعال فتنقسم إلى قسمين:
    الأول: صفات أفعال متعلقة بذات الله تعالى:
    كالاستواء والنزول والمجيء، نؤمن بها كما أخبر بها ربنا تبارك وتعالى دون تعطيل أو تشبيه أو تكييف.

    والثاني:
    صفات أفعال
    متعلقة بالخلق:
    كالإحياء والإماتة والخلق والرزق والتدبير
    وتسمى بصفات الربوبية
    توحيد الربوبية:وهو إفراد الله بأفعاله المتعلقة بالخلق (كالإحياء والإماتة والخلق والرزق والتدبير)
    وقد جعله العلماء في قسم مستقل رغم أنه من الأسماء والصفات
    من باب عطف الخاص على العام



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة،
    نعم
    قال ابن القيم:
    (وتأمل ارتباط الخلق والأمر بهذه الأسماء الثلاثة،
    وهي (الله)، و(الرب)، و(الرحمن)؛ كيف نشأ عنها الخلق والأمر والثواب والعقاب،
    وكيف جمعت الخلق وفرقتهم؛
    فلها الجمع، ولها الفرق.
    فاسم (الرب) له الجمعُ الجامعُ لجميع المخلوقات؛
    فهو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته،
    وكل من في السماوات والأرض عبد له في قبضته وتحت قهره،
    فاجتمعوا بصفة الربوبية،
    وافترقوا بصفة الإلهية،
    فألَّهه وَحْدَهُ السعداءُ، وأقروا له طوعاً بأنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا تنبغي العبادة والتوكل والرجاء والخوف والحب والإنابة والإخبات والخشية والتذلل والخضوع إلَّا له،
    وهنا افترق الناس، وصاروا فريقين:
    فريقاً مشركين في السعير، وفريقاً موحدين في الجنة؛
    فالإلهية هي التي فرقتهم
    كما أنَّ الربوبية هي التي جمعتهم؛
    فالدين والشرع، والأمر والنهي - مظهره وقيامه - من صفة الإلهية،
    والخلق والإيجاد والتدبير والفعل من صفة الربوبية،
    والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك، وهو ملك يوم الدين،
    فأمرهم بإلهيته، وأعانهم ووفقهم وهداهم
    وأضلهم بربوبيته،
    وأثابهم وعاقبهم بملكه وعدله،
    وكل واحدة من هذه الأمور لا تنفك عن الأخرى …)
    ((مدارج السالكين)) (1/34).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    الفرق من ناحية ما يستلزمه وما يتضمّنه كلٌّ منهما
    مزيد بيان
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    : وإن كانت الْإِلَهِيَّةُ تَتَضَمَّنُ الرُّبُوبِيَّةَ ؛ وَالرُّبُوبية تَسْتَلْزِمُ الْإِلَهِيَّةَ؛ فَإِنَّ أَحَدَهُمَا إذَا تَضَمَّنَ الْآخَرَ عِنْدَ الِانْفِرَادِ لَمْ يَمْنَعْ أَنْ يَخْتَصَّ بِمَعْنَاهُ عِنْدَ الِاقْتِرَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} {مَلِكِ النَّاسِ} {إلَهِ النَّاسِ} وَفِي قَوْلِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَجَمَعَ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ: اسْمِ الْإِلَهِ وَاسْمِ الرَّبِّ. فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَعْبُودُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ. وَ " الرَّبُّ " هُوَ الَّذِي يُرَبِّي عَبْدَهُ فَيُدَبِّرُهُ. وَلِهَذَا كَانَتْ الْعِبَادَةُ مُتَعَلِّقَةً بِاسْمِهِ اللَّهِ وَالسُّؤَالُ مُتَعَلِّقًا بِاسْمِهِ الرَّبِّ؛ فَإِنَّ الْعِبَادَةَ هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي لَهَا خُلِقَ الْخَلْقُ. وَالْإِلَهِيَّة ُ هِيَ الْغَايَةُ؛ وَالرُّبُوبِيَّ ةُ تَتَضَمَّنُ خَلْقَ الْخَلْقِ وَإِنْشَاءَهُمْ فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ ابْتِدَاءَ حَالِهِمْ. انتهى.

    فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية
    قال تعالى: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم. وقال تعالى: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فأنى تسحرون.
    توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية استدل الله تعالى عليهم بما أثبتوه ليلزمهم إثبات ما نفوه، وبين لهم أن إقرارهم بالله تعالى خالقا ورازقا ومدبرا ومتصرفا في هذا الكون يلزم منه أن يقروا به إلها واحدا معبودا لا تصرف العبادة إلا له ولا يفرد بالطاعة غيره سبحانه وتعالى.
    وأما إثبات الملزوم الذي هو الربوبية ونفي اللازم الذي هو الإلهية فتناقض عند ذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة. فبان بذلك وجه التلازم بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ووجه الاحتجاج على المشركين بإثباتهم توحيد الربوبية ووجه كونهم مثبتين له نافين لازمه وهو توحيد الإلهية. وأما كون الألوهية تتضمن الربوبية فهذا حق لا شك فيه، ولا ينفي هذا أن يكون اسم الرب واسم الإله يختص كل منهما بمعنى عند الانفراد، وهذا معنى أن الربوبية والألوهية إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، فإذا ذكرت الربوبية بمفردها استلزمت الألوهية، وإذا ذكرت الألوهية بمفردها تضمنت الربوبية وكانت الربوبية داخلة في معناها، وإذا ذكرا معا في سياق كان كل منهما مختصا بمعنى فتختص الربوبية بإثبات كونه سبحانه خالقا رازقا مدبرا متصرفا في الكون، وتختص الألوهية بكونه سبحانه معبودا مطاعا، ولهذا نظائر كثيرة كاسم الفقير والمسكين واسم الإيمان والإسلام ونحو ذلك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    توحيد الربوبية
    "توحيد الربوبية:
    هو إفراد الله بأفعاله
    ".

    معنى: «توحيد»: التوحيد:
    التوحيد في اللغة : مصدر للفعل ( وحَّد ، يوحِّد ) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته ، والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك .
    وتقول العرب : واحد وأحد ، ووحيد ، أي منفرد ، فالله تعالى واحد ، أي منفرد عن الأنداد والأشكال في جميع الأحوال ، فالتوحيد هو العلم بالله واحدا لا نظير له ، فمن لم يعرف الله كذلك ، أو لم يصفه بأنه واحد لا شريك له ، فإنه غير موحد له .
    وأما تعريفه في الاصطلاح فهو : إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
    ويمكن أن يعرف بأنه : اعتقاد أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
    واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد ) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة . فمن ذلك :
    قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ... الخ السورة ) .
    وقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة/163
    وقوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/73 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا
    وفي صحيح البخاري (7372 ) ومسلم ( 19 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ : " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ
    وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ )
    معنى: «الربوبية»:
    الربوبية صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، وهي مأخوذة من اسم الرب،
    معنى الرَّب: المالك والمتصرف والمدبر والسيد والمربي.
    قال ابن قتيبة: (ومن صفاته (الرب)، والرب المالك، يُقال: هذا رب الدار ورب الضيعة ورب الغلام؛ أي: مالكه،
    قال الله سبحانه: ارْجعْ إلى رَبِّك؛ أي: إلى سيدك.ولا يُقال لمخلوق: هذا الرَّبُّ؛ معرفاً بالألف واللام؛ كما يُقال لله، إنما يُقال: هذا رَبُّ كذا، فيُعرَّف بالإضافة؛ لأن الله مالك كل شيء. فإذا قيل: الرَّبُّ؛ دلَّت الألف واللام على معنى العموم،
    وإذا قيل لمخلوق: ربُّ كذا وربُّ كذا؛ نُسب إلى شيء خاص؛ لأنه لا يملك [شيئاً] غيره)

    ومعنى توحيد الربوبية:
    فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ،
    معنى: « إفراد الله بأفعاله»: هذا تعريف توحيد الربوبية في الشرع.


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    توحيد الالوهية
    توحيد الألوهية هو : إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان كما قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) النساء/36 ، ويمكن أن يعرف بأنه : توحيد الله بأفعال العباد . وسمي بتوحيد الألوهية : لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد المصاحب للمحبة والتعظيم .
    ويسمى توحيد العبادة لأن العبد يتعبد لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه .
    ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة ؛ لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين .
    وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ، ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب ، ومن أجله خلق الخلق ، وشرعت الشرائع ، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم ، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين .
    فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إدراك الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية عصمةٌ من الخطأ والزلل في المسائل العقديّة

    الفرق بين الإله و الرب في المعنى
    - فالاسم الأول - الإله -
    يتضمن غاية العبد ومصيره ومنتهاه وما خلق له وما فيه صلاحه وكماله وهو عبادة الله
    والاسم الثاني – الرب -
    يتضمن خلق العبد ومبتداه وهو أنه يربه ويتولاه
    مع أن الثاني يدخل في الأول دخول الربوبية في الإلهية
    والربوبية تستلزم الألوهية أيضا
    والاسم الرحمن يتضمن كمال التعليقين وبوصف الحالين
    فيه تتم سعادته في دنياه وأخراه
    ولهذا قال تعالى: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد:30] فذكر هنا الأسماء الثلاثة وربي والإله
    وقال: عليه توكلت وإليه متاب كما ذكر الأسماء الثلاثة في أم القرآن لكن بدأ هناك باسم الله ولهذا بدأ في السورة بإياك نعبد
    فقدم الاسم وما يتعلق به من العبادة
    لأن (الرب) هو القادر، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، العليم، السميع، البصير، المحسن، المنعم، الجواد، المعطي، المانع، الضار، النافع، المقدم، المؤخر، الذي يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى
    - اسم الله أدل على مقصود العبادة التي لها خلق الخلق
    ففاتحة دعوة الرسل الأمر بالعبادة
    قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21] وقال صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله))
    وذلك يتضمن الإقرار به وعبادته وحده فإن الإله هو المعبود ولم يقل حتى يشهدوا أن لا رب إلا الله فإن اسم الله أدل على مقصود العبادة له التي لها خلق الخلق وبها أمروا مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - 14/13
    ***
    الرب هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي
    وهذا الاسم أحق باسم الاستعانة والمسألة
    ولهذا يقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ [نوح:28]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23]، رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي [القصص:16]، ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا [آل عمران:147]، رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] فعامة المسألة والاستعانة المشروعة باسم الرب
    مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - 14/13
    - إقرار الخلق بالله من جهة ربوبيته أسبق من إقرارهم به من جهة ألوهيته
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ولما كان علم النفوس بحاجتهم وفقرهم إلى الرب قبل علمهم بحاجتهم وفقرهم إلى الإله المعبود وقصدهم لدفع حاجاتهم العاجلة قبل الآجلة كان إقرارهم بالله من جهة ربوبيته أسبق من إقرارهم به من جهة ألوهيته وكان الدعاء له والاستعانة به والتوكل عليه فيهم أكثر من العبادة له والإنابة إليه ولهذا إنما بعث الرسل يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له الذي هو المقصود المستلزم للإقرار بالربوبية وقد أخبر عنهم أنهم لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وأنهم إذا مسهم الضر ضل من يدعون إلا إياه وقال وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فأخبر أنهم مقرون بربوبيته وأنهم مخلصون له الدين إذا مسهم الضر في دعائهم واستعانتهم ثم يعرضون عن عبادته في حال حصول أغراضهم وكثير من المتكلمين إنما يقررون الوحدانية من جهة الربوبية وأما الرسل فهم دعوا إليها من جهة الألوهية وكذلك كثير من المتصوفة المتعبدة وأرباب الأحوال إنما توجههم إلى الله من جهة ربوبيته لما يمدهم به في الباطن من الأحوال التي بها يتصرفون وهؤلاء من جنس الملوك وقد ذم الله عز وجل في القرآن هذا الصنف كثيرا فتدبر هذا فإنه تنكشف به أحوال قوم يتكلمون في الحقائق ويعملون عليها وهم لعمري في نوع من الحقائق الكونية القدرية الربوبية لا في الحقائق الدينية الشرعية الإلهية وقد تكلمت على هذا المعنى في مواضع متعددة وهو أصل عظيم يجب الاعتناء به
    مجموع الفتاوى لأحمد بن عبد الحليم ابن تيمية - 14/14

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •