تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الادلة العقلية التى اشتمل عليها القرآن الدالة على توحيد الالوهية والربوبية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الادلة العقلية التى اشتمل عليها القرآن الدالة على توحيد الالوهية والربوبية

    أدلة القرآن دالة على أن العقل يعلم حسن التوحيد وقبح الشرك
    قال جل وعلا:
    ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
    وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ
    هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [النحل: 75-76]،
    ففيها مثلان؛
    فالمثل الأول: مثل الكافر والمؤمن –
    والثاني: مثل ضربه الله ليبين عدم استحقاق غيره للعبادة بضعفه وعدم قدرته، وعدم فهمه وعقله. وأما الله سبحانه فهو الذي يأمر بالعدل وهو التوحيد .
    وقال تعالى:
    ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 29]
    وهذا مثل ضربه الله للمشرك الذي يعبد آلهة شتى،
    وللموحد الذي يعبد إلهاً واحداً وهو الله لينبه على قبح الشرك وحسن التوحيد .
    الثاني: ما أقامه الله من الأدلة العقلية لاستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له كتفرده بالخلق والتدبير والرزق... وعدم استحقاق غيره لذلك...
    فلو لم يكن فيما أقامه من أدلة عقلية فائدة لاكتفى بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك دون أن يلزمهم باعترافهم بتوحيد الربوبية ليقروا بتوحيد الألوهية. ...
    وما أبقاه الله من أدلة عقلية يراها ويسمعها الناس تدل على قبح الشرك من إهلاكه عاداً وثمود وإنجائه للموحدين:
    كما قال: وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ [العنكبوت: 38].
    وما ذكره بعد إهلاكه للمشركين وإنجائه للموحدين بقوله:
    إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء: 8-9]
    والآية هي العلامة الدالة على ما هي علامة له،
    فهذا الخبر متضمن لدليل عقلي وهو:
    لو كان ما عليه المشركون صحيحاً لما أهلكهم الله، ولو كانت عبادة الآلهة التي عبدت دون الله صحيحة لنفعت أصحابها بكف العذاب ودفعه.
    وقال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام:
    أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 87-86]
    أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 95-96]
    فخطاب إبراهيم عليه السلام لقومه خطاب عقلي وهو:
    ما ظنكم بربكم إذا لقيتموه يوم القيامة وقد عبدتم غيره أن يفعل بكم،
    وما ظنكم به من ظن السوء حتى عبدتم غيره! مع أن الأصنام التي عبدوها لم تدفع عن نفسها ضراً إذ قام بتحطيمها،
    وهي كذلك مخلوقة مربوبة مثل من يعبدها بل أقل شأناً!
    فكيف يستقيم عقل من يعبدها!.
    وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    (فهذا كله يبين قبح ما كانوا عليه قبل النهي
    فلولا أن حسن التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وقبح الشرك ثابت في نفس الأمر معلوم بالعقل لم يخاطبهم بهذا إذ كانوا لم يفعلوا شيئاً يذمون عليه) .
    ويؤكد هذا ما جاء في القرآن بعد ضرب الأمثلة وإقامة الأدلة من مخاطبة العقول بقوله:
    كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
    وهذه الآية جاءت بعد مثل ضربه الله عز وجل ليبين أنه أولى بالتنزيه عن الشركاء من الأسياد من البشر في عدم رضاهم بمشاركة مماليكهم لهم في حقهم
    فقال: ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم: 28].
    الثالث: مطالبة الله المشركين بالدليل العقلي والسمعي على شركهم:
    وفي ذلك يقول الله تعالى:
    قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ
    اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الأحقاف: 4]
    قال ابن القيم:
    (فطالبهم بالدليل السمعي والعقلي) .
    فمطالبته إياهم بالدليل العقلي وهو في قوله:
    أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ دليل على أن العقل يعلم بطلان صرف شيء من العبادة لغير الله،
    إذ العابد إنما يرجو ممن يعبده نفعاً أو دفع ضر عنه – والذي لا يخلق ولا يملك شيئاً لا استقلالاً ولا شركة ضعيف فقير عاجز لا يغني شيئاً فلم يستحق أن يعبد.
    وأما العقاب على ترك التوحيد فهذا لا يكون إلا بعد ورود الشرع –
    كما قال ابن القيم:
    (إن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر إلى حين ورود الشرع
    كما دل عليه قوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء: 15]
    وقوله: كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا.. [الملك: 8-9] وقوله:
    وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص: 59]
    وقوله: ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ [الأنعام: 131]
    فهذا يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل وأنه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم.)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فينبغي أن يعلم أن استحقاق العباد للعذاب بالشرك فما دونه مشروط ببلاغ الرسالة في أصل الدين وفروعه)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الادلة العقلية على توحيد الالوهية

    ومن الأدلة العقلية على توحيد الربوبية والالوهيه في القرآن الكريم :
    قوله تعالى:
    { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون }
    وهذا التقسيم المنطقي يخاطب العقل البشري بالقول
    إن ما ترون من خلق السموات والأرض والنجوم والمجرات
    وهذا الخلق العظيم المتسع إما أن يكون خُلِقَ من عدم أي من لاشيء، أو أن هذا الكون خَلَقَ نفسه بنفسه، ولا شك في بطلان هذين الاحتمالين،
    فالعدم لا يخلق، والمخلوق لا يخلق نفسه،
    فلم يبق إلا الاحتمال الثالث، والذي ترك الحق سبحانه ذكره لوضوحه وجلائه،
    ولكي يصل إليه الإنسان بقليل من التأمل والتفكر،
    وهو أن لهذا الكون خالقا ورباً وإلهاً،
    وقد يقال: إن هذا الاحتمال وإن تعين إلا أنه لا يتعين في حق الله تعالى،
    فقد يكون الخالق غيره، مما لم نره ولم يرسل لنا رسولاً،
    فيقال:
    لو كان هذا الفرض صحيحاً لكان ما تدعونه إلهاً ناقصاً، فهو يرى خلقه يعبدون سواه، ويرى غيره يدعي ما هو مختص به ثم لا يحرك ساكناً، ولا يفعل شيئاً تجاه هذا الإله،
    وهل هذا إلا نوع من العجز أو الإهمال وهي صفات لا تليق بالإله الحق،
    ثم يقال: من أين عرفتم عن هذا الإله إذا لم يرسل رسله، ولم ينزل كتبه، ولم يعرِّف بنفسه،
    وهل هذا سوى محض توهم، وليس من دليل علمي يسنده،
    فعلام نترك ما قام الدليل على وجوده إلى ما نتوهم وجوده ؟
    و قوله تعالى:
    { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون }(المؤمنون:91)
    وهذه الآية اشتملت على ما يسميه العلماء دليل التمانع:
    ومعناه أنا لو فرضنا مع الله آلهة أخرى فهي:
    إما أن تسلّم له بالألوهية أو تنازعه إياها،
    فالفرض الأول يلغي ألوهيتها إذ الخاضع مألوه وليس إلهاً،
    وإما أن تنازعه ملكه وسلطانه فيظهر أثر هذا التنازع في الكون في مغالبة الآلهة، وذهاب كل إله بما خلق، بحيث ينفرد كل واحد من الآلهة بخلقه، ويستبدّ به،
    ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزاً عن ملك الآخرين ،
    ولغلب بعضهم بعضاً كما ترون حال ملوك الدنيا حيث ممالكهم متمايزة، وهم متغالبون،
    وحين لا ترون أثراً لتمايز الممالك ولتغالب الآلهة،
    فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء .
    ولو قال قائل:
    إن نوعاً من التوافق تم بين الآلهة،
    فانفرد كل إله بما خلق دون شقاق أو تنازع،
    لكان في ذلك أيضا أعظم الأدلة على بطلان ألوهيتهم،
    ذلك أن كل إله سوف تكون ألوهيته ناقصة في حق الطائفة التي لم يخلقها،
    وهذا يفضي إلى نقص في كل من الآلهة، وهو يستلزم المحال لأن الإلهية تقتضي الكمال لا النقص
    وثمة أمر آخر وهو أن تصير مخلوقات بعض الآلهة أوفر أو أقوى من مخلوقات إله آخر بعوارض تقتضي ذلك كما هو المشاهد في اختلاف أحوال مخلوقات الله تعالى الواحد ،
    فلا جرم أن ذلك يفضي إلى اعتزاز الإله الذي تفوقت مخلوقاته على الإله الذي تنحط مخلوقاته، وهذا يقتضي أن يصير بعض تلك الآلهة أقوى من بعض،
    وهو مناف للمساواة في الإلهية .
    وأمر آخر وهو ضرورة أن يتمايز خلق كل إله عن غيرهم تمايزاً إما في المكان، أو في الزمان، أو في المعرفة، والخلق لا يشهدون هذا التمايز فدل على عدم وجوده .
    و قوله تعالى:
    { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }(الإسراء:42)
    وفي تفسير هذه الآية وجهان:
    الوجه الأول:
    أن من شأن أهل السلطان في العرف والعادة أن يتطلبوا توسعة سلطانهم، ويسعى بعضهم إلى بعض بالغزو، ويتألّبُوا على السلطان الأعظم ليسلبوه ملكه أو بَعضه، وهذا التفسير تأكيد للتفسير السابق .
    الوجه الثاني:
    أن الكفار كانوا يقولون:
    { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }(الزمر: 3 )
    فقال الله:
    لو كانت هذه الأصنام كما تقولون من أنها تقربكم إلى الله زلفى لطلبت لأنفسها أيضاً قربة إلى الله تعالى وسبيلاً إليه، ولطلبت لأنفسها المراتب العالية والدرجات الشريفة والأحوال الرفيعة، فلما لم تقدر أن تتخذ لأنفسها سبيلاً إلى الله فكيف يعقل أن تقربكم إلى الله . ثم إن طلبها القرب من الله وابتغاء السبيل إليه يخرجها عن كونها آلهة، لأن من خصائص صفات الإله استغناؤه عما سواه، وهذه الآلهة المزعومة محتاجة غير مستغنية فكيف يقال بألوهيتيها ؟!!
    قوله تعالى:
    { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }( الأنبياء:22)،
    ومعنى الآية أننا لو فرضنا وجود آلهة غير الله لأدى ذلك إلى فساد العالم، حيث يتنازع الملك آلهة مختلفون متضادون فيؤدي ذلك إلى فساد العالم وخرابه .
    وهذه الآية كسابقتها في إثبات دليل التمانع،
    كما أنها تؤكد على انتظام أمر الكون من عرشه إلى أصغر ذرة فيه، والتركيب لكل جزء من أجزاء هذا الكون، وارتباط أنواع الكائنات كل واحد بالآخر يكشف عن أن الجزء والكل مخلوقان لخالق واحد عليم قدير حكيم .
    فتركيب الذرة الواحدة من نواتها وما يدور حولها إلى تركيب الشمس والكواكب والمجرات، يكشف عن أن خالق الذرة والشمس والمجرة واحد
    { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم }
    { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون }.
    فهذه بعض أدلة التوحيد العقلية التي اشتمل عليها القرآن الكريم،
    وهي أدلة واضحة جلية، يفهمها كل عاقل، ويخضع لها كل منصف، فالله هو من أرسل الرسل، وأنزل الكتب، لبيان التوحيد وبيان وجوب عبادته، وأما هذه الأصنام والأوثان والكواكب التي تعبد من دونه والتي تحمل صفات حدوثها، فلم ترسل رسلاً، ولم تنزل كتباً، فمن أين يستدل على ألوهيتها ؟!! والكون كله يشهد بتوحيده سبحانه، ولو كان هناك إله أو آلهة غير الله لرأيت آثارها وأفعالها ولحدث التنازع بينها، وأدى ذلك إلى اختلال في الكون كله، فهذا يحيي وذاك يميت، وهذا ينزل المطر، وذاك يمنعه، وهذا يعز وذاك يذل، فأي إرادة سوف تسير الكون مع وجود آلهة متعددة ؟!!.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •